ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Thursday, February 25, 2010

استشهاد القديس كبريانوس الأسقف والقديسة يوستينه

استشهاد القديس كبريانوس الأسقف والقديسة يوستينه

استشهد القديس الجليل كبريانوس و القديسة يوستينة . كان كبريانوس كافرا وساحرا ، تعلم السحر ببلاد المغرب حتى فاق في أترابه . ثم حمله الغرور بمقدرته أن يذهب إلى إنطاكية ليتحدى من فيها من السحرة ويفتخر عليهم بعلمه ولما وصلها شاع ذكره . وبلغ مسامع شاب من أولاد أكابرها ، كان قد هوى شابة مسيحية عذراء تدعى يوستينة . كان قد رآها إثناء ذهابها إلى البيعة . فالتهب قلبه بحبها . ولكنه لم يبلغ منها مأربه لا بالمال ولا بالتهديد ولا بالسحر ، فقصد ذلك .الساحر وشكا له حاله لعله يستميل قلب يوستينة إليه ويبلغ منها مراده . فوعده كبريانوس ببلوغ أمله . . ثم استعمل كل أساليب سحره فلم يفلح . لأنه كلما أرسل إليها قوة من الشياطين يجدونهأ قائمة تصلى فيعودون بالخيبة . ولما عجز ، دعا الشياطين وقال لهم : ان لم تحضروا إلى يوستينة أعتنق المسيحية. فاستنبط كبير الشياطين حيلة يخدعه بها ، وذلك أنه أمر أحد جنوده أن يتزين بزيها ويظهر في صورتها ويأتيه . ثم سبق فاعلم كبريانوس بمجيئها . ففرح وظل يرقبها . وإذا بالشيطان المتشبه بها قد دخل إليه . ففرح كبريانوس وقام ليعانقها . ولعظم ابتهاجه بها قال لها : مرحبا بسيدة النساء يوستينة ، فعند ذكره اسمها فقط انحل الشيطان المتشبه بها وفاحت منه رائجة كريهة . فعلم كبريانوس أنها خدعة من الشيطان الذي لم يستطع أن يقف قبالة ذكر اسمها ، فقام لوقته وأحرق كتبه ، وتعمد من بطريرك إنطاكية الذي البسه لباس الرهبنة . وبعد ذلك رسمه شماسا فقسا ولما تقدم في الفضيلة وفى علوم البيعة جعلوه أسقفا على قرطاجنة وأخذ القديسة يوستينة وأقامها رئيسة على دير للراهبات هناك ولما إجمتع المجمع المقدس بقرطاجنة كان هدا القديس أحد المجتمعين في. ولما علم بهذا الملك داقيوس استحضرهما وطلب منهما التبخير للأصنام ولما لم يطيعاه عاقبهما عقوبات كثيرة وأخيرا ضرب عنقيهما بحد السيف . صلاتهما تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا . امين .
ملحوظه
وهناك خلط بين القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة وقديس آخر كان في إنطاكية كان ساحرا قبل تعميده ، ولعل ذلك الخلط مصدره القديس غريغوريوس النزينزي في مقالته
اذكرونى فى صلاتكم
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

قصة حياة أبونا بيشوي كامل (حامل الصليب)

قصة حياة أبونا بيشوي كامل (حامل الصليب)

ولد في قرية دسونس أم دينار في دمنهور في يوم 6 ديسمبر سنة 1931 من أبوين تقيين ، و كان ترتيبه الرابع بين ستة اخوات.
حصل على بكالوريوس العلوم سنة 1950 بتقدير جيد ثم التحق بكلية الأداب سنة 1951 و حصل على ليسانس أداب قسم فلسفة بدرجة جيد ، و بعد ذلك نال دبلوم معهد التربية و علم النفس سنة 1954 بتقدير ممتاز و كان الأول على دفعته.
التحق بالكلية الاكليريكية سنة 1953 و اتم دراسته بها سنة 1955و حصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتيه.
بدأخدمته في مدارس الأحد بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك أثناء دراسته الجامعية سنة 1948 ، و بدأها بغيرة و نشاط و اختاروه أمينا لخدمة فرع المرقسية بكنيسة السيدة العذراء سنة 1951.
في 18 نوفمبر سنة 1959 وضع قداسة البابا كيرلس السادس على رأسه صليب الخدمة الكهنوتية .
في 19 نوفمبر سنة 1959 الساعة 12 مساءا كانت خطبته على تاسوني أنجيل .
و في مساء الثلاثاء 21نوفمبر 1959تم زواجه و حضر الاكليل تسعة من الاباء المباركين ، و بعدها عاش الزوجين حياة البتولية .
يوم الاربعاء 2 ديسمبر 1959 تمت رسامته كاهنا على مذبح كنيسة مارجرجس اسبورتنج و قام بالرسامة نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية المتنيح .
كان محبوبا جدا من جميع الناس و كانت خدمته ناجحة و مثمرة جدا . كان دائما يقول أن الافتقاد الناجح إذا استطعت أن تتعرف على عائلة جديدة أو أكثر كل اسبوع و أن كمال الافتقاد هو أن تعرف كل شعب الكنيسة . كان يلقب بصائد النفوس و ذلك لانه كان لا يهدأ إذا حاول عدو الخير اقتناص شخص ليبعده عن حظيرة الخراف . فكان يجمع الكهنة في بيته أو في الكنيسة و يصلوا صلاة طويلة و يقيم قداسات كثيرة و يضع المشكلة على المذبح و كان لايهدأ إلا إذا رجعت الحالة الى الحظيرة .
لم يكن إهتمامه قاصرا على الأطفال و الشباب فقط بل امتد الى الشيوخ و المسنين فكان يقيم لهم اجتماعا كل ثلاثاء و تحول الاجتماع بعد ذلك الى درس كتاب.
نال رتبة القمصية في 4 نوفمبر سنة 1969.
اصيب بمرض السرطان اللعين و لكنه كان يطلق عليه مرض الفردوس و كان في غاية السعادة بهذا المرض و اختارته السماء بعد خدمة جليلة و وضعته في صفوف الغالبين بعد رحلة قصيرة مملوءة بالأعمال الصالحة في 21 مارس سنة 1979

بـــركــــــة صــــــلاتــــة تــــكــــــون مـــــــع جــــميـــــعنا
اميــــــــــــــــــــــــــــن
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

القديس بيصاريون الكبير

القديس بيصاريون الكبير

وُلد القديس بيصاريون (Bessarion) من أبوين مسيحيين فى القرن الرابع ، وقد أحب الحياة الملائكية منذ صباه فشعر بتغربه عن العالم، وبقي هذا الشعور ملازمًا له كل أيام غربته. انطلق أولاً إلى الأنبا أنطونيوس الكبير حيث مكث زمانًا تحت تدبيره، ثم جاء إلى القديس مقاريوس يتتلمذ على يديه، وأخيرًا هام في البرية كطائرٍ غريبٍ لا يملك شيئًا ولا يستقر في موضع، منتظرًا راحته الأبدية.
لم يكن له سوى ثوب خشن واحد , وقد عمل معجرات كثيره منها تحويل ماء البحر المالح لماء حلو شرب منه تلميذاه يوحنا ودولاس , كما شفى مجنوناً.
تعتز الكنيسة في الشرق والغرب بهذا الأب العجيب فتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 25 مسرى
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

الشهيد برلعام

الشهيد برلعام

كان بر لعام فلاح قروي بسيط من منطقة الكبادوك ، وكان يحيا حياة بسيطة جدا ولكن يملاها الإيمان والثقة في سيده وفاديه المسيح .وإذ اشتعلت نيران الاضطهاد من قبل الإمبراطور دقلديانوس ألقى القبض عليه ومعه عدد كبير من المسيحيين وقيدوهم وساقوهم أمام الولاة . فوقف بر لعام أمام القاضي الذي بدا يسأله عن اسمه وعمله وعقيدته . وكان القاضي يستهزئ به لأنه رجل امى جاهل ، ولما وجده ثابتا على إيمانه هدده بالعقوبات ، فلم يهتز !! فأمر بتمزيق جسمه بمخالب حديدية ولكنه أصر على إيمانه بالمسيح . فصاروا يسلخون جسده ويبترون من جسمه ، ولكن مع هذا زاد إيمانه ورجاؤه بالمسيح !! وليس هذا فقط ولكن نتيجة ثباته أمام العذابات ثبت المسيحيين الذين قبض عليهم معه وشجعهم على الاستشهاد .. وأخيرا أخزوه إلى معبد الأوثان لكي يقدم البخور لآلهتهم . فوضعوا البخور في يديه ومدوا يده على النار حتى تحترق ويسقط منها البخور ، فيحسب أمام الحاضرين انه قدم بخورا للآلهة . أما هو فتحمل النار وترك يده على اللهب دون أن يحركها !!فاندهش الحاضرين أمام هذا المنظر . ولكن بعد فترة من وقوفه أمام النار سقط على الأرض في حالة إعياء شديد واسلم الروح مفضلا أن يقدم حياته ذبيحة ليسوع عن أن يقدم بخورا ذبيحة للآلهة الوثنية . ونعيد له يوم 19 نوفمبر .
"اختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء . واختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء " (متى 23:10)
بركة صلاته تكون معنا . آمين
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

الشهيدة جوليا

جوليا الشهيدة
نشأتها وُلدت جوليا - التي يعني اسمها بهيجة أو بهجة - في مدينة قرطاجنة (تونس) في شمال أفريقيا من والدين مسيحيين غنيين في الروحيات والجسديات، فقد كانا من أثرياء بلدتهما، ويمتلكان من الأراضي والخدم والممتلكات الشيء الكثير. لم تغرِهم الأرضيات عن اقتناء الفضائل الروحية، ولم ينسيا فقراء بلدتهم، بل كانا يعطفان عليهم. وقد اختارا لجوليا معلمين مسيحيين قديسين، فحفظت المزامير، وواظبت على قراءة الكتاب المقدس وحضور القداسات. أسرها دخل هونريكس ملك الفنداليين الأريوسي مدينة قرطاجنة، وفتك بالأرثوذكس، لاسيما أغنياءهم وشرفاءهم، واستأسرهم ونساءهم وبنيهم. وهدم رجاله ما وجدوه، وسرقوا الأموال وسَبَوا الصبيان والبنات، ومن بينهم كانت جوليا. عرضوا المسبيين للبيع في سوق الرق، فاشترى جوليا رجل سوري وثني يدعى أوسابيوس، أخذها وسار بها إلى سوريا. وهكذا وجدت جوليا نفسها تخدم رجلاً وثنيًا بعد أن كانت تخدمها خادمات كثيرات، وصارت عبدة بعد أن كانت حرة، لكنها تذكرت كلام بولس الرسول: "أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد، بخوفٍ ورعدةٍ في بساطة قلوبكم كما للمسيح، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح، عاملين مشيئة الله من القلب، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس، عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدًا كان أم حرًا (أف5:6-9). فصارت تخدم سيدها بفرحٍ، ثم تختلي في حجرتها لتصلي وتسبح. رأى أوسابيوس ذلك في جوليا فاحترمها وقدَّرها واعتبرها كنز بيته وبركة منزله، كثيرًا ما كان يقول: "إنني اختار أن أفقد كل مالي ولا أخسر أمتي جوليا". استطاعت القديسة أن تمارس عبادتها في حرية جهارًا، ولم يمنعها عن ذلك سيدها، فكانت تقرأ في الكتاب المقدس يوميًا وتمارس الصوم والتقشفات الجسدية بكل حرية، وفي كل هذا لم تتوانَ عن خدمة سيدها بكل إخلاص. وقد حافظ هو على عفة عبدته ولم يمسها بسوء، فكانت قدوة في كل أمورها حتى مدح فضيلتها كل من رآها ومدحوا ديانتها وكرموا إلهها. غير أن جوليا كانت تضع أمام عينيها أنه في يومٍ ما سوف يُعرَض عليها السجود للأوثان واعتناق ديانتهم، فوضعت أمام عينيها صورة ربنا يسوع المسيح المصلوب من أجل العالم، واعتقدت في نفسها أنها سوف تقدم نفسها ودمها من أجله. استشهادها أراد أوسابيوس السفر إلى جزيرة كورسيا التي كان أهلها لازالوا وثنيين، فأخذ معه جوليا مع كثيرٍ من أعوانه لتقوم بخدمته. وعندما رست السفينة عند شاطئ الجزيرة نزل أوسابيوس مع قوم من خدامه ودخل هيكل الأوثان، أما جوليا فمكثت في السفينة وأخذت تسجد وتصلي للسيد المسيح أن يحفظها من كل دنس ويثبتها ويؤازرها في وسط هؤلاء الوثنيين. وبينما هي تسجد وتصلي وتبكي من أجل عمى قلوب الوثنيين، دخل إلى السفينة خدام أمير الجزيرة فيليكيوس ليروا بضاعة أوسابيوس، فوجدوا القديسة على هذه الحال. سألوا الملاحين عن هذه الفتاة، ولماذا لم تدخل معبدهم، فأجابوهم أنها أسيرة أوسابيوس التاجر، وهي تدعى مسيحية وتستهزئ بعبادة الأوثان. ذهب هؤلاء الخدم إلى أميرهم واخبروه بما سمعوا، فاستحضر الأمير أوسابيوس وسأله عن جوليا، فأجابه قائلاً: "إنها عذراء مسيحية فاضلة جدًا وعلى درجة من الإخلاص لا تساويها من الفتيات واحدة، لكن لم أستطع أن أستميلها لعبادتنا". قال له الأمير: "يجب عليك أن تُلزمها بإكرام آلهتنا أو تبدلها بأخرى وتبيعني إياها". أجاب أوسابيوس قائلاً: "لا أستطيع أن أفعل أحد هذين الأمرين، ولو قدمت لي كل أموالك فإنها عندي لا توازي ثمن هذه العبدة المسيحية، بل إني مستعد أن أخسر كل مالي ولا أدعها تخرج من عندي". فكر الأمير في حيلة ليخطف القديسة، فصنع وليمة عظيمة ودعا إليها أوسابيوس، ووضع أمامه من المأكولات والمشروبات الشيء الكثير حتى سكر وغاب عن وعيه، وأرسل فأخذ جوليا واستوقفها أمامه، وطلب منها أن تذهب إلى المعبد لتقدم الإكرام والسجود للآلهة: واعدًا إياها بإطلاق سراحها بعد ذلك. أجابته القديسة قائلة: "إني مادمت أخدم سيدي وإلهي يسوع المسيح فأنا حرة، ولست أعرف على الأرض سواه ولا يوجد إله غيره، أما آلهتك فلا أعرفها ولا أعبدها، بل أرفضها من كل قلبي، لأنها ليست إلا أصنامًا لا تسمع أو حيوانات لا تنطق". غضب الأمير وأمر أن تُعلق من شعرها فعُلِّقَت وشرع الجلادون يضربونها بالعصي حتى كادت تموت، أما هي فكانت لا تسكت عن قولها: "يا ربي يسوع المسيح أعني". خاف الأمير أن ينتبه أوسابيوس من نومه ويخلصها من يديه، فأمر أن تُسمر على الصليب لتموت مصلوبة، فصارت تهتف قائلة: "لتكن مباركًا يا إلهي وسيدي يسوع المسيح الذي أهَّلتني أن أموت مثلك ومن أجلك مصلوبة على خشبة الصليب. أسألك يا إلهي بحق دمك الطاهر الذكي أن تنظر بعين رحمتك إلى هذا الشعب الجالس في ظلام الموت، وتغفر لهم وتنير عليهم بنور الإيمان بك". صلبوها على خشبة، وماتت متأثرة بجراحها ونزيف دمها. انتبه أوسابيوس وأدرك ما حدث فحزن حزنًا شديدًا على ما حدث، لكنه لم يستطع أن يفعل شيئًا. شعر الذين صلبوها بخوفٍ شديدٍ فتركوها. وفي أثناء ذلك ظهر ملاك الرب لمجموعة من المتوحدين الأتقياء في جزيرة مجاورة تدعى غرغونا، وأخبرهم أن يذهبوا إلى جزيرة كورسيكا ليأخذوا جسد الشهيدة القديسة. حضروا إلى الجزيرة واخذوا الجسد بكل احترام، وتحققوا سيرة هذه الشهيدة العفيفة من ذلك الرجل الغني ونقلوها إلى ديرهم، وكان ذلك في الثاني والعشرين من شهر مايو سنة 439 م. وفي القرن الثامن نُقِل جسدها إلى البندقية بإيطاليا وبُنِيت كنيسة على اسمها، وتعيِّد الكنيسة الغربية بتذكار استشهادها في 22 مايو. الشهيدات فيفيان، كريستين، جوليا، جوليت، أوجيني.

بــركــــــــــة صـــلاتــــها تــكــــــــون مـــــــع جميــــــعنا
اميــــــــــــــن
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

مديح الملاك مخائيل

مديح الملاك مخائيل

1- السلام لك يا ميخائيل رئيس جند السموات

ملاك السلام و التهليل خادم رب القوات

2- البسك حلة و اكليل شرفك باعلي الدرجات

و سماك ميخائيل تفسيره عظيم القوات

3- قلدك بسيف النقمة و ملاك حكمة ورحمة

و أعطاك بوق النعمة في القيامة و الزحمة

4- ملاك الله قدرة و أعطاك سيفا من نار

و وهبك عزم و نصرة صاحب سطوة و مقدار

5- صرعت سطانائيل من اعلي مرتبته

أسكنته وطن الويل والي الأرض طرحته

6- جعلت الجحيم مثواه و عساكره قدامه

و طعامه النار جواه و لا تمحي أجرامه

7- رياسته و مرتبته عساكرك ملكوها

و جلست علي تخته طغماتك زانوها

8- جميع جند الشياطين يصيرون من اسمك فزعين

حين نقول يا ميخائيل يولون منكسرين

9- سلامي عليك دايما يا مدبر كل الجهات

يا ولي سر النعمة يا رئيس كل الطغمات

10- صنعت عجائب شتي مع البار دروثيؤس

و آمراته تاؤبسته و افوميه و ارسترخس

11- السلام لك يا ميخائيل يا من بشفاعتك

قد أغنيت المسكين الراجي طلباتك

12- جميع كل عظامي تصيح النهار و الليل

و أنا بطول أيامي أقول يا ميخائيل

13- السلام لك يا ميخائيل يا صاحب الصيت الفاخر

يا معظم بالتبجيل ذو العجب الباهر

14- السلم لك يا ميخائيل يا معونة للمساكين

يا قوة لكل هزيل يا شفيع في المخلوقين

15- السلام لك يا ميخائيل صانع كل عجائب

في الشعوب المسيحيين مانع كل مصائب

16- السلام لك يا ميخائيل يا شفيع في المخلوقات

الطالب عن مياه النيل و الزراعات و الثمرات

17- تفسير اسمك في أفواه كل المؤمنين

الكل يقولون يا اله الملاك ميخائيل أعنا أجمعين

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

انا ايضا خدام

انا ايضا خدام

حدث عند خروج البابا كيرلس من باب الكاتدرائية بالسيارة أنه رأى فتاه صغيرة تبكى بجانب الباب ، فأمر السائق أن يوقف السيارة ، ونزل البابا بنفسه من السيارة وذهب إلى الفتاه وسألها لماذا تبكين ؟ فأجلبت الفتاة أن أصدقائها يعيرونها لأنها خدامة فى المنازل ولا يدعونها لتلعب معهم ، فنظر لها البابا وقال :
" وده فيه إيه .. مانا أيضاً خدام !!! "
فنظرت له الفتاة بدهشة ، فقال لها أنا خدام للرب يسوع فى بيته ، هل تريدى ان تصبحى خادمة له مثلى ؟
ففرحت الفتاة جداً ، وأخدها البابا لتعمل بأحد الخدمات بالكاتدرائية .
بركة صلوات البابا كيرلس تكون معنا
آمين
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

القديس اغاثون العمودى

هبنته ولد بمدينة تانيس بجزيرة ببحيرة المنزلة من أبوين تقيين خائفين الله، محبين للصدقة والعطاء، وكان قلبه يشتعل بحب الرهبنة لتكريس كل طاقاته للعبادة. وإذ بلغ خمسة وثلاثين عامًا سيم قسًا، فلازم الكنيسة، خادمًا شعب الله بكل محبة، لكن بقي قلبه ملتهبًا بالحياة والتأمل والرغبة في الرهبنة. وهبه الله سؤل قلبه فانطلق من المدينة إلى مريوط، ومنها إلى الإسقيط، فتتلمذ على جماعة من الآباء القديسين أبرام وجاورجي. أقام هناك ثلاث سنوات، فأحبه الجميع وأدركوا قوة روحه وفضائله. صلى عليه الأنبا يؤانس قمص شيهيت ومعه جماعة من القديسين ثلاثة أيام متوالية وألبسوه الإسكيم الملائكي، فصار يجاهد بالأكثر في حياته النسكية، بأصوام وصلوات بلا انقطاع. انطلاقه إلى سخا اشتاق أن يتمثل بالقديس سمعان العمودي، فاستشار الآباء بالبرية الذين استصوبوا رأيه، وصلوا من أجله، حيث انطلق من البرية إلى نواحي سخا في كنيسة صغيرة، فبنى له المؤمنون مسكنًا شبه عمود صعد إليه. كان بقلبه المتسع حبًا وبنفسه النقية يخدم الشعب، بصلواته وإرشاداته، وقد وهبه الله عطية عمل الآيات، نذكر منها: 1. في أيامه ظهر إنسان به شيطان عنيد يضل الناس، فكان يجلس في الكنيسة وحوله الشعب يحمل سعف النخيل وأغصان الشجر؛ استدعاه القديس وصلى عليه وأخرج منه الشيطان. 2. ادعت سيدة أن القديس مارمينا يكلمها، وطلبت من الشعب أن يحفروا بئرًا على اسم مارمينا ليبرأ كل من يستحم فيها من مرضه. صلى القديس على المرأة فخرج الروح الشرير، ثم ردم المؤمنون البئر. 3. ادعى شخص إنه يخرج الشياطين، إذ كان يضرب من بهم أرواح نجسة فيسكتون إلى حين، مدعيًا أنه أخرج منهم الأرواح الشريرة. استدعاه القديس لكي يحضر فلم يطع، بل استرسل في طغيانه وكبرياء قلبه. وفي أحد الأيام إذ عبر الوالي به وكان حوله مجموعة من الذين سيطرت عليهم الأرواح الشريرة، صاروا يهينون الوالي ويشتمونه. استدعى الوالي هذا الرجل وأمر بتعذيبه حتى مات. وهكذا نال جزاء كبرياء قلبه وعدم طاعته. 4. ظهرت الشياطين للقديس أغاثون العمودي في شكل ملائكة ترتل له وتطوبه؛ أدرك خداعهم، ورشم عليهم علامة الصليب ففروا مغلوبين. عاش هذا القديس مائة عام، أقام 35 عامًا في العالم قبل الكهنوت، وخمس سنوات ككاهن بتانيس، 10 سنوات ببرية شيهيت، 50 سنة في مسكنه العمودي. وأخيرًا إذ مرض اجتمع حوله كثيرون فوعظهم، ثم صلى، وأسلم الروح بين دموع الكثيرين. تعيِّد له الكنيسة في 14 من شهر توت.
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

الشهيد شورة الصبى

شورة الصبى ....

كان هذا الصبي من قرية تدعى طناي ، ومقيما ببلدة شنشيف تبع مدينة أخميم ، وكان راعيا للغنم ، ولما وصل أريانوس الوالي إلى أخميم ، أرسل جنوده إلى كل مجاوراتها ليحضروا إليه المسيحيين لتنفيذ مراسيم ديوكلتيانوس وتوجه خمسة منهم إلى شنشيف ، فالتقوا بالفتى شورة وهو يرعى غنمه ، فسألوه " من أنت " أجابهم " أنا مسيحي" ... فأسرعوا خلفه ليقبضوا عليه ، ولكنه تمكن من الهرب فاغتصبوا خروفين من الغنم وحملوهما على خيولهم ... أما هو فرجع إليهم بعصاه واسترد الخروفين ولما عادوا إلى أخميم أخبروا الوالي بهذه القصة فأرسل الوالي وأحضر حاكم شنشيف ، وهدده بالموت إن لم يحضر هذا الراعي .

خرج الحاكم وجمع رؤساء البلدة وعرفهم بما جرى ... فخافوا لئلا يخرب أريانوس بلدتهم ... فأمسكوا شورة وأوثقوه وأتوا به إلى أخميم فطرحه الوالي في السجن حتى الصباح ، وفي السجن وجد جماعة من المسيحيين مقبوضاً عليهم فشجعوه .



وفي الغد قدم الصبي ليمثل أمام الوالي ، فسأله "ما اسمك" – أجابه "أنا راعي مسيحي ، من أهل طناي ، وساكن بشنشيف ، واسمي شورة" .. وبعد حوار لم يطل ، طلب إليه الوالي أن يرفع بخورا للألهة ، أما هو فكان رده "سوف لا أسمع لك ، ومهما أردت اصنع بي عاجلا"



وازاء هذه الجسارة أمر الوالي بتعذيبه : فرفعوه على الهنبازين وعصروه ، وأوقدوا نارا تحت قديمه ، وسلطوا مشاعل نحو جنبيه ، ووجهوا ناراً إلى رأسه ، وكان الوالي يظن أنه مات ، فلما علم أنه حي أمر أن يصب خل وملح على جراحاته ... أما هو فكان يحتمل بشكر وشجاعة ، ثم أعادوه إلى السجن وقف يصلي في السجن فظهر له ملاك الرب وعزاه وشجعه وأنبأه أنه سيتوج في اليوم التالي بإكليل المجد .



وفي اليوم التالي أحضر الوالي ساحرا ، وطلب إليه أن يفسد سحر شورة المسيحي ، فأجاب الساحر بجسارة " أنا أحل سحره وأفضحه" ... ثم عد كأس سم ، وناولها للصبي ليشربها ، فسقط الكأس من يده وانسكب ما فيه على الأرض ، فخرجت من الكأس أفاعي وسعت نحو الصبي ، أما هو فوطأها بقدميه ... تعجب الساحر وقال للوالي " ليس لي مع هذا الإنسان شأن ، لأنه قوي بإلهه" .



ولما رأى الوالي ثبات الصبي شورة ، أمر أن يذبح كشاه ويعلق على سور قريته لتنهش لحمه طيور السماء ... فنفذ فيه الجند هذا الحكم ، ونال إكليل المجد في العاشر من شهر كيهك .
رد باقتباس
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل


الروح القدس يطعمها جسد الرب ودمه ، يحافظ عليها ، ويحرسها من الشيطان، وإذا اتسخت فإنه ينظفها ويتوّبها * يبكت على خطية * ( يو 14 : 26 ) ، يعلّمها الصلاة * يشفع بصلوات لا ينطق بها * ويعلمها كل صفات المسيح : المحبة الطهارة والوداعة . * فإنه يأخذ مما للمسيح ويخبرها * ( يو 16 : 14 ) .
+يغرس فيها عود مر *حب للجهاد وشركة آلام يسوع* ويغرس عود لبان * الصلاة * . وشجر رمان * علامة الدم وحب الاستشهاد * .
+وهكذا حتى تصبح النفس البشرية ينبوع جنات بئر ماء حية ، وسيول لبنان
ولا يكف عن عمله ( الروح القدس ) الوديع حتى يجمل النفس جداً * فجملتِ جداً جداً * ( حز 16 : 13 ) . حتى تصبح هذه النفس ملكة فيزفها الروح بنفسه للعريس السماوى الذى أحبها واشتراها بدمه ولا يبخل الروح القدس لو وجد هذه النفس مستعدة أن يزينها بأكاليل استشهاد ، وإكليل المحبة ، وإكليل الطاعة ، وإكليل الصبر .. أكاليل وأكاليل .. إنه يجمل العروس فتصلح لمملكة الملك السماوى . ويشهد لها العريس قائلاً : * كلكِ جميلة يا حبيبتى ليس فيكِ عيبة * ( نش 4 : 7 ) .
+ أبونا بيشوى كامل +
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال البابا شنودة الثالث

ان الضيقة سميت ضيقة لان القلب ضاق عن ان يتسع لها اما القلب الواسع فلا يتضايق بشىء ...حقا ان القلب الكبير يفرح بكل شىء ويشكر الله على كل شىء ولايتضايق ابدا من شىء مهما كانت الامور
+++قداسة البابا شنودة الثالث+++

النفس القوية لا تقلق ولا تضطرب ، ولا تخاف ، ولا تنهار ، ولا تتردد . اما الضعيف فإنه يتخيل مخاوف وينزعج بسببها
+++قداسة البابا شنودة الثالث+++

إن الله يعطيك ما ينفعك وليس ما تطلبه ، إلا أذا ما تطلبه هو النافع لك ، وذلك لأنك كثيرا ما تطلب ما لا ينفعك
+++قداسة البابا شنودة الثالث+++


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال الانبا بيمن المتوحد


قانون الراهب أن يأتى باللوم على نفسه فى كل وقت + + + الانبا بيمن المتوحد + + + إذا اعتبرت نفسك أنك لا شئ. تستريح أينما حللت أو سكنت + + + الانبا بيمن المتوحد + + + الشئ الذى لا تقطعه عنك، سيبقى دائماً تنغيصاً لنفسك + + + الانبا بيمن المتوحد + + +
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال القديس اثناسيوس الرسول


الحسد يكسر رباط السلام الذي لربنا ويتعدي علي المحبة الأخوية
+ + + القديس أثناسيـــوس الرســــول + + +

يلزمنا أن نستعد للمعركة الروحية غير واضعين أمامنا سوي مجد الحياة الأبدية وإكليل الإعترف بالرب غير مهتمين بما سيقابلنا من عذابات
+ + + القديس أثناسيـــوس الرســــول + + +

ان كنا نتألم بسبب بغضة العالم فقد احتمل يسوع هذا
+ + + القديس أثناسيـــوس الرســــول + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

القداس يعطى الفرح للملائكة و للخطاة رحمة و الصديقين نعمة
+++ أبونا بيشوى كامل +++

القداس هو الطاقة التي بها نطّل على الأبدية
+++ أبونا بيشوى كامل +++

الصلاة في القداس الإلهي هي نوع من العطش و الجوع و نار حب لا تروى إلا بدم المسيح الشهي، و بجسده معطي الحياة
+++ أبونا بيشوى كامل +++
__________________
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال البابا شنودة الثالث

صدقوني إن جواز السفر الوحيد الذي تدخلون به لملكوت الله هو هذه الشهادة الإلهية : أنت ابنى
+++ قداسة البابا شنودة الثالث +++

لا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة لذلك في كل تجربة تمر بك قل : مصيرها تنتهي . سيأتي عليها وقت وتعبر فيه بسلام . إنما خلال هذا الوقت ينبغي أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك ، فلا تضعف ولاتنهار ، ولاتفقد الثقة في معونة الله وحفظه
+++ قداسة البابا شنودة +++

احفظ المزامير تحفظك المزامير
+++ قداسة البابا شنودة الثالث +++
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

بالصلاة الدائمة نكتشف عظمة غنانا بالمسيح ، و عظمة قوتنا بالمسيح ، و عظمة انتصارنا بالروح الساكن فينا ،
و تستعلن أمجاد الرب في ضعفنا البشري
" أبونا بيشوى كامل "

بالصلاة الدائمة نشبع من الله و نستعلن قوة الروح في ضعفنا،
فنمتلئ حبا و نشكر الله دائما لأننا نملك أقوى قوة فى حياتنا
" أبونا بيشوى كامل "

الصلاة الدائمة في وسط مشاغل النهار و هموم العمل و عثرات العالم تحفظ باب القلب مغلقا،
و تخلق فيه جنة مغلقة
" أبونا بيشوى كامل "
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

يا أبتاه.. كل المشاكل، كل التفكير في هموم العالم .. كل ما يسبب لي شرودا في الصلاة، أعطني أن أضعه بين يديك و أقول : لتكن مشيئتك
" أبونا بيشوى كامل "

ربى يسوع .. جبيني المملوء بالأفكار هو الذي يستحق إكليل الشوك، فأربط فكري بأشواكك المقدسة، و أعطني فكر المسيح
" أبونا بيشوى كامل "

يا أبتاه .. الآن أعطني أن أقرأ في كل حركة طول يومي، ما هي مشيئتك، و أتممها بأسرع ما يكون، و بفرح عظيم. عندئذ سأرى من حيث لا أدري إني في حضن أبي
" أبونا بيشوى كامل

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

يا أبتاه.. كل المشاكل، كل التفكير في هموم العالم .. كل ما يسبب لي شرودا في الصلاة، أعطني أن أضعه بين يديك و أقول : لتكن مشيئتك
" أبونا بيشوى كامل "

ربى يسوع .. جبيني المملوء بالأفكار هو الذي يستحق إكليل الشوك، فأربط فكري بأشواكك المقدسة، و أعطني فكر المسيح
" أبونا بيشوى كامل "

يا أبتاه .. الآن أعطني أن أقرأ في كل حركة طول يومي، ما هي مشيئتك، و أتممها بأسرع ما يكون، و بفرح عظيم. عندئذ سأرى من حيث لا أدري إني في حضن أبي
" أبونا بيشوى كامل

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

الصلاة هي حركة توبة و ارتماء في حضن الآب حيث يقع علينا و يعانقنا و يقبلنا
" أبونا بيشوى كامل "

يا رب اكشف عن عيني لكي أسهر وأصلي لأن عدوى أسد زائر يريد أن يفترسني. أسندني فأخلص
" أبونا بيشوى كامل "

يوستينا شابة صغيرة لكن بالصلاة الدائمة هي قوة الله اللانهائية
" أبونا بيشوى كامل "

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال القديس يوحنا ذهبى الفم

الصلاة هي مصدر وأساس لبركات لا تحصى هي قوية للغاية
الصلاة مقدمة لجلب السرور
+ + + القديس يوحنا ذهبى الفم + + +

على الإنسان أن يردد على الدوام صلاة "ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ"
+ + + القديس يوحنا ذهبى الفم + + +

ليكن أصحابك بالآلاف وكاتم أسرارك من الألـف واحد
+ + + القديس يوحنا ذهبي الفم + + +
__________________
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال الانبا موسى الاسود


ليست خطية بلا مغفرة الا التى بلا توبة
+ + + الانبا موسى الاسود + + +

صيانة الانسان ان يقر بافكاره و من يكتمها يثيرها عليه
+ + + الانبا موسى الاسود + + +

الجأ بنفسك الى الله فتستريح
+ + + الانبا موسى الاسود + + +
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

هل نحن مستعدون

هل نحن مستعدون

جائنى اتصال تيلفونى اليوم فى الساعه التاسعه من اخى فرددت عليه وانا قلبى ينبض

ولا اعلم لماذا وكانت المفاجأه ان احد جيرنا الساكن بمنزلنا قد انتقال الى السماء

فكان ردى متى ... ؟؟ قال لى انه توفى الساعه السادسه بعد ان تناول فطاره وشرب الشاى ونزل ليذهب الى عمله وقع فى الشارع على بعد خطوات من المنزل التف حوله الجيران وحمله وذهبوا به الى المستشفى وبعد الكشف قال لهم الدكتور الباقيه فى حياتكم خذوه وروحوه الى منزله فهو لم يمرض بل كان بصحه جيده

شعرت بأحساس غير ملئ وجدانى ماهى الحياه والى اين تأخذنا كان بصحه عافيه وذاهب الى عمله ولكن فى لحظه اراد الله استرداد وديعته ولكن السؤال الذى اثار تفكيرى هل نحن على استعداد لاسترداد ربنا لودعته

كل منا يسارع فى الحياه من منا يصارع للحصول على القوت اليومى

ومن منا يصارع للحصول على اعلى المناصب والعربيات الفرها وهناك من يصارع لأثبات ذاته بأى طريقه ممكنه حتى ولو كانت على حساب الاخرين ولكن هل سألنا انفسنا من قبل ماذا سنأخذ معنا حينما يجئ وقتنا ..... ماذا سنقول للديان العادل حينما يسألنا عن الوزنات التى قد اعطنا ايها هل سنكون مثل من اخذ الخمس وزنات فمضى وتاجر بها فربح خمس وام مثل الذى اخذ وزنتين ربح أيضًا وزنتين أخريين ام مثل الذى آخذ وزنة واحده

فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده. ماذا سنقول له حينما يسألنا ؟؟؟؟

هل نحن على استعداد ...... سؤال يطرح نفسه ؟؟؟؟

هل سألناه لأنفسنا من قبل ...... هل اوفيت دينك مع كل من تعرفهم

اوقات كثيره نمر بضقات فانتفوه بألفاظ ونجرح اناس واوقات ننجرح ونظلم من قبل ناس

واوقات تنداس على كرامتنا من قبل اقرب الناس للوصول لمبتغاهم او العكس ولكن فى كل الاحوال هل سألنا انفسنا ماذا سنأخذ معنا

فى انجيل متى الاصحاح 5 وعدد 23 و24 يقول السيد المسيح

فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،

فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.

هنا يحسنا الكتاب المقدس اننا لا نستطيع ان نقدم قربنا ونحن مخطئين فى حق اخواتنا

او حتى ولو كانوا هم المخطئون فى حقنا ويجب علينا ان نذهب نصتلح معهم وحينذاك نتقدم بقربنا ولكن للاسف اليوم نصوم ونصلى ونذهب الى الكنيسه ونتفوه بأيات رائعه من الكتاب المقدس بدون وعى لما تحتويه تلك الايات من معنى ونعطى الف مبرر ومبرر لأنفسنا اننا على صواب والاخرين هم المخطئون الينا ولكن هل انت فعلا يامن تذهب الكنيسه وتصلى وتعمل بكلام الكتاب المقدس تعمل بما ينادى به الكتاب ان تصفح عن من اخطئ فى حقك ليغفر لك انت ايضا الاب السماوى وهل لو كنت انت مخطئ فى حقك الاخرين هل جأتك القدره ان تقف امام الهيكل المقدس وتتناول جسد ودم رب المجد دون استحقاق ..... اسئله كثيره تترنح بذهنى هل سددنا كل ديوننا اتجاه الاخرين والان نحن مستعدون للألتقاء بالرب وهناك سؤال اخر

ماذا سيأتي بعد الموت؟


هل شعرت يوماً ما أن من واجبك أن تفكر بماذا سيأتي بعد الموت؟ أم التفكير في ذلك الأمر لا يعني شيئاً بالنسبة لك؟ فبما أن كل شيء متوفر لديك وأنت مرتاح في بيتك, ولديك أصدقاء كثيرون وما شابه ذلك, فأنت مقتنعاً بما عليه حالك, ولا يهمك أين ستذهب بعد مسيرة هذه الحياة.

هل فكرت بمصيرك؟ هل تستطيع أن تفكر بجد ما هي الأبدية؟


سأل طفل مرة كم هو عمر الأبدية؟ أجابه أحدهم بهذه الحكاية: "كان في أرض بعيده جدا جبل عالٍ, وكان يأتي إلى رأس هذا الجبل عصفور مرة كل مائة عام لينقر هذا الجبل, وعندما يؤثر العصفور في زوال الجبل يكون قد مضى من الأبدية ثانية واحدة."


هذه الحكاية تعطينا فكرة عن عمر الأبدية, بأن لا نهاية لها, وتبين لنا العلاقة بين طول الزمن هنا على الأرض وبين الأبدية, والكتاب المقدس يخبرنا عن الأبدية, بأن مداها لا يقاس بالدقائق أو الثواني ولكن ألف سنة كيوم واحد ويوما واحد كألف سنة.


هل أنت مستعد لحياة بعد الموت؟ سأروي لك قصة أحد الأمراء:


"كان لأمير صديق مخلص, ولكنه كان غبي جداً, فأعطاه الأمير قضيباً وأوصاه بأن يعطيه لأي شخص أغبى منه. وبعد ذلك بمدة مرض الأمير مرضاً شديداً, فزاره صديقه الغبي وسأله عن صحته وما كان تقرير الأطباء. أجاب الأمير وقال له: "لقد أكتشف الأطباء أن مرضي خطير جداً ولا رجاء في الشفاء وعن قريب أنا راحل." أجابه صديقه: "هل أعددت أمور سفرك إلى المكان الذي أنت ذاهب إليه؟" أجابه الأمير: "لم أفكر في هذا قط." أجابه صديقه: "هل تعني أنك لم تفكر أبداً بأنك ستموت يوماً ما؟ من عادتك دائماً قبل أن تسافر لأي مكان أن ترسل من يجهز الطريق أمامك لكي يكون كل شيء جاهزا لاستقبالك عند وصولك, ولكنك تهمل في تدبير هذه الرحلة المهمة العظيمة؟ وقام صديقه وناوله القضيب قائلاً له: "آسف يا صديقي الأمير, إنك قد أهملت تجهيز الطريق أمامك في أهم رحلة في حياتك."


هل هناك أحمق من هذا الأمير؟؟ وماذا بالنسبة لك أنت؟ هل أعددت رحلتك هذه؟ إن الموت يأتي في ساعة لا تعرفها, وفي يوم لا تنتظره. أرجو أن لا تهمل الأبدية كما أهملها ذلك الأمير, حيث جاءه الموت فجأة ولم يكن مستعداً, لم يكن لديه وقت ليهيأ نفسه للسفر..


ربما تقول أنت الآن, لماذا السرعة, أنا مشغول الآن, ولماذا أفكر بأمور حزينة كالموت, يمكن أن أفكر في هذا بعد عمر طويل عندما تدركني الشيخوخة, وقد تمتعت بالحياة. ولكن يا صديقي أقول لك إن تلك الساعة لن يكون لك وقت, وهل تضمن أنك ستعيش خمسين سنة أخرى أو ثلاثين أو حتى ساعة واحده؟ تريد أن تعيش شبابك لنفسك طالما تتمتع بالقوة والصحة وبعد ذلك تريد أن تعطي الله نفاية عمرك؟ الكتاب المقدس يخبرنا في جامعة 12: 1 "أذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور." هل تتوقع أن الله يقبل ذلك منك؟ بالتأكيد.. الله يحبك ولقد اختارك ابناً له, وهو يدعوك لتأتي إليه. وهو ينادي الجميع قائلا : "تعالوا إليَ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم." (متى 11: 28 ).


فكر في هذا الأمر جدياً, تعال إلى الرب, اعترف له بخطيتك طالبا منه الغفران والمسامحة, هو مستعد أن يسامحك ويقبلك مهما كانت ذنوبك عظيمة
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

صورة الشهيد مينا حلمى بتنزل زيت

صورة الشهيد مينا حلمى بتنزل زيت


صورة الشهيد مينا حلمى احد شهداء نجع حمادى الموجودة بمنزله بمركز فرشوط بتنزل زيت وبيظهر منها نور


عاوزكم تشوفوا الفيديو يا احبائى وشوفوا التعزية اللى ربنا باعتها لاهله شوفوا امه واخته وبساطتهم واد ايه هما فرحانين ان ليهم شهيد فى السماء


واحنا كمان بنقول لهم الاية الجميلة اللى فى عبرانيين


لذلك نحن أيضا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا.


شهداء نجع حمادى انضموا الى سحابة الشهود فهم سحابة لانهم مرتفعين فى السماء هم فوقنا وهم سحابة عشان بشفاعتهم بتحصل معجزات


يا اولادى واخواتى شهداء نجع حمادى انتم شهود لانكم
شهدتوا للحقيقة والإيمان.
انتم شهود لنا لأن الله أعطاكم قوة فإحتملتوا الألم.
انتم شهود لنا تشتكون لله الظلم الذى وقع عليكم يوم الاحتفال بليلة ميلاد الرب يسوع ويقع على إخوتكم على الأرض
انتم شهود لنا الآن أنكم الان فى السماء كجايزة ليكم على إحتمالكم الغدر اللى حدث لكم يوم ليلة الاحتفال بميلاد رب المجد يسوع


تعالوا نشوف اهل الشهيد البطل مينا حلمى بيقولوا ايه وشوفوا ربنا حاطط فيهم اد ايه هدوء وطمأنينة





Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Tuesday, February 23, 2010

اين قال المسيح انا الله فاعبدونى ؟

هذا ما قاله المسيح

«فقال لهم يسوع: أنا من البدء ما أكلمكم أيضًا به» (يوحنا8: 25).

,,

نبدأ حديثنا في هذا الكتاب – كما هو متوقع- بما قاله المسيح عن نفسه، مركزين حديثنا في هذا الفصل عما قاله المسيح بفمه الكريم، وسجَّله لنا البشير يوحنا – أحد تلاميذ المسيح الأوائل - في البشارة المعنونة باسمه. والمعروف لدارسي الكتاب أن إنجيل يوحنا يحدثنا – في المقام الأول - عن لاهوت المسيح، ولذلك فإن كل عباراته محملة بالمعاني المجيدة الأكيدة، على أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد.

وسنسرد فيما يلي بعضًا من أقوال المسيح بحسب أهميتها ووضوح دلالتها من جهة ما نتحدث عنه الآن:


1- قال المسيح: إنه الأزلي، والواجب الوجود:

فلقد قال المسيح لليهود:

«الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن». (يوحنا8: 58و59).


خلفية هذا الإعلان العظيم أن المسيح كان قد قال إن الذي يؤمن به لن يرى الموت إلى الأبد. فاعترض السامعون من اليهود على هذا الكلام وقالوا له: «أ لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات؟ والأنبياء ماتوا. من تجعل نفسك؟». فقال لهم: «أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح». سألوه: «ليس لك خمسون سنة بعد. أ فرأيت إبراهيم؟» (يوحنا8: 57). ونحن نعرف أن إبراهيم أتى قبل المسيح بنحو ألفي عام. لكن لاحظ - عزيزي القارئ - أن المسيح لم يقل إنه هو الذي رأى إبراهيم، بل قال إن إبراهيم هو الذي تهلل بأن يرى يومه، فرأى وفرح. وهنا جاء الإعلان العظيم، الذي وقع كالصاعقة على هؤلاء الأشرار غير المؤمنين، إذ قال لهم المسيح إنه ”كائن“ قبل إبراهيم!

هل تعرف معنى هذه العبارة أيها القارئ العزيز؟

دعني قبل أن أذكُر لك معناها، أذكِّرك بما قاله يوحنا المعمدان عن المسيح: «إن الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي» (يوحنا1: 15). ومعروف أن يوحنا ولد قبل المسيح بنحو ستة أشهر، وهذا معنى قول المعمدان «الذي يأتي بعدي». لكن المعمدان يقول عن هذا الشخص: «صار قدامي، لأنه كان قبلي». فكيف يمكننا فهم أن المسيح الذي ولد بعد يوحنا المعمدان بنحو ستة أشهر، كان قبل يوحنا، إن لم نضع في الاعتبار لاهوت المسيح؟

والآن ما الذي يعنيه قول المسيح: ”أنا كائن“ قبل إبراهيم. لاحظ أن المسيح لا يقول لليهود: ” قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت“، بل أرجو أن تلاحظ عظمة قول المسيح: «قبل أن يكون إبراهيم، ”أنا كائن“». إنها كينونة لا علاقة لها بالزمن، كينونة دائمة!

إن عبارة ”أنا كائن“ تعادل تماما القول ”أنا الله“ أو ”أنا الرب“ أو ”أنا يهوه“ الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية. فهذا التعبير ”أنا كائن“ هو بحسب الأصل اليوناني الذي كتب به العهد الجديد ”إجو آيمي“، وتعني الواجب الوجود والدائم، الأزلي والأبدي. فمن يكون ذلك سوى الله؟

عندما ظهر الرب لموسى في العليقة، وطلب أن يرسله إلى بني إسرائيل، وقدم موسى العديد من الاعتراضات، كان أحد تلك الاعتراضات «فقال موسى لله ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم، فإذا قالوا لي ما اسمه، فماذا أقول لهم؟ فقال الله لموسى: ”أهيه الذي أهيه“. وقال هكذا تقول لبني إسرائيل ”أهيه“ أرسلني إليكم» (خر3: 13، 14). وعندما تُرجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية، وهي تلك الترجمة المعروفة باسم الترجمة السبعينية، فقد تُرجم اسم الجلالة ”أهيه“، إلى ”إجو آيمي“. نفس الكلمة التي استخدمها المسيح مع اليهود عندما قال لهم: ”أنا كائن“!

وعبارة ”أنا كائن“ مشتقة من الفعل ”أكون“، والذي منه جاء اسم الجلالة ”يهوه“. وقد تكررت هذه العبارة ”إجو آيمي“ عن المسيح في إنجيل يوحنا 21 مرة (3×7). كأن المسيح يرى في نفسه بحسب ما أعلن عن ذاته، أنه هو ذات الإله القديم الذي ظهر لموسى في العليقة في جبل حوريب. والذي أرسل موسى ليخرج بني إسرائيل من أرض مصر.

ومن ضمن مرات استخدام المسيح لهذا الاسم عن نفسه، هي ما قاله المسيح في هذا الأصحاح عينه لليهود: «إن لم تؤمنوا أني ”أنا هو“ (إجو آيمي) تموتون في خطاياكم» (يوحنا8: 24).

ومرة أخرى لما تحدث لتلاميذه عن خيانة يهوذا الإسخريوطي قبل حدوثها، فقال: «أقول لكم الآن قبل أن يكون (أي قبل أن تتم الأحداث)، حتى متى كان تؤمنون أني أنا هو ”إجو آيمي“ (أي أنا الله، علام الغيوب)» (يوحنا13: 19).

وفي حادثة إلقاء القبض على المسيح في البستان، عندما سأل المسيح الذين أتوا للقبض عليه: من تطلبون؟ قالوا له يسوع الناصرى. قال لهم يسوع: ”أنا هو“ (أي ”إجو آيمي“). ويعلق البشير على ذلك بالقول إنهم رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض (يوحنا18: 4). فهم لم يقدروا أن يقفوا أمام مجد شخصه!

إن هذا الإعلان الذي ذكره المسيح في يوحنا 8: 58 يعتبر أعظم الأدلة والبراهين على لاهوت المسيح بحيث لو أنه ليس لدينا في كل الكتاب سوى هذا الإعلان لكان يكفي، ولو أنه لدينا العديد من البراهين كما سنرى الآن.

ولقد فهم اليهود جيدًا ماذا كان المسيح يقصد من هذه الأقوال، ولم بكن ممكنًا التجاوب مع ذلك الإعلان العظيم إلا بأسلوب من اثنين، إما أن ينحنوا أمامه بالسجود باعتباره الله، أو أن يعتبروه مجدفًا. وللأسف هم اختاروا الأسلوب الثاني المدمر لهم! ويذكر البشير أن اليهود عندما سمعوا من المسيح هذا الإعلان «رفعوا حجارة ليرجموه، أما يسوع فاختفى، وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم، ومضى هكذا»، مما يدل على أنهم فهموا ما كان يعنيه المسيح تمامًا، أنه هو الله.

يا للعار، فلقد أعطاهم المسيح فرصة في أول الفصل أن يرجموا المرأة الزانية، بشرط أن يكون الشخص الذي سيرجمها بلا خظية، أي لم يقع في الفعل ذاته، فلم يستطيعوا، وخرجوا هاربين من ضيائه، ولكنهم الآن انحنوا لا ليسجدوا له، بل انحنوا يلتقطون الحجارة، لا ليرجموا بها الزانية، ولا حتى لكي يرجموا موسى، كما حاول آباؤهم الأشرار، بل ليرجموا ذاك الذي ظهر لموسى وقال له: ”أنا أهيه“ ”إجو آيمي“!


2- قال المسيح إن له ذات الكرامة الإلهية

فلقد قال لليهود:

«لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب» (يوحنا5: 23)


في حديث الرب مع اليهود، بعد شفائه للرجل المقعد في بيت حسدا (يوحنا5)، قال المسيح عبارة فهم اليهود منها أنه يعادل نفسه بالله. والمسيح في الحديث الذي تلى ذلك، لم يحاول تبرئة نفسه من هذه التهمة، وذلك لأنه فعلاً «الله (الذي) ظهر في الجسد» (1تيموثاوس3: 16)، بل أكد ذلك المفهوم بصور متعددة. فلقد أوضح (في ع22) أنه يعمل الأعمال الإلهية ذاتها، من ثم يخطو خطوة أبعد في الآية موضوع دراستنا فيقول إن له ذات الكرامة الإلهية. وواضح أن الأولى (الأعمال الإلهية) لا يقوى عليها مخلوق، وأن الثانية (الكرامة الإلهية) ليست من حق مخلوق، كائنًا من كان. فلقد ختم المسيح تلك القائمة من الأعمال الإلهية التي يمارسها بالقول إن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، ويوضح السبب لذلك فيقول: «لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب».

والآن أرجو - عزيزي القارئ - أن تلاحظ هذين الأمرين اللذين لا يجب أن يمرا بدون تعليق من الكاتب، ودون انتباه من القارئ. الأمر الأول: أن الجميع سيكرمون الابن، وليس فريق من الناس دون غيرهم. والأمر الثاني: أنهم سيكرمون الابن كما يكرمون الآب، وليس بمستوى أقل أو بأسلوب أضعف.

هذه الآية إذًا توضح بأسلوب قاطع وصريح أن الابن له ذات الكرامة والمجد الذي للآب، ويستحيل أن يكون هذا مع أي مخلوق أيا كان. لقد قال الله في العهد القديم مجدي لا أعطيه لآخر. والله طبعا لم يتراجع عن ذلك عندما أعلن المسيح أن الآب يريد إكرام الابن بذات الكرامة التي للآب، وذلك لأن الآب والابن واحد (يوحنا10: 30).

ونلاحظ أن المسيح في هذه الآية - كعادة إنجيل يوحنا دائمًا - بعد أن ذكر هذا الحق إيجابيًا، عاد وأكده في صيغة سلبية. فقال: «من لا يكرم الابن لا يكرم الآب». يقول البعض إنهم يكرمون الله، ويسجدون له، ولكنهم لا يقبلون فكرة إكرام المسيح بذات مستوى إكرامهم لله، بل وربما تتضمن نظرتهم للمسيح شيئًا من الاحتقار لشخصه. ولكن كلمات المسيح هنا قاطعة، إن ”من لا يكرم الابن لا يكرم الآب“، وبعد ذلك قال المسيح إن من يبغض الابن يبغض الآب (يوحنا15: 23)، كما قال أيضًا إن من ينكر الابن ينكر الآب أيضًا (1يوحنا2: 23).

وعندما يقول المسيح إن ”الجميع“ سيكرمون الابن، فهو كان يعني المؤمنين وغير المؤمنين على السواء. فالله لم يدع ذلك الأمر حسب مزاج الإنسان، أن يكرم المسيح أو لا يكرمه، ولو أنه وضع في يديه أسلوب إكرامه للابن. فجميع البشر سوف يكرمون الابن بطريقة أو بأخرى، إما بإيمانهم به الآن، أو بدينونتهم منه فيما بعد. والمسيح إما أن يحيي أو يدين. من يؤمن به ينال الحياة الأبدية، ومن لا يؤمن يدان.


3- قال المسيح إنه ابن الله الوحيد:

فلقد قال لنيقوديموس أيضًا:

«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأن لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» (يوحنا3: 16).


يقول البعض – بجهل أو بخبث - إن الكتاب المقدس عندما يقول إن المسيح هو ابن الله، فهو في ذلك نظير الكثيرين من الخلائق الذين دعوا ”أبناء الله“، مثل الملائكة (أيوب 1: 6؛ 2: 1)، أو مثل آدم (لوقا3: 38)، أو مثل المؤمنين (غلاطية 3: 26). لكن الحقيقة أن الفارق بين الأمرين واسع وكبير.

إن الملائكة، وكذلك آدم، اعتبروا أبناء الله باعتبارهم مخلوقين منه بالخلق المباشر. وأما المسيح فهو ليس مخلوقًا بل هو الخالق (يوحنا1: 3؛ كولوسي 1: 16). ثم إن المؤمنين هم أبناء لله بالإيمان وبالنعمة (يوحنا1: 12؛ 1يوحنا3: 1)، أما المسيح فهو الابن الأزلي. وسوف نعود لهذا الأمر في الفصل التالي عند حديثنا عن المسيح ابن الله.

على أن الآية التي نتحدث عنها هنا قاطعة الدلالة، فهي تقول عن المسيح إنه ”ابن الله الوحيد“ (ارجع أيضًا إلى يوحنا1: 14و 18؛ 3: 18؛ يوحنا الأولى 4: 9). وعندما يقول إنه ابن الله الوحيد، فهذا معناه أنه ليس له شبيه ولا نظير. ولقد كرر المسيح الفكر عينه في أحد أمثاله الشهيرة ، حيث ذكر المسيح أن الإنسان صاحب الكرم (الذي يرمز في المثل إلى الله) أرسل عبيدًا كثيرين إلى الكرامين ليأخذوا ثمر الكرم، لكن الكرامين أهانوا العبيد وأرسلوهم فارغين، لكنه أخيرًا أرسل إليهم ابنه. يقول المسيح: «إذ كان له أيضًا ابن واحد حبيب إليه، أرسله أيضًا إليهم أخيرًا قائلاً إنهم يهابون ابني» (مرقس 12: 6). وواضح أن العبيد الكثيرين هم الأنبياء، وأما الابن الوحيد الذي أرسله إليهم أخيرًا فهو الرب يسوع المسيح.

ويوضِّح كاتب رسالة العبرانيين هذا الأمر عندما يقول: «الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه, الذي به أيضًا عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عبرانيين 1: 1-3).

ونلاحظ أن المسيح لما كان هنا على الأرض لم يستخدم عن الله سوى تعبير ”الآب“ أو ”أبي“، ولم يستعمل تعبير ”أبانا“ قط، وذلك لأن هناك فارقًا كبيرًا بين بنوته هو لله وبنوتنا نحن. وبعد قيامته له المجد من الأموات قال لمريم المجدلية: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم» (يوحنا20: 17). لقد صرنا نحن أبناء الله بالنعمة، وأما هو فالابن من الأزل.

صحيح هو كان قد سبق وقال عن نفسه لنيقوديموس إنه ابن الإنسان (ع14)، والآن يقول إنه ابن الله الوحيد (ع16)، وفي الحالتين استخدم التعبير ذاته: ”يؤمن به“، وذلك لأننا نؤمن بالطبيعتين اللاهوتية والناسوتية في المسيح، فهو ”ابن الله الوحيد“، وهو أيضًا ”ابن الإنسان“، هو الله وهو الإنسان في آن. والإيمان به ينجي من الهلاك الأبدي ويمتع بالحياة الأبدية.

ثم تفكر في هذا المجد: فيقول المسيح لنيقوديموس: ”لكي لا يهلك كل من يؤمن“ بالابن الوحيد، أي شخصه المعبود، بل تكون له الحياة الأبدية“. وأيضًا: ”الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد“ (يوحنا3: 18). إنه هو إذًا سر الحياة الأبدية، وهو السبب للدينونة الأبدية، أ فليس لهذا من معنى يا أولي الألباب؟


4- قال المسيح: ”أنا والآب واحد“:

فلقد قال المسيح لليهود:

«قلت لكم ولستم تؤمنون, لأنكم لستم من خرافي, خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد, أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد» (يوحنا10: 25-30).


هذه الآيات تتحدث عن أن المسيح هو مصدر الحياة الأبدية لمن يؤمن به، باعتباره المحيي. كما تتحدث أيضًا عن قدرة المسيح باعتباره ”الراعي العظيم“ على حفظ الخراف، بحيث أنه أكد أنه لا يقدر كائن أن يخطف أحد خرافه من يده. هنا نجد قدرة المسيح كالحافظ، وهي قدرة مطلقة. وفي أثناء الحديث عن تلك القدرة الفائقة، أعلن هذا الإعلان العظيم: «أنا والآب واحد».

هنا نجد المسيح للمرة الثالثة - بحسب إنجيل يوحنا - يعلن صراحة للجموع لاهوته وأزليته ومعادلته للآب. كانت المرة الأولى في يوحنا5: 17، والثانية في يوحنا8: 58، وهنا نجد المرة الثالثة، وفي هذه المرات الثلاث حاول اليهود رجمه، لأنهم فهموا تمامًا ما كان المسيح يقصده من كلامه.

في المرة الأولى في يوحنا 5: 17 تحدث المسيح عن معادلته للآب في الأقنومية، عندما قال لليهود: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل»؛ وفي المرة الثانية في يوحنا 8: 58 تحدث عن أزليته، عندما قال: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» وهنا في المرة الثالثة تحدث المسيح عن وحدته مع الآب في الجوهر.

يدَّعي بعض المبتدعين أن الوحدة هنا هي وحدة في الغرض، بمعنى أن غرض المسيح هو بعينه غرض الله. لكن واضح من قرينة الآية أن الوحدة بين الابن والآب هي أكثر بكثير من مجرد الوحدة في الغرض، وإن كانت طبعًا تشملها. كان المسيح يتحدث عن عظمة الآب لا عن غرضه. فيقول: «أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل», ثم يستطرد قائلاً: «أنا والآب واحد». فالوحدة المقصودة هنا هي وحدة في الجوهر. وهذا التعليم مقرر بوضوح في كل إنجيل يوحنا.

واليهود الذين كان المسيح يوجه كلامه إليهم فهموا تمامًا كلام المسيح، بدليل عزمهم على رجمه باعتباره مجدفًا. أن تلك الحجارة التي رفعها أولئك الآثمون تصرخ. نعم إنها تصرخ في وجه من ينكر أن المسيح قال إنه الله. فلماذا - لو كان المسيح يقصد أي شيء آخر – أراد اليهود رجمه؟!


5- قال المسيح إن من رآه رأى الآب

قال الرب يسوع لتلميذه فيلبس:

«أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت أرنا الآب. أ لست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟» (يوحنا14: 8-10).


هذه الأقوال قالها المسيح ردا على فيلبس عندما قال له: «يا سيد أرنا الآب وكفانا». لاحظ أن فيلبس لم يقل ”نريد أن نرى المسيا“ أو ”المسيح“، بل قال: «أرنا الآب». فكانت إجابة المسيح بما معناه: كيف لم تعرفني حتى الآن يا فيلبس، رغم أنك من أوائل تلاميذي؟ ليس معنى ذلك أن فيلبس لم يعرف أن يسوع هو المسيح، كلا، لقد عرفه كذلك، وعرفه من أول لقاء له معه، إذ قال لنثنائيل: «وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء» (يوحنا1: 43-45). أي وجدنا المسيح المنتظر، لكن المسيح هنا كان ينتظر من فيلبس، ومن باقي التلاميذ، أن يدركوا من معاشرتهم للمسيح على مدى أكثر من ثلاث سنين، أنه ابن الآب، المعبر عنه. لأنه هو والآب واحد (يوحنا10: 31).

لقد قال المسيح له: «أ لست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟». وكون الابن في الآب، والآب في الابن، فهذا يدل على المساواة في الأقنومية والوحدة في الجوهر.

ونلاحظ أن المسيح - بحسب إنجيل يوحنا - أكد أن من يعرفه يعرف الآب (يوحنا8: 19؛ 14: 7)، وأن من يبغضه يبغض الآب (يوحنا15: 23)، وأن من يؤمن به يؤمن بالآب (يوحنا10: 40؛ 12: 44؛ 14: 1)، وأن من رآه فقد رأى الآب (يوحنا14: 9؛ 12: 45)، وأن من يكرمه يكرم الآب أيضًا (يوحنا5: 23)!

وإننا نقول كما قال أحد المفسرين: إن إنكار لاهوت المسيح إزاء هذه الكلمات يظهر رعب ظلام الذهن الطبيعي. فكيف يمكن لشخص، أثبت - في كل أعماله وأقواله - أنه كامل، أن يقول مثل هذه العبارات، إن لم يكن هو الله؟! لا يمكن لشخص مسيحي اليوم، مهما بلغت درجة كماله، أن يقول إن من رآه فقد رأى المسيح، إلا إذا كان مدعيًا، فكم بالحري لشخص يهودي أن يقول إن من رآه فقد رأى الآب!


6- قال يسوع إنه مصدر الحياة الأبدية ومعطيها

فلقد قال المسيح لليهود:

«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون» (يوحنا5: 25). انظر أيضا يوحنا10: 27، 28؛ 17: 2


سبق أن رأينا (في البند 4) كيف قال المسيح إنه يعطي خرافه، أي المؤمنين باسمه، الحياة الأبدية (يوحنا10: 27، 28). والمسيح هنا في حديثه الجامع المانع يؤكد على هذا الحق ذاته. وهذا الحديث كان المسيح قد قاله لليهود بعد أن شفى رجل بركة بيت حسدا من مرض دام 38 سنة، وشفاه المسيح بكلمة واحدة منه. ثم أوضح المسيح في حديثه التالي مع اليهود أن هذه الكلمة عينها تهب الحياة الأبدية لمن يسمعها.

ونحن نعلم أنه ليس سوى الله يميت ويحيي (تثنية 32: 39؛ 1صموئيل2: 6؛ 1تيموثاوس 6: 13). لكن في هذه الآيات يقول المسيح إن صوته يعطي الحياة.

كان المسيح في الأقول السابقة قال عن نفسه إنه «يحيي من يشاء» (يوحنا5: 21). فالمسيح هو المحيي، وهو يفعل ذلك ليس كمجرد منفذ أو كواسطة، بل إنما يفعله بمقتضى إرادته هو وسلطانه الشخصي، فهو «يحيي من يشاء».

ثم لاحظ وسيلة الإحياء التي يذكرها المسيح هنا، إنها في منتهى البساطة، كما أن لها دلالة عظمى، إذ قال المسيح بعد ذلك: «تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون». إن هذه الكلمة التي تهب الحياة هي كلمة الله (مزمور 119: 50)، وهذا الصوت المحيي لا يمكن إلا أن يكون صوت الله (إشعياء 55: 3).

كما أن نوعية الحياة هي أسمى أنواع الحياة، إنها الحياة الأبدية (يوحنا3: 16؛ 5: 24)، الحياة الأفضل (يوحنا10: 10). إن إعطاء الحياة في أية صورة، أمر لا يقوى عليه سوى الله، فكم بالحري عندما تكون الحياة هي الحياة الأبدية!

والآن هل أدركت عزيزي القارئ سمو المجد الذي تتضمنه هذه الأقوال. إن هذه الساعة امتدت للآن نحو ألفي عام، وفيها سمع ما لا يحصى من ملايين الأموات صوت ابن الله. وهل يمكن للأموات أن يسمعوا صوتًا؟ هذا محال. لكن السر يكمن في أن هذا الصوت ليس صوتًا عاديًا، بل هو صوت ابن الله. إنه الصوت الذي يخترق الموت، ويصل لأولئك الأموات في ذنوبهم وخطاياهم ويحييهم. ومهما كانت حالتهم، ولو كان لهم في موتهم عشرات من السنين، ولو كانوا قد أنتنوا في قبور خطاياهم، فإنهم بمجرد أن يسمعوا صوت ابن الله فإنهم ينالون فورًا الحياة الأبدية! أ ليس لهذا دلالته ومعناه؟


7- قال المسيح إنه مقيم الموتي ومحيي الرميم:

قال المسيح أيضًا لليهود:

«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته (صوت المسيح)، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يوحنا5: 28و29).


هنا نحن نجد شيئًا أكثر عجبًا مما ذكرناه الآن! فليس أن صوت ابن الله يحيي الموتى روحيًا فقط، بل إن ما لا يحصى من البلايين الذين دخلوا القبور، سيخرجون من القبور بمجرد سماعهم لصوته!

الكل سيسمع صوته وهم في القبور، حتى أولئك الذين لم يسمعوه في حياتهم على الأرض. وإذ يسمعون صوته سيخرجون من قبورهم ليقفوا أمامه للحساب.

هذا معناه أن المسيح هو مقيم الأموات ومحيي الرميم. ونحن نعلم أن هناك أشخاصًا ماتوا من آلاف السنين، يستحيل جمع ذرات أجسادهم، وقد تبعثرت في أربع أطراف المسكونة، وأربع رياح الأرض، ولكن سيأتي يوم فيه يسمعون صوته مناديًا، فيخرجون جميعهم من قبورهم، سواء كانوا أشرارًا أم صالحين!

من ذا الذي يقدر أن يبعث رممًا إلى الحياة؟ أ يقدر إنسان أن يبعث أناسًا ماتوا من آلاف السنين، وتحللت أجسادهم فعادت إلى التراب، وزرع في مكان دفنِهم بستان، طلعت فيه أشجار، أكل منه الإنسان والحيوان، وهؤلاء بدورهم ماتوا وتحللت أجسادهم، وهكذا دواليك!

من هو هذا الذي صوته يقيم جميع الذين في القبور؟ أ يمكن أن يكون مجرد إنسان؟ وإن لم يكن هو الله فمن يكون؟ أ يعطي الله مجده لآخر؟ أ يشارك أحد المخلوقات الله في قدرته المطلقة؟

والمسيح لم يقل ذلك فقط، بل برهنه عمليًا إذ أقام الرميم فعلاً، كما حدث عند إقامته للعازر من الأموات وهو ما سنوضحه في الفصل الثالث. وذلك الصوت الذي دعا لعازر فخرج فورًا بعد أن كان قد أنتن، سيخترق في يوم قادم قبور البشر جميعهم، ويأمر الأرواح أن تلبس أجسادها من جديد لتقوم من موتها.


8- قال المسيح إنه أتى من السماء إلى الأرض.

فلقد قال المسيح لليهود:

«لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا6: 38)


كثيرون يؤمنون بأن الله رفع المسيح إلى السماء، وهذا طبعًا شيء عظيم، ولكن ما يؤكده المسيح هنا لا مرة ولا مرتين بل سبع مرات في فصل واحد هو يوحنا 6 أنه نزل من السماء (ع 33و 38و 41و 42و 50و 51و 58).

وفي مناسبة أخرى قال المسيح لليهود: «أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم» (يوحنا8: 23). وهو عين ما أكده لنيقوديموس قبل ذلك: «وليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يوحنا13: 13).

وعن هذا الأمر عينه قال يوحنا المعمدان: «الذي من الأرض هو أرضي، ومن الأرض يتكلم، الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع» (يوحنا3: 31). ترى ما الذي دفع المعمدان أن يقول ذلك؟ لماذا اعتبر المعمدان أن الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع؟ الإجابة لأن الذي يأتي من السماء لا يمكن أن يكون مجرد إنسان. فالإنسان مصدره أرضي. فإن لم يكن إنسانًا. فمن يكون إذًا؟

ثم إن هذا يتضمن أيضًا معنى آخر، أعني به سبق الكينونة. فإن مولد المسيح في ”بيت لحم“ لم يكن بداية وجوده، فمع أنه خرج من بيت لحم، كما يقول عنه النبي ميخا في العهد القديم، لكن هو الذي «مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل» (ميخا5: 2؛ متى 2: 6). بمعنى أنه هو الأزلي.

وفي مناسبة أخرى قال المسيح لتلاميذه: «خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم، وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب» (يوحنا16: 28). لاحظ أنه في العبارة الأولى يقول ”خرجت من عند الآب“، ولم يقل ”تركت“ الآب، بينما في العبارة الثانية يقول ”أترك العالم“. فعندما يتحدث عن خروجه من عند الآب فالإشارة هنا إلى لاهوته، ذلك اللاهوت الذي يملأ السماء والأرض، ولكن عند حديثه عن تركه للعالم فإنه يتحدث عن ناسوته ومحدودية هذا الناسوت.

إذا كان المسيح قال إنه أزلي، ونحن نعرف أنه ليس أزلي سوى الله، أ لا يكون المسيح بهذا قد قال أيضًا أنا هو الله؟ وهذا الحق ذُكر في العديد من الفصول في الإنجيل ذاته مثل 1: 1؛ 17: 5، 24


9- قال المسيح إن روحه الإنسانية ملكه وتحت سلطانه:

فقال لليهود:

«ليس أحد يأخذها (نفسي) مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أيضًا أن آخذها» (يوحنا10: 17).


حقيقة يعملها الجميع، ويُعلِّم بها الكتاب المقدس أيضًا، أنه «ليس لإنسان سلطان على الروح» (جامعة8: 8). أما المسيح فكان له السلطان على روحه، نظرًا لأنه لم يكن مجرد إنسان. وهو لم يقل ذلك فقط، بل نفذه أيضًا، فلقد مات ليس لأن قواه نفدت، أو لأن السر الإلهي خرج منه، بل يقول الوحي: «فصرخ يسوع بصوت عظيم، وأسلم الروح» (متى27: 50). لاحظ عبارة ”أسلم الروح“، وهي عيارة – نظرًا لأهميتها - تكرر ذكرها في البشائر الأربع (متى27: 50؛ مرقس15: 37؛ لوقا23: 46؛ يوحنا19: 30).

وفي إنجيل يوحنا الذي يحدثنا عن المسيح ابن الله، يذكر شيئا جميلاً عن المسيح، فيقول إنه ”نكس رأسه، وأسلم الروح“. فليس أن روحه خرجت، ورأسه تدلدلت، بل إنه أولا نكس رأسه، استعدادًا للموت الذي كان سيدخله بكامل إرادته، ثم أسلم الروح.

ولذلك فإن استفانوس الشهيد الأول في المسيحية لحظة موته قال للمسيح: «أيها الرب يسوع اقبل روحي» (أعمال 7: 59)، وأما المسيح فإنه عند موته قال: «يا أبتاه في يديك أستودع روحي». ذلك لأن استفانوس مجرد إنسان، ولكن المسيح قَبِل أن يصير إنسانًا، وهم ليس مجرد إنسان، كما ذكرنا مرارًا، بل هو الله وإنسان في آن.


10- قال المسيح إنه ”النور“

فلقد قال لليهود:

«أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنا 8: 11)


نحن نعرف من هو نور السماوات والأرض، فيذكر الكتاب المقدس أن «الله نور» (1يوحنا1: 5). وفي العهد القديم قال داود: «الرب نوري وخلاصي» (مزمور27: 1). فأن يقول المسيح إنه هو ”نور العالم“، بل وأكثر من ذلك، هو يعد كل من يتبعه ألا يمشي في الظلمة، بل يكون له ”نور الحياة“، أي النور الذي يفضي إلى الحياة والذي يمتع بالحياة؛ فهذا معناه بكل وضوح أنه هو الرب. ونلاحظ أن البشير يوحنا ذكر عن المسيح إنه النور في إنجيل يوحنا، لا مرة ولا مرتين، بل 21 مرة (3×7).

كان المسيح في اليوم السابق مباشرة قد دعا كل العطاش لكي يأتوا إليه ويشربوا (يوحنا7: 37-39)، أي إنه وعد البؤساء بالري والانتعاش، وهنا يدعو الذين في ظلمة الخطية والجهل ليأتوا إليه فيتمتعوا بنور الحياة!

والمسيح يقول عن نفسه إنه ”النور“، في الوقت الذي يقول فيه عن يوحنا المعمدان النبي العظيم، بل الذي هو أفضل من نبي، إنه ”السراج الموقد المنير“ (يوحنا5: 35). لاحظ الفراق الكبير بين ”النور“ ومجرد ”السراج“. بكلمات أخرى، بين المطلق (النور) والنسبي (السراج).

والمسيح لم يقل ذلك فقط، بل برهن عليه فورا، في المعجزة العظيمة التي فعلها بعد ذلك مباشرة، إذ منح نعمة البصر لمولود أعمى، وسنتأمل – بمشيئة الرب - تلك المعجزة في الفصل الثالث.


11- قال المسيح إنه الراعي الصالح:

فلقد قال المسيح لليهود:

«أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يوحنا10: 14).


هذه الآية تحمل أكثر من دليل على كون المسيح هو الله، فالراعي الذي يرعى الأفراد والجماعات أيضًا، لا يمكن أن يكون - بحسب تعليم العهد القديم – شخصًا آخر بخلاف ”الرب“، ”الله“. قال داود: «الرب راعيّ فلا يعوزني شيء » (مزمور23: 1)، وقال إشعياء النبي عن الرب: «كراعٍ يرعى قطيعه، بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المرضعات» (إشعياء 40: 11). فالراعي هو الرب الله.

ثم إن المسيح قال هنا: «أنا هو الراعي الصالح». وفي مناسبة أخرى قال المسيح: «ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله». فكون لا أحد صالح إلا الله، وكون المسيح صالحًا، كقوله هنا «أنا هو الراعي الصالح» يعني أنه قال عنه نفسه إنه هو الله.


12- قال المسيح إنه هو القيامة والحياة

فلقد قال لمرثا: «أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» (يوحنا11: 24-26).


قيلت هذه العبارة عندما ذهب الرب يسوع إلى بيت عنيا ليقيم لعازر من الأموات. ونحن نعلم أنه لم يقل كلمات مثل هذه أي نبي قبل المسيح، ولا أي رسول بعده، مع أن بعضهم أقام موتى. إنها عبارة مملوءة بالجلال، بحيث لا يمكن لشخص بشري أن يقول نظيرها، ما لم يكن مدعيًا. فالمسيح يوضح بتلك الكلمات أنه ليس معلمًا بشريًا يتحدث عن القيامة، بل هو المصدر الإلهي لكل قيامة، سواء كانت روحية الآن، أو حرفية في أوانها. كما أنه أصل وينبوع كل حياة، طبيعية كانت أم روحية أم أبدية.

فهذه العبارة إذا هي عبارة فريدة وتعطي دلالات أكيدة على لاهوت المسيح. فذاك الذي هو مصدر الحياة، والذي فيه كانت الحياة (يوحنا1: 4)، قَبِل أن ”يذوق بنعمة الله الموت“ (عبرانيين 2: 9)، ليمكنه أن يكون أيضًا القيامة لمن يؤمن به. وحده وليس سواه – بموته وقيامته - أمكنه أن يبطل الموت، وينير الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2تيموثاوس1: 10).


13- قال المسيح إنه يستجيب الدعاء

فلقد قال لتلاميذه في حديث العلية:

«ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله» (يوحنا14: 13، 14)


لا يوجد شخص ممكن أن يسمع كل دعوات الداعين، الصاعده له من كل العالم، إلا الله وحده. وأي ادعاء بأن هناك مخلوق يمكن أن يستمع إلى نداءات البشر الذين يتجهون إليه، هو ادعاء عار من الصحة. أسفي على الذين ألَّهوا البشر، ونسبوا لهم سماع الصلوات واستجابتها. لقد قال إيليا النبي العظيم مرة لأليشع: «ماذا أفعل لك، قبل أن أؤخذ منك؟» (2ملوك2: 9). لاحظ قوله: ”قبل أن أؤخذ منك“، وأما المسيح فهو ما زال يفعل، وذلك بعد رحيله بألفي سنة. إنه يسمع الصلوات ويستجيبها. هذا ما أكده المسيح هنا، وما اختبره كل المؤمنين الأتقياء.

ونلاحظ أن المسيح لم يقل هنا: ”مهما سألتم باسمي فذلك يفعله الآب“، ولم يقل ”إن سألتم شيئًا باسمي فإن الآب يفعله“، بل قال: «فذلك أفعله»، وأيضًا «فإني أفعله».


14- قال المسيح إن تلاميذه بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا.

فلقد قال في حديثه الأخير مع تلاميذه في العلية أيضًا:

«لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يوحنا15: 5).


في هذه الأقوال ينسب الرب يسوع لنفسه القوة والقدرة على كل شيء. ونلاحظ أن الرب قال هذا لتلاميذه، ليس في بداية تواجده معهم، بل في نهايته، وفي نفس ليلة آلامه. فهو كان مزمعًا أن يتركهم، لكنه يؤكد لهم أنه بلاهوته باقٍ معهم. وعليهم أن يدركوا أنهم لن يقدروا أن يعملوا أي شيء بدونه. وهذا معناه أنه ليس مجرد إنسان، غيابُه عنهم ينهي عمله، بل إن لاهوته ظاهر في أقواله هنا، وهم بدونه لن يقووا على عمل أي شيء.

والعكس أيضًا صحيح، فلقد قال الرسول بولس: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (فيلبي4: 13).

ونلاحظ أن المسيح لم يقل في المقابل: ”لأني بدونكم لا أقدر أن أفعل شيئًا“. فكون المسيح يستخدمنا، فليس ذلك لأنه بدوننا عاجز، حاشا، بل إنه يكرمنا بأن يقبل أن يستخدمنا في عمله، وهو وحده الكفؤ لهذا العمل، فمسرة الرب بيده تنجح (إشعياء53: 10).


15- قال المسيح إنه هو معطي الروح القدس

فقد قال لتلاميذه في العلية:

«خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم» (يوحنا16: 7).


فإذا عرفنا أن الروح القدس هو أقنوم في اللاهوت (ارجع إلى تعليقنا على الأقانيم في متى 28: 20 في الفصل التالي)، اتضح لنا فورًا أنه لا يمكن أن يرسل أقنومًا إلهيًا سوى الله.

وفي هذا قال الرب في العهد القديم: «أني أنا الرب إلهكم وليس غيري, ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر» (يوئيل2: 27و28).

ونلاحظ أن المسيح في العظة نفسها قال إن الآب سيرسل إليكم الروح القدس (14: 26)، وهنا يقول إنه هو الذي سيرسله، مما يدل على الاتحاد والتوافق بين الابن والآب.


16- قال المسيح إن كل ما للآب هو له

فلقد قال المسيح لتلاميذه في عظة العلية:

«كل ما للآب هو لي» (يوحنا16: 15)،

ومرة ثانية قال في صلاته إلى أبيه:

«كل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي» (يوحنا 17: 10).


حسنًا علَّق القديس لوثر على هذه الآية بالقول: ”قد يمكن لأي مؤمن أن يقول الجزء الأول من هذه الآية العظيمة: «كل ما هو لي فهو (للآب)»، ولكن من ذا الذي يقدر أن يضيف قائلاً: «وما هو (للآب) هو لي»؟“.

ونلاحظ أن المسيح لم يقل للآب كل ”من هو“ لي هو لك، ”ومن هو“ لك هو لي، بل قال: «كل, ما لك فهو لي». إن عبارة «كل ما للآب» تعني، ضمن ما تعني: أزلية الآب، وقداسته، وكماله، ومجده، وصفاته، وعرشه.

ثم إن هذه العبارة لا تعني مجرد معادلة ومساواة الابن بالآب، بل هي في الواقع تعني شيئًا أكثر من ذلك، إذ إنها تستلزم أيضًا الشركة والوحدة الكاملة في كل شيء، كقول المسيح: «أنا والآب واحد» (يوحنا10: 30) وهذا هو تعليم الكتاب المقدس بخصوص أقانيم اللاهوت. مساواة في الأقنومية ووحدة في الجوهر!


17- قال المسيح إنه صاحب المجد الأزلي

فلقد قال المسيح في صلاته لأبيه على مسمع من تلاميذه:

«والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (يوحنا17: 4و5).


ما أقوى هذه العبارة: «المجد الذي لي عندك قبل كون العالم»! إننا نتفق مع أحد الشراح الذي قال لو لم يكن لدينا سوى هذه الآية، تحدثنا عن لاهوت المسيح، لما أمكننا أن نطعن في لاهوته. فهي تقول لنا صراحة إن المسيح كان من الأزل مع الآب، وليس ذلك فقط، بل تحدثنا أن له مجدًا أزليًا يتمتع به مع الآب في الأزل! ونحن طبعًا لا يمكننا أن ندرك كنه هذا المجد الأزلي، فهو من ناحية غير معلن، ومن ناحية أخرى يفوق عقولنا المحدودة. ولكن ما لا نقدر أن نستوعبه ونفهمه، يمكننا أن نؤمن به ونسجد لأجله

«ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلاً: من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟» (متى16: 13).

,,

سنواصل الحديث في هذا الفصل عما قاله المسيح بفمه الكريم عن نفسه في البشائر المتماثلة (متى ومرقس ولوقا)، وسنتجاوز ما ورد من أدلة على لاهوت المسيح في سفر الأعمال وفي الرسائل، نظرًا لأننا لا نريد أن ننشغل الآن بأقوال الرسل الكثيرة عن سيدهم في هذه الأسفار، رغم أن شهادتهم لها تقديرها، لأن الرسل هم من عايشوا المسيح لمدة تزيد على ثلاث سنوات، ويعرفون عنه أكثر من يعرف غيرهم عنه؛ بل إننا سنقصر حديثنا فقط عن أقوال المسيح نفسه التي تبرهن أنه الله. ثم نذكر بعض الآيات من سفر الرؤيا، نظرا لأن هذا السفر هو ”إعلان يسوع المسيح“. وكلام المسيح فيه يرد دائما بصيغة المتكلم. وسنذكر بعضًا من هذه الآيات بحسب ترتيب ورودها في الكتاب المقدس.


1- قال المسيح: إنه هو الرب الديان

فلقد قال في المسيح موعظته من فوق الجبل، وهي أول مواعظه المسجلة له في الأناجيل:

«كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: ”يا رب يا رب: أ ليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟“ حينئذ أصرح لهم إني ما أعرفكم» (متى7: 22).


تحتوي موعظة المسيح من فوق الجبل على العديد من البراهين على لاهوت المسيح. فمثلا في بداية الموعظة قدم المسيح مجموعة من التطويبات، ختمها بهذه التطويبة: «طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات. فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم» (متى5: 11، 12). والشيء اللافت هنا أن المسيح يقارن بين تلاميذه الذين يتألمون لأجله، والأنبياء في العهد القديم. لقد اضطهدوا الأنبياء في العهد القديم بسبب أمانتهم لله، والآن يقول المسيح لتلاميذه إنهم، في اتباعهم له، سيتعرضون للاضطهاد بسبب أمانتهم له، ويعدهم بأنه سيكون لهم ذات المكافأة التي للأنبياء. الدلالة واضحة هنا، فإن كان تلاميذ المسيح يُشَبَّهون بأنبياء الله، فهذا معناه أنه هو يُشَبِّه نفسه بالله. أو بكلمات أخرى، يعتبر نفسه أنه هو الله.

ثم في ختام العظة يقول المسيح: «من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر» (متى7: 24). يوضِّح المسيح هنا أن أساس الأمن والسلام في الحياة الحاضرة وفي الأبدية أيضًا هو الاستماع إلى كلامه. فمن يكون هذا؟

ثم في الأقوال السابقة للآية التي نتحدث فيها قال المسيح: «ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات». وهذا معناه أن هناك حسابًا لمن يقول له: ”يا رب“ دون أن يعيها، فكم بالحري لمن يرفض من الأساس أن يقولها!

وهذه الآية وردت في إنجيل لوقا هكذا: «ولماذا تدعونني يا رب يا رب، وأنتم لا تفعلون ما أقوله لكم» (لوقا 6: 46). ومن هذا نفهم أن المسيح لا يعتبر نفسه مجرد سيد يُقدَّر، بل إنه رب يُطاع.

وإن كانت الأقوال التي قالها المسيح في (ع21) تنطبق على الوقت الحاضر، فإن كلماته في (ع 22) تنطبق على يوم قادم. إن ”ذلك اليوم“ الذي يتحدث عنه المسيح في الآية السابقة، هو يوم الدينونة. إنهم سيقولون له، باعتبارهم المدانون، وهو سيصرح لهم، باعتباره الديان. وكلامه هو، وليس كلامهم هم، هو الفيصل في ذلك اليوم العصيب!

ثم نلاحظ أن هؤلاء الكثيرين من البشر سيقولون للمسيح الديان في ذلك اليوم: «يا رب يا رب». فالمسيح إذًا بحسب كلامه هنا، هو ”الرب“ وهو ”الديان“.

وفي هذا الاتجاه قال المسيح في عظة جبل الزيتون، إنه متى جاء في مجده وجميع الملائكة القديسون معه، سيجمع أمامه جميع الشعوب، ويقول للذين عن يمينه: «تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم , ثم يقول للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته. فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية» (متى 25: 31- 46). هذه الآيات تؤكد لنا أيضا أن المسيح هو الديان. ومن هذه الآيات نفهم أن مصائر جميع الشعوب سيحدده المسيح، وذلك عندما يأتي كالديان في مجده، ومعه لا جمهور كبير من الملائكة، بل جميع الملائكة. ويومها سيجتمع أمامه لا جنس واحد من البشر، ولا مجموعة محدودة، بل جميع الشعوب، وسيقوم هو باعتباره الديان بمحاسبتهم.

ترى من هو الديان الذي سيدين جميع البشر؟ قال إبراهيم في العهد القديم وهو يكلم الرب والمولى: «أ ديان كل الأرض لا يصنع عدلاً؟» (تكوين 18: 22و25). ويقول موسى النبي في العهد القديم: «الرب يدين شعبه» (تثنية32: 36)، وفي العهد الجديد يقول كاتب العبرانيين: «أتيتم, إلى الله ديان الجميع» (عبرانيين 12: 22و23).

وبحسب أقدم نبوة في الكتاب المقدس، وهي تلك التي نطق بها أخنوخ السابع من آدم، فإن الذي سيدين الجميع هو الرب، فلقد قال أخنوخ: «هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسييه ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فجارهم، على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار» (يهوذا14).

ومن هذا نفهم أن الرب الديان كان في ذات يوم محتقرًا ومخذولاً من الناس، ولذلك فقد تكلموا عليه الكلمات الصعبة. إنه هو الرب يسوع المسيح الذي رُفض لما كان هنا على الأرض، وما زال مرفوضًا من عدد كبير من البشر، لكنه مع ذلك سيأتي عن قريب باعتباره الرب الديَّان، وسيدين جميع البشر!


2- قال المسيح: إنه المُعين، ومريح كل المتعبين

ففي متى 11: 28 يقول المسيح: «تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم»


فإذا كان المسيح، في المستقبل - كما ذكرنا لتونا – هو الديان، فإنه في الحاضر هو المستعان!

والمسيح قبل أن يذكر هذه الآية العظيمة، فإنه ذكر في الآيات السابقة أمجادًا ثلاثية عن نفسه تؤكد لاهوته. وهذه الأمجاد الثلاثية هي:

أن ”الآب قد دفع كل شيء إلى يديه“.

أن ”لا أحد البتة – سوى الآب - يقدر أن يعرفه“،

أنه وحده يقدر أن ”يعلن الآب للبشر“.

وبدراسة هذه الأمجاد الثلاثية يتضح لنا عظمة شخصه المعبود، فليس سوى اللاهوت هو الذي يقدر أن يمسك بيديه كل شيء. ثم لماذا لا يقدر أحد أن يعرف شخصه الكريم سوى الآب؟ السبب في ذلك هو اتحاد اللاهوت والناسوت في شخص المسيح، وبالتالي فإنه فوق مدارك البشر. وأخيرًا ليس سواه من يقدر أن يعلن الآب، فالله ساكن في نور لا يدنى منه، وأما المسيح فإنه واحد مع الآب، ساكنًا في حضنه. «الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر» (يوحنا1: 18). وكون لا أحد يعرف الآب إلا الابن، فهذا معناه أن الابن ليس مجرد أحد. وحقًا إنه لا يقدر أن يعلن الله إلا الله.

بعد ذلك تحدث المسيح عن نفسه باعتباره مسدد احتياجات البشر الملحة، فأعلن أنه المريح، الذي بوسعه لا أن يريح شخصًا أو مجموعة من الأشخاص، بل يريح جميع التعابى، فيقول:

«تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (ع28).

من ذا يستطيع أن يدعو جميع التعابى الذين في العالم كله ليأتوا إليه، ويعدهم إنه سيعطيهم الراحة، إلا الله؟

إننا عندما نسمعه يقول «تعالوا إليّ»، ويعد من يأتي إليه بالراحة، كأننا نستمع إلى رجع الصدى من إعلان الله العجيب في العهد القديم وهو يقول: «التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله وليس آخر» (إشعياء45: 22)؟


3- قال المسيح إنه رب السبت:

فلقد قال لليهود:

«إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا» (متى12: 8).


والمسيح في الأصحاح نفسه الذي يذكر فيه أنه رب السبت، يؤكد أنه أعظم من يونان النبي (ع 41)، وأعظم من سليمان الملك (ع 42)، بل إنه قال أيضًا: إنه أعظم من الهيكل (ع 6). من هو هذا الذي ليس فقط أعظم من نبي أو من ملك، بل أعظم من هيكل الله نفسه، بنظامه وعبادته، بذبائحه وكهنوته؟ وإن لم يكن هو الله فمن يكون؟

لكن المسيح لم يذكر فقط إنه أعظم من الهيكل، بل قال إنه ”رب السبت أيضًا“. وهذا القول يتضمن الإعلان عن لاهوته. فلو عرفنا ماذا قال الرب في العهد القديم عن يوم السبت، لأمكننا أن نفهم بصورة أفضل معنى قول المسيح إنه ”رب السبت“.

لقد قال الله لموسى في خروج31: 13و17 «وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ , هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَد». فأن يقول المسيح إنه ”رب السبت“ أيضًا، فهذا معناه أنه هو الرب ”يهوه“ الذي تكلم قديمًا إلى موسى، والذي أمر الشعب قديمًا بحفظ السبوت. فواضح أنه لا يجرؤ نبي أن يعتبر نفسه ”رب السبت“ بعد أن قال الرب عن السبوت إنها سبوته (ارجع إلى خروج31: 13؛ لاويين19: 3و 30؛ 26: 2؛ حزقيال 20: 12و 20؛ 44: 24).

لقد أوضح المسيح أنه في عمله هو أعظم من الهيكل، إذ يقدم علاجًا كاملاً للخطية، لكنه في مجد شخصه هو أعظم من السبت، بل هو رب السبت أيضًا.


4- قال المسيح إنه موجود في كل مكان.

فلقد قال المسيح لتلاميذه:

«لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى 18: 20).


كيف يمكن للمسيح أن يوجد في وسط كل اجتماع يوجد فيه اثنان أو ثلاثة مجتمعون إلى اسمه؟ أ ليس هذا دليلاً على أنه الرب الذي يملأ الكل؟ وفي ما بعد أوضح الرسول بولس أن المسيح «يملأ الكل في الكل» (أفسس1: 23؛ 4: 10).

وهناك عبارة نطق بها المسيح توضح كيف أنه يملأ الكل، فلقد قال لنيقوديموس: «وليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يوحنا3: 13). لقد كان المسيح يتكلم مع نيقوديموس في أورشليم، لكنه يعلن أن السماء لا تخلو منه. فهو موجود على الأرض وموجود أيضًا في السماء. وهذه واحدة من الخصائص الإلهية، فالله وحده يملأ السماء والأرض، كقول الرب لإرميا: «أ ما أملأ أنا السماوات والأرض يقول الرب؟» (إرميا23: 24).

ونلاحظ أن المسيح الذي كان يتكلم مع نيقوديموس، كان بناسوته في أورشليم، وبلاهوته هو يملأ السماء والأرض. واتحاد الطبيعتين - اللاهوتية والناسوتية - في شخص المسيح، هو فوق المدارك البشرية.


5- قال المسيح إنه رب داود.

فلقد سأل الفريسيين:

«ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ فقالوا ابن داود. فقال لهم يسوع: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلا: قال الرب لربي حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟ فإن كان هو ابنه فكيف يكون ربه؟» (متى22: 42-45).


لقد قُدِمت في هذا الفصل (متى 22) أسئلة كثيرة: سؤال عن الجزية التي تُعطى لقيصر، وسؤال عن الزواج في العالم الآتي، وسؤال عن الناموس ووصيته العظمى، ولقد أجاب المسيح عنها كلها إجابات رائعة، ولكنه هنا يوجه السامعين إلى السؤال الأكثر أهمية. «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟»

والمسيح - كما يعلن الوحي - هو ابن داود، ولكنه ليس مجرد ابن لداود، وإلا لاستحال أن يدعوه داود ربًا. إنه ابن داود بالجسد، ولكنه في الوقت نفسه هو رب داود بلاهوته. ونحن نعرف أن الفريسيين واليهود لم يستطيعوا الإجابة عن سؤال المسيح الذي تركه معهم ليفكروا فيه. وهم إلى الآن، وبعد نحو ألفي عام لم يصلوا إلى الإجابة عنه.

ومن الجميل أن يقول المسيح إن داود دعاه بالروح ربًا، فليس أحد يقدر أن يقول ”يسوع رب“ إلا بالروح القدس (1كورنثوس12: 3). ولهذا فقد دعته أليصابات، وهو ما زال جنينا في بطن أمه: ”ربي“. قالت هذا وهي ممتلئة من الروح القدس (لوقا1: 43). وقال توما له بعد قيامته من الأموات: ”ربي وإلهي“ (يوحنا20: 28)، وقالها الرسول بولس عنه بعد صعوده إلى السماء (فيلبي 3: 8)، ويخبرنا الوحي أنه سيأتي الوقت الذي فيه سيقول كل لسان أن يسوع رب (فيلبي 2: 11).

وللأسف يعلق البشير متى قائلا: «من ذلك الوقت لم يتجاسر الفريسيون أن يسألوه شيئًا» (ع46). إنهم لم يستطيعوا الرد على منطقه الواضح وحجته القاطعة، لكنهم بدلاً من الإيمان به والانحناء بالسجود له، باعتباره ربهم أيضًا، كما هو رب داود، فإنهم فضلوا أن يمضوا في عماهم وظلام فكرهم باقي عمرهم وإلى أبد الآبدين!


6- قال المسيح إنه هو الذي يرسل الأنبياء.

فلقد قال في عظة الويلات:

«لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ» (متى 23: 34)


لقد قال المسيح هذه الكلمات لليهود، قبيل صلبه بأيام أو ساعات معدودة، قال إنه سيرسل إليهم أنبياء وحكماء وكتبة. فمتى أرسلهم؟ يقينًا أرسلهم بعد قيامته من الأموات، وصعوده فوق جميع السماوات.

هذه الأقوال تؤكد أن المسيح ليس مجرد نبي ولا مجرد رسول، بل إنه هو الذي يرسل الرسل والأنبياء. وعليه فإن من يظن أن المسيح مجرد رسول أو نبي، يكون قد فاته مدلول هذه العبارة العظمى. فمن الذي يرسل الأنبياء والحكماء؟ أليس هو الله؟ (ارجع إلى إشعياء 6: 8؛ يوحنا1: 6). إذًا قول المسيح هنا يتضمن أنه هو بنفسه الرب ”إله الأنبياء القديسين“ (رؤيا22: 6). ولقد تمم المسيح كلامه هنا بعد قيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات، حيث أرسل إلى تلك الأمة العاصية أنبياء وحكماء وكتبة.

وفي هذا الصدد يقول المسيح أيضًا في موعظة جبل الزيتون هذا القول المبارك والمحمل بالمعاني «تظهر علامة ابن الإنسان ,. فيبصرون ابن الإنسان ,. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه» (متى 24: 31). هذا معناه أن الملائكة هم ملائكة ابن الإنسان، وأنه يملك السلطان على إرسالهم، وكذلك فإن المختارين هم مختاروه. فهذا الذي اتضع وافتقر لم يكن، كما نفهم من الأصحاح الأول في هذه البشارة سوى ”عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا“ (1: 23).


7- قال المسيح أن كلامه لا يزول

فلقد قال المسيح في موعظة جبل الزيتون:

«السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول» (متى 24: 35).


ونحن نعرف أنه بعض الدكتاتوريين كانوا يفرضون على الناس أقوالهم، وربما قال مغرور من هؤلاء إن كلامه لا يزول. ولكن ماذا بعد موت هؤلاء؟ يقول المرنم: «تخرج روحه فيعود إلى ترابه. في ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره» (مزمور146: 4). نعم ليس الإنسان - كائنًا من كان - هو الذي كلامه لا يزول، بل الله، كقول المرنم: «إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السماوات» (مز119: 89).

ولقد كان الأنبياء دائمًا يبدأون نبواتهم بالقول: «هكذا قال الرب». ولكن المسيح ليس كذلك، بل إنه يقول هنا: «كلامي لا يزول»!

ومن الجميل أن نذكر أن المسيح قال هذا الكلام قبيل آلامه وموته بساعات معدودة. وكانت الأيام التالية ستحمل الكثير من المفاجآت غير السارة لتلاميذه، ومع ذلك فقد ثبت أن كل ما قاله المسيح تم، وتم حرفيًا.

إن طريقة موته تمت كما قال، فمات فوق الصليب (قارن يوحنا18: 32، مع يوحنا 12: 33). لقد كان قصد قادة اليهود الأشرار أنه بموته فوق الصليب، وهي ميتة اللعنة والعار، ستنتهي إلى الأبد شعبيته (ارجع إلى مزمور41: 5)، ولكن العجيب أن العكس هو ما حصل، وبعد نحو خمسين يومًا بدأت الكرازة به، وآمن في عظة واحدة ثلاثة آلاف نفس، وما زال هذا يحدث يوميًا في كل بقاع العالم. هناك ملايين لم تكن لهم به أية علاقة، والبعض كان ينكره ويبغضه، لكن الصليب غيرهم فأحبوه وعبدوه، وذلك إتمامًا لقوله: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع» (يوحنا12: 32). ولقد قال أيضًا إنه سيقوم في اليوم الثالث. وهو ما حدث فعلا، فعندما ذهبت المرأتان إلى القبر في فجر أول الأسبوع، وجدن الحجر مدحرجا عن باب القبر، وسمعن صوت ملاك السماء يقول لهما: «إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا لأنه قد قام كما قال» (متى 28: 5، 6). ولقد ظهر لتلاميذه في الجليل كما قال أيضًا (متى 26: 32؛ 28: 7). وقال إن الهيكل سيدمر تمامًا، بحيث لا يترك حجر على حجر فيه إلا وينقض، وحدد المدة قائلاً: «الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله» (متى 24: 2، 34). وهو ما تم فعلاً، ويخبرنا التاريخ أنه رغم تعليمات تيطس القائد الروماني بعدم المساس بمبنى الهيكل، والإبقاء عليه كأثر تاريخي، إلا أن كلام المسيح، وليس كلام تيطس، هو الذي تم.

وقبل ذلك كان قد قال: «على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى 16: 18) وهو ما تشهد به القرون العشرون الماضية. فكم حاولت معاول الهدم أن تهدم كنيسة المسيح، ولكن طاش سهمهم! واتضح أن كلام المسيح هو أشد ثباتًا من السماوات بقوانينها الثابتة، وأكثر رسوخا من الأرض بجبالها الراسخة.

إذا فكلام المسيح أبدي وإلهي، معصوم وصادق. إن كلامه له ذات صفات كلام الله، لأنه هو الله.


8- قال إنه صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض:

فلقد قال المسيح لتلاميذه بعد القيامة:

«دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت28: 18).


من هو هذا الذي له كل السلطان في السماء وعلى الأرض؟ أ يمكن أن يكون مجرد مخلوق محدود، ويُسَلم له كل السلطان لا في الأرض فقط، بل في السماء أيضًا، حيث مسكن الله؟

أ يمكن أن يكون هذا الشخص صاحب السلطان المطلق في الأرض وفي السماء شخص آخر غير الله؟

قال أحد المفسرين: ”أن يُعطى مجرد مخلوق، مهما سما، كل السلطان في السماء وعلى الأرض، هو تعليم أكثر صعوبة بما لا يقاس، من التقرير بأن المسيح هو الله. فإن العبارة الأولى تتضمن فكرين متنافرين ولا يمكن جمعهما معًا على الإطلاق“.


9- المسيح قال إنه واحد مع الآب والروح القدس:

فلقد قال المسيح أيضًا لتلاميذه بعد قيامته من الأموات:

«اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (متى 28: 20).


وعبارة «عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» تتضمن تعليمًا عظيمًا، يعتبر قمة الإعلان في الإيمان المسيحي، أعني به وحدانية الله، وثالوث أقانيمه. فالله واحد، لكن وحدانيته ليست مطلقة ولا مجردة بل جامعة مانعة. ولذلك فقد قال لتلاميذه هنا: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآ ب والابن والروح القدس». إنه لا يقول: ”عمدوهم باسم الله“، فهذا هو الإيمان اليهودي غير الكامل، ولا يقول عمدوهم بأسماء الآب والابن والروح القدس، كأن هناك أكثر من إله واحد، فتعدد الآلهة هو مفهوم وثني، وهو مفهوم خاطئ وفاسد، بل يقول: «عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس». هذا هو التعليم العظيم الذي يُميِّز المسيحية عن كل من الوثنية واليهودية؛ فالأولى تعلم بتعدد الآلهة، والثانية تعلم بوحدانية مجردة مطلقة، وأما المسيحية فتعلم بوحدانية جامعة مانعة، تجعل الله الواحد ليس في حاجة إلى خليقته ليمارس معها صفاته الأصيلة. فالله واحد في جوهره، لكنه ثالوث في أقانيمه. لذلك قال المسيح لتلاميذه، عندما يتلمذون الأمم، أن يعمدوهم ”باسم الآب والابن والروح القدس“.

ولقد تم هذا الإعلان عن الله في المسيحية، ففي اليهودية لم يكن قد جاء بعد وقت الإعلان الكامل عن الله، حيث يقول البشير يوحنا: «الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر» (يوحنا1: 18).

لقد أعلن الكتاب المقدس حقيقة الوحدانية والتثليث معًا، فالله واحد في ثالوث وثالوث في واحد. الجوهر واحد، ولكن التعينات (أو الأقانيم) ثلاثة. وهذا الأمر، وإن كان يسمو على العقل، لكنه ليس ضد العقل.


10- قال المسيح إنه الموجود دائما أبدًا

فلقد قال لتلاميذه:

«وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (متى 28: 20)


في متى 18: 20 يتحدث المسيح عن وجوده في كل مكان، والآن في متى 28: 20 يشير المسيح إلى وجوده في كل زمان.

من ذا الذي يملأ الزمان والمكان سوى الله كلي التواجد. فأن يعد المسيح تلاميذه بأنه معهم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر، فهذا معناه أن «يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد» (عبرانيين 13: 8).

ومن هذا فإننا نرى أن الأقوال الختامية لإنجيل متى تحمل لنا أدلة متنوعة على لاهوت المسيح، فيذكر أولاً أنه موضوع سجود الأتقياء، إذ يقول عن تلاميذه إنهم لما رأوه سجدوا له. وثانيًا: أنه كلي السلطان، ليس في السماء فقط ولا على الأرض فحسب، بل في السماء وعلى الأرض، وهذه أيضًا واحدة من خصائص الله. وثالثًا: هو كلي التواجد، لا يخلو منه زمان ولا مكان، إذ قال لتلاميذه: «أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر»، ونعلم أن هذه أيضًا واحدة من الخصائص الإلهية. فليس ملاك ولا إنسان يقال عنه إنه موجود في كل مكان وكل زمان.

ومن الجميل أن إنجيل متى يبدأ بمولد ابن العذراء الذي دُعي «اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا» (متى 1: 23)، ويختم الإنجيل بقول عمانوئيل نفسه إنه مع تلاميذه كل الأيام إلى انقضاء الدهر!


11- قال المسيح: إنه الرب:

فالمسيح بعد أن خلص مجنون كورة الجدريين قال له:

«اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك» (مرقس 5: 19).


ترى كيف فهم الرجل الذي شفاه المسيح هذا التعبير: «أخبرهم كم صنع بك الرب، ورحمك»؟ من هو الرب الذي أنقذ هذا المجنون من الشياطين التي كانت تسكنه؟

نرى الإجابة على ذلك من كلمات البشير مرقس التي تلت عبارة المسيح هذه: «أما هو (أي الرجل الذي كان مجنونًا ورحمه الرب وشفاه) فمضى ونادى في العشر المدن كم صنع به يسوع». وهذا معناه أن يسوع الذي خلص الرجل من الشياطين، هو الرب. ونحن نعرف أن هذا هو التعبير الذي ارتبط بالنسيح من يوم مولده، عندما قال ملاك السماء للرعاة: «ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب». فلم يكن يسوع هذا مجرد مسيح، ولا مجرد رب، بل هو ”المسيح الرب“.

وفي العهد الجديد بعد قيامة المسيح وصعوده، اربتط لقب الرب بأقنوم الابن، واستخدم فيما ندر عن الآب أو الروح القدس، لكنه استخدم عن الابن حوالي 650 مرة!


12- قال المسيح: إنه ”ابن الله“:

ففي محاكمة المسيح أمام رئيس الكهنة يقول الوحي

«قال يسوع: أنا هو (المسيح ابن المبارك)» (مرقس14: 62).


في محاكمة المسيح أمام قيافا رئيس الكهنة، طرح رئيس الكهنة سؤالاً محددًا، ليجيب المسيح عنه بنعم أو لا، إن كان هو ”ابن الله“، فأجابه المسيح قائلاً له: «أنا هو». فكانت النتيجة أن «مزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ قد سمعتم التجاديف. ما رأيكم؟ فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت»

هذه الكلمة ابن الله تعني في مفهوم اليهود أنه المعادل لله (يوحنا5: 18)، ولقد فهموها هم بهذا المعنى، والرب لم يصحح لهم مفهومهم، ولو أنهم بكل أسف – في عمى عدم الإيمان - رفضوا الإيمان بهذه الحقيقة، وصلبوه باعتباره مجدفًا لأنه قال ذلك عن نفسه.

هذا التعبير الذي أثار حنق رئيس الكهنة الشرير هو وبطانته، ورد عن المسيح في العهد الجديد ما لا يقل عن خمسين مرة. ومع أن المسيح بصفة عامة لم يشر إلى شخصه أنه ابن الله، إلا فيما ندر، ومع ذلك فقد عرفه الكثيرون كذلك، إذ لاحظوا عظمة شخصه وسمو أمجاده.

مرة قال عن نفسه لليهود: «فالذي قدسه الآب، وأرسله إلى العالم، أ تقولون له إنك تجدف، لأني قلت إني ابن الله؟» (يوحنا10: 36). وفي مناسبة أخرى قال لليهود: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضًا إن الله أبوه، معادلاً نفسه بالله» (يوحنا5: 17، 18).

ومرة أخرى سأل الرب تلاميذه قائلاً: «من يقول الناس عني إني أنا ابن الإنسان؟». ومن ردود التلاميذ نفهم أن البشر قالوا عن المسيح كلامًا حسنًا، في مجمله أنه ”واحد من الأنبياء“، لكن المسيح لم تسره هذه الإجابة، وكأنه كان ينتظر شيئًا أفضل بعد كل ما عمله بينهم. لذلك فإنه سأل تلاميذه: «وأنتم من تقولون إني أنا هو؟»، فأجابه بطرس قائلاً: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». والرب طوَّب بطرسا لأن الآب أعلن هذا له، مما يدل على أن هذا الإعلان: ”المسيح ابن الله الحي“ يختلف تمامًا عما وصل إليه باقي الناس من أن المسيح ”هو واحد من الأنبياء“، وإلا فعلامَ كان التطويب لبطرس؟

ونحن نلاحظ أن المسيح لم يندهش لإجابة بطرس السابقة، وكأنه يفاجأ بها، ولا طرب لها وكأنها تكريم لم يكن يتوقعه، ولا هو اعترض عليها، بل إنه بكل بساطة طوَّب صاحبها قائلاً له: «إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات» (متى16: 17). مما يدل على أن هذه المعرفة عن المسيح يلزمها إعلان من الله الآب مباشرة.

والذين شهدوا في الوحي بأن المسيح هو ابن الله كثيرون. نكتفي بالإشارة إلى سبع شهادات:

· فالآب شهد له بأنه ابنه، وفعل ذلك 7 مرات (متى3: 17؛ 17: 5؛ مرقس 1: 11؛ 9: 7؛ لو3: 22؛ 9: 35؛ 2بط1: 17).

· والروح القدس شهد عنه كذلك (مرقس1:1)،

· وهو قال كذلك عن نفسه سواء قبل الصليب (يوحنا9: 35؛ 10: 36)، أو بعد القيامة (رؤيا2: 18).

· والملاك جبرائيل في بشارته للمطوبة العذراء قال ذلك (لوقا1: 35و 36).

· وحتى الشياطين عرفته كذلك (مرقس5: 7).

· والتلاميذ أقروا بهذا الأمر أكثر من مرة (متى 14: 33؛ 16: 16؛ يوحنا 1: 34و 49؛ 11: 27)،

· بل وحتى الغرباء عرفوا ذلك واعترفوا به، كما حدث مثلاً من قائد المئة الأممي الذي كان عند الصليب، الذي لما رأى أعاجيب الجلجثة قال: «حقًا كان هذا ابن الله» (متى27: 54؛ مرقس15: 39).


13- قال المسيح إنه المخلص الوحيد.

فلقد قال لتلميذيه يعقوب ويوحنا:

«لستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص» (لوقا9: 55، 56).

كما قال أيضًا:

«لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك» (لوقا19: 10).

وقال أيضًا لليهود:

«أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي» (يوحنا10: 9)


يوضِّح المسيح في الأقوال السابقة أنه ليس إحدى طرق الخلاص، بل هو الطريق الوحيدة له. ولهذا فإنه هنا يقول إنه ”الباب“، بمعنى أنه الباب الوحيد للخلاص. وفي مكان آخر قال المسيح لتلاميذه: «أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا14: 6).

ونحن نعرف من العهد القديم أن المخلص الوحيد هو الله. فيقول المرنم: «لا تتكلوا على الرؤساء، ولا على ابن آدم، حيث لا خلاص عنده» (مزمور 146: 3). كما قال الله على لسان نبيه إشعياء: «أ ليس أنا الرب ولا إله آخر غيري؟ إله بار ومخلص، ليس سواي. التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله وليس آخر» (إشعياء45: 21، 22). كما قال النبي يونان: «للرب الخلاص» (يونان 2: 9). ويقول الرسول بطرس عنه «ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص» (أعمال 4: 12).

لو كان المسيح مجرد نبي ما كان يمكنه مطلقًا أن يكون الطريق الوحيدة للخلاص، بل في هذه الحالة يكون إحدى طرق الله لخلاص البشر. أما أن يكون هو الطريق الوحيد للخلاص، فليس لهذا من تفسير معقول سوى أنه ليس نبيًا، من الأنبياء الذين أتوا ورحلوا، بل هو الله، إذ هو ”المخلص الوحيد“.


14- قال المسيح إنه هو الأول والآخر. البداية والنهاية. الألف والياء.

فلقد قال لعبده يوحنا في سفر الرؤيا:

«لا تخف أنا هو الأول والآخر» (رؤيا1: 17)؛

وقال لملاك كنيسة سميرنا:

«هذا يقوله الأول والآخر. الذي كان ميتًا فعاش» (رؤيا2: 8)؛

ومرة أخرى:

«قال لي قد تم. أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» (رؤيا21: 5و6)

كما قال أيضًا:

«وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر» (رؤيا22: 12و13)


لقد قال الرب هذا ليوحنا «أنا هو الأول والآخر»، عندما سقط يوحنا عند رجليه كميت. ونحن نجد في العهد القديم تأثيرًا مشابهًا لهذا حدث في ظهورات إلهية سابقة، مع إبراهيم (تكوين17: 3)، ومنوح (قضاة13: 20)؛ وحزقيال (حزقيال3: 23؛ 43: 3؛ 44: 4)، ودانيآل (دانيال8: 17؛ 10: 8، 9، 15-17).

لكن، إن كان - من جانب يوحنا – حدث الخوف والفزع، فمن جانب المسيح أتت تلك الإعلانات السامية عن شخصه، مستخدمًا التعبيرات الخاصة بالله دون سواه. فمن سوى الله يمكن أن يكون «الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء». هذا التعبير لا يرد في كل الكتاب سوى في نبوة إشعياء، ويرد فيها ثلاث مرات (في ص41: 4؛ 44: 6؛ 48: 12) كلها عن الرب (يهوه) مما يدل على أن هذا التعبير إلهي. فالله هو وحده – كما عبَّر إشعياء في الآية الأولى (41: 4) الذي يقف خارج التاريخ، خارج تاريخ الفداء (إشعياء 44: 6)، وخارج تاريخ الخليقة (إشعياء48: 12). إن الزمان ضيف عليه! هو الأول ولا شيء قبله. هو علة كل شيء وليس له علة. ثم إنه هو الآخر، وليس بعده شيء، هو المآل لكل خليقته. وعندما يكرر الوحي هذا الفكر ثلاث مرات: الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء، فإن هذا لا يمكن أن ينطبق إلا على الله وحده.

لقد قيل أيضًا عن المسيح بحسب كولوسي 1: 17 «إنه قبل كل شي، وفيه يقوم الكل». كل شيء يستمد الأصل منه، وكل شيء يستمد الوجود منه. وإليه يؤول كل شيء. إنه الأول في كل مجال، وهو الآخر لكل مدى. هو يحتوي الكل، وخارجه لا يوجد سوى العدم. إنه تعبير يدل على الأولوية الكاملة والتفوق المطلق.

وعليه فإنه في ضوء الإعلان الصريح عن الله باعتباره ”الأول والآخر“، وعن المسيح باعتباره ”الأول والآخر“، يتضح على الفور أن المسيح قال عن نفسه صراحة أنه هو الله.

من جهة الزمان هو الأول، ومن جهة الأبدية هو الآخر. بكلمات أخرى هو أزلي أبدي. أو بكلمات أخرى هو الكائن بذاته والواجب الوجود.


15- قال المسيح إنه هو الحي إلى أبد الآبدين.

قال المسيح عن نفسه ليوحنا في جزيرة بطمس إنه

«الحي. وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين» (رؤيا1: 18)


في الآية السابقة كان الرب قد قال ليوحنا: «أنا هو الأول والآخر». والآن يضيف له أنا ”الحي“، وأيضا ”أنا حي إلى أبد الآبدين“. فالله يسمى في الكتاب المقدس بأنه الحي. بينما الكل عداه أموات. قال اليهود للمسيح عن إبراهيم وعن باقي الأنبياء: «ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات، والأنبياء ماتوا جميعًا». نعم كل الأنبياء ماتوا لأنهم بشر، أما الله فلا يموت. وهنا يقول المسيح عن نفسه إنه هو الحي. بل هو الذي قيل عنه: «فيه كانت الحياة» (يوحنا1: 4).

ويرد التعبير ”الله الحي“ في الكتاب المقدس 28 مرة. 14 مرة في العهد القديم و14 مرة في العهد الجديد، منها ست مرات في سفر الرؤيا (1: 18؛ 4: 9، 10؛ 5: 14؛ 10: 6؛ 15: 7). ويقول الكتاب المقدس عن الله إنه «وحده له عدم الموت». لكن ها إنسان مات، ولكنه قام أيضًا، لأنه بلغة الرسول بطرس هو ”رئيس الحياة“ (أعمال3: 15). وعندما مات لم يمت لأن هذا كان حقًا عليه كما على كل إنسان، بل كان موته اختياريًا، كما كان موتًا كفاريًا عن الجنس البشري كله. وهذا الشخص يقول عن نفسه إنه «حي إلى أبد الآبدين». وتعبير ”أبد ألابدين“ كما ورد في اللغة اليونانية، هو أقوى تعبير في اللغة للدلالة على عدم نهاية الزمن. فكيف يكون هذا؟ أ ليس ببساطة لأنه ليس مجرد إنسان، بل هو الله وإنسان في آن واحد معًا؟


16- قال المسيح إن له مفاتيح الموت والهاوية

ففي الآية السابقة استطرد المسيح متحدثًا إلى يوحنا فقال له:

«ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤيا1: 18).


يستطرد المسيح مع يوحنا في جزيرة بطمس، بعد كلامع السابق له، قائلاً: «ولي مفاتيح الهاوية والموت». وهذا التعبير يدل على أن المسيح هو المهيمن المطلق على أجساد وأنفس الجميع. السلطان الذي كان الشيطان به يرعب الإنسان، بسبب خطيته، ولكن ها قد أتى الفادي الذي أمكنه أن يعتق الإنسان من تلك العبودية القاسية.

ونحن نتساءل من ذا الذي يملك مفاتيح الحياة والموت؟ أ ليس هو بعينه الذي قال عن نفسه: «دفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (متى28: 18). وإن لم يكن صاحب هذا السطان هو الله، فمن يكون؟


17- قال المسيح أنا فاحص القلوب

فهو قال لملاك كنيسة ثياتيرا: «فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب، وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله» (رؤيا2: 23).


يقال هذا التعبر عن الرب يهوه أكثر من مرة في نبوة إرميا. فلقد قال: «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه؟» ويجيب: «أنا الرب فاحص القلوب ومختبر الكلى» (إرميا17: 10 انظر أيضا ص11: 20؛ 20: 12)، بمعنى أنه لا يوجد من يعرف قلوب البشر إلا الله. وهو عين ما قاله سليمان الحكيم: «لأنك أنت وحدك عرفت أفكار جميع بني البشر» (1ملوك8: 39). ولا يوجد مطلقًا من يعلم ما في صدور الناس سوى الله «لأنه هو يعرف خفيات القلب» (مزمور44: 21). هذا مجد يخص الرب (يهوه) وحده دون سواه.

لكن المسيح هنا يقول إنه هو «فاحص الكلى والقلوب»، بمعنى إنه يعرف الأفكار والنيات، ويعلم أعماق الإنسان. يدرك الدوافع والأفكار، ويفحص العواطف الداخلية والرغبات في الأعماق. بكلمات أخرى هو الكلي العلم. كيف لا وهو الديان!

فعندما يؤكد المسيح إنه يعرف قلوب البشر جميعًا، مستخدما العبارة عينها التي استخدمها الرب يهوه عن نفسه في نبوة إرميا، أ فلا يكون المسيح بهذا قد قال عن نفسه إنه هو الله؟


18- قال المسيح إنه أصل داود (أي خالقه)

فلقد قال ليوحنا الرائي في ختام سفر الرؤيا:

«أنا أصل وذرية داود، كوكب الصبح المنير» (رؤيا22: 16).


والمقطع الأول من الآية السابقة ليس أحجية، بل إنه إجابة عن أحجية المسيح التي قالها كآخر سؤال وجهه لليهود قبل أن ينطق عليهم بمرثاته. عندما سألهم «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ فقالوا ابن داود. فقال لهم يسوع: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلا: قال الرب لربي حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟ فإن كان هو ابنه فكيف يكون ربه؟» (متى22: 43-45).

لم يستطع الفريسيون واليهود الإجابة عن سؤال المسيح السابق. لكن اللغز الذي ورد في متى 22، نجد الإجابة عنه في رؤيا 22. فالمسيح كما أعلن هنا عن نفسه: ”أصل وذرية داود“. بلاهوته هو أصل داود أي هو خالقه، وبناسوته هو ذرية داود، لأنه ولد من مريم بنت داود.

هذه الآية تشبه كثيرا ما قاله النبي إشعياء عن المسيح: «ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت فرع من أصوله, في ذلك اليوم يكون أصل يسى راية للشعوب» (إشعياء 11: 1، 10). فالمسيح هو قضيب من جذع يسى بمقتضى ناسوته، وهو أصل يسى بمقتضى لاهوته. كما تشبه ما ورد عن المسيح في رومية 9: 5 فلقد قال الرسول عن المسيح: «منهم المسيح حسب الجسد (أي إنه من الشعب اليهودي، ولكنه أضاف في الحال القول) الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد (أو بتعبير أكثر دقة ”الله المبارك إلى الأبد“)
لو قال عن نفسه إنه إله، لرجموه. ولو قال للناس اعبدوني لرجموه أيضاً، وانتهت رسالته قبل أن تبدأ .. إن الناس لا يحتملون مثل هذا الأمر. بل هو نفسه قال لتلاميذه "عندي كلام لأقوله لكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملون الآن" (يو16: 12)

لذلك لما قال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك"، قالوا في قلوبهم "لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟! من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر2: 6، 7). لذلك قال لهم السيد المسيح "لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيهما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم أحمل سريرك وامش؟! ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: لك أقول قم، واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير، وخرج قدام الكل حتى بُهت الجميع ومجدوا الله ... " (مر2: 8 ـ 12).

كذلك لما قال لليهود "أنا والآب واحد" تناولوا حجارة ليرجموه (يو10: 30، 31) متهمين إياه بالتجديف وقائلين له "فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يو10: 33)

إذن ما كان ممكناً عملياً أن يقول لهم أنه إله، أو أن يقول لهم اعبدوني ولكن الذي حدث هو الآتي:

لم يقل أنه إله، ولكنه اتصف بصفات الله. ولم يقل اعبدوني، لكنه قبِل منهم العبادة.

والأمثلة على ذلك كثيرة جداً. ونحن في هذا المجال سوف لا نذكر ما قاله الإنجيليون الأربعة عن السيد المسيح، ولا ما ورد في رسائل الآباء الرسل، إنما سنورد فقط ما قاله السيد المسيح نفسه عن نفسه، حسب طلب صاحب السؤال. فنورد الأمثلة الآتية:

أولاً، نسب السيد المسيح لنفسه الوجود في كل مكان، وهي صفة من صفات الله وحده:

فقال "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (مت18: 20). والمسيحيون يجتمعون باسمه في كل أنحاء قارات الأرض.
إذن فهو يعلن عن وجوده في كل مكان.
كذلك قال "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20).
وهي عبارة تعطي نفس المعنى السابق.

وبينما قال هذا عن الأرض، قال للص التائب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43).
إذن هو موجود في الفردوس، كما هو في كل الأرض.

وقال لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو3: 13). أي أنه في السماء، بينما كان يكلم نيقوديموس على الأرض ..

وبالنسبة إلى الأبرار قال إنه يسكن فيهم هو والآب (يو14: 23). أما عن الإنسان الخاطئ فقال إنه يقف على باب قلبه ويقرع حتى يفتح له (رؤ3: 20)

ونسب نفسه إلى السماء، منها خرج، وله فيها سلطان:

فقال "خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم" (يو16: 28). وقال إنه يصعد إلى السماء حيث كان أولاً (يو6: 62). وفي سلطانه على السماء قلا لبطرس:
"وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات" (مت16: 19).
وقال لكل تلاميذه "كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء" (مت18: 18) .. وقال "دُفع إلىَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (مت28: 18)

ونسب إلى نفسه مجد الله نفسه:

فقال "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته. وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (مت16: 27). وهو نسب لنفسه مجد الله، والدينونة التي هي عمل الله، والملائكة الذين هم ملائكة الله. وقال أيضاً أنه سيأتي "بمجده وفي مجد الآب" (لو9: 26). وقال أيضاً "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه" (رؤ3: 21). هل يوجد أكثر من هذا أنه يجلس مع الله في عرشه؟!

كذلك تَقَبَّل من الناس الصلاة والعبادة والسجود:

قال عن يوم الدينونة "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة" (مت7: 22). وقَبِلَ من توما أن يقول له "ربي وإلهي، ولم يوبخه على ذلك. بل قال له: "لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 27 ـ 29).

كذلك قبل سجود العبادة من المولود أعمى (يو9: 38)، ومن القائد يايرس (مر5: 22) ومن تلاميذه (مت 28: 17) .. ومن كثيرين غيرهم.

وقَبِلَ أن يُدعى رباً. وقال إنه رب السبت (مت12: 8). والأمثلة كثيرة
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook