ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Tuesday, February 23, 2010

اين قال المسيح انا الله فاعبدونى ؟

هذا ما قاله المسيح

«فقال لهم يسوع: أنا من البدء ما أكلمكم أيضًا به» (يوحنا8: 25).

,,

نبدأ حديثنا في هذا الكتاب – كما هو متوقع- بما قاله المسيح عن نفسه، مركزين حديثنا في هذا الفصل عما قاله المسيح بفمه الكريم، وسجَّله لنا البشير يوحنا – أحد تلاميذ المسيح الأوائل - في البشارة المعنونة باسمه. والمعروف لدارسي الكتاب أن إنجيل يوحنا يحدثنا – في المقام الأول - عن لاهوت المسيح، ولذلك فإن كل عباراته محملة بالمعاني المجيدة الأكيدة، على أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد.

وسنسرد فيما يلي بعضًا من أقوال المسيح بحسب أهميتها ووضوح دلالتها من جهة ما نتحدث عنه الآن:


1- قال المسيح: إنه الأزلي، والواجب الوجود:

فلقد قال المسيح لليهود:

«الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن». (يوحنا8: 58و59).


خلفية هذا الإعلان العظيم أن المسيح كان قد قال إن الذي يؤمن به لن يرى الموت إلى الأبد. فاعترض السامعون من اليهود على هذا الكلام وقالوا له: «أ لعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات؟ والأنبياء ماتوا. من تجعل نفسك؟». فقال لهم: «أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح». سألوه: «ليس لك خمسون سنة بعد. أ فرأيت إبراهيم؟» (يوحنا8: 57). ونحن نعرف أن إبراهيم أتى قبل المسيح بنحو ألفي عام. لكن لاحظ - عزيزي القارئ - أن المسيح لم يقل إنه هو الذي رأى إبراهيم، بل قال إن إبراهيم هو الذي تهلل بأن يرى يومه، فرأى وفرح. وهنا جاء الإعلان العظيم، الذي وقع كالصاعقة على هؤلاء الأشرار غير المؤمنين، إذ قال لهم المسيح إنه ”كائن“ قبل إبراهيم!

هل تعرف معنى هذه العبارة أيها القارئ العزيز؟

دعني قبل أن أذكُر لك معناها، أذكِّرك بما قاله يوحنا المعمدان عن المسيح: «إن الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي» (يوحنا1: 15). ومعروف أن يوحنا ولد قبل المسيح بنحو ستة أشهر، وهذا معنى قول المعمدان «الذي يأتي بعدي». لكن المعمدان يقول عن هذا الشخص: «صار قدامي، لأنه كان قبلي». فكيف يمكننا فهم أن المسيح الذي ولد بعد يوحنا المعمدان بنحو ستة أشهر، كان قبل يوحنا، إن لم نضع في الاعتبار لاهوت المسيح؟

والآن ما الذي يعنيه قول المسيح: ”أنا كائن“ قبل إبراهيم. لاحظ أن المسيح لا يقول لليهود: ” قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت“، بل أرجو أن تلاحظ عظمة قول المسيح: «قبل أن يكون إبراهيم، ”أنا كائن“». إنها كينونة لا علاقة لها بالزمن، كينونة دائمة!

إن عبارة ”أنا كائن“ تعادل تماما القول ”أنا الله“ أو ”أنا الرب“ أو ”أنا يهوه“ الذي هو اسم الجلالة بحسب التوراة العبرية. فهذا التعبير ”أنا كائن“ هو بحسب الأصل اليوناني الذي كتب به العهد الجديد ”إجو آيمي“، وتعني الواجب الوجود والدائم، الأزلي والأبدي. فمن يكون ذلك سوى الله؟

عندما ظهر الرب لموسى في العليقة، وطلب أن يرسله إلى بني إسرائيل، وقدم موسى العديد من الاعتراضات، كان أحد تلك الاعتراضات «فقال موسى لله ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم، فإذا قالوا لي ما اسمه، فماذا أقول لهم؟ فقال الله لموسى: ”أهيه الذي أهيه“. وقال هكذا تقول لبني إسرائيل ”أهيه“ أرسلني إليكم» (خر3: 13، 14). وعندما تُرجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية، وهي تلك الترجمة المعروفة باسم الترجمة السبعينية، فقد تُرجم اسم الجلالة ”أهيه“، إلى ”إجو آيمي“. نفس الكلمة التي استخدمها المسيح مع اليهود عندما قال لهم: ”أنا كائن“!

وعبارة ”أنا كائن“ مشتقة من الفعل ”أكون“، والذي منه جاء اسم الجلالة ”يهوه“. وقد تكررت هذه العبارة ”إجو آيمي“ عن المسيح في إنجيل يوحنا 21 مرة (3×7). كأن المسيح يرى في نفسه بحسب ما أعلن عن ذاته، أنه هو ذات الإله القديم الذي ظهر لموسى في العليقة في جبل حوريب. والذي أرسل موسى ليخرج بني إسرائيل من أرض مصر.

ومن ضمن مرات استخدام المسيح لهذا الاسم عن نفسه، هي ما قاله المسيح في هذا الأصحاح عينه لليهود: «إن لم تؤمنوا أني ”أنا هو“ (إجو آيمي) تموتون في خطاياكم» (يوحنا8: 24).

ومرة أخرى لما تحدث لتلاميذه عن خيانة يهوذا الإسخريوطي قبل حدوثها، فقال: «أقول لكم الآن قبل أن يكون (أي قبل أن تتم الأحداث)، حتى متى كان تؤمنون أني أنا هو ”إجو آيمي“ (أي أنا الله، علام الغيوب)» (يوحنا13: 19).

وفي حادثة إلقاء القبض على المسيح في البستان، عندما سأل المسيح الذين أتوا للقبض عليه: من تطلبون؟ قالوا له يسوع الناصرى. قال لهم يسوع: ”أنا هو“ (أي ”إجو آيمي“). ويعلق البشير على ذلك بالقول إنهم رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض (يوحنا18: 4). فهم لم يقدروا أن يقفوا أمام مجد شخصه!

إن هذا الإعلان الذي ذكره المسيح في يوحنا 8: 58 يعتبر أعظم الأدلة والبراهين على لاهوت المسيح بحيث لو أنه ليس لدينا في كل الكتاب سوى هذا الإعلان لكان يكفي، ولو أنه لدينا العديد من البراهين كما سنرى الآن.

ولقد فهم اليهود جيدًا ماذا كان المسيح يقصد من هذه الأقوال، ولم بكن ممكنًا التجاوب مع ذلك الإعلان العظيم إلا بأسلوب من اثنين، إما أن ينحنوا أمامه بالسجود باعتباره الله، أو أن يعتبروه مجدفًا. وللأسف هم اختاروا الأسلوب الثاني المدمر لهم! ويذكر البشير أن اليهود عندما سمعوا من المسيح هذا الإعلان «رفعوا حجارة ليرجموه، أما يسوع فاختفى، وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم، ومضى هكذا»، مما يدل على أنهم فهموا ما كان يعنيه المسيح تمامًا، أنه هو الله.

يا للعار، فلقد أعطاهم المسيح فرصة في أول الفصل أن يرجموا المرأة الزانية، بشرط أن يكون الشخص الذي سيرجمها بلا خظية، أي لم يقع في الفعل ذاته، فلم يستطيعوا، وخرجوا هاربين من ضيائه، ولكنهم الآن انحنوا لا ليسجدوا له، بل انحنوا يلتقطون الحجارة، لا ليرجموا بها الزانية، ولا حتى لكي يرجموا موسى، كما حاول آباؤهم الأشرار، بل ليرجموا ذاك الذي ظهر لموسى وقال له: ”أنا أهيه“ ”إجو آيمي“!


2- قال المسيح إن له ذات الكرامة الإلهية

فلقد قال لليهود:

«لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب» (يوحنا5: 23)


في حديث الرب مع اليهود، بعد شفائه للرجل المقعد في بيت حسدا (يوحنا5)، قال المسيح عبارة فهم اليهود منها أنه يعادل نفسه بالله. والمسيح في الحديث الذي تلى ذلك، لم يحاول تبرئة نفسه من هذه التهمة، وذلك لأنه فعلاً «الله (الذي) ظهر في الجسد» (1تيموثاوس3: 16)، بل أكد ذلك المفهوم بصور متعددة. فلقد أوضح (في ع22) أنه يعمل الأعمال الإلهية ذاتها، من ثم يخطو خطوة أبعد في الآية موضوع دراستنا فيقول إن له ذات الكرامة الإلهية. وواضح أن الأولى (الأعمال الإلهية) لا يقوى عليها مخلوق، وأن الثانية (الكرامة الإلهية) ليست من حق مخلوق، كائنًا من كان. فلقد ختم المسيح تلك القائمة من الأعمال الإلهية التي يمارسها بالقول إن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، ويوضح السبب لذلك فيقول: «لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب».

والآن أرجو - عزيزي القارئ - أن تلاحظ هذين الأمرين اللذين لا يجب أن يمرا بدون تعليق من الكاتب، ودون انتباه من القارئ. الأمر الأول: أن الجميع سيكرمون الابن، وليس فريق من الناس دون غيرهم. والأمر الثاني: أنهم سيكرمون الابن كما يكرمون الآب، وليس بمستوى أقل أو بأسلوب أضعف.

هذه الآية إذًا توضح بأسلوب قاطع وصريح أن الابن له ذات الكرامة والمجد الذي للآب، ويستحيل أن يكون هذا مع أي مخلوق أيا كان. لقد قال الله في العهد القديم مجدي لا أعطيه لآخر. والله طبعا لم يتراجع عن ذلك عندما أعلن المسيح أن الآب يريد إكرام الابن بذات الكرامة التي للآب، وذلك لأن الآب والابن واحد (يوحنا10: 30).

ونلاحظ أن المسيح في هذه الآية - كعادة إنجيل يوحنا دائمًا - بعد أن ذكر هذا الحق إيجابيًا، عاد وأكده في صيغة سلبية. فقال: «من لا يكرم الابن لا يكرم الآب». يقول البعض إنهم يكرمون الله، ويسجدون له، ولكنهم لا يقبلون فكرة إكرام المسيح بذات مستوى إكرامهم لله، بل وربما تتضمن نظرتهم للمسيح شيئًا من الاحتقار لشخصه. ولكن كلمات المسيح هنا قاطعة، إن ”من لا يكرم الابن لا يكرم الآب“، وبعد ذلك قال المسيح إن من يبغض الابن يبغض الآب (يوحنا15: 23)، كما قال أيضًا إن من ينكر الابن ينكر الآب أيضًا (1يوحنا2: 23).

وعندما يقول المسيح إن ”الجميع“ سيكرمون الابن، فهو كان يعني المؤمنين وغير المؤمنين على السواء. فالله لم يدع ذلك الأمر حسب مزاج الإنسان، أن يكرم المسيح أو لا يكرمه، ولو أنه وضع في يديه أسلوب إكرامه للابن. فجميع البشر سوف يكرمون الابن بطريقة أو بأخرى، إما بإيمانهم به الآن، أو بدينونتهم منه فيما بعد. والمسيح إما أن يحيي أو يدين. من يؤمن به ينال الحياة الأبدية، ومن لا يؤمن يدان.


3- قال المسيح إنه ابن الله الوحيد:

فلقد قال لنيقوديموس أيضًا:

«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأن لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» (يوحنا3: 16).


يقول البعض – بجهل أو بخبث - إن الكتاب المقدس عندما يقول إن المسيح هو ابن الله، فهو في ذلك نظير الكثيرين من الخلائق الذين دعوا ”أبناء الله“، مثل الملائكة (أيوب 1: 6؛ 2: 1)، أو مثل آدم (لوقا3: 38)، أو مثل المؤمنين (غلاطية 3: 26). لكن الحقيقة أن الفارق بين الأمرين واسع وكبير.

إن الملائكة، وكذلك آدم، اعتبروا أبناء الله باعتبارهم مخلوقين منه بالخلق المباشر. وأما المسيح فهو ليس مخلوقًا بل هو الخالق (يوحنا1: 3؛ كولوسي 1: 16). ثم إن المؤمنين هم أبناء لله بالإيمان وبالنعمة (يوحنا1: 12؛ 1يوحنا3: 1)، أما المسيح فهو الابن الأزلي. وسوف نعود لهذا الأمر في الفصل التالي عند حديثنا عن المسيح ابن الله.

على أن الآية التي نتحدث عنها هنا قاطعة الدلالة، فهي تقول عن المسيح إنه ”ابن الله الوحيد“ (ارجع أيضًا إلى يوحنا1: 14و 18؛ 3: 18؛ يوحنا الأولى 4: 9). وعندما يقول إنه ابن الله الوحيد، فهذا معناه أنه ليس له شبيه ولا نظير. ولقد كرر المسيح الفكر عينه في أحد أمثاله الشهيرة ، حيث ذكر المسيح أن الإنسان صاحب الكرم (الذي يرمز في المثل إلى الله) أرسل عبيدًا كثيرين إلى الكرامين ليأخذوا ثمر الكرم، لكن الكرامين أهانوا العبيد وأرسلوهم فارغين، لكنه أخيرًا أرسل إليهم ابنه. يقول المسيح: «إذ كان له أيضًا ابن واحد حبيب إليه، أرسله أيضًا إليهم أخيرًا قائلاً إنهم يهابون ابني» (مرقس 12: 6). وواضح أن العبيد الكثيرين هم الأنبياء، وأما الابن الوحيد الذي أرسله إليهم أخيرًا فهو الرب يسوع المسيح.

ويوضِّح كاتب رسالة العبرانيين هذا الأمر عندما يقول: «الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه, الذي به أيضًا عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عبرانيين 1: 1-3).

ونلاحظ أن المسيح لما كان هنا على الأرض لم يستخدم عن الله سوى تعبير ”الآب“ أو ”أبي“، ولم يستعمل تعبير ”أبانا“ قط، وذلك لأن هناك فارقًا كبيرًا بين بنوته هو لله وبنوتنا نحن. وبعد قيامته له المجد من الأموات قال لمريم المجدلية: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم» (يوحنا20: 17). لقد صرنا نحن أبناء الله بالنعمة، وأما هو فالابن من الأزل.

صحيح هو كان قد سبق وقال عن نفسه لنيقوديموس إنه ابن الإنسان (ع14)، والآن يقول إنه ابن الله الوحيد (ع16)، وفي الحالتين استخدم التعبير ذاته: ”يؤمن به“، وذلك لأننا نؤمن بالطبيعتين اللاهوتية والناسوتية في المسيح، فهو ”ابن الله الوحيد“، وهو أيضًا ”ابن الإنسان“، هو الله وهو الإنسان في آن. والإيمان به ينجي من الهلاك الأبدي ويمتع بالحياة الأبدية.

ثم تفكر في هذا المجد: فيقول المسيح لنيقوديموس: ”لكي لا يهلك كل من يؤمن“ بالابن الوحيد، أي شخصه المعبود، بل تكون له الحياة الأبدية“. وأيضًا: ”الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد“ (يوحنا3: 18). إنه هو إذًا سر الحياة الأبدية، وهو السبب للدينونة الأبدية، أ فليس لهذا من معنى يا أولي الألباب؟


4- قال المسيح: ”أنا والآب واحد“:

فلقد قال المسيح لليهود:

«قلت لكم ولستم تؤمنون, لأنكم لستم من خرافي, خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد, أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد» (يوحنا10: 25-30).


هذه الآيات تتحدث عن أن المسيح هو مصدر الحياة الأبدية لمن يؤمن به، باعتباره المحيي. كما تتحدث أيضًا عن قدرة المسيح باعتباره ”الراعي العظيم“ على حفظ الخراف، بحيث أنه أكد أنه لا يقدر كائن أن يخطف أحد خرافه من يده. هنا نجد قدرة المسيح كالحافظ، وهي قدرة مطلقة. وفي أثناء الحديث عن تلك القدرة الفائقة، أعلن هذا الإعلان العظيم: «أنا والآب واحد».

هنا نجد المسيح للمرة الثالثة - بحسب إنجيل يوحنا - يعلن صراحة للجموع لاهوته وأزليته ومعادلته للآب. كانت المرة الأولى في يوحنا5: 17، والثانية في يوحنا8: 58، وهنا نجد المرة الثالثة، وفي هذه المرات الثلاث حاول اليهود رجمه، لأنهم فهموا تمامًا ما كان المسيح يقصده من كلامه.

في المرة الأولى في يوحنا 5: 17 تحدث المسيح عن معادلته للآب في الأقنومية، عندما قال لليهود: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل»؛ وفي المرة الثانية في يوحنا 8: 58 تحدث عن أزليته، عندما قال: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» وهنا في المرة الثالثة تحدث المسيح عن وحدته مع الآب في الجوهر.

يدَّعي بعض المبتدعين أن الوحدة هنا هي وحدة في الغرض، بمعنى أن غرض المسيح هو بعينه غرض الله. لكن واضح من قرينة الآية أن الوحدة بين الابن والآب هي أكثر بكثير من مجرد الوحدة في الغرض، وإن كانت طبعًا تشملها. كان المسيح يتحدث عن عظمة الآب لا عن غرضه. فيقول: «أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل», ثم يستطرد قائلاً: «أنا والآب واحد». فالوحدة المقصودة هنا هي وحدة في الجوهر. وهذا التعليم مقرر بوضوح في كل إنجيل يوحنا.

واليهود الذين كان المسيح يوجه كلامه إليهم فهموا تمامًا كلام المسيح، بدليل عزمهم على رجمه باعتباره مجدفًا. أن تلك الحجارة التي رفعها أولئك الآثمون تصرخ. نعم إنها تصرخ في وجه من ينكر أن المسيح قال إنه الله. فلماذا - لو كان المسيح يقصد أي شيء آخر – أراد اليهود رجمه؟!


5- قال المسيح إن من رآه رأى الآب

قال الرب يسوع لتلميذه فيلبس:

«أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت أرنا الآب. أ لست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟» (يوحنا14: 8-10).


هذه الأقوال قالها المسيح ردا على فيلبس عندما قال له: «يا سيد أرنا الآب وكفانا». لاحظ أن فيلبس لم يقل ”نريد أن نرى المسيا“ أو ”المسيح“، بل قال: «أرنا الآب». فكانت إجابة المسيح بما معناه: كيف لم تعرفني حتى الآن يا فيلبس، رغم أنك من أوائل تلاميذي؟ ليس معنى ذلك أن فيلبس لم يعرف أن يسوع هو المسيح، كلا، لقد عرفه كذلك، وعرفه من أول لقاء له معه، إذ قال لنثنائيل: «وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء» (يوحنا1: 43-45). أي وجدنا المسيح المنتظر، لكن المسيح هنا كان ينتظر من فيلبس، ومن باقي التلاميذ، أن يدركوا من معاشرتهم للمسيح على مدى أكثر من ثلاث سنين، أنه ابن الآب، المعبر عنه. لأنه هو والآب واحد (يوحنا10: 31).

لقد قال المسيح له: «أ لست تؤمن أني أنا في الآب والآب في؟». وكون الابن في الآب، والآب في الابن، فهذا يدل على المساواة في الأقنومية والوحدة في الجوهر.

ونلاحظ أن المسيح - بحسب إنجيل يوحنا - أكد أن من يعرفه يعرف الآب (يوحنا8: 19؛ 14: 7)، وأن من يبغضه يبغض الآب (يوحنا15: 23)، وأن من يؤمن به يؤمن بالآب (يوحنا10: 40؛ 12: 44؛ 14: 1)، وأن من رآه فقد رأى الآب (يوحنا14: 9؛ 12: 45)، وأن من يكرمه يكرم الآب أيضًا (يوحنا5: 23)!

وإننا نقول كما قال أحد المفسرين: إن إنكار لاهوت المسيح إزاء هذه الكلمات يظهر رعب ظلام الذهن الطبيعي. فكيف يمكن لشخص، أثبت - في كل أعماله وأقواله - أنه كامل، أن يقول مثل هذه العبارات، إن لم يكن هو الله؟! لا يمكن لشخص مسيحي اليوم، مهما بلغت درجة كماله، أن يقول إن من رآه فقد رأى المسيح، إلا إذا كان مدعيًا، فكم بالحري لشخص يهودي أن يقول إن من رآه فقد رأى الآب!


6- قال يسوع إنه مصدر الحياة الأبدية ومعطيها

فلقد قال المسيح لليهود:

«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون» (يوحنا5: 25). انظر أيضا يوحنا10: 27، 28؛ 17: 2


سبق أن رأينا (في البند 4) كيف قال المسيح إنه يعطي خرافه، أي المؤمنين باسمه، الحياة الأبدية (يوحنا10: 27، 28). والمسيح هنا في حديثه الجامع المانع يؤكد على هذا الحق ذاته. وهذا الحديث كان المسيح قد قاله لليهود بعد أن شفى رجل بركة بيت حسدا من مرض دام 38 سنة، وشفاه المسيح بكلمة واحدة منه. ثم أوضح المسيح في حديثه التالي مع اليهود أن هذه الكلمة عينها تهب الحياة الأبدية لمن يسمعها.

ونحن نعلم أنه ليس سوى الله يميت ويحيي (تثنية 32: 39؛ 1صموئيل2: 6؛ 1تيموثاوس 6: 13). لكن في هذه الآيات يقول المسيح إن صوته يعطي الحياة.

كان المسيح في الأقول السابقة قال عن نفسه إنه «يحيي من يشاء» (يوحنا5: 21). فالمسيح هو المحيي، وهو يفعل ذلك ليس كمجرد منفذ أو كواسطة، بل إنما يفعله بمقتضى إرادته هو وسلطانه الشخصي، فهو «يحيي من يشاء».

ثم لاحظ وسيلة الإحياء التي يذكرها المسيح هنا، إنها في منتهى البساطة، كما أن لها دلالة عظمى، إذ قال المسيح بعد ذلك: «تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون». إن هذه الكلمة التي تهب الحياة هي كلمة الله (مزمور 119: 50)، وهذا الصوت المحيي لا يمكن إلا أن يكون صوت الله (إشعياء 55: 3).

كما أن نوعية الحياة هي أسمى أنواع الحياة، إنها الحياة الأبدية (يوحنا3: 16؛ 5: 24)، الحياة الأفضل (يوحنا10: 10). إن إعطاء الحياة في أية صورة، أمر لا يقوى عليه سوى الله، فكم بالحري عندما تكون الحياة هي الحياة الأبدية!

والآن هل أدركت عزيزي القارئ سمو المجد الذي تتضمنه هذه الأقوال. إن هذه الساعة امتدت للآن نحو ألفي عام، وفيها سمع ما لا يحصى من ملايين الأموات صوت ابن الله. وهل يمكن للأموات أن يسمعوا صوتًا؟ هذا محال. لكن السر يكمن في أن هذا الصوت ليس صوتًا عاديًا، بل هو صوت ابن الله. إنه الصوت الذي يخترق الموت، ويصل لأولئك الأموات في ذنوبهم وخطاياهم ويحييهم. ومهما كانت حالتهم، ولو كان لهم في موتهم عشرات من السنين، ولو كانوا قد أنتنوا في قبور خطاياهم، فإنهم بمجرد أن يسمعوا صوت ابن الله فإنهم ينالون فورًا الحياة الأبدية! أ ليس لهذا دلالته ومعناه؟


7- قال المسيح إنه مقيم الموتي ومحيي الرميم:

قال المسيح أيضًا لليهود:

«الحق الحق أقول لكم تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته (صوت المسيح)، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يوحنا5: 28و29).


هنا نحن نجد شيئًا أكثر عجبًا مما ذكرناه الآن! فليس أن صوت ابن الله يحيي الموتى روحيًا فقط، بل إن ما لا يحصى من البلايين الذين دخلوا القبور، سيخرجون من القبور بمجرد سماعهم لصوته!

الكل سيسمع صوته وهم في القبور، حتى أولئك الذين لم يسمعوه في حياتهم على الأرض. وإذ يسمعون صوته سيخرجون من قبورهم ليقفوا أمامه للحساب.

هذا معناه أن المسيح هو مقيم الأموات ومحيي الرميم. ونحن نعلم أن هناك أشخاصًا ماتوا من آلاف السنين، يستحيل جمع ذرات أجسادهم، وقد تبعثرت في أربع أطراف المسكونة، وأربع رياح الأرض، ولكن سيأتي يوم فيه يسمعون صوته مناديًا، فيخرجون جميعهم من قبورهم، سواء كانوا أشرارًا أم صالحين!

من ذا الذي يقدر أن يبعث رممًا إلى الحياة؟ أ يقدر إنسان أن يبعث أناسًا ماتوا من آلاف السنين، وتحللت أجسادهم فعادت إلى التراب، وزرع في مكان دفنِهم بستان، طلعت فيه أشجار، أكل منه الإنسان والحيوان، وهؤلاء بدورهم ماتوا وتحللت أجسادهم، وهكذا دواليك!

من هو هذا الذي صوته يقيم جميع الذين في القبور؟ أ يمكن أن يكون مجرد إنسان؟ وإن لم يكن هو الله فمن يكون؟ أ يعطي الله مجده لآخر؟ أ يشارك أحد المخلوقات الله في قدرته المطلقة؟

والمسيح لم يقل ذلك فقط، بل برهنه عمليًا إذ أقام الرميم فعلاً، كما حدث عند إقامته للعازر من الأموات وهو ما سنوضحه في الفصل الثالث. وذلك الصوت الذي دعا لعازر فخرج فورًا بعد أن كان قد أنتن، سيخترق في يوم قادم قبور البشر جميعهم، ويأمر الأرواح أن تلبس أجسادها من جديد لتقوم من موتها.


8- قال المسيح إنه أتى من السماء إلى الأرض.

فلقد قال المسيح لليهود:

«لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا6: 38)


كثيرون يؤمنون بأن الله رفع المسيح إلى السماء، وهذا طبعًا شيء عظيم، ولكن ما يؤكده المسيح هنا لا مرة ولا مرتين بل سبع مرات في فصل واحد هو يوحنا 6 أنه نزل من السماء (ع 33و 38و 41و 42و 50و 51و 58).

وفي مناسبة أخرى قال المسيح لليهود: «أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم» (يوحنا8: 23). وهو عين ما أكده لنيقوديموس قبل ذلك: «وليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يوحنا13: 13).

وعن هذا الأمر عينه قال يوحنا المعمدان: «الذي من الأرض هو أرضي، ومن الأرض يتكلم، الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع» (يوحنا3: 31). ترى ما الذي دفع المعمدان أن يقول ذلك؟ لماذا اعتبر المعمدان أن الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع؟ الإجابة لأن الذي يأتي من السماء لا يمكن أن يكون مجرد إنسان. فالإنسان مصدره أرضي. فإن لم يكن إنسانًا. فمن يكون إذًا؟

ثم إن هذا يتضمن أيضًا معنى آخر، أعني به سبق الكينونة. فإن مولد المسيح في ”بيت لحم“ لم يكن بداية وجوده، فمع أنه خرج من بيت لحم، كما يقول عنه النبي ميخا في العهد القديم، لكن هو الذي «مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل» (ميخا5: 2؛ متى 2: 6). بمعنى أنه هو الأزلي.

وفي مناسبة أخرى قال المسيح لتلاميذه: «خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم، وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب» (يوحنا16: 28). لاحظ أنه في العبارة الأولى يقول ”خرجت من عند الآب“، ولم يقل ”تركت“ الآب، بينما في العبارة الثانية يقول ”أترك العالم“. فعندما يتحدث عن خروجه من عند الآب فالإشارة هنا إلى لاهوته، ذلك اللاهوت الذي يملأ السماء والأرض، ولكن عند حديثه عن تركه للعالم فإنه يتحدث عن ناسوته ومحدودية هذا الناسوت.

إذا كان المسيح قال إنه أزلي، ونحن نعرف أنه ليس أزلي سوى الله، أ لا يكون المسيح بهذا قد قال أيضًا أنا هو الله؟ وهذا الحق ذُكر في العديد من الفصول في الإنجيل ذاته مثل 1: 1؛ 17: 5، 24


9- قال المسيح إن روحه الإنسانية ملكه وتحت سلطانه:

فقال لليهود:

«ليس أحد يأخذها (نفسي) مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أيضًا أن آخذها» (يوحنا10: 17).


حقيقة يعملها الجميع، ويُعلِّم بها الكتاب المقدس أيضًا، أنه «ليس لإنسان سلطان على الروح» (جامعة8: 8). أما المسيح فكان له السلطان على روحه، نظرًا لأنه لم يكن مجرد إنسان. وهو لم يقل ذلك فقط، بل نفذه أيضًا، فلقد مات ليس لأن قواه نفدت، أو لأن السر الإلهي خرج منه، بل يقول الوحي: «فصرخ يسوع بصوت عظيم، وأسلم الروح» (متى27: 50). لاحظ عبارة ”أسلم الروح“، وهي عيارة – نظرًا لأهميتها - تكرر ذكرها في البشائر الأربع (متى27: 50؛ مرقس15: 37؛ لوقا23: 46؛ يوحنا19: 30).

وفي إنجيل يوحنا الذي يحدثنا عن المسيح ابن الله، يذكر شيئا جميلاً عن المسيح، فيقول إنه ”نكس رأسه، وأسلم الروح“. فليس أن روحه خرجت، ورأسه تدلدلت، بل إنه أولا نكس رأسه، استعدادًا للموت الذي كان سيدخله بكامل إرادته، ثم أسلم الروح.

ولذلك فإن استفانوس الشهيد الأول في المسيحية لحظة موته قال للمسيح: «أيها الرب يسوع اقبل روحي» (أعمال 7: 59)، وأما المسيح فإنه عند موته قال: «يا أبتاه في يديك أستودع روحي». ذلك لأن استفانوس مجرد إنسان، ولكن المسيح قَبِل أن يصير إنسانًا، وهم ليس مجرد إنسان، كما ذكرنا مرارًا، بل هو الله وإنسان في آن.


10- قال المسيح إنه ”النور“

فلقد قال لليهود:

«أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنا 8: 11)


نحن نعرف من هو نور السماوات والأرض، فيذكر الكتاب المقدس أن «الله نور» (1يوحنا1: 5). وفي العهد القديم قال داود: «الرب نوري وخلاصي» (مزمور27: 1). فأن يقول المسيح إنه هو ”نور العالم“، بل وأكثر من ذلك، هو يعد كل من يتبعه ألا يمشي في الظلمة، بل يكون له ”نور الحياة“، أي النور الذي يفضي إلى الحياة والذي يمتع بالحياة؛ فهذا معناه بكل وضوح أنه هو الرب. ونلاحظ أن البشير يوحنا ذكر عن المسيح إنه النور في إنجيل يوحنا، لا مرة ولا مرتين، بل 21 مرة (3×7).

كان المسيح في اليوم السابق مباشرة قد دعا كل العطاش لكي يأتوا إليه ويشربوا (يوحنا7: 37-39)، أي إنه وعد البؤساء بالري والانتعاش، وهنا يدعو الذين في ظلمة الخطية والجهل ليأتوا إليه فيتمتعوا بنور الحياة!

والمسيح يقول عن نفسه إنه ”النور“، في الوقت الذي يقول فيه عن يوحنا المعمدان النبي العظيم، بل الذي هو أفضل من نبي، إنه ”السراج الموقد المنير“ (يوحنا5: 35). لاحظ الفراق الكبير بين ”النور“ ومجرد ”السراج“. بكلمات أخرى، بين المطلق (النور) والنسبي (السراج).

والمسيح لم يقل ذلك فقط، بل برهن عليه فورا، في المعجزة العظيمة التي فعلها بعد ذلك مباشرة، إذ منح نعمة البصر لمولود أعمى، وسنتأمل – بمشيئة الرب - تلك المعجزة في الفصل الثالث.


11- قال المسيح إنه الراعي الصالح:

فلقد قال المسيح لليهود:

«أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يوحنا10: 14).


هذه الآية تحمل أكثر من دليل على كون المسيح هو الله، فالراعي الذي يرعى الأفراد والجماعات أيضًا، لا يمكن أن يكون - بحسب تعليم العهد القديم – شخصًا آخر بخلاف ”الرب“، ”الله“. قال داود: «الرب راعيّ فلا يعوزني شيء » (مزمور23: 1)، وقال إشعياء النبي عن الرب: «كراعٍ يرعى قطيعه، بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المرضعات» (إشعياء 40: 11). فالراعي هو الرب الله.

ثم إن المسيح قال هنا: «أنا هو الراعي الصالح». وفي مناسبة أخرى قال المسيح: «ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله». فكون لا أحد صالح إلا الله، وكون المسيح صالحًا، كقوله هنا «أنا هو الراعي الصالح» يعني أنه قال عنه نفسه إنه هو الله.


12- قال المسيح إنه هو القيامة والحياة

فلقد قال لمرثا: «أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد» (يوحنا11: 24-26).


قيلت هذه العبارة عندما ذهب الرب يسوع إلى بيت عنيا ليقيم لعازر من الأموات. ونحن نعلم أنه لم يقل كلمات مثل هذه أي نبي قبل المسيح، ولا أي رسول بعده، مع أن بعضهم أقام موتى. إنها عبارة مملوءة بالجلال، بحيث لا يمكن لشخص بشري أن يقول نظيرها، ما لم يكن مدعيًا. فالمسيح يوضح بتلك الكلمات أنه ليس معلمًا بشريًا يتحدث عن القيامة، بل هو المصدر الإلهي لكل قيامة، سواء كانت روحية الآن، أو حرفية في أوانها. كما أنه أصل وينبوع كل حياة، طبيعية كانت أم روحية أم أبدية.

فهذه العبارة إذا هي عبارة فريدة وتعطي دلالات أكيدة على لاهوت المسيح. فذاك الذي هو مصدر الحياة، والذي فيه كانت الحياة (يوحنا1: 4)، قَبِل أن ”يذوق بنعمة الله الموت“ (عبرانيين 2: 9)، ليمكنه أن يكون أيضًا القيامة لمن يؤمن به. وحده وليس سواه – بموته وقيامته - أمكنه أن يبطل الموت، وينير الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2تيموثاوس1: 10).


13- قال المسيح إنه يستجيب الدعاء

فلقد قال لتلاميذه في حديث العلية:

«ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله» (يوحنا14: 13، 14)


لا يوجد شخص ممكن أن يسمع كل دعوات الداعين، الصاعده له من كل العالم، إلا الله وحده. وأي ادعاء بأن هناك مخلوق يمكن أن يستمع إلى نداءات البشر الذين يتجهون إليه، هو ادعاء عار من الصحة. أسفي على الذين ألَّهوا البشر، ونسبوا لهم سماع الصلوات واستجابتها. لقد قال إيليا النبي العظيم مرة لأليشع: «ماذا أفعل لك، قبل أن أؤخذ منك؟» (2ملوك2: 9). لاحظ قوله: ”قبل أن أؤخذ منك“، وأما المسيح فهو ما زال يفعل، وذلك بعد رحيله بألفي سنة. إنه يسمع الصلوات ويستجيبها. هذا ما أكده المسيح هنا، وما اختبره كل المؤمنين الأتقياء.

ونلاحظ أن المسيح لم يقل هنا: ”مهما سألتم باسمي فذلك يفعله الآب“، ولم يقل ”إن سألتم شيئًا باسمي فإن الآب يفعله“، بل قال: «فذلك أفعله»، وأيضًا «فإني أفعله».


14- قال المسيح إن تلاميذه بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا.

فلقد قال في حديثه الأخير مع تلاميذه في العلية أيضًا:

«لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يوحنا15: 5).


في هذه الأقوال ينسب الرب يسوع لنفسه القوة والقدرة على كل شيء. ونلاحظ أن الرب قال هذا لتلاميذه، ليس في بداية تواجده معهم، بل في نهايته، وفي نفس ليلة آلامه. فهو كان مزمعًا أن يتركهم، لكنه يؤكد لهم أنه بلاهوته باقٍ معهم. وعليهم أن يدركوا أنهم لن يقدروا أن يعملوا أي شيء بدونه. وهذا معناه أنه ليس مجرد إنسان، غيابُه عنهم ينهي عمله، بل إن لاهوته ظاهر في أقواله هنا، وهم بدونه لن يقووا على عمل أي شيء.

والعكس أيضًا صحيح، فلقد قال الرسول بولس: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (فيلبي4: 13).

ونلاحظ أن المسيح لم يقل في المقابل: ”لأني بدونكم لا أقدر أن أفعل شيئًا“. فكون المسيح يستخدمنا، فليس ذلك لأنه بدوننا عاجز، حاشا، بل إنه يكرمنا بأن يقبل أن يستخدمنا في عمله، وهو وحده الكفؤ لهذا العمل، فمسرة الرب بيده تنجح (إشعياء53: 10).


15- قال المسيح إنه هو معطي الروح القدس

فقد قال لتلاميذه في العلية:

«خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم» (يوحنا16: 7).


فإذا عرفنا أن الروح القدس هو أقنوم في اللاهوت (ارجع إلى تعليقنا على الأقانيم في متى 28: 20 في الفصل التالي)، اتضح لنا فورًا أنه لا يمكن أن يرسل أقنومًا إلهيًا سوى الله.

وفي هذا قال الرب في العهد القديم: «أني أنا الرب إلهكم وليس غيري, ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر» (يوئيل2: 27و28).

ونلاحظ أن المسيح في العظة نفسها قال إن الآب سيرسل إليكم الروح القدس (14: 26)، وهنا يقول إنه هو الذي سيرسله، مما يدل على الاتحاد والتوافق بين الابن والآب.


16- قال المسيح إن كل ما للآب هو له

فلقد قال المسيح لتلاميذه في عظة العلية:

«كل ما للآب هو لي» (يوحنا16: 15)،

ومرة ثانية قال في صلاته إلى أبيه:

«كل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي» (يوحنا 17: 10).


حسنًا علَّق القديس لوثر على هذه الآية بالقول: ”قد يمكن لأي مؤمن أن يقول الجزء الأول من هذه الآية العظيمة: «كل ما هو لي فهو (للآب)»، ولكن من ذا الذي يقدر أن يضيف قائلاً: «وما هو (للآب) هو لي»؟“.

ونلاحظ أن المسيح لم يقل للآب كل ”من هو“ لي هو لك، ”ومن هو“ لك هو لي، بل قال: «كل, ما لك فهو لي». إن عبارة «كل ما للآب» تعني، ضمن ما تعني: أزلية الآب، وقداسته، وكماله، ومجده، وصفاته، وعرشه.

ثم إن هذه العبارة لا تعني مجرد معادلة ومساواة الابن بالآب، بل هي في الواقع تعني شيئًا أكثر من ذلك، إذ إنها تستلزم أيضًا الشركة والوحدة الكاملة في كل شيء، كقول المسيح: «أنا والآب واحد» (يوحنا10: 30) وهذا هو تعليم الكتاب المقدس بخصوص أقانيم اللاهوت. مساواة في الأقنومية ووحدة في الجوهر!


17- قال المسيح إنه صاحب المجد الأزلي

فلقد قال المسيح في صلاته لأبيه على مسمع من تلاميذه:

«والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» (يوحنا17: 4و5).


ما أقوى هذه العبارة: «المجد الذي لي عندك قبل كون العالم»! إننا نتفق مع أحد الشراح الذي قال لو لم يكن لدينا سوى هذه الآية، تحدثنا عن لاهوت المسيح، لما أمكننا أن نطعن في لاهوته. فهي تقول لنا صراحة إن المسيح كان من الأزل مع الآب، وليس ذلك فقط، بل تحدثنا أن له مجدًا أزليًا يتمتع به مع الآب في الأزل! ونحن طبعًا لا يمكننا أن ندرك كنه هذا المجد الأزلي، فهو من ناحية غير معلن، ومن ناحية أخرى يفوق عقولنا المحدودة. ولكن ما لا نقدر أن نستوعبه ونفهمه، يمكننا أن نؤمن به ونسجد لأجله

«ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلاً: من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟» (متى16: 13).

,,

سنواصل الحديث في هذا الفصل عما قاله المسيح بفمه الكريم عن نفسه في البشائر المتماثلة (متى ومرقس ولوقا)، وسنتجاوز ما ورد من أدلة على لاهوت المسيح في سفر الأعمال وفي الرسائل، نظرًا لأننا لا نريد أن ننشغل الآن بأقوال الرسل الكثيرة عن سيدهم في هذه الأسفار، رغم أن شهادتهم لها تقديرها، لأن الرسل هم من عايشوا المسيح لمدة تزيد على ثلاث سنوات، ويعرفون عنه أكثر من يعرف غيرهم عنه؛ بل إننا سنقصر حديثنا فقط عن أقوال المسيح نفسه التي تبرهن أنه الله. ثم نذكر بعض الآيات من سفر الرؤيا، نظرا لأن هذا السفر هو ”إعلان يسوع المسيح“. وكلام المسيح فيه يرد دائما بصيغة المتكلم. وسنذكر بعضًا من هذه الآيات بحسب ترتيب ورودها في الكتاب المقدس.


1- قال المسيح: إنه هو الرب الديان

فلقد قال في المسيح موعظته من فوق الجبل، وهي أول مواعظه المسجلة له في الأناجيل:

«كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: ”يا رب يا رب: أ ليس باسمك تنبأنا؟ وباسمك أخرجنا شياطين؟ وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟“ حينئذ أصرح لهم إني ما أعرفكم» (متى7: 22).


تحتوي موعظة المسيح من فوق الجبل على العديد من البراهين على لاهوت المسيح. فمثلا في بداية الموعظة قدم المسيح مجموعة من التطويبات، ختمها بهذه التطويبة: «طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات. فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم» (متى5: 11، 12). والشيء اللافت هنا أن المسيح يقارن بين تلاميذه الذين يتألمون لأجله، والأنبياء في العهد القديم. لقد اضطهدوا الأنبياء في العهد القديم بسبب أمانتهم لله، والآن يقول المسيح لتلاميذه إنهم، في اتباعهم له، سيتعرضون للاضطهاد بسبب أمانتهم له، ويعدهم بأنه سيكون لهم ذات المكافأة التي للأنبياء. الدلالة واضحة هنا، فإن كان تلاميذ المسيح يُشَبَّهون بأنبياء الله، فهذا معناه أنه هو يُشَبِّه نفسه بالله. أو بكلمات أخرى، يعتبر نفسه أنه هو الله.

ثم في ختام العظة يقول المسيح: «من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر» (متى7: 24). يوضِّح المسيح هنا أن أساس الأمن والسلام في الحياة الحاضرة وفي الأبدية أيضًا هو الاستماع إلى كلامه. فمن يكون هذا؟

ثم في الأقوال السابقة للآية التي نتحدث فيها قال المسيح: «ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات». وهذا معناه أن هناك حسابًا لمن يقول له: ”يا رب“ دون أن يعيها، فكم بالحري لمن يرفض من الأساس أن يقولها!

وهذه الآية وردت في إنجيل لوقا هكذا: «ولماذا تدعونني يا رب يا رب، وأنتم لا تفعلون ما أقوله لكم» (لوقا 6: 46). ومن هذا نفهم أن المسيح لا يعتبر نفسه مجرد سيد يُقدَّر، بل إنه رب يُطاع.

وإن كانت الأقوال التي قالها المسيح في (ع21) تنطبق على الوقت الحاضر، فإن كلماته في (ع 22) تنطبق على يوم قادم. إن ”ذلك اليوم“ الذي يتحدث عنه المسيح في الآية السابقة، هو يوم الدينونة. إنهم سيقولون له، باعتبارهم المدانون، وهو سيصرح لهم، باعتباره الديان. وكلامه هو، وليس كلامهم هم، هو الفيصل في ذلك اليوم العصيب!

ثم نلاحظ أن هؤلاء الكثيرين من البشر سيقولون للمسيح الديان في ذلك اليوم: «يا رب يا رب». فالمسيح إذًا بحسب كلامه هنا، هو ”الرب“ وهو ”الديان“.

وفي هذا الاتجاه قال المسيح في عظة جبل الزيتون، إنه متى جاء في مجده وجميع الملائكة القديسون معه، سيجمع أمامه جميع الشعوب، ويقول للذين عن يمينه: «تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم , ثم يقول للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته. فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية» (متى 25: 31- 46). هذه الآيات تؤكد لنا أيضا أن المسيح هو الديان. ومن هذه الآيات نفهم أن مصائر جميع الشعوب سيحدده المسيح، وذلك عندما يأتي كالديان في مجده، ومعه لا جمهور كبير من الملائكة، بل جميع الملائكة. ويومها سيجتمع أمامه لا جنس واحد من البشر، ولا مجموعة محدودة، بل جميع الشعوب، وسيقوم هو باعتباره الديان بمحاسبتهم.

ترى من هو الديان الذي سيدين جميع البشر؟ قال إبراهيم في العهد القديم وهو يكلم الرب والمولى: «أ ديان كل الأرض لا يصنع عدلاً؟» (تكوين 18: 22و25). ويقول موسى النبي في العهد القديم: «الرب يدين شعبه» (تثنية32: 36)، وفي العهد الجديد يقول كاتب العبرانيين: «أتيتم, إلى الله ديان الجميع» (عبرانيين 12: 22و23).

وبحسب أقدم نبوة في الكتاب المقدس، وهي تلك التي نطق بها أخنوخ السابع من آدم، فإن الذي سيدين الجميع هو الرب، فلقد قال أخنوخ: «هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسييه ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فجارهم، على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار» (يهوذا14).

ومن هذا نفهم أن الرب الديان كان في ذات يوم محتقرًا ومخذولاً من الناس، ولذلك فقد تكلموا عليه الكلمات الصعبة. إنه هو الرب يسوع المسيح الذي رُفض لما كان هنا على الأرض، وما زال مرفوضًا من عدد كبير من البشر، لكنه مع ذلك سيأتي عن قريب باعتباره الرب الديَّان، وسيدين جميع البشر!


2- قال المسيح: إنه المُعين، ومريح كل المتعبين

ففي متى 11: 28 يقول المسيح: «تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم»


فإذا كان المسيح، في المستقبل - كما ذكرنا لتونا – هو الديان، فإنه في الحاضر هو المستعان!

والمسيح قبل أن يذكر هذه الآية العظيمة، فإنه ذكر في الآيات السابقة أمجادًا ثلاثية عن نفسه تؤكد لاهوته. وهذه الأمجاد الثلاثية هي:

أن ”الآب قد دفع كل شيء إلى يديه“.

أن ”لا أحد البتة – سوى الآب - يقدر أن يعرفه“،

أنه وحده يقدر أن ”يعلن الآب للبشر“.

وبدراسة هذه الأمجاد الثلاثية يتضح لنا عظمة شخصه المعبود، فليس سوى اللاهوت هو الذي يقدر أن يمسك بيديه كل شيء. ثم لماذا لا يقدر أحد أن يعرف شخصه الكريم سوى الآب؟ السبب في ذلك هو اتحاد اللاهوت والناسوت في شخص المسيح، وبالتالي فإنه فوق مدارك البشر. وأخيرًا ليس سواه من يقدر أن يعلن الآب، فالله ساكن في نور لا يدنى منه، وأما المسيح فإنه واحد مع الآب، ساكنًا في حضنه. «الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر» (يوحنا1: 18). وكون لا أحد يعرف الآب إلا الابن، فهذا معناه أن الابن ليس مجرد أحد. وحقًا إنه لا يقدر أن يعلن الله إلا الله.

بعد ذلك تحدث المسيح عن نفسه باعتباره مسدد احتياجات البشر الملحة، فأعلن أنه المريح، الذي بوسعه لا أن يريح شخصًا أو مجموعة من الأشخاص، بل يريح جميع التعابى، فيقول:

«تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (ع28).

من ذا يستطيع أن يدعو جميع التعابى الذين في العالم كله ليأتوا إليه، ويعدهم إنه سيعطيهم الراحة، إلا الله؟

إننا عندما نسمعه يقول «تعالوا إليّ»، ويعد من يأتي إليه بالراحة، كأننا نستمع إلى رجع الصدى من إعلان الله العجيب في العهد القديم وهو يقول: «التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله وليس آخر» (إشعياء45: 22)؟


3- قال المسيح إنه رب السبت:

فلقد قال لليهود:

«إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا» (متى12: 8).


والمسيح في الأصحاح نفسه الذي يذكر فيه أنه رب السبت، يؤكد أنه أعظم من يونان النبي (ع 41)، وأعظم من سليمان الملك (ع 42)، بل إنه قال أيضًا: إنه أعظم من الهيكل (ع 6). من هو هذا الذي ليس فقط أعظم من نبي أو من ملك، بل أعظم من هيكل الله نفسه، بنظامه وعبادته، بذبائحه وكهنوته؟ وإن لم يكن هو الله فمن يكون؟

لكن المسيح لم يذكر فقط إنه أعظم من الهيكل، بل قال إنه ”رب السبت أيضًا“. وهذا القول يتضمن الإعلان عن لاهوته. فلو عرفنا ماذا قال الرب في العهد القديم عن يوم السبت، لأمكننا أن نفهم بصورة أفضل معنى قول المسيح إنه ”رب السبت“.

لقد قال الله لموسى في خروج31: 13و17 «وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ , هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَد». فأن يقول المسيح إنه ”رب السبت“ أيضًا، فهذا معناه أنه هو الرب ”يهوه“ الذي تكلم قديمًا إلى موسى، والذي أمر الشعب قديمًا بحفظ السبوت. فواضح أنه لا يجرؤ نبي أن يعتبر نفسه ”رب السبت“ بعد أن قال الرب عن السبوت إنها سبوته (ارجع إلى خروج31: 13؛ لاويين19: 3و 30؛ 26: 2؛ حزقيال 20: 12و 20؛ 44: 24).

لقد أوضح المسيح أنه في عمله هو أعظم من الهيكل، إذ يقدم علاجًا كاملاً للخطية، لكنه في مجد شخصه هو أعظم من السبت، بل هو رب السبت أيضًا.


4- قال المسيح إنه موجود في كل مكان.

فلقد قال المسيح لتلاميذه:

«لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (متى 18: 20).


كيف يمكن للمسيح أن يوجد في وسط كل اجتماع يوجد فيه اثنان أو ثلاثة مجتمعون إلى اسمه؟ أ ليس هذا دليلاً على أنه الرب الذي يملأ الكل؟ وفي ما بعد أوضح الرسول بولس أن المسيح «يملأ الكل في الكل» (أفسس1: 23؛ 4: 10).

وهناك عبارة نطق بها المسيح توضح كيف أنه يملأ الكل، فلقد قال لنيقوديموس: «وليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يوحنا3: 13). لقد كان المسيح يتكلم مع نيقوديموس في أورشليم، لكنه يعلن أن السماء لا تخلو منه. فهو موجود على الأرض وموجود أيضًا في السماء. وهذه واحدة من الخصائص الإلهية، فالله وحده يملأ السماء والأرض، كقول الرب لإرميا: «أ ما أملأ أنا السماوات والأرض يقول الرب؟» (إرميا23: 24).

ونلاحظ أن المسيح الذي كان يتكلم مع نيقوديموس، كان بناسوته في أورشليم، وبلاهوته هو يملأ السماء والأرض. واتحاد الطبيعتين - اللاهوتية والناسوتية - في شخص المسيح، هو فوق المدارك البشرية.


5- قال المسيح إنه رب داود.

فلقد سأل الفريسيين:

«ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ فقالوا ابن داود. فقال لهم يسوع: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلا: قال الرب لربي حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟ فإن كان هو ابنه فكيف يكون ربه؟» (متى22: 42-45).


لقد قُدِمت في هذا الفصل (متى 22) أسئلة كثيرة: سؤال عن الجزية التي تُعطى لقيصر، وسؤال عن الزواج في العالم الآتي، وسؤال عن الناموس ووصيته العظمى، ولقد أجاب المسيح عنها كلها إجابات رائعة، ولكنه هنا يوجه السامعين إلى السؤال الأكثر أهمية. «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟»

والمسيح - كما يعلن الوحي - هو ابن داود، ولكنه ليس مجرد ابن لداود، وإلا لاستحال أن يدعوه داود ربًا. إنه ابن داود بالجسد، ولكنه في الوقت نفسه هو رب داود بلاهوته. ونحن نعرف أن الفريسيين واليهود لم يستطيعوا الإجابة عن سؤال المسيح الذي تركه معهم ليفكروا فيه. وهم إلى الآن، وبعد نحو ألفي عام لم يصلوا إلى الإجابة عنه.

ومن الجميل أن يقول المسيح إن داود دعاه بالروح ربًا، فليس أحد يقدر أن يقول ”يسوع رب“ إلا بالروح القدس (1كورنثوس12: 3). ولهذا فقد دعته أليصابات، وهو ما زال جنينا في بطن أمه: ”ربي“. قالت هذا وهي ممتلئة من الروح القدس (لوقا1: 43). وقال توما له بعد قيامته من الأموات: ”ربي وإلهي“ (يوحنا20: 28)، وقالها الرسول بولس عنه بعد صعوده إلى السماء (فيلبي 3: 8)، ويخبرنا الوحي أنه سيأتي الوقت الذي فيه سيقول كل لسان أن يسوع رب (فيلبي 2: 11).

وللأسف يعلق البشير متى قائلا: «من ذلك الوقت لم يتجاسر الفريسيون أن يسألوه شيئًا» (ع46). إنهم لم يستطيعوا الرد على منطقه الواضح وحجته القاطعة، لكنهم بدلاً من الإيمان به والانحناء بالسجود له، باعتباره ربهم أيضًا، كما هو رب داود، فإنهم فضلوا أن يمضوا في عماهم وظلام فكرهم باقي عمرهم وإلى أبد الآبدين!


6- قال المسيح إنه هو الذي يرسل الأنبياء.

فلقد قال في عظة الويلات:

«لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ» (متى 23: 34)


لقد قال المسيح هذه الكلمات لليهود، قبيل صلبه بأيام أو ساعات معدودة، قال إنه سيرسل إليهم أنبياء وحكماء وكتبة. فمتى أرسلهم؟ يقينًا أرسلهم بعد قيامته من الأموات، وصعوده فوق جميع السماوات.

هذه الأقوال تؤكد أن المسيح ليس مجرد نبي ولا مجرد رسول، بل إنه هو الذي يرسل الرسل والأنبياء. وعليه فإن من يظن أن المسيح مجرد رسول أو نبي، يكون قد فاته مدلول هذه العبارة العظمى. فمن الذي يرسل الأنبياء والحكماء؟ أليس هو الله؟ (ارجع إلى إشعياء 6: 8؛ يوحنا1: 6). إذًا قول المسيح هنا يتضمن أنه هو بنفسه الرب ”إله الأنبياء القديسين“ (رؤيا22: 6). ولقد تمم المسيح كلامه هنا بعد قيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات، حيث أرسل إلى تلك الأمة العاصية أنبياء وحكماء وكتبة.

وفي هذا الصدد يقول المسيح أيضًا في موعظة جبل الزيتون هذا القول المبارك والمحمل بالمعاني «تظهر علامة ابن الإنسان ,. فيبصرون ابن الإنسان ,. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه» (متى 24: 31). هذا معناه أن الملائكة هم ملائكة ابن الإنسان، وأنه يملك السلطان على إرسالهم، وكذلك فإن المختارين هم مختاروه. فهذا الذي اتضع وافتقر لم يكن، كما نفهم من الأصحاح الأول في هذه البشارة سوى ”عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا“ (1: 23).


7- قال المسيح أن كلامه لا يزول

فلقد قال المسيح في موعظة جبل الزيتون:

«السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول» (متى 24: 35).


ونحن نعرف أنه بعض الدكتاتوريين كانوا يفرضون على الناس أقوالهم، وربما قال مغرور من هؤلاء إن كلامه لا يزول. ولكن ماذا بعد موت هؤلاء؟ يقول المرنم: «تخرج روحه فيعود إلى ترابه. في ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره» (مزمور146: 4). نعم ليس الإنسان - كائنًا من كان - هو الذي كلامه لا يزول، بل الله، كقول المرنم: «إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السماوات» (مز119: 89).

ولقد كان الأنبياء دائمًا يبدأون نبواتهم بالقول: «هكذا قال الرب». ولكن المسيح ليس كذلك، بل إنه يقول هنا: «كلامي لا يزول»!

ومن الجميل أن نذكر أن المسيح قال هذا الكلام قبيل آلامه وموته بساعات معدودة. وكانت الأيام التالية ستحمل الكثير من المفاجآت غير السارة لتلاميذه، ومع ذلك فقد ثبت أن كل ما قاله المسيح تم، وتم حرفيًا.

إن طريقة موته تمت كما قال، فمات فوق الصليب (قارن يوحنا18: 32، مع يوحنا 12: 33). لقد كان قصد قادة اليهود الأشرار أنه بموته فوق الصليب، وهي ميتة اللعنة والعار، ستنتهي إلى الأبد شعبيته (ارجع إلى مزمور41: 5)، ولكن العجيب أن العكس هو ما حصل، وبعد نحو خمسين يومًا بدأت الكرازة به، وآمن في عظة واحدة ثلاثة آلاف نفس، وما زال هذا يحدث يوميًا في كل بقاع العالم. هناك ملايين لم تكن لهم به أية علاقة، والبعض كان ينكره ويبغضه، لكن الصليب غيرهم فأحبوه وعبدوه، وذلك إتمامًا لقوله: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع» (يوحنا12: 32). ولقد قال أيضًا إنه سيقوم في اليوم الثالث. وهو ما حدث فعلا، فعندما ذهبت المرأتان إلى القبر في فجر أول الأسبوع، وجدن الحجر مدحرجا عن باب القبر، وسمعن صوت ملاك السماء يقول لهما: «إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا لأنه قد قام كما قال» (متى 28: 5، 6). ولقد ظهر لتلاميذه في الجليل كما قال أيضًا (متى 26: 32؛ 28: 7). وقال إن الهيكل سيدمر تمامًا، بحيث لا يترك حجر على حجر فيه إلا وينقض، وحدد المدة قائلاً: «الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله» (متى 24: 2، 34). وهو ما تم فعلاً، ويخبرنا التاريخ أنه رغم تعليمات تيطس القائد الروماني بعدم المساس بمبنى الهيكل، والإبقاء عليه كأثر تاريخي، إلا أن كلام المسيح، وليس كلام تيطس، هو الذي تم.

وقبل ذلك كان قد قال: «على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى 16: 18) وهو ما تشهد به القرون العشرون الماضية. فكم حاولت معاول الهدم أن تهدم كنيسة المسيح، ولكن طاش سهمهم! واتضح أن كلام المسيح هو أشد ثباتًا من السماوات بقوانينها الثابتة، وأكثر رسوخا من الأرض بجبالها الراسخة.

إذا فكلام المسيح أبدي وإلهي، معصوم وصادق. إن كلامه له ذات صفات كلام الله، لأنه هو الله.


8- قال إنه صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض:

فلقد قال المسيح لتلاميذه بعد القيامة:

«دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت28: 18).


من هو هذا الذي له كل السلطان في السماء وعلى الأرض؟ أ يمكن أن يكون مجرد مخلوق محدود، ويُسَلم له كل السلطان لا في الأرض فقط، بل في السماء أيضًا، حيث مسكن الله؟

أ يمكن أن يكون هذا الشخص صاحب السلطان المطلق في الأرض وفي السماء شخص آخر غير الله؟

قال أحد المفسرين: ”أن يُعطى مجرد مخلوق، مهما سما، كل السلطان في السماء وعلى الأرض، هو تعليم أكثر صعوبة بما لا يقاس، من التقرير بأن المسيح هو الله. فإن العبارة الأولى تتضمن فكرين متنافرين ولا يمكن جمعهما معًا على الإطلاق“.


9- المسيح قال إنه واحد مع الآب والروح القدس:

فلقد قال المسيح أيضًا لتلاميذه بعد قيامته من الأموات:

«اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (متى 28: 20).


وعبارة «عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» تتضمن تعليمًا عظيمًا، يعتبر قمة الإعلان في الإيمان المسيحي، أعني به وحدانية الله، وثالوث أقانيمه. فالله واحد، لكن وحدانيته ليست مطلقة ولا مجردة بل جامعة مانعة. ولذلك فقد قال لتلاميذه هنا: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآ ب والابن والروح القدس». إنه لا يقول: ”عمدوهم باسم الله“، فهذا هو الإيمان اليهودي غير الكامل، ولا يقول عمدوهم بأسماء الآب والابن والروح القدس، كأن هناك أكثر من إله واحد، فتعدد الآلهة هو مفهوم وثني، وهو مفهوم خاطئ وفاسد، بل يقول: «عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس». هذا هو التعليم العظيم الذي يُميِّز المسيحية عن كل من الوثنية واليهودية؛ فالأولى تعلم بتعدد الآلهة، والثانية تعلم بوحدانية مجردة مطلقة، وأما المسيحية فتعلم بوحدانية جامعة مانعة، تجعل الله الواحد ليس في حاجة إلى خليقته ليمارس معها صفاته الأصيلة. فالله واحد في جوهره، لكنه ثالوث في أقانيمه. لذلك قال المسيح لتلاميذه، عندما يتلمذون الأمم، أن يعمدوهم ”باسم الآب والابن والروح القدس“.

ولقد تم هذا الإعلان عن الله في المسيحية، ففي اليهودية لم يكن قد جاء بعد وقت الإعلان الكامل عن الله، حيث يقول البشير يوحنا: «الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر» (يوحنا1: 18).

لقد أعلن الكتاب المقدس حقيقة الوحدانية والتثليث معًا، فالله واحد في ثالوث وثالوث في واحد. الجوهر واحد، ولكن التعينات (أو الأقانيم) ثلاثة. وهذا الأمر، وإن كان يسمو على العقل، لكنه ليس ضد العقل.


10- قال المسيح إنه الموجود دائما أبدًا

فلقد قال لتلاميذه:

«وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (متى 28: 20)


في متى 18: 20 يتحدث المسيح عن وجوده في كل مكان، والآن في متى 28: 20 يشير المسيح إلى وجوده في كل زمان.

من ذا الذي يملأ الزمان والمكان سوى الله كلي التواجد. فأن يعد المسيح تلاميذه بأنه معهم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر، فهذا معناه أن «يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد» (عبرانيين 13: 8).

ومن هذا فإننا نرى أن الأقوال الختامية لإنجيل متى تحمل لنا أدلة متنوعة على لاهوت المسيح، فيذكر أولاً أنه موضوع سجود الأتقياء، إذ يقول عن تلاميذه إنهم لما رأوه سجدوا له. وثانيًا: أنه كلي السلطان، ليس في السماء فقط ولا على الأرض فحسب، بل في السماء وعلى الأرض، وهذه أيضًا واحدة من خصائص الله. وثالثًا: هو كلي التواجد، لا يخلو منه زمان ولا مكان، إذ قال لتلاميذه: «أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر»، ونعلم أن هذه أيضًا واحدة من الخصائص الإلهية. فليس ملاك ولا إنسان يقال عنه إنه موجود في كل مكان وكل زمان.

ومن الجميل أن إنجيل متى يبدأ بمولد ابن العذراء الذي دُعي «اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا» (متى 1: 23)، ويختم الإنجيل بقول عمانوئيل نفسه إنه مع تلاميذه كل الأيام إلى انقضاء الدهر!


11- قال المسيح: إنه الرب:

فالمسيح بعد أن خلص مجنون كورة الجدريين قال له:

«اذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك» (مرقس 5: 19).


ترى كيف فهم الرجل الذي شفاه المسيح هذا التعبير: «أخبرهم كم صنع بك الرب، ورحمك»؟ من هو الرب الذي أنقذ هذا المجنون من الشياطين التي كانت تسكنه؟

نرى الإجابة على ذلك من كلمات البشير مرقس التي تلت عبارة المسيح هذه: «أما هو (أي الرجل الذي كان مجنونًا ورحمه الرب وشفاه) فمضى ونادى في العشر المدن كم صنع به يسوع». وهذا معناه أن يسوع الذي خلص الرجل من الشياطين، هو الرب. ونحن نعرف أن هذا هو التعبير الذي ارتبط بالنسيح من يوم مولده، عندما قال ملاك السماء للرعاة: «ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب». فلم يكن يسوع هذا مجرد مسيح، ولا مجرد رب، بل هو ”المسيح الرب“.

وفي العهد الجديد بعد قيامة المسيح وصعوده، اربتط لقب الرب بأقنوم الابن، واستخدم فيما ندر عن الآب أو الروح القدس، لكنه استخدم عن الابن حوالي 650 مرة!


12- قال المسيح: إنه ”ابن الله“:

ففي محاكمة المسيح أمام رئيس الكهنة يقول الوحي

«قال يسوع: أنا هو (المسيح ابن المبارك)» (مرقس14: 62).


في محاكمة المسيح أمام قيافا رئيس الكهنة، طرح رئيس الكهنة سؤالاً محددًا، ليجيب المسيح عنه بنعم أو لا، إن كان هو ”ابن الله“، فأجابه المسيح قائلاً له: «أنا هو». فكانت النتيجة أن «مزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ قد سمعتم التجاديف. ما رأيكم؟ فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت»

هذه الكلمة ابن الله تعني في مفهوم اليهود أنه المعادل لله (يوحنا5: 18)، ولقد فهموها هم بهذا المعنى، والرب لم يصحح لهم مفهومهم، ولو أنهم بكل أسف – في عمى عدم الإيمان - رفضوا الإيمان بهذه الحقيقة، وصلبوه باعتباره مجدفًا لأنه قال ذلك عن نفسه.

هذا التعبير الذي أثار حنق رئيس الكهنة الشرير هو وبطانته، ورد عن المسيح في العهد الجديد ما لا يقل عن خمسين مرة. ومع أن المسيح بصفة عامة لم يشر إلى شخصه أنه ابن الله، إلا فيما ندر، ومع ذلك فقد عرفه الكثيرون كذلك، إذ لاحظوا عظمة شخصه وسمو أمجاده.

مرة قال عن نفسه لليهود: «فالذي قدسه الآب، وأرسله إلى العالم، أ تقولون له إنك تجدف، لأني قلت إني ابن الله؟» (يوحنا10: 36). وفي مناسبة أخرى قال لليهود: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضًا إن الله أبوه، معادلاً نفسه بالله» (يوحنا5: 17، 18).

ومرة أخرى سأل الرب تلاميذه قائلاً: «من يقول الناس عني إني أنا ابن الإنسان؟». ومن ردود التلاميذ نفهم أن البشر قالوا عن المسيح كلامًا حسنًا، في مجمله أنه ”واحد من الأنبياء“، لكن المسيح لم تسره هذه الإجابة، وكأنه كان ينتظر شيئًا أفضل بعد كل ما عمله بينهم. لذلك فإنه سأل تلاميذه: «وأنتم من تقولون إني أنا هو؟»، فأجابه بطرس قائلاً: «أنت هو المسيح ابن الله الحي». والرب طوَّب بطرسا لأن الآب أعلن هذا له، مما يدل على أن هذا الإعلان: ”المسيح ابن الله الحي“ يختلف تمامًا عما وصل إليه باقي الناس من أن المسيح ”هو واحد من الأنبياء“، وإلا فعلامَ كان التطويب لبطرس؟

ونحن نلاحظ أن المسيح لم يندهش لإجابة بطرس السابقة، وكأنه يفاجأ بها، ولا طرب لها وكأنها تكريم لم يكن يتوقعه، ولا هو اعترض عليها، بل إنه بكل بساطة طوَّب صاحبها قائلاً له: «إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات» (متى16: 17). مما يدل على أن هذه المعرفة عن المسيح يلزمها إعلان من الله الآب مباشرة.

والذين شهدوا في الوحي بأن المسيح هو ابن الله كثيرون. نكتفي بالإشارة إلى سبع شهادات:

· فالآب شهد له بأنه ابنه، وفعل ذلك 7 مرات (متى3: 17؛ 17: 5؛ مرقس 1: 11؛ 9: 7؛ لو3: 22؛ 9: 35؛ 2بط1: 17).

· والروح القدس شهد عنه كذلك (مرقس1:1)،

· وهو قال كذلك عن نفسه سواء قبل الصليب (يوحنا9: 35؛ 10: 36)، أو بعد القيامة (رؤيا2: 18).

· والملاك جبرائيل في بشارته للمطوبة العذراء قال ذلك (لوقا1: 35و 36).

· وحتى الشياطين عرفته كذلك (مرقس5: 7).

· والتلاميذ أقروا بهذا الأمر أكثر من مرة (متى 14: 33؛ 16: 16؛ يوحنا 1: 34و 49؛ 11: 27)،

· بل وحتى الغرباء عرفوا ذلك واعترفوا به، كما حدث مثلاً من قائد المئة الأممي الذي كان عند الصليب، الذي لما رأى أعاجيب الجلجثة قال: «حقًا كان هذا ابن الله» (متى27: 54؛ مرقس15: 39).


13- قال المسيح إنه المخلص الوحيد.

فلقد قال لتلميذيه يعقوب ويوحنا:

«لستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص» (لوقا9: 55، 56).

كما قال أيضًا:

«لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك» (لوقا19: 10).

وقال أيضًا لليهود:

«أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي» (يوحنا10: 9)


يوضِّح المسيح في الأقوال السابقة أنه ليس إحدى طرق الخلاص، بل هو الطريق الوحيدة له. ولهذا فإنه هنا يقول إنه ”الباب“، بمعنى أنه الباب الوحيد للخلاص. وفي مكان آخر قال المسيح لتلاميذه: «أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا14: 6).

ونحن نعرف من العهد القديم أن المخلص الوحيد هو الله. فيقول المرنم: «لا تتكلوا على الرؤساء، ولا على ابن آدم، حيث لا خلاص عنده» (مزمور 146: 3). كما قال الله على لسان نبيه إشعياء: «أ ليس أنا الرب ولا إله آخر غيري؟ إله بار ومخلص، ليس سواي. التفتوا إليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض، لأني أنا الله وليس آخر» (إشعياء45: 21، 22). كما قال النبي يونان: «للرب الخلاص» (يونان 2: 9). ويقول الرسول بطرس عنه «ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص» (أعمال 4: 12).

لو كان المسيح مجرد نبي ما كان يمكنه مطلقًا أن يكون الطريق الوحيدة للخلاص، بل في هذه الحالة يكون إحدى طرق الله لخلاص البشر. أما أن يكون هو الطريق الوحيد للخلاص، فليس لهذا من تفسير معقول سوى أنه ليس نبيًا، من الأنبياء الذين أتوا ورحلوا، بل هو الله، إذ هو ”المخلص الوحيد“.


14- قال المسيح إنه هو الأول والآخر. البداية والنهاية. الألف والياء.

فلقد قال لعبده يوحنا في سفر الرؤيا:

«لا تخف أنا هو الأول والآخر» (رؤيا1: 17)؛

وقال لملاك كنيسة سميرنا:

«هذا يقوله الأول والآخر. الذي كان ميتًا فعاش» (رؤيا2: 8)؛

ومرة أخرى:

«قال لي قد تم. أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا» (رؤيا21: 5و6)

كما قال أيضًا:

«وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر» (رؤيا22: 12و13)


لقد قال الرب هذا ليوحنا «أنا هو الأول والآخر»، عندما سقط يوحنا عند رجليه كميت. ونحن نجد في العهد القديم تأثيرًا مشابهًا لهذا حدث في ظهورات إلهية سابقة، مع إبراهيم (تكوين17: 3)، ومنوح (قضاة13: 20)؛ وحزقيال (حزقيال3: 23؛ 43: 3؛ 44: 4)، ودانيآل (دانيال8: 17؛ 10: 8، 9، 15-17).

لكن، إن كان - من جانب يوحنا – حدث الخوف والفزع، فمن جانب المسيح أتت تلك الإعلانات السامية عن شخصه، مستخدمًا التعبيرات الخاصة بالله دون سواه. فمن سوى الله يمكن أن يكون «الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء». هذا التعبير لا يرد في كل الكتاب سوى في نبوة إشعياء، ويرد فيها ثلاث مرات (في ص41: 4؛ 44: 6؛ 48: 12) كلها عن الرب (يهوه) مما يدل على أن هذا التعبير إلهي. فالله هو وحده – كما عبَّر إشعياء في الآية الأولى (41: 4) الذي يقف خارج التاريخ، خارج تاريخ الفداء (إشعياء 44: 6)، وخارج تاريخ الخليقة (إشعياء48: 12). إن الزمان ضيف عليه! هو الأول ولا شيء قبله. هو علة كل شيء وليس له علة. ثم إنه هو الآخر، وليس بعده شيء، هو المآل لكل خليقته. وعندما يكرر الوحي هذا الفكر ثلاث مرات: الأول والآخر، البداية والنهاية، الألف والياء، فإن هذا لا يمكن أن ينطبق إلا على الله وحده.

لقد قيل أيضًا عن المسيح بحسب كولوسي 1: 17 «إنه قبل كل شي، وفيه يقوم الكل». كل شيء يستمد الأصل منه، وكل شيء يستمد الوجود منه. وإليه يؤول كل شيء. إنه الأول في كل مجال، وهو الآخر لكل مدى. هو يحتوي الكل، وخارجه لا يوجد سوى العدم. إنه تعبير يدل على الأولوية الكاملة والتفوق المطلق.

وعليه فإنه في ضوء الإعلان الصريح عن الله باعتباره ”الأول والآخر“، وعن المسيح باعتباره ”الأول والآخر“، يتضح على الفور أن المسيح قال عن نفسه صراحة أنه هو الله.

من جهة الزمان هو الأول، ومن جهة الأبدية هو الآخر. بكلمات أخرى هو أزلي أبدي. أو بكلمات أخرى هو الكائن بذاته والواجب الوجود.


15- قال المسيح إنه هو الحي إلى أبد الآبدين.

قال المسيح عن نفسه ليوحنا في جزيرة بطمس إنه

«الحي. وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين» (رؤيا1: 18)


في الآية السابقة كان الرب قد قال ليوحنا: «أنا هو الأول والآخر». والآن يضيف له أنا ”الحي“، وأيضا ”أنا حي إلى أبد الآبدين“. فالله يسمى في الكتاب المقدس بأنه الحي. بينما الكل عداه أموات. قال اليهود للمسيح عن إبراهيم وعن باقي الأنبياء: «ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات، والأنبياء ماتوا جميعًا». نعم كل الأنبياء ماتوا لأنهم بشر، أما الله فلا يموت. وهنا يقول المسيح عن نفسه إنه هو الحي. بل هو الذي قيل عنه: «فيه كانت الحياة» (يوحنا1: 4).

ويرد التعبير ”الله الحي“ في الكتاب المقدس 28 مرة. 14 مرة في العهد القديم و14 مرة في العهد الجديد، منها ست مرات في سفر الرؤيا (1: 18؛ 4: 9، 10؛ 5: 14؛ 10: 6؛ 15: 7). ويقول الكتاب المقدس عن الله إنه «وحده له عدم الموت». لكن ها إنسان مات، ولكنه قام أيضًا، لأنه بلغة الرسول بطرس هو ”رئيس الحياة“ (أعمال3: 15). وعندما مات لم يمت لأن هذا كان حقًا عليه كما على كل إنسان، بل كان موته اختياريًا، كما كان موتًا كفاريًا عن الجنس البشري كله. وهذا الشخص يقول عن نفسه إنه «حي إلى أبد الآبدين». وتعبير ”أبد ألابدين“ كما ورد في اللغة اليونانية، هو أقوى تعبير في اللغة للدلالة على عدم نهاية الزمن. فكيف يكون هذا؟ أ ليس ببساطة لأنه ليس مجرد إنسان، بل هو الله وإنسان في آن واحد معًا؟


16- قال المسيح إن له مفاتيح الموت والهاوية

ففي الآية السابقة استطرد المسيح متحدثًا إلى يوحنا فقال له:

«ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤيا1: 18).


يستطرد المسيح مع يوحنا في جزيرة بطمس، بعد كلامع السابق له، قائلاً: «ولي مفاتيح الهاوية والموت». وهذا التعبير يدل على أن المسيح هو المهيمن المطلق على أجساد وأنفس الجميع. السلطان الذي كان الشيطان به يرعب الإنسان، بسبب خطيته، ولكن ها قد أتى الفادي الذي أمكنه أن يعتق الإنسان من تلك العبودية القاسية.

ونحن نتساءل من ذا الذي يملك مفاتيح الحياة والموت؟ أ ليس هو بعينه الذي قال عن نفسه: «دفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (متى28: 18). وإن لم يكن صاحب هذا السطان هو الله، فمن يكون؟


17- قال المسيح أنا فاحص القلوب

فهو قال لملاك كنيسة ثياتيرا: «فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب، وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله» (رؤيا2: 23).


يقال هذا التعبر عن الرب يهوه أكثر من مرة في نبوة إرميا. فلقد قال: «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه؟» ويجيب: «أنا الرب فاحص القلوب ومختبر الكلى» (إرميا17: 10 انظر أيضا ص11: 20؛ 20: 12)، بمعنى أنه لا يوجد من يعرف قلوب البشر إلا الله. وهو عين ما قاله سليمان الحكيم: «لأنك أنت وحدك عرفت أفكار جميع بني البشر» (1ملوك8: 39). ولا يوجد مطلقًا من يعلم ما في صدور الناس سوى الله «لأنه هو يعرف خفيات القلب» (مزمور44: 21). هذا مجد يخص الرب (يهوه) وحده دون سواه.

لكن المسيح هنا يقول إنه هو «فاحص الكلى والقلوب»، بمعنى إنه يعرف الأفكار والنيات، ويعلم أعماق الإنسان. يدرك الدوافع والأفكار، ويفحص العواطف الداخلية والرغبات في الأعماق. بكلمات أخرى هو الكلي العلم. كيف لا وهو الديان!

فعندما يؤكد المسيح إنه يعرف قلوب البشر جميعًا، مستخدما العبارة عينها التي استخدمها الرب يهوه عن نفسه في نبوة إرميا، أ فلا يكون المسيح بهذا قد قال عن نفسه إنه هو الله؟


18- قال المسيح إنه أصل داود (أي خالقه)

فلقد قال ليوحنا الرائي في ختام سفر الرؤيا:

«أنا أصل وذرية داود، كوكب الصبح المنير» (رؤيا22: 16).


والمقطع الأول من الآية السابقة ليس أحجية، بل إنه إجابة عن أحجية المسيح التي قالها كآخر سؤال وجهه لليهود قبل أن ينطق عليهم بمرثاته. عندما سألهم «ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ فقالوا ابن داود. فقال لهم يسوع: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلا: قال الرب لربي حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟ فإن كان هو ابنه فكيف يكون ربه؟» (متى22: 43-45).

لم يستطع الفريسيون واليهود الإجابة عن سؤال المسيح السابق. لكن اللغز الذي ورد في متى 22، نجد الإجابة عنه في رؤيا 22. فالمسيح كما أعلن هنا عن نفسه: ”أصل وذرية داود“. بلاهوته هو أصل داود أي هو خالقه، وبناسوته هو ذرية داود، لأنه ولد من مريم بنت داود.

هذه الآية تشبه كثيرا ما قاله النبي إشعياء عن المسيح: «ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت فرع من أصوله, في ذلك اليوم يكون أصل يسى راية للشعوب» (إشعياء 11: 1، 10). فالمسيح هو قضيب من جذع يسى بمقتضى ناسوته، وهو أصل يسى بمقتضى لاهوته. كما تشبه ما ورد عن المسيح في رومية 9: 5 فلقد قال الرسول عن المسيح: «منهم المسيح حسب الجسد (أي إنه من الشعب اليهودي، ولكنه أضاف في الحال القول) الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد (أو بتعبير أكثر دقة ”الله المبارك إلى الأبد“)
لو قال عن نفسه إنه إله، لرجموه. ولو قال للناس اعبدوني لرجموه أيضاً، وانتهت رسالته قبل أن تبدأ .. إن الناس لا يحتملون مثل هذا الأمر. بل هو نفسه قال لتلاميذه "عندي كلام لأقوله لكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملون الآن" (يو16: 12)

لذلك لما قال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك"، قالوا في قلوبهم "لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟! من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر2: 6، 7). لذلك قال لهم السيد المسيح "لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيهما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم أحمل سريرك وامش؟! ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: لك أقول قم، واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير، وخرج قدام الكل حتى بُهت الجميع ومجدوا الله ... " (مر2: 8 ـ 12).

كذلك لما قال لليهود "أنا والآب واحد" تناولوا حجارة ليرجموه (يو10: 30، 31) متهمين إياه بالتجديف وقائلين له "فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يو10: 33)

إذن ما كان ممكناً عملياً أن يقول لهم أنه إله، أو أن يقول لهم اعبدوني ولكن الذي حدث هو الآتي:

لم يقل أنه إله، ولكنه اتصف بصفات الله. ولم يقل اعبدوني، لكنه قبِل منهم العبادة.

والأمثلة على ذلك كثيرة جداً. ونحن في هذا المجال سوف لا نذكر ما قاله الإنجيليون الأربعة عن السيد المسيح، ولا ما ورد في رسائل الآباء الرسل، إنما سنورد فقط ما قاله السيد المسيح نفسه عن نفسه، حسب طلب صاحب السؤال. فنورد الأمثلة الآتية:

أولاً، نسب السيد المسيح لنفسه الوجود في كل مكان، وهي صفة من صفات الله وحده:

فقال "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (مت18: 20). والمسيحيون يجتمعون باسمه في كل أنحاء قارات الأرض.
إذن فهو يعلن عن وجوده في كل مكان.
كذلك قال "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20).
وهي عبارة تعطي نفس المعنى السابق.

وبينما قال هذا عن الأرض، قال للص التائب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43).
إذن هو موجود في الفردوس، كما هو في كل الأرض.

وقال لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو3: 13). أي أنه في السماء، بينما كان يكلم نيقوديموس على الأرض ..

وبالنسبة إلى الأبرار قال إنه يسكن فيهم هو والآب (يو14: 23). أما عن الإنسان الخاطئ فقال إنه يقف على باب قلبه ويقرع حتى يفتح له (رؤ3: 20)

ونسب نفسه إلى السماء، منها خرج، وله فيها سلطان:

فقال "خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم" (يو16: 28). وقال إنه يصعد إلى السماء حيث كان أولاً (يو6: 62). وفي سلطانه على السماء قلا لبطرس:
"وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات" (مت16: 19).
وقال لكل تلاميذه "كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء" (مت18: 18) .. وقال "دُفع إلىَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (مت28: 18)

ونسب إلى نفسه مجد الله نفسه:

فقال "إن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته. وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (مت16: 27). وهو نسب لنفسه مجد الله، والدينونة التي هي عمل الله، والملائكة الذين هم ملائكة الله. وقال أيضاً أنه سيأتي "بمجده وفي مجد الآب" (لو9: 26). وقال أيضاً "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبي في عرشه" (رؤ3: 21). هل يوجد أكثر من هذا أنه يجلس مع الله في عرشه؟!

كذلك تَقَبَّل من الناس الصلاة والعبادة والسجود:

قال عن يوم الدينونة "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة" (مت7: 22). وقَبِلَ من توما أن يقول له "ربي وإلهي، ولم يوبخه على ذلك. بل قال له: "لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 27 ـ 29).

كذلك قبل سجود العبادة من المولود أعمى (يو9: 38)، ومن القائد يايرس (مر5: 22) ومن تلاميذه (مت 28: 17) .. ومن كثيرين غيرهم.

وقَبِلَ أن يُدعى رباً. وقال إنه رب السبت (مت12: 8). والأمثلة كثيرة
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Sunday, February 21, 2010

Made by God

Made by God

حينما تذهب لشراء منتج معين ... فأنت تبحث عن الأفضل، عن الأكثر فى الإمكانيات، الأشمل فى المميزات، والأسهل فى التشغيل . ولو قيل لك على سبيل المثال هذا المنتج
( Made in USA - Made in Japan - Made in Germany ) .
فانت تشتريه دون تردد ... بل وتدفع فيه أكثر !!!
فما بالك لو قيل لك هذا Made by God
كم يكون إنبهارك وإعجابك وثقتك وإطمئنانك للجودة ، والمتانة والإبداع والإمكانيات والطاقات والمزايا والمواهب ؟!!
لتفتخر .... وتتباهى .... وتفرح .... فأنت Made by God
والله حين صنعك .... حين خلقك .... حين أبدعك ... نظر إليك بزهو وفرح وإعجاب لعمل يديه وقال هذا حسن جداً " (تك 31:1)
ياه .... ياه للإبداع الإلهى فيك !!!
فلا تقل أبداً
انا ......... كم من الإحباطات
انا ......... كم من مشاعر الفشل
انا ......... كم من صغر النفس
انا ......... بلا مواهب
انا ......... بلا طاقات
انا ......... بلا إبداعات

لأن " يد الرب فعلت هذا وقدوس إسرائيل إبداعه " (اش20:41)

لهذا فأنت .....
كنز ..... من المواهب والإبداعات
نبع ..... من الطاقات والقدرات
نهر ..... من الحب والعطاء والإيجابية
فيض ..... من الحرية والإنطلاق والسمو


Because You Are Made By God

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

+ جنة مثمرة +

+ جنة مثمرة +
إن "العين" و"الينبوع" يحولان جنة الرب إلى جنة مثمرة- فردوس رمان مع أثمار نفيسة (أو ثمينة). إن الروح غير المُحزن سيُنشئ في قلوبنا "ثمر الروح" والذي يُخبرنا عنه الرسول أنه "محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان (أو أمانة)، وداعة، تعفف" (غلاطية5: 22) فما هي حقيقة هذه الثمار النفيسة للروح القدس، أليست هي صفات المسيح في المؤمن؟ إن الينبوع يصعد ليتصل بمصدره وهنا تأتي المشغولية بالمسيح وبأمجاده. وعندما يُرى مجد الرب نتغير إلى تلك الصورة من مجد إلى مجد. فيصبح القلب جنة الرب التي تحمل أثمار نفيسة لمسرة قلبه.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

+الجنة مغلقة+

+الجنة مغلقة+
فإذا كان القلب محفوظاً كجنة مسرات للرب. فإنها يجب أن تكون جنة مغلقة. وهذا يحدثنا عن القلب المنفصل عن العالم، والمحفوظ من الشر، والمُفرز للرب.
أفلا نستطيع أن نقول، أنه في صلاة الرب الأخيرة، نلمس رغبة قلبه في أن يبقي شعبه كجنة مغلقة؟ فنسمعه يقول للآب إن خاصته جماعة منفصلة، فقال: "ليسوا من العالم كما إنني أنا لستُ من العالم". ويطلب أيضاً أن يكونوا محفوظين، فقال للآب: "قدّسهم في حقك" (يوحنا17: 14-17).
ألم يحذرنا الجامعة لكي نحفظ قلوبنا كجنة مغلقة، عندما قال: "فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة" (الجامعة3: 22). ومرة أخرى نفعل حسناً أن ننتبه إلى كلمات الرب "لتكن أحقاؤكم ممنطقة". فما لم تكن مِنطَقة الحق تُمسك بعواطفنا وأفكارنا، فإن عقولنا تنسحب سريعاً إلى الأشياء التي في العالم، ويتوقف القلب أن يصبح "جنة مغلقة".
ومرة أخرى، فإن الرسول يعقوب، يرغب أن تُحفظ قلوبنا من الشر، عندما حذرنا قائلاً "إن كان لكم غيرة مُرّة وتحزب في قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق... لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء" (يعقوب3: 14-16). إننا لا نجد بين شعب الله تشويشاً وتحزباً طالما كان هذا الداء الدفين الحسد والتحزب في القلب غير موجودين في القلب. ولنتأكد أن القلب الذي يُضمر المرارة والحسد والتحزب لن يكون جنة الرب.
وكم يكون من الضروري أن تُحفظ قلوبنا منفصلة عن العالم، ومحفوظة من الشر. إنه ليس فقط علينا أن نرفض العالم والجسد. فذلك وحده لا يكفي أن يجعل قلوبنا "جنة مغلقة". بل إن الرب يريد أن تكون قلوبنا مقدسة أو منفصلة لمسرته، بجعلها مشغولة بالحق وبكل ما يخص المسيح. ألم يضع الرسول بولس أمام الفيلبيين "جنة مغلقة"- بمعنى قلب مقدس للرب، عندما قال: "كل ما هو حق، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسّر، كل ما صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا"؟
فإذا كان القلب مليئاً بالمشغوليات، وقلقاً على الأخطاء، ومليئاً بالمرارة نحو الذين يعاملوننا برداءة. وتصوراتنا مليئة بالشر وبأفكار الحقد وبالشعور بالانتقام نحو أخ ما. فهذا يؤكد لنا جداً أن قلوبنا ليست هي جنة الرب.
كم يلزم لنا أن تتحرر قلوبنا من الأشياء التي تُنجسها، وأن نتحول عما يجعلها عقيمة بلا ثمر، وما يخنقها من وجود الأعشاب الضارة. لنتتبع تعليم الرسول الذي قال لنا: "لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله". لنكن مثل حُنة في القديم، فنسكب قلوبنا أمام الرب، وألا نُثقل أفكارنا بالهموم والأحزان والتجارب التي تضغط على أرواحنا- وسنجد أن "سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبنا وأفكارنا في المسيح يسوع". لذلك علينا أن نتخلص من كل ما يقف بين نفوسنا وبين الله. وأن تتحرر قلوبنا ليمكنها أن تتمتع بأمور المسيح، ولتتحرر عقولنا أيضاً حتى نتفكر في هذه الأمور أي في كل ما هو مقدس وطاهر- والتي تميز من كان قلبه جنة مغلقة.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

جنة مُروية

جنة مُروية
فالقلب الذي انفصل للرب يتفجر فيه ينبوع من الانتعاش والفرح. إنها جنة ذات عين مقفلة وينبوع مختوم. فالعين هي مورد لا ينقطع، والينبوع يتصل بالمصدر. قال النبي عن الذي يسلك بحسب فكر الرب أن نفسه "تصير كجنة رياً وكنبع مياه لا تنقطع مياهه" (أشعياء58: 11). قال الرب للمرأة السامرية أنه يعطي "ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية"، وهذا الينبوع يكون في المؤمن. فإذا كان العالم يستمد سروره من الظروف المحيطة به، لكن المؤمن تنبع أفراحه من الداخل وحياته الخفية تستمد نشاطها بقوة الروح القدس.
فمن جهة أن الحياة في المؤمن مثل عين متدفقة، فهذا نراه في الروح القدس الذي يسدد كل أعوازنا الروحية فيقودنا ويرشدنا نحو "جميع الحق". أما من جهة أن الحياة مثل ينبوع- فإننا نراه أيضاً في الروح القدس الذي يربط قلوبنا بالمسيح الذي في الأعالي. وهكذا قال الرب "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق هو يشهد لي"- فهو يشهد عن المسيح في مكانه الجديد في المجد. لهذا فهو كعين إذ ينعش نفوسنا بالحق، وكينبوع يتصل بالمصدر إذ يربط قلوبنا بالمسيح.
ولنتذكر أن العين وهي مصدر للبركات "عين مقفلة"، والينبوع هو "ينبوع مختوم". ألا يعيد هذا إلى ذاكرتنا أن مصدر البركات في المؤمن يكون مختوماً بالنسبة لهذا العالم، ومنفصل تماماً عن الجسد؟ فالرب يتحدث عن المُعزي كالشخص الذي "لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يوحنا14: 17) ونقرأ أيضاً أن "الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غلاطية5: 17).
يا للأسف، فطالما نضع في الاعتبار أمور الجسد، ونميل إلى العالم، فليس غير إحزان الروح القدس، وهذا يعوق قلوبنا أن تكون جنة مروية فتصبح جافة وعقيمة.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

+ حدود التساهل والتسامح +

+ حدود التساهل والتسامح +
يمكنك ان تتساهل وتتسامح فى حقوقك الخاصة ولكنك لا تستطيع ان تتسامح فى حقوق الغير، او فى حقوق الكنيسة ، او فى حق عام او فى حق الله حقك الخاص هو ملك الله. اما الحق العام فليس لك لا تملك التفريط فيه انه وديعة او امانة تحافظ عليها اقول هذا بوجه خاص لكل من هو فى مسئولية او لكل من استؤمن على وكالة(1كو17:9)
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

جاهد اليوم واسترح غدا

يقول القديس أغسطينوس :
" النفس إذا بدأت فى الالتحام بالحكمة الإلهية تبدأ شمسها الداخلية فى الإشراق"

الحياة الروحية الداخلية معناها الرجوع إلى حالة الإنسان الفردوسية و بواسطة المعمودية ندخل حياة القيامة فتطرد منا كل خطية ليشع فينا كامل بهاء نور القيامة. و من التداريب الروحية الجميلة فى جهادنا ضد الخطية أن تقول فى نفسك "لأجاهد اليوم و استريح غداً". و إذ تقضى يومك فى الجهاد الروحى يلتهب قلبك بالأكثر نحو الله. و على التوالى تسحب قلبك إلى الحياة السماوية الغالية خلال جهاد بسيط فى اللحظة الحاضرة... لا تؤجل للغد عمل الرب... و إذا كان العدو يتسلل إلى قلبك خلال الضعفات الصغيرة ، فاجتهد و لو فى أمور صغيرة لتفرح بنصرتك الداخلية.

تذكر اليوم أنك قائم فى المسيح لتحدثه و لو بصلاة قصيرة.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

اسباب سقوط الانسان فى الخطية

خمسة عوامل تسبب فى سقوط ابن المسيح فى خطية عدم الطهارة اولا :_ الاصحاب السوء )الذى تكلم عليهم رب المجد بقولة (وفى مجلس المستهزئين لن تجلس وفى طريق الخطاة لم تقف)
(المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الحميدة
ثانيا :_ التامل فى الجمال الجسدى الباطل
داود النبي في وقت المساء تمشى على السطح فرأي .. أمرأة جميلة المنظر جداً (بتشبع)" (2صم11: 2).. سقط داود في الخطية وقتل رجلها أوريا الحثي في الحرب ليتزوج المرأة
ثالثا :_الانغماس فى العالميات فكيف يفقد الشاب أو الشابة طهارته إذا انغمس في قراءة قصص دنسة مثيرة للغرائز أو انغمس في مناظر غير طاهرة امتلأت بها برامج التليفزيون والإنترنت والمجلات

رابعاً :_التفكير المستمر في الخطية ومناظرها وخيالاتها
. فالفكر المنحرف له خطورته كما قال رب المجد يسوع "ماذا تفكرون في قلوبكم" (لو5: 22). "كل ما هو حق كل ما هو جليل
خامساً :_عدم مخافة الله
لذلك قيل "جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز16: 8). لنحذر من شاب يحدثنا عن الخطية أو ما شابه تجذبنا لكلام الخطية لنحترس من منظر يثير غرائزنا أو تسلية تفسد عفتنا. لنهرب من طريق أو مجلس ليس فيه المسيح


لابد ان امتنع عن الخطية وانا مقتنع
واخيرا
الشهوات الشبابية اهرب منها
اهرب بتغيير افكارك - قراءة الكتاب المقدس

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال القديس يوحنا الدرجى

قبل السقطة يقول الشياطين ان الله محب للبشر , وبعد السقطة يقولون انه صارم لا يرحم
+ + + يوحنا الدرجى + + +

لا تدهش اذا سقطت كل يوم , ولا تستسلم تاركا الصراع , بل قف وقوف الشجعان , فالملاك الذى يحفظك سيمجد بالتأكيد صبرك
+ + + يوحنا الدرجى + + +

فى توبتى تتوقد نار صلاتى , حارقة مادة خطاياى
+ + + يوحنا الدرجى + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال القديس اباهور البهجورى


التهاون يجعل الفكر الشرير يتسلل كلص إلي عقولنا بالخديعة وليكن معلوما ً أن هذا الفكر منشأه فينا فإذا لم نقاومه لأول وهله فبالتالي يسلمنا لعدو الخير فيتسلط علينا ويكون من الصعب التخلص منه
+ + + القديس أباهور البهجورى + + +

التهاون يجعلنا نستسلم للأفكار الدنسة مرة تلو الأخرى و بالتالي تكون هناك علاقة وثيقة بين شهواتنا الرديئة وأفكار الشر المتسلطة علينا
+ + + القديس أباهور البهجورى + + +

التهاون يجعل للشيطان سلطان علي أفكارنا وبالتالي لا يسمح لنا بأي عمل صالح ويجعل الفكر دائماً يميل إلي مشورتة و ليس إلي مشورة الله الحي واهب الصلاح لكل من يطلبه
+ + + القديس أباهور البهجورى + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال الأنبا برصنوفيوس

ومن قولهِ في الصبر: لماذا تصغُر نفسُك في الأحزانِ مثل إنسانٍ جَسَدَانيّ؟ ألم تعلم أن الأحزانَ موضوعةٌ للقديسين؟ ألم تسمع أنَّ كثيرةً هي أحزانُ الصديقين ومن جميعِها يخلِّصهم الربُّ؟ ألم تعلم أن الصديقَ يُمتحن بالأحزانِ كما يُمتحن الذهبُ بالنارِ؟ فإن كنا صديقين فبالأحزانِ نُختبر، وإن كنا خطاةً فبالأحزانِ نؤدَّب. لا تنم يا أخي لئلا يفاجئك الصوتُ القائل: «هو ذا الختنُ قد أقبل، اخرجن للقائهِ». فكيف تقولُ إنك مشغولٌ وهو قد صيَّرك بلا همٍّ. لن ينتظرك الزمانُ حتى تنوحَ على خطاياك، فإنك قد سمعتَ أنه سوف يُغلَق البابُ، فأسرع لئلا تبقى خارجاً مع الجاهلات. انتقل بفكرِك من هذا العالم البطال إلى العتيد. اترك الأرضيات واطلب السماويات. دع الباليات واتخذ الباقيات. مُت بالكمالِ لكي ما تحيا بالتمامِ بيسوعِ المسيح ربنا، الذي له المجد الدائم إلى الأبد، آمين
+++ الأنبا برصنوفيوس +++

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

قيل عن القديس ابو فانا

سأل الأخوة القديس ++ أبو فانا + + ذات مرة عن فائدة نسكه وأتعابه الأولى الكثيرة ، فأجابهم أن الجهاد فى بداية الطريق والذى يكون بنشاط وغير ملل أو فتور من كثرة التعب فى الصوم والصلاة وخدمة المساكين وحياة العفة والطهارة هى أشبه بالخمير الذى يخمر العجين كله ، لأنها هى الأساس الذى يبنى عليه حياة الراهب ، وحينما سمع الأخوة هذا الكلام مضوا وهم فرحين وممتلئين بالتعزية فى نفوسهم.
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابينا غريغوريوس أسقف نيصص

مثل الحيوان الذي يدور في الطاحونة وهو مغمى العينين، هكذا ندور نحن في طاحونة الحياة، نكرر دائما نفس الحركات ونرجع ثانية لنفس المكان، أعني أننا ندور في الجوع والشبع لحد التخمة، والنوم والإستيقاظ، نفرغ أنفسنا ثم نملأها، أمر يتبع الآخر، ولا نتوقف عن الدوران حتى نخرج من هذه الطاحونة."
غريغوريوس أسقف نيصص

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

الخطية لها ثمار ردية : مرض .. ألم .. عدم سلام .. قلق .. ضيق .. اضطراب .. خوف .. حقد .. شهوة .. إلخ .
والانسان الذى يعيش تحت نيرها فهو يجنى ثمارها الذى لم يحس بخطاياه ،
والذى مازال ساقطاً فى كبريائه وبره الذاتى صعب عليه أن يتلامس مع يسوع .. أى مخلص حياته .
+ + + أبونا بيشوى كامل + + +

لا تقل غيرى يخطئ .. لأن الدفاع وعدم الاعتراف = الكبرياء
+ + + أبونا بيشوى كامل + + +

السقوط ليس معناه تغير الطبيعة ، ولكن معناه تلوث الطبيعة
+ + + أبونا بيشوى كامل + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال البابا شنودة الثالث

اختبروا محبتكم بالاحتمال لتعرفوا مدى سلامتها
+ + + قداسة البابا شنودة الثالث + + +

أن ضعفت يوماً فاعرف أنك نسيت قوة الله
+ + + قداسة البابا شنودة الثالث + + +

اعط من قلبك قبل أن تعطى من جيبك
+ + + قداسة البابا شنودة الثالث + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل


الذي يصلى لأنه يؤدى واجبا عليه نحو الله ، فليعلم أن الله ليس بمحتاج إلى هذا الواجب،
و لكن الصلاة أمر خاص به هو
" أبونا بيشوى كامل "

الصلاة مع تسليم المشيئة لا يرفعان الكأس عنا ، بل يجعلان ملاكا من السماء يأتي ليقوينا
" أبونا بيشوى كامل "

الصلاة هي رفع العقل و القلب معا إلى الله فتنعكس طبائع الله و جماله و أمجاده على الإنسان،
فيصير على مثال الله
" أبونا بيشوى كامل "

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال القديس يوحنا الدرجى

حب المال سجود للأوثان، وثمر لعدم الإيمان. محب المال يستهزئ بالإنجيل ويخالفه طوعًا برضاه. من يحب الله يفرق أمواله، ومن يزعم انه يحب الله والمال يخدع نفسه
+ + + القديس يوحنا الدرجى + + +

الحقد ثمرة الغضب وادّخار للخطايا ومقت للبر واضمحلال للفضائل وسم للنفس ودودة للعقل وخزي للصلاة وقطع للتضرع واغتراب عن المحبة ومسمار مبجن في النفس ومرارة محبوبة وخطيئة مستمرة ومعصية لا تنام وسر قائم في كل ساعة
+ + + القديس يوحنا الدرجى + + +

الوداعة خُلُق لا يتغير، حاله واحد في الاهانات والكرامات. الوادعة هي أن يبتهل المرء من اجل قريبه الذي يثير فيه الاضطراب ابتهالا خالصا، خاليا من الاحساس بالاضطراب
+ + + القديس يوحنا الدرجى + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

اقوال الاباء

لا يستطيع الانسان ان يختار يوما كما ينبغى ان لم يحسبه اخر يوم من حياته فى الدنيا
+ + + القديس اكليمكوس + + +

ساعة الموت مرهوبة وهى تاتى على الانسان مثل الفخ
حيتئذ يلحق النفس ندم عظيم وتقول كيف جازت ايامى وانا مشغول بالاعمال الفارغة التى لا منفعة منها؟
+ + + الانبا ابرأم + + +

ان من كان همه فى تذكار الموت فذلك يهديه خوف الله
+ + + القديس اوغريس + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال القديس اباهور البهجورى

التصق بالله كل حين وتسلح بالفضائل لمواجه كل العقبات والتجارب التي تواجهك
+ + + القديس أباهور البهجورى + + +

محبو الفضائل ليس لهم ميل طبيعي نحو أمور العالم مهما بدا لهم من صعوبة في الطريق نحو الدنو منها والوصول إليها
+ + + القديس أباهور البهجورى + + +

الفضيلة تضفي علي صاحبها كل فرح وشفقة ووداعة والأفضل من ذلك كله فإنها تملأ النفس بمحبه فاديها
+ + + القديس أباهور البهجورى + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال القديس دورثيئوس

فـاذا أحببــنا الله واقتربنـــا إليـه بالحـب عندئـذ نـحـب اخوتنـــا ونـقــتـرب منهم
+ + + الـقـديــس دورثـــيـــــئــــــوس + + +


لا شئ أسوأ من أن يدين الإنسان الأخرين ويحتقرهم .. ولكن الأفضل أن ندين أنفسنا وندين ضعفنا الذي نعرفه وسنقدم عنه حساباً أمام الله الذي وحده له الحق أن يدين أو يبرر
+ + + الـقـديــس دورثـــيـــــئــــــوس + + +


حيثما يوجد الحب والود والإتضاع لا يمكن أن توجد شهوة الغضب والإنتقام
+ + +الـقـديــس دورثـــيـــــئــــــوس + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

قيل عن القديس الكبير أنبا أغاثون

قيل عن القديس الكبير أنبا أغاثون: إن أناساً مضوْا إليه لما سمعوا بعظمِ إفرازِهِ وكثرةِ دعته. فأرادوا أن يجرِّبوه فقالوا له: «أأنت هو أغاثون الذي نسمعُ عنك أنك متعظمٌ»؟ فقال: «نعم، الأمرُ هو كذلك كما تقولون». فقالوا له: «أأنت أغاثون المهذار المحتال»؟ قال لهم: «نعم أنا هو». قالوا له: «أأنت أغاثون المهرطق»؟ فأجاب: «حاشا وكلا، إني لستُ مهرطقاً». فسألوه قائلين: «لماذا احتملتَ جميعَ ما قلناه لك ولم تحتمل هذه الكلمة»؟ فأجابهم قائلاً: «إن جميعَ ما تكلمتم به عليَّ قد اعتبرتُه لنفسي ربحاً ومنفعةً إلا الهرطقة، لأنها بعدٌ عن اللهِ، وأنا لا أشاءُ البعدَ عنه». فلما سمعوا عجبوا من إفرازِهِ ومضوْا منتفعين
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقول القديس اغسطينوس

وأسفاه إنه من السهل أن تطلب أشياء من الله ولا تطلب الله نفسه كأن العطية أفضل من العاطي
+ + + القديس أغسطينوس + + +

ربي .. لست أدري ما تحمله لي الأيام لكن سيدي الحبيب يكفيني شيئاً واحداً ثقتي أنك معي تعتني بي وتحارب عني
+ + + القديس أغسطينوس + + +

لا تخف من تجارب إبليس ، فالشيطان لا يستطيع أن ينصب فخاخه في الطريق ، لأن الطريق هو المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة .. لكن الشيطان ينصب فخاخه على جانبي الطريق
+ + + القديس أغسطينوس + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال الانبا موسى الاسود

الذى يتهاون بعفة جسدة يخجل فى صلاته
+ + + الانبا موسى الاسود + + +

لا تكن قاسى القلب على اخيك فاننا جميعا تغلبنا الافكار الشريرة
+ + + الانبا موسى الاسود + + +

من يحتمل ظلما من اجل الرب يعتبر شهيدا
+ + + الانبا موسى الاسود + + +


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال البابا شنودة الثالث

فى الغد ..... ترى يد الله تمتد إليك لكى تريحك
فى الغد ..... ترى حلولاً كثيرة لمشاكلك
إن كان اليوم مظلماً فإن الغد يفتح أمامك طاقات من نور
+++ البابا شنودة الثالث +++

ليس القوى من يكسب الحرب دائما وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما
+++ البابا شنودة الثالث +++
 
الوداعه هى الصخرة التى تنكسر عليها أمواج الغضب
الإبتسامه كلمه طيبه بغير حروف

+++ البابا شنودة الثالث +++

عجيب ان كثيرا من الناس يتمسكون بالوسائط و ينسون الله
+++ من اقوال البابا شنودة الثالث +++

ان الانسان الناجح فى صلاته هو الانسان الناجح فى توبته
صمم فى صلاتك ان تأخذ من الله القوة لترجع اليه
+++ البابا شنودة الثالث +++

فى حياة التسليم اترك الوقت لله و لا تحدد له مواعيد
فهو ادرى بعمله و هو اكثر معرفة منك بالوقت الصالح
+++البابا شنودة الثالث +++
  


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

إن أروع صور الحرية ، والقيامة الأولى هى صورة انسان غلب ذاته وشهواته
وانطلقت روحه فى قوة القيامة فى ملء الحرية تحلق فى أجواء السماء وهى مازالت تعيش فى الجسد
+ أبونا بيشوى كامل +


الإنسان الملتصق بالمسيح المملوء بحبـه، والمحـب للجميع تشع منه أنوار القيامة وقوتها وبهجتها
+ أبونا بيشوى كامل +

الاستشهاد أروع وأقوى صور القيامة لأن القيامة التى فى الشهداء أقوى من الموت
+ أبونا بيشوى كامل +


الذى لا يعيش فى المحبة لا يعيش فى القيامة
+ أبونا بيشوى كامل +

القيامة مسيرة فى النور ، ومسيرة فى المحبة
+ أبونا بيشوى كامل +

الذى قرر أن يعيش من أجل المحبة هو انسان قد صمم على الانتقال من الموت إلى الحياة فالمحبة=الحياة
+ أبونا بيشوى كامل +


لا كرازة بدون قيامة فى حياة الإنسان. فالكرازة هى مسئولية من أختبر القيامة
+ أبونا بيشوى كامل +

لم تمس القيامة حياة الإنسان فقط بل جسده أيضاً
فالقيامة بعثت فى روح الإنسان المحبة والفرح والسلام
وعدم الخوف والرجاء وعدم اليأس
أما جسدنا فالقيامة بعثت فيه الحياة والطهارة والنصرة من جديد
+ أبونا بيشوى كامل +

الحرية هى هبة القيامة والجحيم والقبر هو السجن
والرب يسوع نزل إلى الجحيم والقبر وغلبهما وأطلق أسراهما
+ أبونا بيشوى كامل +



هل تذكر يا أخى أنك لابس الرب يسوع . هذه هى قيامتك الأولى .. من أجل هذا لا تصنع تدبيراً للجسد وشهواته فى كل الحواس . إنه تدريب عميق سينتهى بك إلى انفجار فجر القيامة فى جسدك المائت
+ أبونا بيشوى كامل +

وصية الآب ليست قيوداً ، ولكنها صليـباً ، والصليب هو تنفيذ الوصية وطريق الحرية
والحرية هى ثمرة القيامة الأولى مع المسيح
+ أبونا بيشوى كامل +

القيامة هى ثمرة اتحادنا بالمسيح القائم . والمجد هو نصيبنا فى المسيح القائم الممجد
+ أبونا بيشوى كامل + 
   
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

صلب الجسد والعالم مع الأهواء والشهوات يفجر فى النفس المصلوبة بهجة القيامة وأنوارها
+ أبونا بيشوى كامل +

الخطية سقوط .. والتوبة قيام
+ أبونا بيشوى كامل +

إن النفس الساقطة عندما تقوم تشع منها قوة هائلة من قوة قيامة الرب يسوع
+ أبونا بيشوى كامل +


الذين جاهدوا ضد الخطية حتى الموت هم الذين نالوا الحرية والقيامة الأولى
+ أبونا بيشوى كامل +

ما أقواك أيتها التوبة ، وما أروعك ، إنك أروع أيقونة للقيامة
+ أبونا بيشوى كامل +

التوبة * القيامة * فى حياة المسيحى هدفها النهائى هو الوجود فى حضن الآب
+ أبونا بيشوى كامل +
 
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

القيامة حياة واختبار يومى نذوقه فى كل مرة نقترب من الصليب ونحمله بفرح
+ أبونا بيشوى كامل +

ليس هناك طريق للقيامة إلا طريق واحد هو الصليب
+ أبونا بيشوى كامل +

إن صلب شهوات الجسد هو الطريق لقيام الجسد مع المسيح
+ أبونا بيشوى كامل +

ما أجمل الكنيسة التى كل شعبها يعيش التوبة والقيامة والحياة والالتصاق بالمسيح القائم
+ أبونا بيشوى كامل +

لا يقدر أحد أن يذوق القيامة قبل أن يحمل الصليب،
لن يذوق أحد القيامة وبهجتها مع المسـيح إلا الذى استترت حياته معه على الصليب،
وخلع الإنسان العتيق وأعماله
+ أبونا بيشوى كامل +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Tuesday, February 16, 2010

الفرح والسلام



سلاماً اترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.

يوحنا 14 : 27

كانت تفصلنا مسافة شارع صغير وفصل طويل من الأمطار والثلوج لحظات انفراجه قليلة ولكني كنت اغافلها لاختفي بين حقول الزيتون والتقيه. كان هدوؤه الدائم هو سر انشدادي اليه. فأبعد ما تناله منه عاصفة هوجاء هو اهتزاز لا يتجاوز السطح. ذلك الجدول الصغير! ألانه صغير لاعمق له لا يسمح للريح أن تحركه ، ولا للتيارات أن تسكنه؟

حتى وان امتلأ بأكثر مما يمكن لجنباته أن تحتمل فهو لا يقذف ولا يرمي ويظل رقراقاً. في مساره ثبات يشبه القناعة، وفي سكونه سلام الواثق، وفي مجالسته عذوبة لا يمكن الا ان تلتف على كل ما فيك من ضجيج وتنعش فيك الاحساس بهناء العيش.

بعيدة كل البعد اليوم أنا عن الرغبة في مجالسة الذاكرة ولكن بعض الوجوه تعيد رسم ذلك الجدول في بالي وتشكيل أحاسيسي. في العينين إشراقة دائمة وكأن بعضاً من الشمس هناك يسكن وفي الوجه رصانة العارف المتيقن الذي لا يفاجئه انفعال. ومن كلامهم يتسلل سلام غامر يحاصرك ويدك بحزمه وعمقه كل ما فيك من قلق وخوف واضطراب. ليس لأنهم سطحيون لا تحركهم ريح وليس لأنهم ليسوا بذي عمق لا تعبرهم تيارات، ولكنهم كالجدول متجذرين في اعمق الأعماق. أولئك لا يأتون من عالم آخر همومه غير هموم وشجونه غير شجون. هم ليسوا سخفاء في عيشهم أو الزهد فضيلتهم، ولا هم منقطعون عن الدنيا وعدم المبالاة طبعهم. بل هم في غمرة هدوئهم قادرون على احتلال محيطك وإخضاع فورتك أيا تكن أسبابها. أقوى من الذكاء سطوة سلامهم عليك واعمق من الحكمة لأنها ليست وليدة شخصيتهم. إنها نشوة الأبدية التي تسكن أرواحهم والمتأتية من سلام أقاموه مع الله فانغرسوا فيه انغراس الجدول في الأرض، لا تحرك سطحه أعاصير لأنه في العمق محمي ومغمور في باطن صلب منذ قيام الدهور. أولئك الذين يدهشونك بصفائهم الدائم وفرحهم الصادق أيا تكن الأحوال هم أيضا بشر عاديون، في حياتهم أعباء وعليهم مسؤوليات. الحالة العامة التي تحرك الآخرين ارتباكاً قد يصل حد الضياع، يفترض أن تحركهم أيضا. وهم معرضون بالمقدار نفسه للهزات المادية والمعنوية، مشرّعون كغيرهم لأهواء الدنيا ومزاج الأيام. ولكنهم مختلفين كل الاختلاف من حيث اختيارهم ان ينزرعوا في كلمة الله التي أثمرت فيهم وعد المسيح " سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" لقد استثمروا في ذلك الوعد الأمين فثبت سلامهم. القوا عنهم همّ اليوم، ويلقون عنهم همّ الغد مستبدلين قلق العالم بسلام المسيح الأكيد الذي أعطاهم لأنهم وثقوا في وعده. وهو قادر أن يعطي كل من يسأل. وهو يعطي " بسخاء ولا يعير" يعقوب 1 : 5 ولكن علينا أن نطلب بإيمان غير مرتابين البتة "... لان المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه. فلا يظن ذلك الإنسان انه ينال شيئاً من عند الرب". يعقوب 1 : 6-7

وعَدنا المسيح ، وعَد كل من يأتي إليه " لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم" يوحنا 14 : 18 ووعَدنا أيضا أن المعزي، الروح القدس الذي سيرسله الله الآب باسم الابن " فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" يوحنا 14 : 26 فلنسمح للروح القدس أن يسكن فينا كي يذكرنا بكلام المسيح ومواعيده فلا ننساها. لأن من يحفظ كلام الرب يسوع يثبت في محبته ويكمل فرحه. "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي واثبت في محبته. كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" يوحنا 15 : 10 عندما يثبت فرحنا في المسيح فهو يتخطى السعادة المحكومة بالأشياء والناس والظروف ليصبح سلاماً في النفس لا يتزعزع لأنه مبني على وعود المسيح الذي قال: " السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" متى 24 : 35
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

الخادم النارى (قداسة البابا شنودة الثالث)

الإنسان العادي قد يركز كل اهتمامه في خلاص نفسه. أما الإنسان الروحي الذي ألتهب قلبه بالنار المقدسة، فإنه يهتم بخلاص كل من يدفعه الله إلى طريقه.
يلتهب قلبه بمحبة الله وملكوته، وعندما يصلي قائلا: " ليأت ملكوتك " إنما يقولها من كل قلبه وعمق مشاعره، ولا يصلي فقط من اجل الملكوت، وإنما يعمل أيضا بكل جهده من اجل هذا الغرض الروحي المسيطر عليه، ويبدأ في أن يعطي للخدمة كل وقت فراغه. ثم تتدرج به حرارته في الخدمة نحو التكريس. إنه في حرارته الروحية يريد أن يعطي الله كل وقته وكل عمره، متأكدا في أعماقه أن كل وقت يقضيه خارج الخدمة يحسب بلا شك ومن أجل ألتهاب قلبه نحو خلاص الناس، يفضلهم علي نفسه قائلا مع القديس بولس الرسول: " إن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح، لأجل اخوتي انسبائي حسب الجسد " . يهتم أولا بمن يريد التوبة ثم يهتم بمن لا يريد. بكل حماس روحي يتعامل مع الحالات التي تصل من الخاطئين لكي يقودهم إلى الإيمان والي التوبة، ثم يتدرج إلى البحث عن الضالين الذين لا يهتمون بأنفسهم، والذين لا يهتم بهم أحد، يجول باحثا عن النفوس الضالة بكل تعب وجهد وبكل حرارة وحب.

قداسة البابا شنوده الثالث

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

التوبة (بعد اقوال الاباء عن التوبة)

التوبة هي رسالة المسيحية فنجد يوحنا المعمدان الذي هيأ الطريق أمام السيد المسيح دعا الناس إلى التوبة ++ إن يوحنا يعمد في البرية و يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا ++ (مرقس4:1) كما أن الرب يسوع كرز بإنجيل التوبة وهكذا أوصى تلاميذه بأن ينادوا بين الناس ++ توبوا لأنه أقترب ملكوت السموات ++ (متى 2:3) ، (مرقس17:4) .
كلمة ميطانية :: :: :: هي كلمة يونانية وتعني التوبة .
التوبة سر مقدس ينال به المؤمن مغفرة خطاياه متى تاب وإعترف بذنبه إعترافاً كاملاً . وهذا يدل على رحمة الرب يسوع حيث جعل التوبة تمحي كل خطية ونحيا حياة جديدة بدلاً من الموت بالخطية .
فمن المعروف أن الإنسان معرض للخطأ حتى بعد العماد نظراً للحرية التي أعطاها الله للإنسان :: فالإنسان مخير لفعل الخير أو الشر ، ولميول الجسد نحو العلمانيات وشهوات الجسد ورغباته . لذلك يقول بولس الرسول :ـ
++ لكني أرى ناموساً أخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي . ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟! ++ ( رو23:7-24)
ولما كانت خطايا الإنسان جميعها تغفر بالمعمودية ،ولكن قلما وندر استمرار الإنسان بعد العماد دون خطية لذلك رتبت عناية الله هذا السر العظيم :: سر التوبة :: لكي يتوب الإنسان وينال المغفرة متى إعترف بخطاياه .
فقد ظهرت ممارسة الإعتراف في الكتاب المقدس ما بين عهديه القديم والجديد كما تبع ذلك كتابات المنقولة أيام العهد القديم والتي يطلق عليها إسم :: التلمود :: والكتابات المنقولة خلال العهد الجديد والتي أيضاً يطلق عليها إسم :: التقليد ::
هذا عوضاً عن أقوال الآباء .

بعض من أمثلة على التوبة في العهد القديم
دعوة الله إلى الإعتراف بسؤال أدم ++ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها ++ ( سفر التكوين 11:3)
ومن أقوال صاحب الأمثال ++ من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم ++ (سفر الأمثال13:28)
وفي سفر حزقيال ++ إن الله يعطي فرصة لكل أحد لأنه لا يشاء موت الخاطئ بل أن يرجع ويحيا ++ (حزقيال 23:18-32)
++ قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيله خامدة لا يطفئ إلى الأمان يخرج الحق ++ (إشعياء 3:42)
++ لا تؤخر التوبة إلى الرب ولا تتباطأ من يوم إلى يوم ++
(سيراخ 8:5)

بعض من أمثلة التوبة في العهد الجديد
++ يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون للتوبة ++ (لوقا7:15)
شهادة لوقا البشير في سفر أعمال الرسل ++ وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم ++ ( أعمال الرسال 18:19)
حيث أنهم يأتون للرسل معترفين بخطياهم
وفي إعتراف الإبن الضال يؤكد معنى الإعتراف إذ قال ++ أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي قد أخطأت إلى السماء وقدامك .. .. .. .. ++ (لوقا 18:15)
قول يعقوب الرسول ++ أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فأعترفوا بعضكم لبعض بالزلات ++ (يعقوب14:5-16)

بعض أقوال الآباء عن التوبة
:: فلا يخجل الخاطئ من أن يبين خطيته لكاهن الرب ويستمد العلاج بحسب قوله :: القديس ترتليانوس
:: قد جمع الآباء القديسون كل نشاط الراهب في كلمة واحدة "حياة البكاء" ::
نيلوس السينائي
:: خذوا خادم الكنيسة شريكاً أميناً لكم في أحزانكم وأباً روحياً وأكشفوا له أسراركم بجسارة أعظم وأكشفوا له أسرار نفوسكم فتنالوا الشفاء ::
القديس غريغوريوس النيسي
:: التوبة تقلع الشجرة التي أثمارها سم الموت وتغرس شجرة الحياة بفردوسها ::
مار إفرايم السرياني
:: كما أن المعتمد من الكاهن يستنير بنعمة الروح القدس هكذا من يعترف بخطاياه بواسطة الكاهن يحظى بالغفران ونعمة المسيح ::
القديس أثناسيوس الرسول
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

أقـــــوال الآبـــــــاء

مــن أقـــــوال الآبـــــــاء

+ لا تصم بالخبز و الملح , وأنت تأكل لحم الناس بالدينونة و المذمة ... لا تقل أنا صائم صوماً نظيفا و أنت متسخ بكل الذنوب ...

+ لا تدين الزاني أيها العفيف .. لأنك مثله قد خالفت الناموس ... لأن الذي قال لا تزني قال أيضا لا تدين ...

+ رأس الحكمة هو ذلك الوقت الذي فيه تلوم نفسك وحدك ...

+ ليس جهاد أعظم من أن تصلي دائما لله ... لأن الإنسان كلما أراد أن يصلي كل حين ... حاولت الشياطين منعه لأنهم يعلمون أنه لا يبطل قوتهم شئ سوي الصلاة ...

+ حب المساكين ... لتخلص بسببهم في وقت الشدة ...

+ من يهتم بجسده بأكل و شرب ... فهو يقيم عليه الحرب ويقاتل نفسه بنفسه ...

+ ساعة الموت مرهوبة و هي تأتي علي الإنسان مثل الفخ. حينئذ يلحق النفس ندم عظيم وتقول كيف جازت أيامي و أنا مشغولة بالأعمال الفارغة التي لا منفعة لها ...

+ يا ابني اهرب من مجد الناس ... لقد طلبت حواء مجد الألوهية فتعرت من المجد الإنساني ... كذلك كل من يلتمس مجد الناس يحرم من مجد الله.

+ إذا فقدت كل شئ و بقيت ثقتك في الله. فأنت لم تفقد شيئا ...

+ علامة التوبة الصحيحة. أنها في وسط الحزن و الندم ... تحمل في النفس سلاماً داخلياً.

+ كما أن الماء و النار متنافران هكذا إدانة الآخرين لا تتفق مع من يريد التوبة ...

+ إذا جعلت توكلك علي الله فهو يخلصك من جميع شدائدك ...

+ لا تحتقر أحدا و لا تدينه و لو رأيته ساقطاً في الخطية.

+ لا تكن دياناً لأخيك لكي تؤهل أنت للمغفرة لأنك إن أدنته قد تفقد مغفرة خطاياك أنت ...

+ إتضع في كل شئ. و أن كنت تعرف كل الحكمة فإجعل كلامك آخر الكل لأنك بذلك تكمل كل شئ.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

كلمة احيانا كتير بنهرب منها

كلمة احيانا كتير بنهرب منها

كلمة بنهرب منها ...عارفنها وحفظنها
كلمة بنهرب منها
عارفنها وحفظنها
زهقنا من كتر مبنسمعها
ممكن نكو ن بنعملها
وممكن نكون زهقنا من كتر ما بنعملها
الصلاةكلمة اول مبنشوفها فى رساله اوبنسمعها كتير اوى بنهرب منها
هو كان عارف اللى هيحصل علشان كده قالنا
صلوا كل حين ولا تملوا
كان عارف اننا هنزهق من الصلاة
او نقرا كلمتين من الاجبية ونجرى ونقول صلينا
احنا فى عالم السرعة كل امورنا عاوزنها بسرعه
وجايز نكون مش قادرين نقعد قدام ربنا لاننااصلا هاربنين من نفسنا
وجايز نكون مكسوفين منه لاننا مبنفتكرهوش غير وقت الزنقة
وجايز نكون زعلانين منه لاننا طلبنا حجات ومخدنهاش
وجايز نكون اخدنا وعود من زمان ومحصلش بيها اى تغير لكن بتسوء الامور
خدعه كبيرة انك تزهق تمل وتهرب من الصلاة او تخدع نفسك بوهم الصلاة بقرا كل صلوات الاجبية
وانت اساسا مبتتكلمش معاه
مفيش احسن منه صدقنى تتكلم معاه
تتفتح عليه
تترمى بين ايديه
زى مانت متحسبهاش
متملهاش
هتقول معنديش خلاص بقى كلام
قولوه خلاص سكت الكلام عجز اللسان ومبقيش عند اى كلام
عاوز اعرفك عاوز اصليلك بس انا مجروح مكسور خاطى هربان
فاقد القدرة على الكلام ومش شايف غير الظلام يعنى تقدرتحسبنى من العميان
ميت ولكن ماشى وسط الاحياء
اقعد بس قدامه اتخانق فيه عاتبه
اسكت وقوله مش عارف تتكلم
قوله انا زهقان من قبل متكلم
وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 4: 7)
ادخل حتى وافتكر حاجه واحده اشكروه عليها وامشى
حاجه واحده تكون بتحبها ويكون مدهالك
بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ" (سفر المزامير 103: 2)
قوله يارب اسمعنى قولها له دلوقتى بكلمات فى سرك
عِنْدَ دُعَائِيَ اسْتَجِبْ لِي يَا إِلهَ بِرِّي. فِي الضِّيقِ رَحَّبْتَ لِي. تَرَاءَفْ عَلَيَّ وَاسْمَعْ صَلاَتِي" (سفر المزامير 4: 2
عاتبه قوله زعلان منك لانك ناسينى
الى
مَتَى يَا رَبُّتَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ؟ إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟" (سفرالمزامير 13: 1)
يارب يسوع بشكرك لانك قابلنى وبتسمعنى زى ما انا
اقبلنى رغم نجاستى
بص انا معنديش كلام يارب اقوله لك
لكن هقولك انا جى بصلي لك ليه مش عارف
جايز خايف منك
جايز محتاج حاجه منك
وجايز لانى معرفش غيرك
وجايز لانك اكتر من نفسى عارفنى
وجايز لانى عندى شك انك ممكن فعلا تكون بتحبنى
بص يارب
علمنى
ارشدنى
اشفينى
طهرنى
خد قلبى وادينى واحد غيره من عندك
مصدق انك حى
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

( ذكريات مريض) أحد الاستعداد:

( ذكريات مريض) أحد الاستعداد:
______________________________________
ربي ومخلص نفسي يسوع المسيح

اقف أمامك اليوم وفى بداية أيام الصيام وفى الاحد الاول من الصيام والذى يُسميه الاباء أحد الاستعداد و أحد الكنوز !!

الحقيقة أقف وأنا مخذول جدا منكس الرأس وغير قادر أن ارفع عيني فى عينك ,أشعر بغاية الحزن والخيزى , انت الذى كنت أسعي مسرعا كلما سمعت نداء روحك لي لكى اتطلع الى وجهك واتفرس فى جمال عينيك وكانت هذه هى قمة سعادتى وفرح نفسي أن تلتقي عيني فى عينك ويتوقف الزمن واتمني أن ينتهى عند هذه اللحظة , ولكن اليوم لا أجسر أن أرفع نظرى الى فوق واهرب من النظر الى عينيك !!

فاليوم تنادى الكنيسة ببداية الصوم المقدس وبداية الصوم بالاستعداد ولكن اقف أمامك فى منتهى الحزن وفلبى مكسور ونفسى مخزية جدا وفى داخلي شعور بالضعف وعدم الاستحقاق يفوق مشاعر أكثر العشارين خطية :

واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء.بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ. لو 18 : 13

لان نفسي يارب جامحه وليس فيها أى استعداد هذا هو نداء الكنيسة بالاستعداد والاستعداد هذا هو للقاء العريس .
أما نفسي يارب غير مستعده ابدا واتعجب بالحق لانك انت قد اكملت كل شيئ عنى وفى داخلي

فلقد غيرت من طبيعتي العتيقة والتى كانت ضددك الى طبيعة جديدة تشتهي حبك وتتمني الشعور الدائم بك والمسرة فى حضورك ولقد أختبرت بالفعل طبيعة هذة الخليقة الجديدة التى وُلدت منك فى المعمودية ولانها ولدت منك فهى تشتاق دائما اليك ولا ترتاح الا فيك

وهذه الحقيقة يارب اختبرتها نفسي وهذا الاختبار شاهد علي و على نفسي ! فأعظم سعادة تذوقتها نفسي هى فى حضورك واعظم فرح تمكن من قلبي هو فى رؤيتك والشخوص فى وجهك الكريم ,واعظم تهليل غمر كل كيانى هو فى تسبيحك عندما كانت اوتار قلبي تعزف بحبك أعظم الالحان وبنغمات ليس لها مثيل على الارض لانها معزوفة بيد أعظم فنان فى الوجود والذى ابدع هذا الكون وهو روحك القدوس !

فهل تستطيع نفسي ان تنسى الليالي التى كان يعزف بها الروح على اوتار قلبى نشيد الحب والفرح وتنسكب نفسي تحت أقدامك بحرارة تكسب جو الليل البارد كله بالدفء حتى شعر بدفئ قلبي كل ما هم مُحيطين بي واصابهم التعجب والذهول !

هذا هو فعل المعمودية وما كان ممكن ابدا أن اشعر بأى شيئ من هذا بدون فعل المعمودية الذى غيرت طبيعتي من طبيعة فاسدة تفرح بالعالم وتقبت فى شهوات العالم الى طبيعة جديدة متجددة على الدوام تقبت فيك وتهرب من الفساد الذى فى العالم .

فقوة فعل المعمودية الذى استقر فى الطبيعة الجديدة هو فعل تغير متجدد وبشكل دائم لا ينتهى ولا يُقهر ابدا فعل لا يضعف مع الزمن او يتغير بالزمن لا تعلو عليه الخطية او أى عمل من أعمال الخطية مهما بدى قوة وظلام الخطية فقوة فعل المعمودية ينتصر فى النهاية ويرفع النفس دائما فوق أثر عمل الخطية وبقوة عجيبة جدا كقوة عمل النور فى تبديد الظلمة


فقوة عمل المعمودية التى أصلها من موتك يارب على الصليب وقيامتك عمل وفعل جبار أودعته فى الانسان الجديدة وتضُمر جمر قوته فعل الاشترك فى جسدك ودمك فهى قوة توبة مستمرة على مر الايام تزداد ولا تقل مع الزمن لا تشيخ أبداً كما يشيخ الجسد بل على العكس فقوة فعل المعمودية والتى تظهر على المستوى العملي فى كيان الانسان بصورة توبة مستمرة وشعور بالرغبة الشديدة فى الخروج من العالم ومن سلطان شهوات الجسد ومن اى عبودية تأثر القلب وتحجمه فى الانطلاق فى حب المسيح

فهى تنمو اكثر فأكثر يوم بعد يوم طالما أفسح لها الانسان مجال للعمل والانطلاق وحتى اذا وقف الانسان ضدد هذه القوة وعرقل عملها بالانحياز المستمر للجسد وطمع الجسد تُرجمت هذه القوة فى الانسان الى حزن وعدم ارتياح وشعور بالضيق وشعور بالضياع لا ينتهى او يتوقف حتى يجعل الانسان يعود ويطلب من قلبه الحبيب !

هذا عن شيئ بسيط مما عملته داخل نفسي وعن ما تم الكشف عنه لنا حسب ما تستطيع طبيعتنا أن تحتمل وما خفي عنا وما لا تطيق طبيعتنا أن تحتمله أعظم جداً !!!!!

فهذا هو الانسان الجديد وهذا هو لباس العرس الذى زينتنى به حتى لا أُطرد خارجاُ

فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ.
فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ مت 22 : 11 _ 12


هل هناك استعداد صنعه المسيح فى نفسي أعظم من هذا ؟ ورغم ذلك يارب اقف وكأنى عريان وليس علي لباس العروس التى تشتهى الملائكة ان تنظر اليه وتفرح به وان لا ادرى بقيمته وعظمته !

فهو ثوب روحى عظيم منسوج بيد الله نفسه وخيوطه من طبيعة المسيح المتجسد ومتداخله ومنسوجة مع الروح القدس نفسه انها عجب من عجب ولكنها تحتاج الى العين الروحية لكى تنظره وتعرف قيمته الغالية جداً

اه ياربى يسوع هذا شيئ من الاستعداد الذى صنعته فى داخلي واليوم أنا اقف أمامك وفى اسبوع الاستعداد بمشاعر فاترة وبعدم حرارة مخزى الوجة وغير قادر أن ارفع عيني الى عينك لان قلبي بارد عن المحبة وقد تناسيتها وأغفلتها عن كل أعمالك القوية والحقيقية التى صنعتها فى داخلي وداخلي هو أول من يشهد على وعلي عملك

ولكن أتضرع الى روحك القدوس أن يسند نفسي ويطهرها ويبث فيها نورك وحرارة محبتك لكى يكشف لي سبب هذا البرود وعدم الاستعداد للقائك فماذا تقول لنفسي يا مخلصى .؟
ها هى نفسي اطرحها امامك كما هى بجمودها وبرودتها بخزيها وعارها فهى فى النهاية لك مهما حدث فحتى وان كانت غير مستعده او حتى كانت لا تُريد ان تسمع فسوف اجرها واضعها امامك فنفسي مريضه وانت الطبيب الوحيد الذى يعرف سر مرضها
أنظر يا يسوع هذه هى نفسى التى انت تعرفها من زمان طويل وانت الذى سبق وطردت منها الشيطان عندما كان متملك على كل كيانها
هذه هى نفسي يا يسوع الذى قد تقابلت معها عند الضيعة التى وهبها يعقوب ليوسف ابنه فى مدينة سوخار التى فى السامرة هل تتذكرها يارب ؟

عند البئر بئر يعقوب تذكرنى من فضلك يوم كنت مسافر وكانت الساعة بالضبط السادسة بتوقيتنا اى الساعة الثانية عشر ! وتعبت من السفر لما كنت جالس فوق البئر وطلبت منى ماء لتشرب؟

فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ.
. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ يو 4 : 5 _ 6


هذه هى نفسى يا يسوع أظن انك تتذكرها كويس الان وقد حررتها فعلا من جميع قيود الدنس والشر التى كانت تلتف حولها واعطيتها القوة ان تكسر حتى جرتها التى كانت تختزن فيها جميع اساليب الدنس والخطية فقوة شفائك التى اخذتها نفسى منك فى هذا اليوم وفى هذا اللقاء عند البئر شفاء رهيب بالحق يارب عشت عليه زمن طويل بالفرح وتذوقت فى نفسي وفى روحي بل فى جميع خلايا جسدى قداستك الحقيقية

ايضا هذه هى نفسي التى صرخت نحوك عندما كنت بنواحى صور وصيداء هل تذكر هذا اليوم العجيب عندما صرخت اليك من كل كيانى وتذللت جدا تحت قدميك أظن انك تتذكر هذا اليوم يارب جدا لانه وان كنت وانا الانسان التافه اتذكر هذه اليوم وكانه الان فكم عنك وانت الاله العظيم كيف تنسي وانت صاحب اعظم مشاعر فياضه وغنية !
عندما انسحقت الى التراب ودموعى قد بللت الارض امامك ومن شدة الشعور بالدنس والخطية صرخت :

وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي(نفسي) مَجْنُونَةٌ جِدًّا».مت 15 : 22

حقا كانت نفسي مجنونة جدا بالشهوة ودنس الجسد وصرخت لك ان تشفيها وانا كنت قد سمعت عنك انك تشفي اى شخص يسألك الشفاء بل وسمعت من تلاميذك ان علامة ماسيتك هو شفاء المرضى والمحتاجين ولهذه انتظرتك عند حدود مدينتنا المشهورة بالزنا وانتهزت فرصة مرورك بالقرب من مدينتنا السيئة السمعة وطرحت نفسى المجنونة امامك واخذت اطلب منك الشفاء والعجيب وجدت منك رد فعل له العجب
فسمعت عكس ما يقولوا انك تشفي حتى بدون طلب !

فلقد سمعت منك قول كشف عن سيرتنا كلها فى الدنس والزنا بل ووصفتنى بما استحق فقولت لي :
لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب مت 15 : 26

ولانى هكذا بالفعل لم اغضب ابدا فأنت كنت تشعر بي تماما لان ما قلته يارب كان هو شعورى بنفسي بالحقيقة وكأنك كنت تُريد ان يعرف كل الناس الموجودين بما يدور فى نفسى ولهذا وجدتنى ارد عليك بمنتهى البساطة قائلا:

نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!».مت 15 : 27

اه يا مخلصي انت تتذكر هذا اليوم والذى اعيش عليه فعلا حتى الان بل هو باب الرجاء الذى انفتح فى قلبي والى الابد ,فما اخذته منك فى هذا اليوم هو الذى يعطينى رجاء فيك مستمر ولن ينتهى الى الابد فلقد رسمت لقلبي مستقبلى الابدى فأن لا ارجو منك أكثر من نصيب الكلاب فقط

هذا منتهى املي ورجائى يا يسوع أن أخذ ما تأخذه الكلاب الفتات فتات الحياة الابدية واعيش منذ هذا اليوم بهذا الرجاء وهذا الامل أنه حتى الكلاب مثلي لهم نصيب فى ملكوت السموات

اه يالسعادتى منذ هذا اليوم لانى كنت فاقد الرجاء لانى كلب مستحيل يكون له نصيب معك ومع اولادك القديسين ولكن انت فجرت فى داخلى رجاء وامل غير متوقع عندما وقعت وقبلت بنفسك ان يكون للكلاب نصيب الفتات ومنذ هذا اليوم ونفسي تعيش بهذا الرجاء نصيب الفتات الذى من حق الكلاب

هل تذكرت نفسى الان يارب او تريد ان افكرك بمزيد من الذكريات التى ليس لها نهاية .
نفسى التى كانت ضاله ترعي مع الخنازير وانت افتقتها بمحبتة الاب وادخلتها فى حضن ابيك مكانك انت ايها الوحيد للاب القدوس

نفسى التى كانت مشلولة وتجلس على باب الضان عند بركة حسد وقد فقدت المل فى الشفاء بعد ان تمكن منى المرض حتى الكمال ولكنك انت الذى اتى الى نفسى وامرتنى قائلاً:
قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». يو 5 : 8

هل تذكرت نفسى الان يا يسوع هذه هى هى اليوم بعد كل ما صنعت بها تقف وقلبها ليس به اى استعداد ربما لانك امرت بقوة قائلا:

مت-6-19: لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض، حيث يفسدها السوس والصدأ، وينقب عنها اللصوص ويسرقون.
مت-6-20: بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسدها سوس ولا ينقب عنها لصوص ولا يسرقون.
مت-6-21: فحيث يكون كنزك، هناك أيضا يكون قلبك !


ايوة يارب ولكن نفسى سعت خلف الكنوز على الارض وتناست ان كل ما تكنزة نفسى لابد ان يطوله الفساد لامحالة اه هذه هى الحقيقة يارب لقد وضعت قلبى على الارض حيث يوجد كنز قلبى ولهذا اعود واصرخ حررنى يا يسوع من جديد من فضلك وانقل قلبي الى السماء من فضلك يامن صنعت معى كل هذا الكم من المعجزات لا تتركنى ارجوك بل عد وحررنى ثانياً من كنوز الارض وانقل قلبي الى الكنز السمائى وهو شخصك الالهي

وايضا اسمع صوتك يخترق قلبي ونفسى ويكشف ظلام نفسى العجيب بقولك:

مت-6-22: العين مصباح الجسد. فإن كانت عينك سليمة، يكون جسدك كله منورا.
مت-6-23: وإن كانت عينك سيئة، يكون جسدك كله مظلما. فإذا كان النور الذي فيك ظلاما، فما أشد الظلام!


اه هذا هو اعظم داء ومرض فى نفسي العمر كله عيني يارب الشريرة التى تشتهى دائما كل الشرور ولا تشبع او تعتبر!!!
معك كل الحق يا يسوع فأنا مستحق الموت والدينونة لانى دائما ً اشتهى بعينى واترك لها العنان لترى وتتلذذ بدون اى قيود اه يا مخلصى انت كشفت الداء لعل نفسي تفيق الان

سراج الجسد هو العين وانا عيني شريرة جدا يارب تشتهى طول اليوم الشرور ربما يرتاح ضمري لانى لا افعل الشر بالفعل او الجسد بينما طول النهار ازنى بعينى دون ان ادرى واسمع صوت الروح الان يقول اذا كان النور الذى في عينى قد صار ظلام انت وضعت النور فى عينى عندما طهرتها وقدستها بيدك ولكن ان بجهلي قد طمست النور الذى فيها فصار كل جسدى مظلم انت لا ترضى ابدا يارب بهذا ولا نفسى ترضى بهذا

انت ها هنا والنور هو طبيعتك وطبيعتى قد اتحدت بك فارجوك انظر كيف تشفى عينى هذه كيف تُقنع نفسى ان ترفض الظلمة وتقبل نورك فيها انت عندك الطرق وانت تستطيع ان تُحث نفسى وقلبى ان يجرى خلفك ويطيع صوتك ويقبل النور نفسى الضعيفة هى السامرية وهى الكنعنانية وهى الابن الضال والمولود أعمى والمفلوج والابرص والمجنون ساكن القبور والمشلول الذى دُلي من السقف وليعازر الذى مات وانتن كل هؤلاء هى نفسى وتحتاج الى شفائك والصيام المقدس هو رحلة الشفاء التى تنتهى بموت جميع امراضى وتسمير جميع اوجاعى على الصليب لكى اقوم معك فى فجر قيامتك انسان جديد مؤهل أن يسكن السماء بكل فرح وتهليل امين

كل سنة وانتم طيبين
الاحد 7 أمشير 1727 ش \\ 14 فبراير 2010 م


سام مينان
__________________
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Saturday, February 13, 2010

أقوال عن الإتضاع



حث على الاتضاع

قال الانبا أنطونيوس
أحب الاتضاع فهو يغطى جميع الخطايا
ان نسينا خطايانا يذكرها لنا الله ، وان ذكرنا خطايانا لا يذكرها الله لنا.

قال الانبا برصنوفيوس
اقتن الاتضاع فإنه يكسر جميع فخاخ العدو

قال الانبا اشعياء
أحب الاتضاع فهو يحفظك من الخطية

قال الانبا باخوميوس
اسلك طريق الاتضاع لان الله لا يرد المتواضع خائباً لكنه يسقط المتكبر وتكون
سقطته شنيعه.
احذر من تكبر القلب لانه اشنع الرذائل كلها.
كن متوضعاً لتكون فرحان لان لفرح يتمشى مع الاتضاع. كن متضعاً ليحرسك الرب
ويقويك. فإنه يقول انه ينظر الى المتواضعين كن وضيعاً لكى يملأك الرب حكمة
ومعرفة وفهماً. لأنه مكتوب أنه يهدى الودعاء بالحكم ويعلم المتواضعين طرقه.

وقال الشيخ الروحانى
تسربل ياأخى بالتواضع فى كل وقت لانه يلبس نفسك المسيح معطيه.

قال ماراسحق
حب الاتضاع فى كل تدابيرك لتخلص من الفخاخ التى لا تدرك الموجودة فى كل حين
خارج السبل التى يسلك فيها المتضعون

قال القديس مقاريوس الكبير
الصوم بدون صلاة واتضاع يشبه نسراً مكسور الجناحين

قال القديس اغسطينوس
اتضع فى الهك المتضع لكيما ترتفع فى الهك الممجد.

قال مارافرام
كما ان الجسد يحتاج الى ثوب سوء كان الجو دافئاً او بارداً كذلك النفس على
الدوام تحتاج الى رداء الاتضاع.


حياة التواضع والوداعة
لقداسة البابا المعظم
الانبا شنودة الثالث
__________________

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Wednesday, February 10, 2010

مامعنى ميطانيا وماعلاقتها بالاصوام خاصة الصوم الكبير ؟

مامعنى ميطانيا وماعلاقتها بالاصوام خاصة الصوم الكبير ؟


كلمة ميطانيا معناها توبة أو تغيير فكر (يونانية الأصل)، وهي من الممارسات الروحية الضرورية التي لا يستغنى عنها الروحيون خاصة أثناء الصوم الكبير.

ولكن علينا أن نمارسها بروح الصلاة الخشوعية بسجود قلب،حتى نشعر بالحركة الروحية المصاحبة لها تسري في قلوبنا.. ويجب أن تكون كاملة وصحيحة:

1. تكون اليدان مقفلتان وتلمسان الأرض أولاً؛لأننا لم ولن نأخذ شيئاً من الأرض.

2. تنحني الركب أمام الرب وهو تقليد كنسي مأخوذ عن المزامير كما قال القديس جيروم.

3. تلمس الجبهة الأرض بترابها الذي أُخذنا منه،وهو تعبير عن الانسحاق في التوبة.

4. يجب أن نصلي صلاة قصيرة مثل: "ارحمني يا رب يسوع أنا الخاطئ" ونحن سجود.

5. ننهض دفعة واحدة قائلين مع معلمنا ميخا النبي:
"لاتشمتي بي يا عدوتي لأني إن سقطت أقوم"(مي8:7) {كل مرة نسجد فيها إلى الأرض نشير إلى كيف أحدرتنا الخطية إلى الأرض، وحينما نقوم منتصبين نعترف بنعمة الله ورحمته التي رفعتنا من الأرض وجعلت لنا نصيباً في السماء} (ق.باسيليوس الكبير)،وهنا يجب أن نسبح الله على هذه النعمة أنه لم يتركنا في عمق الخطية بل أقامنا منها.

بالميطانيا نرجع عن الأفكار التي صُورت من العقل،أو مازالت عالقة به ولا توافق مشيئة الله؛فنقلع عنها ونتحرر من سلطانها،وبالتكرار دون انشغال بالعدد يتأمل القلب، وتستنير الحواس،وتخشع النفس،وتهدأ الغرائز،وتبطل مشاغبات الجسد،وتنطفئ حرارته،ويخمد الإنسان العتيق.

الميطانيات تساعدنا على التخلص من السهوات والخطايا المستترة(مز12:19)،والتدقيق في حياتنا الروحية،وهذا يمتد مفعوله إلى ضبط الفكر من التجول فيما لا يبني ويقطع مشيئة الذات، ويميت سرحان الخيال، ويقدس النظر الباطن.

وكما قال القديس مار اسحق: "مَنْ عرف قوتها صارت صديقة صلاته إذ يتشبه المصلي بالسمائيين، ويدرك بالنعمة حلاوة الحب الإلهي؛ فيحيا بحسب مشيئة الله".

+ وأخيراً يا أخوتى يجب علينا أن نسجد بالروح والحق (يو23:4) لئلا يتحول العمل إلى مجرد روتين أو فرض.. مارس العمل الروحي بفرح وليس عن عقاب وكلما أكثرت من السجود للثالوث القدوس بحرارة مُقَّبلاً الصليب تزداد نعمة وقوة ورهبة روحية وتكون صلواتك مقبولة أمام الله كما قال الآباء. لكن يجب أن تكون هذه الميطانيات مدموغة بنصيحة أب الاعتراف حتى تكون تحت إرشاد لئلا تسقط كأوراق الشجر في الخريف وحتى ندرك قوة عمل الله معنا إذا أطعنا التدبير بتسليم. فيما لا يبني ويقطع مشيئة الذات، ويميت سرحان الخيال، ويقدس النظر الباطن.وكما قال القديس مار اسحق: "مَنْ عرف قوتها صارت صديقة صلاته، إذ يتشبه المصلي بالسمائيين، ويدرك بالنعمة حلاوة المجد الإلهي؛ فيحيا بحسب مشيئة الله
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Tuesday, January 5, 2010

هام : غياب "القِس/ أغسطينوس موريس"لأسباب غير مَعلومة




abona_augostinosكنيسة الملاك ميخائيل -بحى مصطفى كامل بالإسكندرية- تُخيم عليها أجواء من الحُزن والترقُب بعد "تَغيُب" أحد كهنتها لمُدة قاربت على الأسبوعين دون أسباب واضحة..



القس/ أغسطينوس موريس حليم
تاريخ الرسامة : 11 مارس 2000
تاريخ الميلاد : 26 يونيو 1964
الإسم قبل الرسامة : عماد موريس حليم
محل الميلاد : دمنهور
المؤهل : ليسانس حقوق
الرسامة بيد : قداسة البابا شنودة الثالث

القس/ أرسانيوس جرجس -كاهن بنفس الكنيسة- صَرح للأقباط الأحرار أن أخر لِقاء جمع الأباء الكهنة بالكنيسة بحضور القِس/ أغسطينوس موريس، كان بتاريخ الجمعة 25 ديسمبر 2009، وفى اللقاء آلمح القِس أوغسطينوس إلى وجود مُشكِلة مُعينة لَم يُفصِح عنها، وطلب صلوات الآباء الكهنة..
من جانبه اعتبر القِس كيرلس داود -الكاهن بالكنيسة- أنه لا يُمكن لأحد التكَهُن بمكان تواجد "أبونا أغسطينوس"، مؤكداً على ضرورة الصلاة فى هذه المَرحلة حتى تتضح الأمور، ويَطمئن الجميع أن "أبونا" بخير وفى آمان..
ياريت كلنا نصلى ونرفع قلوبنا لربنا
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Monday, January 4, 2010

هديتى فى عيد ميلادك

هديتى فى عيد ميلادك
جلوريا فتاة جميلة ومحبوبة من الجميع قررت لأول مرة في حياتها أن تحتفل بعيد ميلادها.. فماذا تفعل؟ .. أعدت الحفل وجهزت أشهى المأكولات التي يحبها أصدقاؤها .. وحرصت على أن تكون الحفلة على أكمل وجه.. ثم اتجهت إلى ... التليفون لتقدم دعوة لجميع أحبابها لحضور حفل عيد ميلادها.. وفي وقت الحفل .. حرص الأحباب أن يأتوا في الميعاد.. كان احتفالا رائعا.. لم تنسه أبدا جلوريا .. كل شخص جاء ومعه هدية جميلة وأنيقة .ليقدمها للفتاة الجميلة جلوريا . والابتسامة تعلو وجهه .. وبعد أن أطفأت جلوريا الشمع أكل الجميع وشبع وحان وقت الانصراف.. وتفاجأ جلوريا.. كل شخص يخرج ويأخذ الهدية التي أتى بها معه إلى الخارج.. تعترض جلوريا.. يا جماعة أليست هذه هي الهدايا خاصة بي.. فيقول الجميع.. أجل هي هدايا جئنا بها إليك لكي نقدمها لأنفسنا في عيد ميلادك.. ماذا قدمتم لي إذن .. تصرخ جلوريا معترضة.. ولكن يصر الحضور على موقفهم.. ويخرجون والهدايا في أيديهم!!!
معذرة أيها الصديق.. هل تصدق هذه القصة..وهل يمكن أن يحدث هذا على مستوى الواقع الذي نعيشه .... ولكني أستطيع أن أؤكد أنه يحدث كثيرا كيف؟؟؟ كل عام نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح.. فكيف نحتفل به؟ ألسنا نشتري لأنفسنا الأوعية والملبس والمشرب .. ونلبس أولادنا أفضل الثياب .. في عيد ميلاد المسيح نحن نكافئ أنفسنا على ميلاده.. ولكن هو أين هي هديته.. نحن نحتفل بميلاده.. وهو أعظم هدية بالنسبة لكل البشر.. لقد قدم لنا المسيح الكثير والكثير من عطايا ونعم وأمجاد.. حتى أنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد .. هذا فعله المسيح.. وأنت تقدم لنفسك ولأطفالك الهدايا عزيزي هل فكرت مرة أن تقدم للمسيح الهدية.. وما هي تلك الهدية التي تليق به؟
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook