ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Tuesday, February 16, 2010

الفرح والسلام



سلاماً اترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.

يوحنا 14 : 27

كانت تفصلنا مسافة شارع صغير وفصل طويل من الأمطار والثلوج لحظات انفراجه قليلة ولكني كنت اغافلها لاختفي بين حقول الزيتون والتقيه. كان هدوؤه الدائم هو سر انشدادي اليه. فأبعد ما تناله منه عاصفة هوجاء هو اهتزاز لا يتجاوز السطح. ذلك الجدول الصغير! ألانه صغير لاعمق له لا يسمح للريح أن تحركه ، ولا للتيارات أن تسكنه؟

حتى وان امتلأ بأكثر مما يمكن لجنباته أن تحتمل فهو لا يقذف ولا يرمي ويظل رقراقاً. في مساره ثبات يشبه القناعة، وفي سكونه سلام الواثق، وفي مجالسته عذوبة لا يمكن الا ان تلتف على كل ما فيك من ضجيج وتنعش فيك الاحساس بهناء العيش.

بعيدة كل البعد اليوم أنا عن الرغبة في مجالسة الذاكرة ولكن بعض الوجوه تعيد رسم ذلك الجدول في بالي وتشكيل أحاسيسي. في العينين إشراقة دائمة وكأن بعضاً من الشمس هناك يسكن وفي الوجه رصانة العارف المتيقن الذي لا يفاجئه انفعال. ومن كلامهم يتسلل سلام غامر يحاصرك ويدك بحزمه وعمقه كل ما فيك من قلق وخوف واضطراب. ليس لأنهم سطحيون لا تحركهم ريح وليس لأنهم ليسوا بذي عمق لا تعبرهم تيارات، ولكنهم كالجدول متجذرين في اعمق الأعماق. أولئك لا يأتون من عالم آخر همومه غير هموم وشجونه غير شجون. هم ليسوا سخفاء في عيشهم أو الزهد فضيلتهم، ولا هم منقطعون عن الدنيا وعدم المبالاة طبعهم. بل هم في غمرة هدوئهم قادرون على احتلال محيطك وإخضاع فورتك أيا تكن أسبابها. أقوى من الذكاء سطوة سلامهم عليك واعمق من الحكمة لأنها ليست وليدة شخصيتهم. إنها نشوة الأبدية التي تسكن أرواحهم والمتأتية من سلام أقاموه مع الله فانغرسوا فيه انغراس الجدول في الأرض، لا تحرك سطحه أعاصير لأنه في العمق محمي ومغمور في باطن صلب منذ قيام الدهور. أولئك الذين يدهشونك بصفائهم الدائم وفرحهم الصادق أيا تكن الأحوال هم أيضا بشر عاديون، في حياتهم أعباء وعليهم مسؤوليات. الحالة العامة التي تحرك الآخرين ارتباكاً قد يصل حد الضياع، يفترض أن تحركهم أيضا. وهم معرضون بالمقدار نفسه للهزات المادية والمعنوية، مشرّعون كغيرهم لأهواء الدنيا ومزاج الأيام. ولكنهم مختلفين كل الاختلاف من حيث اختيارهم ان ينزرعوا في كلمة الله التي أثمرت فيهم وعد المسيح " سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" لقد استثمروا في ذلك الوعد الأمين فثبت سلامهم. القوا عنهم همّ اليوم، ويلقون عنهم همّ الغد مستبدلين قلق العالم بسلام المسيح الأكيد الذي أعطاهم لأنهم وثقوا في وعده. وهو قادر أن يعطي كل من يسأل. وهو يعطي " بسخاء ولا يعير" يعقوب 1 : 5 ولكن علينا أن نطلب بإيمان غير مرتابين البتة "... لان المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه. فلا يظن ذلك الإنسان انه ينال شيئاً من عند الرب". يعقوب 1 : 6-7

وعَدنا المسيح ، وعَد كل من يأتي إليه " لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم" يوحنا 14 : 18 ووعَدنا أيضا أن المعزي، الروح القدس الذي سيرسله الله الآب باسم الابن " فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" يوحنا 14 : 26 فلنسمح للروح القدس أن يسكن فينا كي يذكرنا بكلام المسيح ومواعيده فلا ننساها. لأن من يحفظ كلام الرب يسوع يثبت في محبته ويكمل فرحه. "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي واثبت في محبته. كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" يوحنا 15 : 10 عندما يثبت فرحنا في المسيح فهو يتخطى السعادة المحكومة بالأشياء والناس والظروف ليصبح سلاماً في النفس لا يتزعزع لأنه مبني على وعود المسيح الذي قال: " السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" متى 24 : 35
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 comments:

Post a Comment

لا تقراء وترحل
اضف تعليقا