ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Saturday, April 10, 2010

الشهداء المعاصرون و السنكسار

حافظت كنيستنا على سيرة شهدائنا بوضع سيرتهم في السنكسار..لتكريمهم كتيجان مجد و قلائد بطولة لجهاد ُمظَفَّر,و كدَرْب مُوصِّل للمدينة التي لها الأساسات في الوطن السماوي الأفضل. و يُعتبر السنكسار دليلاً و كتالوجاً لمعالم رحلة تسير نحو الله و الملكوت السماوي.. و هو يحتوي على خريطة تحفظ جهادهم و انتصارهم حتى غلبتهم و عبورهم.
و إنْ كُنَّا بعد مذبحة عيد الميلاد في غاية الأسَى و الكَمَد بسبب القتل و الإبادة المتواصلة و ذلك الإستشهاد الجماعي, إلا أن الله يُنهضنا للتذكرة و يُنير أمامنا طريق الحياة و الخلود, و يجعل الرجاء يشرق فينا كمصباح منير في موضع مظلم,كي لا نقف عند البكاء و الحزن بل لنجتاز و نفهم, أن الآتي سيأتي و لن يبطئ,و هو وشيك أن يختم هذا الزمان و يُنهي مصارعة قوات الحجيم و الظلمة.
لقد عاصرنا في هذه السنين القليلة استشهاد شهداء كثيرين في التوفيقية و كفر دميان و القوصية و الكشح و الفكرية و العياط و سمالوط و ديروط والأسكندرية و الزيتون و نجع حمادي و سالت دماء غزيرة ة وعزيزة خَضَّبت كل أرجاء مصر لشهداء أبرار و بررة, لُكِموا و سُلِبوا و أُهْدِروا و نُهِبوا و قُتِلوا و عُذِّبوا, لا لسبب إلا لكونهم مسيحيين. تعمدوا بدمائهم و اصطبغوا بها لأجل الشهادة التي كانت عندهم, ثم ذهبوا إلى البيت الأبدي الغير مصنوع بيد.
و ورثوا ملكوتاً و عرشاً و قُدْساً و عُرْسًا لا يَفْنىَ و لا يضمحلُّ, فما أتْفَهُ الزمن عندما تقيس به أعمال الروح... وما أعظم أيقونات هؤلاء الشهداء اللابسين الثياب البيض اللامعة و في أيديهم الشبع و السرور و كل مشتهيات الأتقياء, بعد أن ذُبِحُوا بلا ذنب اقترفوه سِوىَ أنهم لا يدينون بما يدين به غيرهم.... See More
أليس من يُسْفَك دمُه من أجل الإعتراف العلني يستحق التقنين الكنسي كشهيد و كمعترف, فالتاريخ الكنسي يذكر أنه حتى الموعوظين قبل معموديتهم يُحْسَب لهم استشهادهم ما داموا قد نالوا (الصبغة) معمودية الدم....فكم بالحري هؤلاء الشهداء المؤمنون المعمدون المستنيرون.
إنني أذكر أن القمص غبريال عبد المتجلي تم تهشيم رأسه بالبلطة لرفضه النطق بالشهادتين, و عند استلام رفاته من المشرحة لم تكن له جمجة, و هناك شهداء آخرون قُطِعتْ ألسنتهم و طُعنوا في صدورهم لأنهم أصَرّوا على نفس الرفض.
لقد قال قداسة البابا شنودة الثالث عن شهداء نجع حمادي (أنهم شهداء بالحقيقة و أن دمهم يصرخ عند الله و أن الله اتخذ موقفاً لدمائهم البريئة) و ها عشرات الآلاف التي خرجت لتشهد لمذبحتهم و لأجل تكريمهم في كاليفورنيا و سياتل و نيويورك و ملبورن و سيدني و انجلترا و فرنسا و ألمانيا و اليونان و هولندا و قبرص و النمسا و في كل مدن العالم و كذلك وقفة الشموع المضيئة التي وقفتها الآلاف أمام المقر البابوي, إنما تساهم جميعها في الإجماع الشعبي بل و العالمي لتقنين هؤلاء الشهداء في سنكسار الكنيسة المقدسة خاصة بعد هذا الإجماع الموضِّح لليقين الخاص من قِبَل هذه الجموع حول استشهادهم.
فعلى المتخصصين في الأدب الإستشهادي و في أعمال التاريخ أن يحفظوا هذه السير في وديعة خزانة الكنيسة و ذاكرتها, لأن شهادة دمهم حفرت على جَبين الكنيسة المعاصرة لَحْناً حزيناً مجيداً صادقاً, و صار جزءاً حياً من تراث و واقع زماننا, و ستبقى سيرتهم مُخَلَّدة كما خُلِّدت أرواحهم, إذ بعد أن عاشوا الإستشهاد البطيء ( الطويل الأمد ) مع بني جنسهم بلغوا حتى سفك الدم بالرصاص و تمزقت أجسادهم.... فَمَوْهُوم كل من يظن أن أعمال النعمة في أزمنة الإستشهاد هي من أعمال الماضي فقط, لأن الله سيظل يتمم ما وعد به, و هو حي.... و وعده حق, وهو أمس و اليوم و إلى الابد.
وكما كتب الأولون من أمثال القديسين يوليوس الإقفهصي و يوحنا البرلسي و بطرس الجميل لسير الشهداء ينبغي أن تُدَوَّن سير هؤلاء المعاصرين ليستمر ذكرهم حتى تكتمل دورات التاريخ, فيُسَجَّل أنه في سنة 1727 ش و في عصر الخليفة محمد بن حسني والي مصر قد أطلَقَ يد الغوغاء و السفهاء و الرعاع لحرق و سلب و نهب و قتل الأقباط و تصفيتهم بالبطيء.... وقد سجل الأقباط و بطريركهم مَلْحَمَةً من الصمود و الثبات و التمسك بالوصايا الإلهية منقطع النظير.
إن الظهورات الروحية السابقة لهذه المذبحة كانت تعزية و ثباتاً و رسالة تقوية لما هو آتٍ, ولما هو عتيد أن يكون, حتى لا نرتاع إذ ليس المنتهى بعد, و حتى لا تُسرق أكاليلنا, بعد أن صار ذبحنا على الهوية أي بالأسماء التي نحملها, حقاً إننا نواجه قوات ظلامية, لكن ها هي غلبتنا و ذبيحة إيماننا.
القمص.أثناسيوس فهمي جورج.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

القيامة و التعييد معاً

القيامة و التعييد معاً
القمص أثناسيوس فهمي جورج فرحة القيامة و التعييد معاً.. شرقاً و غرباً , إنها نعمة كبيرة في سنة 2010 , أن يعيد كل المسيحيين في العالم, يعيدون القيامة معاً معاً معاً وسط كل الصعوبات و التحديات <قيامة الوحدة و وحدة القيامة>, (في المسيح سيحيا الجميع 1 كو17:15) لأن مسيحنا قام و صار باكورة الراقدين , قام الرأس ليقيم معه بقية الأعضاء. إيماننا ليس باطلاً,( لأني عالم بمن أيقنت, و موقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم2تي 12:1).
فقد أعلن قيامته ببراهين لا تُقاوم و أظهر القيامة بقيامته. فلنُمسك بقدميه و نسجد له جميعاً كي يقيمنا و كي يوحدنا و ينزع كل ألم و كل شدة , هو رئيس الحياة و رئيس الإيمان و مكمله و هو باكورة البدء ثم نحن الذين له عند مجيئه, و هو لن يترك نفوسنا في الجحيم و لا يدع قديسيه يروا فساداً... يوم أمس صُلبنا معه و اليوم نتمجد بقيامته المجيدة..لأنه أنعم لنا بالحياة الأبدية و بالرجاء الحي, و هو يقيمنا فنحيا أمامه (هوشع 1:6) غير مصدقين من الفرح(لو 36:24) تلك الرحمة الجزيلة التي للميراث الذي لا يَفنى و لا يتدنس و لا يضمحل, المحفوظ في السموات لأجلنا, بالزرع الذي لا يفنى... مستترين مع المسيح حتى متى أظهر المسيح حياتنا, نظهر نحن أيضاً معه في المجد " في معيته ".
الآن قام المسيح و تمجد و ارتفع , فلنوجه حنوطنا و أطيابنا و كل ما لنا إلى هناك, إلى فوق, نهتم بما فوق و نطلب ما فوق, لأننا بجلدته شُفينا و بنزوله إلى جحيمنا نزل ليس إلى الأرض فقط إلى ما تحت الأرض ليرفعنا و يصنع بنا عجباً. إن ليلة قيامته أكثر ضياء من النور و أكثر لمعاناً من الشمس و أكثر بياضاً من السحاب و أكثر بهاء من المصابيح , تطرد كل ضعف و موت و نتن و ظلمة و مخاوف... مرعبة للشياطين و لأتباع الشياطين.
فلنعش قيامتنا و نشهد لها و نتحد معاً, مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا... ( لمجاوبة لا لمحاربة ) بوداعة و خوف و ضمير صالح, حتى يخزى الذين يفترون علينا شراً,لأن هذه هي الخميرة الإنجيلية التي تخمر عجين البشرية كلها, و تشفيها من العدم و اللامعنى و الإنفلات و الكراهية والإرهاب و المخدرات و الضلال. فالكنيسة لم توجد لذاتها بل لخلاص العالم,و الروحانية الخصبة ليست منطوية بل عاملة في شهادة و حوار بين إعلان القيامة من ناحية و بين عالم شديد التعقيد من ناحية أخرى.
ينبغي علينا أن لا نستحي بإنجيل المسيح.. و أن نشهد لمسيحنا الحي, إننا أبناء القيامة, إنها شجاعة الوجود من أجل بنيان ملكوت الله و من أجل معالجة الإنهيار العصبي و الإخلاقي الذي استشرى في عالمنا. و ما نزول المسيح الظافر إلى الجحيم ( جحيم الإنسانية و جحيم كل واحد منا ) إلا لخلاصنا و لحياتنا و لشفائنا و لقيامتنا كلنا, فالجحيم الحقيقي هو غياب الله. في المسيح القائم تنقشع كل الغيوم و تتشدد كل الأيادي و تتقوى كل الضعفات و تستتر كل العيوب و تضيء الوجوه بضياء الجلد و نمضي من بدايات إلى بدايات جديدة بلا نهاية, تلك هي آية الحضور الإلهي و القيامة وجدة الحياة.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

القدوس الذى لا يموت


القدوس الذى لا يموت

المبحث الأول
الميت الحى

يقول لوقا البشير أن يسوع على الصليب صرخ بصوت عظيم قائلا :
"يا أبتاه فى يديك أستودع روحى ولما قال هذا أسلم الروح" ( لوقا 23 : 46 ).
لقد صرخ يسوع بصوت عظيم معلنا أنه ابن الله الوحيد بقوله يا أبتاه الذى هو واحد معه فى جوهر اللاهوت. فى يديك أى فى صورة مجدك أستودع روحى أى الروح القدس المحيى الذى هو روح الآب أيضا, ولما قال هذا أستودع الروح أى أودعها فى يدى الآب أى فى صورة الآب الذى هو المسيح بهاء مجد الله ورسم جوهره.
والسـؤال المطروح هـو إذا كان الثالوث فعل واحد فلماذا صرخ الابن قائـلا : " يا أبتاه فى يديك أستودع روحى " ؟
الواقع أن هذه الصرخة كانت من أجل التدبير حتى لا يظهر المسيح قيامته فورا فيكون الإنقضاء ونهاية الدهر. لهذا ستر المسيح حياته كباكورة فى يدى الآب أى فى يدى نفسه إذ هو صورة الآب من رآه فقد رأى الآب.
وأيضا كانت الصرخة إعلانا للمختارين بأن أرواحهم منذ هذه اللحظة لن تستودع فى جسد الموت فى القبر كالسابق بل سوف تستودع فى يدى الآب ( أى فى يدى المسيح صورة الآب ) لتكون مع المسيح فى الفردوس حتى اليوم الأخير لأن حياتنا الآن مستترة مع المسيح حتى متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ نظهر معه فى المجـد ( كولوسى 3 : 3 - 4 ).
لأن المسيح وإن مات موتنا على الصليب بسفك دمه إلا أن جسده كان محييا أى مقاما من الموت بروحه المحيى أى بالروح القدس ( بطرس الأولى 3 : 19 ) إذ لم يكن ممكنا أن الذى هو الحياة والمحيى يمسك من جسد الموت مثلنا لأنه وحده الذى له عدم الموت. لهذا إذ إلتقى الذى هو الحياة والمحيى بالموت فى جسده الخاص على الصليب أباد الموت أى ابتلعه كما تبتلع الظلمة من النور.
وبهذا صار المسيح هو البداءة بكر من الأموات .. عاملا الصلح بدم صليبه .. ليحضرنا قديسين وبلا لوم أمامه ( كولوسى 1 : 18 - 22 ).
لهذا إذ أحنى الرب رأسه معلنا تمام الفداء إنشق فى الحال حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل ( كإعلان عن تمام المصالحة وزوال الحجاب الفاصل بين الله والناس بإبطال الخطية والموت وردنا إلى الفردوس ) والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته, ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين ( من الواضح وجود ربط بين حدثى الصلب والقيامة لأن المسيح وإن أبطل الموت على الصليب بروحه المحيى إلا أنه لم يظهر قيامته فورا إلا فى اليوم الثالث وعليه فأن قيامة أجساد القديسين الراقدين إنما كانت بعد قيامته ) ( متى 27 : 51 - 53 ).
فالمسيح وإن مات على الصليب من ضعف الجسد بسفك دمه الطاهر لكنه كان حيا بقوة روحه المحيى. لأن جسده تغير فى لحظة فى طرفة عين بأن ألبس الكلمة جسده المائت عدم موت بقوة روحه القدوس مبطلا موت الجسد حينئذ صارت الكلمة المكتوبة إبتلع الموت إلى غلبة ( كورنثوس الأولى 15 : 42 - 54 ).
هذا التحول من الجسد الحيوانى ( أى الجسد الحى بالدم المائت ) للجسد الروحانى ( أى الجسد المقام بالروح القدس ) هو ما حدث على الصليب فبمجرد موت المسيح بسفك دمه صار جسده مقاما بروحه المحيى الذى هو الروح القدس وبهذا صار المسيح باكورة بالقيامة بالجسد الروحانى الممجد.
وهكذا بإبطال الموت على الصليب إنشق فى الحال حجاب الهيكل إلى إثنين من فوق إلى أسفل كإعلان عن تمام المصالحة وزوال الحجاب الذى كان يفصل بين الله والناس وردنا إلى الفردوس الأمور التى ما كانت لتتم إلا بإبطال موت البشرية ممثلة فى آدم الأخير رأس الخليقة الجديدة الروحانية أى المقامة بالروح القدس. لهذا أيضا تزلزلت الأرض والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة أى أورشليم السمائية فردوس الله وظهروا لكثيرين.
والواقع أن فى الإشارة إلى دخول الذين أقيموا من الموت للمدينة المقدسة برهان على أنها الفردوس الذى فتح أبوابه لقبول أرواح المؤمنين كروح لص اليمين والذين أقيموا من العالم الأول باستحقاقات دم المسيح على الصليب. ذلك أن المحقق كتابيا أن الفردوس وأورشليم السمائية هما موضع واحد تقع فى وسطه شجرة الحياة ( رؤيا 2 : 7 ) ( رؤيا 22 : 1 , 2 , 14 ) وأن سماء الفردوس أى السماء الثالثة ( كورنثوس الثانية 12 : 2 ) تقع فى أقاصى الشمال الكونى ( إشعياء 14 : 12 - 15 ) ( حزقيال 28 : 13 - 17 ) ( رؤيا 21 : 10 ).
وقد أشار بطرس ملمحا إلى أن الرب بشر الذين من العالم الأول الذى فنى بالطوفان بما يقوم دليلا على أن الذين قاموا من الموت هم من أبرار هذا العالم الذى إنتهى بالطوفان ( بطرس الأولى 3 : 18 ).
كما أثبت بطرس الرسول أن المسيح وإن كان مماتا فى الجسد ( أى بحسب الدم باعتباره المكون الجسدى القابل الموت ) ولكن محيى ( أى مقام من الموت ) فى الروح ( بطرس الأولى 3 : 18 ).
وهذا برهان على أن المسيح بالموت على الصليب داس الموت وأبطله. بمعنى أن جسد المسيح وإن ذاق موتنا بموت الدم إلا أن جسده لم يخضع للموت ولا للحظة واحدة لأنه فى اللحظة التى لفظ فيها نسمته صار جسده محييا أى مقاما من الموت بالروح القدس المحيى.
وأما عن قيامة الأموات الراقدين من عصر ما قبل الطوفان فهناك إشارة فى الإنجيل بحسب متى تؤكد تحققها بعد قيامة المسيح وخروجه من القبر.
والواقع أن ما حدث على الصليب هو عين ما سيحدث للقديسين الأحياء فى اليوم الأخير فى لحظة الإختطاف لأنهم فى لحظة فى طرفة عين سيتغيرون مماتين فى الجسـد بموت الدم ولكن مقامين من الموت بالروح القدس المحيى على مثال ما حدث على الصليب مع الفارق أننا نأخذ الروح كنعمة أما هو فبروحه الذاتى.
من ذلك نرى أن قول نسطور بأن روح إنسانية هى التى أحيت جسد المسيح بعودتها إليه فى اليوم الثالث يضاد الحق الكتابى المعلن بأن قيامة المسيح وقيامتنا إنما هى بروحه المحيى الذى هو الروح القدس. فضلا عن أن قوله بأن روح إنسانية هى التى أحيت جسد المسيح المائت إنما يكشف عن ذهن عاطل عن إدراك أبسط المسلمات البديهية وهى أنه إن كانت أرواح البشر محيية كروح الرب المحيى لصرنا مثله غير مائتين وما كنا نمسك من جسد الموت أبدا.
الوحيد الذى له عدم الموت ( تيموثاوس الأولى 6 : 16 ) أى الذى لا يمكن أن يمسك من الموت مثلنا ( أعمال 2 : 24 ) ( كورنثوس الثانية 13 : 4 ) هو المسيح الذى بروح أزلى ( العبرانيين 9 : 14 ) أبطل موت جسده ليصير باكورة الراقدين مماتا فى الجسد ولكن محيى فى الروح الذى فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن إذ نزل من قبل الصليب إلى أقسام الأرض السفلى. الذى نزل هـو الذى صعد أيضا فوق جميع السماوات لكى يملأ الكل ( أفسس 4 : 9 - 10 ).
فالمسيح ليس إنسانا مثلنا يمكن أن يملك عليه الموت كسائر البشر بل إذ هو بالحقيقة روحا محييا ( كورنثوس الأولى 15 : 45 ) فقد أتى إلينا فى الجسـد من أجل أن يقيمنا من الموت بروحه المحيى فنحيا به لأنه فيه وحده كانت الحياة ( يوحنا 1 : 4 ) لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى كذلك الابن أيضا يحيى من يشاء ( يوحنا 5 : 21 ).
لأن ناموس الروح المحيى فى المسيح يسوع قد أعتقنا من ناموس الخطية والموت ( رومية 8 : 2 ).
لهذا قال لمرثا أخت لعازر :
أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد. أتؤمنين بهذا ؟ فقالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتى إلى العالم ( يوحنا 11 : 25 - 28 ).


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

الموت المحيي - القديس صفرونيوس

الموت المحيي - القديس صفرونيوس


صفرونيوس عبد يسوع المسيح المصلوب لأجلنا, يُرسل السلام والتحية للأب صفنيا مدبِّر الإخوة الذي يهتم بالضعفاء أكثر من الأقوياء، ويرد الشاردين بمحبة الرب. أكتب لمحبتكم جميعًا عن الأسبوع العظيم الذي أسَّس فيه الرب شركتنا الأبدية في آلامه وصلبه وقيامته، وأعطانا بذلك الميراث السماوي الذي لا يفنى. (1بط 1: 4)ـ


1-
عجيبٌ هو تدبير الرب الذي - بمحبته التي لا يمكن أن نعبِّر عنها – جاء للخلاص من الموت ومن الخطية، فرفع حُكم الدينونة بالصليب وقتل العداوَة (اف 2: 15-16) وصََلبَ الأهواءَ، ودََفنَ الطبيعَة القديمَة في القبر، وأقامها بمجد خلود اللاهوت، وصبر على الألم لكي يجعله طريقًا للخلاص، ويحوُِّله من ثمرة للخطية إلى ثمرة للبر ؛ بسبب القيامة التي جعلت الألم مثل مخاض الولادةِ، وبسبب سُكنى الروح القدس فينا في سر المسحة الإلهية التي جعلت خَتم الصليب ختمًا أبديًا يلتصق بالجسد في زيت الميرون، ويلتصق بالنفس بقوة ومجد الإبن وفاعلية الروح القدس، فأنار بذلك ذهن الإنسان الجديد مؤكِّدًا له أنَّ موت الصليب هو بذرة الحياة الجديدة التي تخرج من البذرة القديمة مثل الشجرة؛ لأنه لم يرذل الطبيعة الإنسانية الفاسدة، بل أخذها وحوَّلها فيه إلى طبيعة جديدة مجيدة غالبة الموت.

2-
عندما نرتِّل تسبحة البصخة، فإننا نرتِّل لمجد المصلوب حتى لا ننسى أننا أمام الملك العظيم رب المجد ورب القوات الجالس على الشاروبيم حتى وهو متجسِّدٌ؛ لأن القوات السماوية دُهِشت من تواضع الرب الذي حملته ركبتي البتول والدة الإله، وفرحت بما صار للإنسان؛ لأن حسد الشيطان للجنس البشري لم تشترك فيه القوات الروحية المقدسة التي رأت الخليقة الأولى، فأدركت صلاح الله ورحمته. ورأت الخليقة الجديدة، فدُهِشت من عمق المحبة الإلهية، واستنارت بإعلان الخلاص، ودُهِشت بالتسبيح لمن أخذ صورة العبد لكي يعطي الإنسانيَة صورته وهو ما نبارك الرب عليه مؤكِّدين أن العزة هي لمن خلق كل الأشياء من العدم، والآن يخدم سر الخلاص من أجل حنوِّه الفائق.

3-
لقد تألم الرب لأجلنا، وكانت آلامه روحيًة قبل أن تكون جسدية. تألم لأنه جُِرحَ من أحبائه. وتألم لأن نفسه الإنسانية المتحدة بلاهوته ذاقت الأحزان في البستان عندما سُلِّم بقبلةِ الخائن، وتركه الذين عاشوا معه. هؤلاء تمكَّن الخوف منهم فهربوا لكي يبقى الرب وحده حسب قول النبي: "دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي"(اش 63: 3) ورسم الربُ طريق الخلاص، لكي يكون هو المخلِّص وحده، ولكي لا ينال الإبن معونًة من أحد، وهو الذي يعين كل الذين يحتاجون إلى معونةٍ. وهكذا درَّب الرب نفسه على السلوك الجديد، سلوك آدم الثاني رب الخليقة الإله المتجسد الذي يجعل جسده ونفسه الإنسانية تدخل آتون التجارب لكي تصير بقوة اللاهوت المتحد بنفسه وجسده قاعدة الخلاص الأبدي للإنسانية؛ لأن الخوف الذي جَرَحَ طبيعة الإنسان وجعله يترك طريق الله ويختار طريق الخطية ظنًا منه أنه الطريق السليم، لم يكن يُعالج إلاَّ بمواجهةٍ مع الخوف من الموت في البستان، وعلى الصليب وفي القبر؛ لأن نفسه الإنسانية نزلت إلى الجحيم بقوة اللاهوت، وأنارت على الذين كانوا في ظلمة الجحيم. وداست على قوة الشيطان "الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ" (عب2 : 14)، وأبادته بقوة وعزة رب الخليقة الذي نزل إلى حفرة الموت لكي يسترد الإنسانية من براثن العدو الأول أي الموت، والعدو الثاني أي الشيطان.

4-
هكذا أسَّس الربُ الخلاص الأبدي عندما سمح للموت أن يفصل نفسه عن جسده، فجاء الإنفصال من داخل الأقنوم الواحد، ولم يُفرض عليه؛ لأنه غلب "أَوْجَاعَ الْمَوْتِ" (أع 2: 24) حسب بشارة الرسول بطرس في يوم العنصرة، ولأن الموت يعجز عن أن يمسك به (أع 2: 24)، بل أمسك هو به وأسره وداسه، وجعل الانفصال عزًة للخليقة الجديدة؛ لأنه صار انفصال القديم عن الجديد، وولادة شجرة الحياة الجديدة من البذرة القديمة. كان الموتُ حدًا فاصلا ومانعا لا يمكن عبوره، فعبره الرب عندما أغلق فم الهاوية، ومزَّق كتاب الدينونة، وحوَّله الربُ إلى خادم مطيع يخدم الخليقة الجديدة، فتحوَّل من حدٍ يفصل الحياة عن البقاء الدائم إلى حدٍ يفصل الطبيعة الفاسدة عن الخلود والبقاء الدائم. وحوَّله من مانع يسد على الإنسان طريق شجرة الحياة إلى مانع يمنع الإنسان من أن يقع أسيرًا للخطية، ولم يحدث هذا بالقول، بل بالفعل. وهذا هو سر تدبير الرب في تجسده وآلامه الطوعية (الإختيارية) وصلبه وقيامته. لقد ذاق الربُ الموتَ بالجسد على الصليب، وهو الذي أقام الموتى، وهو ما يجعل الكنيسة الجامعة تبدأ طقس الأسبوع العظيم بسبت لعازر مؤكِّدًة أن السبت هو سبت راحةٍ من الموت، وهو يسبق السبت الكبير، وذاق الربُ الموتَ بالجسد، وأخذ الموت، أي انحلال وحدة الكيان الإنساني، وذاقه، وانحلَّتْ نفسه من الاتحاد بالجسد ، ووُضِعَ الجسدُ في القبر ونزلت النفس إلى الجحيم دون أن ينفصل الجسد والنفس عن اللاهوت، وهكذا جَمَع اللاهوتُ عناصرَ الموت كلها: القبر والهاوية والدينونة، وأباد الثلاثة في كيانه المتجسد، وأباد الشيطان وداسه في عقر داره أي الجحيم.

5-
وعندما ضم الربُ إلى كيانه القبرَ والجحيم بواسطة جسده ونفسه، جعل القبرَ بداية الأرض الجديدة؛ لأن التراب الذي خُلِقَ منه آدم، والذي سمع عنه حُكم الدينونة، هو ذات التراب الذي قيل له "لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" (تك 3: 19).ولما دُفِن التراب في القبر، حوَّل التراب إلى الأرض الجديدة التي تثمر للحياة الغالبة. أمَّا الهاوية، وهي كورة الظلام والموتى، فقد صارت بلا قوةٍ؛ لأن برق اللاهوت أشرق في ظلمة الجحيم، ولأن ظلام عدم الحياة قد انتهى عند الصليب. وهكذا عادت نفسه واتحدت بجسده، نفسه الإنسانية التي تمثل نفوسنا جميعًا، وجسده الإنساني الذي يمثل أجسادنا جميعًا، عادت نفسه واتحدت بجسده؛ لأن قوة الإتحاد هي في اللاهوت. هذا الإتحاد لم يكن اتحادًا طبيعيًا، حسب طبيعة آدم الأول، بل صار إتحاد الغلبة الذي لا تقوى عليه قوة الموت؛ لأن إتحاد النفس بالجسد حسب الخليقة الأولى قابل للإنحلال، أمَّا اتحاد النفس بالجسد حسب الخليقة الجديدة غير قابل للإنحلال، ولذلك عندما نترك نحن الجسد، فإن الجسد حتى وإن تحوَّل إلى تراب، لازال هو الجسد الذي مُسِحَ بزيت الميرون الإلهي، ولازال يحمل هذه المسحة وهو ينتظر قيامة الأبرار. وكما انفصلت نفسُ الرب عن جسده، تنفصل نفوسنا عن أجسادنا، ليس بالموت الآدمي الذي داسه الرب، بل بموت الرب الذي غلب كل انفصال؛ لأن الرسول بولس يهتف مع الخليقة الجديدة: مَن الذي يفصلنا عن محبة المسيح .... (ووضع الموت والحياة والملائكة) (راجع رو 8: 35 - 39)، أي الموت الآدمي والحياة الآدمية والقوات غير المنظورة .... هؤلاء جميعًا عاجزون تمامًا عن أن يفصلوا عضوًا واحدًا في جسد المسيح الكنيسة عن الرأس، الرب يسوع المسيح. والسبب في ذلك هو أننا بموت الرب الذي هدم الإنفصال لم يعُد الموتُ انفصالا، بل انتقالا وترتيبًا للنفس لكي ترى الحياَة الجديدة، وتتعلم أسرار الحياة الروحية الفائقة. وهكذا تؤكد الكنيسة – بصوت الرسل والآباء القديسين – "لا يكن موتٌ لعبيدك، بل هو إنتقال" (أوشية الراقدين)، ونحن لا نلعب بالكلمات والألفاظ، بل نعلن سر المسيح في قوة وعزة ابن الله. تأملوا معي أيها الأخوة كيف انفصلت النفس عن الجسد في السقوط؟ وكيف انفصلت النفس عن الجسد على الصليب؟ كان السقوط هو عار الخطية وظلام الموت، ولكن على الصليب إنفصلت النفس عن الجسد بقوة اللاهوت، وهو ما يجعلنا نؤكِّد قوة الرب وقوة صليبه المحيي . كيف صار هذا؟ بعد أن جاز الربُ آلامَ الموتِ وصرخ: "إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي" (مت 27: 45) ، وقال: "أَنَا عَطْشَانُ" (يو 19: 28) ، بعد هذا قال عبارة الإنتصار: "يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي" (لو 23 : 46)، فأكَّد بذلك نهاية الانحلال الإنساني؛ لأن نفسه التي تمثل نفوسنا جميعًا استقرت في يدي الآب، وبذلك عَبَرَتْ مانع الموت الذي كان يمنع كل الصديقين من الدخول إلى السماء. ولما استودع الرب روحه، أي نفسه الإنسانية في أيدي الآب نزل بقوة لاهوته المتحد بنفسه الإنسانية والتي تحمل قوة الآب ومصالحته إلى الهاوية، وهناك بدَّد عرش الشيطان ودكَّ كل حصونه القوية وأطلق أرواح الأسرى.

6-
يقول الرسول بطرس إن قدرة الرب الإلهية "قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ" (2بط 1 : 3)، وهو بذلك يؤكِّد قدرة الرب التي أبادت الموت، وفتحت طريق الفردوس، وأعطتنا شجرة الحياة، وهو ما يجعل الرسول يقول إن الرب يسوع دعانا بالمجد والفضيلة الذين بهما معًا - وليس بالمجد وحده؛ لأن المجد بلا فضيلةٍ هو شهوة الشيطان أن يصير مثل الله، وهي ذات خطية آدم، ولكن الرب بالمجد والقداسة والبر - "وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ" (2بط 1: 4). والمواعيد العظمى "مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يو 11: 25). والمواعيد الثمينة "أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ." (يو 17 :24)، فكيف ننظر مجده الأزلي إلاَّ إذا كنا معه؟ ولذلك يقول الرسول أن تصيروا "شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ" (2بط 1: 4)، ونحن شركاء الطبيعة الإنسانية بسبب تجسد الرب، أمَّا شركتنا في اللاهوت، فقد جاءت بالصليب والقيامة. على الصليب أباد الربُ الموتَ، فجعل الطبيعة الإنسانية غير قابلة للموت. وعلى الصليب وفي القبر أباد الربُ الفسادَ، وحوَّل إنحلال الجسد إلى بدايةٍ جديدةٍ تتحول فيها عناصر الجسد إلى مجد الخليقة الجديدة. وفي الجحيم أباد الربُ الشيطان وقوته وفتح لنا أحضان الآب، ولذلك قال بفمه الإلهي: "أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ" (يو 17 : 24)، وبذلك أسَّس شركتنا في اللاهوت، وهو ما يعلنه مرًة ثانيًة في كلامه المحيي: " مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي" (رؤ 3: 21). هكذا نشترك في الطبيعة الإلهية بواسطة الوسيط الواحد ربنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه فديًة عن كثيرين (راجع مت 20 : 28 – مر 10 : 45)، فقد فدى الطبيعة المأسورة للموت والفساد وحررنا وفك رباطات الإنسانية بقوة صليبه المكرم وأعادنا إلى الفردوس وأعطانا أن نأكل من شجرة الحياة، جسده الإلهي ودمه الكريم المقدس في كل شيء، والذي يُقدِّس الذين يتناولونه.

7-
يقول معلم الأمم ورسول المسيح بولس الحكيم في أقوال الله إن الآب "أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ" (رو 8: 3). حكم الربُ على شبه جسد الخطية، أي الناسوت الذي أحبه الإنسان وفضَّله على الله نفسه، وهو ما جعل الرسول يقول محبة الجسد عداوة لله. ولكن جاء الصليب حُكمًا بالموت على الطبيعة الخاطئة، لكي بموت الطبيعة القديمة تموت الخطية. جاء حكم الموت من المحبة الإلهية للثالوث التي لم تقبل أن يحيا الإنسان في الفساد إلى الأبد، ولا أن يبقى تحت سلطان الموت والشيطان. جاء الابن كلمة الآب رب المجد ونزل إلى حقارتنا لكي يرفعنا إليه. نزل إلى "وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ" (مز 23 : 4). جاء السيد إلى العبيد الأسرى، ولم يُطلق سراح هم ليعودوا من جديد إلى العبودية، بل صُلِبَ لكي يصلب الدينونة، ولذلك ترنم بولس الإلهي في دهشة الفرح "لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رو 8: 1)، ومات على الصليب لكي تموت معه وفيه الطبيعة المستعبدة للموت . وصُلِبَ لكي تُصَلب معه كل الفرائض القديمة ورباطات الشريعة القديمة (كو 2: 14)، ولذلك ينشد الرسول قائلا "وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا" (كو 2: 13). وبموت الناسوت ماتت الطبيعة الإنسانية، ولكن موت الصليب ليس هو حكم الموت الذي صدر على الإنسان "يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ" (تك 2: 17)، بل هو موتُ فداءٍ وخلاص، ولذلك نُنشد نحن الأسرى: "لك القوة والمجد والبركة والعزة يا عمانوئيل إلهنا ومخلصنا، قوتي وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصا" (تسبحة البصخة). جاء الرب لكي يموت ويصبح موته حياًة لنا؛ لأنه لم يبادل موتًا بموتٍ، بل قِبل موت آدم لكي يبيد ذلك الموت، ويجعل الصليب ينبوع سرائر (أسرار) الكنيسة، فوُلِدَت المعمودية والمسحة ووليمة الدهر الآتي من الصليب ومن القيامة . وُلِدَت المعمودية التي نُصلبُ ونموتُ فيها مع الرب (رو 6: 3). وثبَّت الربُ عطية الروح القدس بالصليب المكرَّم، وهو ما يعلنه ترتيب سر المسحة بأختام الصليب (رشومات الميرون) التي تُوضع على أجسادنا وتدخل في أعماقنا وتنير العقل وتطهر القلب وتقوي الإنسان الجديد المخلوق على صورة الله في سر الميلاد الجديد. ولأن الرب مات على الصليب، وأباد الموت تمامًا، لم يعُد جسده المقدس قابلا للفناء، ونحن نوزِّعُه ميراثًا لا يفنى؛ لأنه غلب الموت. ونأكله ونحيا به، وهو لا ينتهي؛ لأنه قهر القبر. ونتحد به اتحادًا كاملا دون إنفصال؛ لأنه غلب الإنفصال. ولولا غلبة الموت على الصليب لما استطعنا أن نأكله كله حيًَّا ومُحيِّيًا؛ لأن بالموت انفصالا ونهايًة وفسادًا، ولذلك عندما نوزِّع جسد الرب، فنحن لا نعطي للمتناولين منه جزءً، بل جسدًا كاملا تامًا للرب الإله المتجسد، ونتحد به: بنفسه الإنسانية التي تُقدس نفوسنا، وبلاهوته المجيد لكي نشترك في مجده.

8-
هكذا تمت دينونة الخطية على الصليب – ليس فقط – بإشهار فسادها وعجزها، ولكن بعطاء ينبوع الحياة الجسد والدم المكرمين، وأيضًا بالشركة في الطبيعة الإلهية التي هي أساس شركتنا في كل سرائر (أسرار) الكنيسة المقدسة.

9-
أيها الأب المكرم والمحبوب من الله الآب في ابنه الوحيد، ليكن لنا معًا شركة في المسيح إلهنا بالصليب، بروح البذل وبخدمة الأخوة، وبالتضحية بكل ما هو ثمين، لا بما هو رخيصٌ؛ لأن الذي مات لأجلنا وأحيانا لم يكن رخيصًا، بل عظيمًا، بل هو العظمة الحقيقية. علِّم الأخوة أن الحوار هو حوار الصليب – ليس فقط برشم الصليب على الفم إذا احتدم الجدل – بل بقبول الآخر من أجل الذي غفر لنا جميع خطايانا بموته المحيي. وعندما نخدم بعضنا البعض، لتكن لنا خدمة الإبن الوحيد ربنا يسوع المسيح، أي لا نسأل المكافأة، ولا نطلب المديح، ولا نسعى لكي ننال استحسان الآخرين من أجل الذي أخذ صورة العبد، وهو الإبن الأزلي. وعندما نأكل ليكن لنا طعام حقيقي، وهو الصليب المكرم، ليس فقط عندما نضعه على الخبز أو نرشم هذه العلامة على الطعام، بل لنأكل في عدم اهتمام بالكم ولا بحساب النوع، بل بما هو فيه منفعة حقيقية؛ لأن الذي مات على الصليب لم يكن يهتم بالجلد والمسامير، ولا خاف من عار الصلب، بل كما يقول الرسول: "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ." (عب 12 : 2-3). لذلك أيها الأحباء، لنخدم - مهما كانت الخدمة - من أجل الذي نزل إلى أعماق الجحيم لكي نفرح معه، ولكي ندرك بذل محبته. لننام نوم الصليب قائلين مع المصلوب: "يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي" (لو 23 : 46). وعندما ننهض من النوم لنرشم أعضاء أجسادنا لكي نؤهل للحياة الجديدة؛ لكي ندرك أننا وُهبنا هذه الحياة لكي نتحرر من الأهواء ونستعد لمقابلة عريس نفوسنا ربنا يسوع المسيح.

أخيرًا، صلُّوا لأجلنا؛ لأننا ونحن نستعد معًا لننال بركة الصوم المقدس ومجد الأسبوع العظيم، لنطلب سلامًا لكورة مصر، وهدوء للكنائس، وقداسة وحياة لكل الذين يعرفون ربنا يسوع المسيح. صلُّوا لكي يكون لنا فرح القيامة في كل حين، وفي كل يوم كما كان يفعل أنطونيوس الكبير الذي كان قانونه "حيٌ هو الرب الذي أنا واقفٌ أمامه اليوم"، ولأن الرب حيٌ، فنحن أحياءٌ به وفيه.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

ترنيمة اة يا وجعى - ايرينى ابو جابر † خصيصا عن احداث نجع حمادى †

{ حــصــريــا }

{ ترنيمة اة يا وجعى }

{ المرنمة ايرينى ابو جابر }

{ خصيصا عن احداث نجع حمادى }

{ مـؤثـرة جـدا }



الترنيمه
كلمات الشاعر : رمزى بشاره
ألحان الفنان : سامح عبيد
هندسه صوتيه المتميز : هانى ثابت
توزيع وميكساج المبدع : جورج رمزى

ترنيم المرنمه صاحبة الإحساس الرائع والصوت القوى
إيرينى آبو جابر

قمنا بالكتابه والتلحين فى مصر
وسجَّلنا فى الأردن
وقمنا بعمل الميكساج فى إستراليا

خصيصاً عن أحداث نجع حمادى



كلمات الترنيمة

أد إيه قلبى وَجَعنى ... لما أخدوا مِنِّى وَلدى
يا عدرا ده إنتى أم يعنى ... دُقتى هَمِّى ودَمع خَدِّى
آه يا وَجَعى يا مَرارى
يا إلَهى طَفِّى نارى
مش باأقول هاأخد بتارى
بَس عَدلك هُوَّ قَصدى




وأبقى مش خايفه عليها مـ المَشاكل والمَخاطر
نِفسى أى وشُوش حزينه تلقى تانى الإبتسامه
نِفسى لِلعِشرَه إللى بيننا نِبقَى نِعمل ألف خاطِر
مِد إيدَك يا رَجايا
ياللى بيك كُل الحِمايه
قول لهم إنَّك معايا
أصلهم فاكرينى وَحدى


ياللا إيدَك وَيَّا إيدى نحُط للكَراهِيَّه آخر
أنا إيرينى وإنتى فاطمه بس حُب كبير ما بيننا
إفهموا ده الله مَحَبَّه زى ما هُو رحمن وغافِر
قُولوا للظَّالِم كِفايه
ذنبُهُم إيه الضَّحايا
باأتطِحِن تحت الرَّحايه
يا إلَهى خُد بِيَدِّى


حـمـل مـن هـنـا

http://www.christian-dogma.net/GM/Ah_Ya_Waga3y_320_Kbps.rar

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Wednesday, April 7, 2010

براهين القيامة...


القيامة



" أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة " ( أع 1 : 4 )


+ إن القيامة هى حجر الزاوية فى الإيمان المسيحى ، وقد حاول عدو الخير واتباعه الهراطقة ، نفى حدوثها فعلاً ، قديماً .


وهناك شهادات كثيرة لحدوثها فعلاً :


1 – شهادة المسيح عن قيامته قبل حدوثها :

+ بعد حادثة التجلى طلب من تلاميذه ( الثلاثة ) عدم التحدث عنها إلاّ بعد قيامته ( مر 9 : 29 ) . + وأنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم ، ويتألم كثيراً ويُقتل وفى اليوم الثالث يقوم ( مت 16 : 21 ) . + وأعلن إنه يمكن نقض الهيكل ( الجسد ) وفى اليوم الثالث يقيمه ( يو 2 : 19 ) . + وأنه هو القيامة والحياة ( يو 11 : 25 ) ، وله سلطان على جسده ( يو 10 : 17 ). + وأنه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام ، هكذا يكون المسيح فى باطن الأر ض ( القبر ) ثلاثة أيام .

2 – شهادة المسيح عن قيامته بعد حدوثها : ( ظهوراته نحو 12 مره )
+ ظهوره للمجدلية وللمريمات ولبطرس ، ولتلميذى عمواس ، وللتلاميذ أول مره بالعلية ، وثانى مره هناك بحضور توما وطلب منه لمس جراحه ، وأكل سمكاً مشوياً وعسلاً ، وشرح ما ورد عنه فى العهد القديم من نصوص . + وظهوره لهم على بحيرة طبرية ، وظهوره الخاص ليعقوب الرسول ، وظهورات قبل صعوده لمدة 40 يوماً ، ولخمسمائة أخ ، ولشاول ( بولس ) .

3 – وشهادة الملائكة بعد القيامة ، وبعد صعوده حيا


4 – وشهادة الإنجليين الأربعة

بما حدث أثناء القيامة ، وشهادة الحراس ، وكذب إشاعة اليهود بسرقة الجسد ، والزيارات للقبر الفارغ .
وبعد 680 سنة نفى القرآن أن المسيح صُلب ، ولكنه شهد بأنه صعد حياً ، وأنه سينزل يوم القيامة للدينونة .
+ ومن الشواهد المنطقية ما حدث من تحول فى سلوك التلاميذ ، من الخوف والحبس فى العلية ، إلى الإعلان علناً وبجرأة وشجاعة فى الهيكل بقيامته ، واحتمالهم الآلام والضرب بفرح ( أع 5 ) ، والشهادة القوية بأسمة . فهل كانوا يقبلون الكرازة بإنسان ميت ؟ وبجثة مسروقة ؟ .

+ والزعم بصلب آخر ( يهوذا ) هى فكرة هرطقة غنوسية ( فى القرن الثانى )
+ زعم البعض أن المسيح أغمى عليه ، وأنه استفاق من كثرة الأطياب ، ولكن كيف يخرج من القبر ، وعليه حجر يحتاج لعشرين رجلاً لزحزحته .
+ وزعم غيرهم أن تلاميذه رأوا شخصاً يُشبهه ، ولكنه كان معروفاً تماماً للكل حيث عاشوا معه أكثر من ثلاث سنوات كما كانت أمه العذراء معهم .
+ وزعم البعض إنهم رأوه فى رؤيا ، ولكنهم رأوه بالجسد ولمسوه فى الواقع .
+ وطوبى لمن آمن ، ولم يرى الفادى بالجسد ، لأنه سيراه حتماً فى الغد ، أى فى عالم المجد ، ويتمتع بجماله وجلاله إلى الأبد .
+ وقد صدق القديس أغسطينوس ، حينما قال : " إن أقسى شئ لكل تعيش فى جهنم ، ليس هو العذاب الأبدى ، بل الحرمان من التمتع بالرب يسوع فى مجده الرائع ، والندم الدائم إلى الأبد " .
وهو درس لازم لكل نفس تقرأ هذا التعليم الهام اليوم .
+ ومن الحكمة أن نؤمن تماماً – وبملء الثقة – فى عظمة محبة الفادى ، وأنه له المجد قد فداناً ، ومهما كانت خطايانا فهو مستعد أن يطهرنا منها بدمه الزكى ، حسب وعوده الأكيدة ( مت 26 : 28 ) ، ( رو 5 : 9 ) ، ( أف 1 : 7 ) ، ( رؤ 5 : 7 ) . لأنها هى مهمته الأساسية : خلاص الكل ، لأنه يحب الكل . عيد قيامة سعيد ربنا يفرح قلوبنا جميعاً بقيامته
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

تحذير لكل بنت هتبيع موبايلها



قريت الموضوع ده وحسيت انه مهم جدا لانى من فتره وانا بفكر احذر منه خصوصا الفتره دى فياريت كل اخواتنا ياخدوا بالهم جدا وربنا يحافظ عليهم


فى احد محلات بيع وشراء الكمبيوتر سمعت هذا الحوارالذى اصابنى
بالرعب والدهشة..لانعدام الاخلاق....واحد بيكلم صاحب المحل...ما اشتريتش
الموبايل من الراجل اللى خرجليه ..واشتريت موبايل البنت مع ان موبايله
احسن كتير


قال له البنت لما بتشترى الموبايل بتهرى نفسها تصوير بكل الاوضاع قال طيب
ماهى بتحذف كل حاجة لما تيجى تبيع الموبايل..فرد عليه اه هى بتعتقد ان كل
الملفات اتحذفت..لكن احنا بنستخدم برنامج اسمه ( -------- ) والبرنامج
دة بيسترجع كل الملفات
المحذوفة فى الممورى وفى التليفون ..قاله انت بس اللى بتعمل كدة رد عيه انت


عايش فين كل اصحاب المحلات بيعملوا كدة..وممكن ينزلوا الصور على النت وممكن
يبتزوا البنات ...انا حبيت اقول لكم الموضوع دة لانى حسيت بمدى خطورته على
البنات اللى نيتها سليمة..وييجى حظها فى واحد زى دة..وتصبح ضحية لانسان
بلا ضمير.
خلوا بالكم ربنا يحافظ علينا كلنا


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

هيا نتامل قبر المسيح له المجد



الأرض ، هي : مملكة الموت المألوفة .
والقبر ، هو : بيت ميعاد كل حى .
قبر يبنى فى بساطة ونقاوة أصلية تحت ظلال الخشوع

ننزع إلى رؤياه فى وهج الحنين .
ونقرأ شواهده الكتابية للذكرى ،
.. والاعتبار .
وقبر يبنى ، فننظر إليه ونتفحصه جيداً فى الجمال الأبدى للتحفة الفنية الرائعة ..
- وكأن الإنسان يضفى على موته المعنى الذى يريده !
،...،...،...
دخلت بعض القبور التاريخ من أعرق أبوابه ..
كهرم : " خوفو " ، بالجيزة بمصر .
وضريح : " تاج محل " ، باكرا بالهند .
حيث الصرح المعمارى ،
الذي يبهر العين ،
ويسحر القلب ،
وينطق بالعراقة ، والعظمة ، والجلال .
وحيث أجساد المشهورين ،
وهم يرقدون فى جمال شعري خلاب ،
ووراءهم صاحب مخيلة تزخر بالحياة !
ولكن أبهاها ، وأمجدها ..
ذلك الذي فى أورشليم القدس .
حيث يوجد قبر القبور ..
منحوتاً في صخرة صلبة في جلال وعزة ..
ومع بساطته العظيمة ،
يضجّ بالأحاسيس المهيبة السامية ،
التي مبعثها : كونه قبراً فارغاً لا يحتوي على جسد المصلوب ؛
لأنه قام من الاموات .
ليكون مناط آمال البشر ، وأساس إيمانهم ..
تتوارد إليه طوائف الناس ؛
لتقر بلاهوت ذاك الذي حل فيه بضعة أيام ،
ولم يستطع الموت أن يقهره !
إنه القبر الواحد الوحيد ،
الذي أمامه تخر ساجدة جباه العابدين ،
وكل من ينحدر إلى التراب .
وإليه سترنو الأمم بأنظارها ،
حتى يعود صاحبه في آخر الأزمان ،
ويدين أمامه جميع البشر .
،...،...،...
إن عظمة قبورنا فى تصميماتها الأبدية ،
التي تخلب الأنظار ،
وتؤكد على خيالنا الذاهب في السماء .
أما عظمة قبر المسيح ،
أنه قبر فارغ ..
لا توجد بداخله سوى ذكريات النصرة المثيرة ..
وسيظل ماضي القبور يمتزج جنباً إلى جنب مع حاضرها الواعد فى القبر الممجد ..
فإن كانت قبورنا جزء من حياتنا !
فإن قبر المسيح هو كل حياتنا !

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال ابونا بيشوى كامل

النفس الطاهرة هى كالريشة غاية فى الرقة والنعومة فى طبيعتها قابلة للطيران بسبب خفتها تنطلق لتطير بالصلاة والتأمل الروحى مرتفعة عن الأمور السفلية
+++ أبونا بيشوى كامل +++

الانسحاق هو ثمرة دخولى لأعماق النفس واكتشاف قذارة خطاياى
+++ أبونا بيشوى كامل +++

الصلاة هى تحويل الزمن الميت إلى عمل الهى خالد .. حيث تستبدل حركة الساعة بحركة الروح
+++ أبونا بيشوى كامل +++

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال قداسة البابا شنودة الثالث

ليتني يارب أنسى الكل ، وتبقى أنت وحــدك تُشــبِع حيــاتي
+++قداسة البابا شنودة الثالث+++

وأنت سائر في الطريق الروحي إحرص لئلا تكـبُر في عيني نفسك فتسقط
+++قداسة البابا شنودة الثالث+++

ليكن الخير طبعاً فيك . وليكن شيئاً تلقائياً لا يحتاج إلى جهـد ، مثلـه مثـل التنفـس عنـدك
+++قداسة البابا شنودة الثالث+++

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

من اقوال الانبا موسى الاسود


اذا تقبل الإنسان الزجر و التوبيخ فإن ذلك يولد له الأتضاع
+ + + الانبا موسى الاسود + + +

تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها و الكبرياء هو اساس الشرور كلها
+ + + الانبا موسى الاسود + + +

فلنلزم الأتضاع في كل امر و في كل عمل
+ + + الانبا موسى الاسود + + +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

التشجيع بقلم قداسة البابا شنودة الثالث


بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
كثيرا ما كلمتكم عن المنتصرين الغالبين, في روحياتهم, وفي علاقاتهم مع الله والناس. واليوم أحب أن أكلمكم عن الضعفاء والساقطين. وما ينبغي أن يقدم إليهم من تشجيع..
إن التشجيع فضيلة كبري. وعنها يقول الكتاب: شجعوا صغار النفوس. أسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع (1تس5:14).
هذه أول مجموعة تحتاج إلي تشجيع: الضعفاء وصغار النفوس.
الضعفاء وصغار النفوس
صغار النفوس هم الذين انهارت معنوياتهم من الداخل, وصغرت نفوسهم في أعينهم, فأحسوا بالعجز, وقاربوا اليأس.
هؤلاء يحتاجون إلي تشجيع, يحتاجون إلي من يمسك بأيديهم ويقيمهم, لئلا يفشلوا ويضيعوا..
كذلك الضعيف يحتاج إلي من يسنده, ويقويه.
لأن الذي يحتقر ضعيفا ويتجنبه, أو يزدري به ويتهكم عليه, كإنسان فاشل أو ضائع, إنما يفقده, ويتركه إلي ضعفه بلا معين, فينتهي, ويستمر في سقوطه أو خطاياه.. بينما الكتاب يقول:
من رد خاطئا عن طريق ضلاله, يخلص نفسا من الموت, ويستر كثرة من الخطايا (يع5:20).
أخوك الضعيف الذي يسقط كل يوم, حاول أن تنقذه من ضعفه وتقيمه.. حتي إن جاهدت معه, ورأيت جهادك بلا نتيجة, ولا يزال هو مستمرا في ضعفه وسقوطه, فلا تمل من العمل لأجله, ولا تطرحه من قدام وجهك, بل شجعه ليقوم..
ضع في ذهنك أن قيامه قد يحتاج منه إلي وقت, ويحتاج منك إلي طول أناة..
إن الخطايا التي رسبت في النفس مدة طويلة, حتي تحولت إلي عادة أو إلي طبع, لا تنتظر أن هذا الضعيف سيتخلص منها بسرعة, مهما كان كلامك له مقنعا!! لذلك فإن الرسول لا يقول فقط :أسندوا الضعفاء, إنما أيضا تأنوا علي الجميع.
الذي خضع مثلا لعادة التدخين, ربما يقتنع تماما بضررها, ولكنه مع ذلك قد يعجز عن التخلص منها!! إنه يحتاج أن تسنده بصلواتك, وبنصائحك وتشجيعك, وأن تصبر عليه, ولا تيأس من خلاصه وتهمله!!.
الخطية التي مدت جذورها في أعماق النفس, وسيطرت علي الشعور والإرادة, قد يضعف الإنسان في مقاومتها, وبخاصة لو اشتدت عليه حروب الشياطين من الخارج, مع ميل للخطية في الداخل, فتضعف المقاومة.. هذا يحتاج منك إلي تشجيع..
إن كثرة التوبيخ الذي تلقيه علي إنسان ضعيف قد يحطمه..
مثل هذا يحتاج إلي نعمة, لا إلي اللوم. ربما ينطبق عليه قول الكتاب: الشر الذي لست أريده إياه أفعل.. فلست بعد أفعله أنا, بل الخطية الساكنة في (رو7:19, 20). هذا الإنسان مقيد بأغلال من العادة والطبع والرغبة والرسول يقول:
اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم, والمذلين كأنكم أيضا في الجسد (عب13:3).
حاول أن تشجع هذا المقيد, وساعده علي التخلص من قيوده, موقنا أننا كلنا تحت الضعف.. وإن ساعدته, ووجدته متراخيا في خلاص نفسه, أو ذا إرادة ضعيفة يقوم ثم يسقط, ثم يعاود القيام والسقوط. فلا تحتقر ضعفه, بل تذكر قول الكتاب:
قوموا الأيادي المسترخية, والركب المخلعة (عب12:12).
الأيادي المسترخية هي العاجزة عن العمل. والركب المخلعة العاجزة عن القيام وعن الحركة. وكلاهما يعبران بصورة متكاملة عن عجز الإنسان كله, وعدم قدرته علي عمل أي شئ..
ولعل بولس الرسول قد اقتبس هذه العبارة من قول الوحي الإلهي علي فم إشعياء النبي: شددوا الأيادي المرتخية, والركب المرتعشة ثبتوها (إش35:3). وقد اختبر أيوب الصديق هذا العمل الصالح, فقال له أليفاز التيماني: ها أنت قد أرشدت كثيرين, وشددت أيادي مرتخية, بل إن أعظم مثال هو ما قيل عن ربنا يسوع المسيح:
قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ (متي12:20).
لاقت هذه الصفة سرورا لدي الله الآب, فقال فيها عنه: مختاري الذي سرت به نفسي.. قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ (إش42:1, 3). أي أنه لا يقطع رجاء أحد, حتي لو كان قصبة مرضوضة, يربطها ربما تستقيم..
حتي لو كان فتيلة مدخنة, ربما تهب عليه ريح فتشتعل..
إذن شجع الكل, ولا تثبط همة أحد, فالكتاب يقول: لا تشمتي بي يا عدوتي. فإني إن سقطت أقوم (مي7:8).
فما أسهل أن يقوم الإنسان من سقطته, بالإرشاد والتشجيع والصبر, وعمل النعمة فيه, ويتابع ميخا النبي كلامه فيقول: إذا جلست في الظلمة, فالرب نور لي. (حقا إن الكلام الذي يفيض أملا ورجاء, يقوي القلب, ويشجعه علي القيام مهما سقط, ومهما استمر سقوطه. فقال الحكيم في سفر الأمثال:
الصديق يسقط سبع مرات ويقوم (أم24:16).
فإن وقع الساقط في اليأس, ذكره بهذه الآية. واحذر من أن تدينه في سقوطه هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت, لأن الله قادر أن يثبته (رو14:4). قل له: حتي إن كنت لا تريد خلاصك, فالله يريد لك الخلاص, وهو قادر أن يخلصك..
الله الذي يعطي المعيي قدرة, ولعديم القوة يكثر شدة (إش40:29). الذي جاء يطلب ويخلص ما قد هلك (لو19:10).. معزية جدا هذه العبارة الأخيرة.. إنه لم يقل: يخلص من قد ضعف, أو من قد سقط, بل يخلص ما قد هلك! إنه لأمثال هؤلاء الناس قد جاء. ويقول عن رسالته في سفر إشعياء:
.. مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب منكسري القلب. لأنادي للمسبيين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق (إش61:1).
نعم, لقد جاء المسيح من أجل المساكين المنكسري القلوب, المسبيين والمأسورين. جاء يحمل إليهم بشري طيبة. كلمة تشجيع.. جاء ينادي لهم بالعتق والإطلاق, بفك أسرهم وسبيهم. بل يقول أيضا: لأعزي كل النائحين لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد, ودهن فرح عوضا عن النوح, ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة (أش61:3)..
نعم, هذا هو عمله كراع حنون شفوق علي رعيته, مهما ضلت وجرحت وكسرت. إنه يقول:
أنا أرعي غنمي وأربضها -يقول السيد الرب - وأطلب الضال, وأسترد المطرود, وأجبر الكسير, وأعصب الجريح (حز34:15, 16).
احفظ هذه الآية, وشجع بها الضالين والمطرودين, والمنكسري القلوب الذين جرحهم العدو. إنه يجول يبحث عن كل هؤلاء, ليردهم إليه ويريحهم. لذلك إن قابلت أحدا منهم, قل له:
لا تخف. أنت لست وحدك. إن الله لن يتركك سيرسل لك نعمة خاصة, ويفتقدك.
إن الله يهتم بالضعفاء, ويبحث عن الساقطين.
الساقطين
لقد كان يجلس مع العشارين والخطاة, وقال في ذلك: لم آت لأدعو أبرارا, بل خطاة إلي التوبة.
لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب, بل المرضي (لو5:31, 32).
فإن كنت من هؤلاء المرضي, الخطاة, الضالين, والمطرودين.. إن كنت كسيرا وجريحا, ثق أنك من الذين جاء المسيح لأجلهم.
إنه يفرح بخاطئ واحد يتوب. أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلي توبة (لو15:7).
ما أجمل ما فعله الرب مع الخاطئة في أورشليم في (حز16).
وجدها مطروحة بكراهة نفسها, مدوسة بدمها.. فلم يتركها, وإنما قال: بسطت ذيلي عليك, ودخلت معك في عهد.. فصرت لي. فحممتك بالماء. وغسلت عنك دماءك, ومسحتك بالزيت.. وحليتك بالحلي.. ووضعت تاج جمال علي رأسك.. وجملت جدا جدا, فصلحت لمملكة (حز16:6-14).
هذا هو أسلوب الله: يشجع الخطاة علي طريق التوبة, ويقويهم ويعدهم بوعود جميلة فيقول:
أرش عليكم ماء طاهرا, فتطهرون من كل نجاساتكم.. وأعطيكم قلبا جديدا, وأجعل روحا جديدة في داخلكم.. وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم, وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي (حز36:25-27).
تشجع إذن. إن خلاصك ليس هو عملك أنت وحدك, إنما بالأكثر عمل الله فيك, لدرجة أن الرسول يقول: إن كنا غير أمناء, فهو يبقي أمينا. لن يقدر أن ينكر نفسه (2تي2:13).
إن الرب الذي اختار المجدلية, وكان عليها سبعة شياطين (مر16:9), وجعلها من خاصته, وظهر لها بعد القيامة. وكلفها بأن تبشر الرسل (مت28:10), هو قادر أن يخلصك مثلها.
هو الذي اختار متي العشار, ليكون أحد الاثني عشر, وأشفق علي زكا, ودخل بيته وقال: اليوم حصل خلاص لهذا البيت (لو19:9).
ولما طرح عليه موضوع قلع الشجرة غير المثمرة, قال: أتركها هذه السنة أيضا.. (لو13:8).
أي أعطيها فرصة أخري حتي أنقب حولها وأضع زبلا, فإن صنعت ثمرا, وإلا ففيما بعد نقطعها. إنه لا يشجع فقط, وإنما أيضا يقف علي الباب ويقرع (رؤ3:20).
إنه يشجع الضعفاء والخطاة, وحتي اليائسين.
اليائسين
من أبرز المواقف لليائسين, تشجيع موسي النبي للشعب, الذي وجد نفسه محصورا ما بين البحر الأحمر, ومركبات فرعون الستمائة التي تسعي وراءه.. وهو ذا الموت ينتظره لا محالة. وهنا يقول موسي النبي:
قفوا, وانظروا خلاص الرب. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون (خر14:13, 14).
ونفس الوضع بالنسبة إلي داود النبي في المزمور الثالث, حيث يقول: يارب لماذا كثر الذين يحزنونني: كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه. ولكن حالا يتكلم الروح في قلبه مشجعا, فيقول: أنت يارب هو ناصري, مجدي ورافع رأسي. بصوتي إلي الرب صرخت, فاستجاب لي من جبل قدسه (مز3).
كذلك ما أجمل مزمور يستجيب لك الرب في يوم شدتك (مز19:20).
كله تشجيع.. لقد نشرت لكم كتابا عن التأملات في هذا المزمور المملوء رجاء وتشجيعا.. أقرأ أيضا مزمور: لولا أن الرب كان معنا (مز23) الذي يقول فيه المرتل: نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين, الفخ انكسر ونحن نجونا...
كل المزمور عبارات مشجعة. وما أكثر المزامير التي من هذا النوع..
حتي الذين يئسوا لطول المدة, أعطاهم الرب تشجيعا ورجاء في مجيئه حتي في الهزيع الرابع من الليل لإنقاذ التلاميذ (مت14:25).
الخائفون
كثيرون كانوا يقفون خائفين, حتي في مجال دعوتهم للخدمة فلم يرفضهم لخوفهم وضعفهم. وإنما كان يشجعهم ويعدهم, ويثبت دعوته لهم. ومن أمثلة ذلك:
موسي النبي, خاف لأنه ثقيل الفم واللسان.
لقد خاف من لقاء فرعون, كيف يكلمه؟ وكيف يجيب عن أسئلته وأسئلة الشعب. وقال للرب: لست أنا صاحب كلام, منذ أمس ولا أول من أمس, ولا من حين كلمت عبدك, بل أنا ثقيل الفم واللسان (خر4:10). ها أنا أغلف الشفتين فكيف يسمع لي فرعون؟! (خر6:30).
ولكن الرب شجعه. ومنحه أخاه هرون معينا له, وقال له: تكلمه, وتضع الكلمات في فمه. وأنا أكون مع فمك ومع فمه. وأعلمكما ماذا تصنعان.. وهو يكلم الشعب عنك, وهو يكون لك فما (خر4:17). إرميا أيضا خاف وقال: لا أعرف أتكلم لأني ولد (إر1:6).
ولكن الرب شجعه وقال له: لا تقل إني ولد, لأنك إلي كل من أرسلك إليه تذهب.. لا تخف من وجوههم لأني أنا معك, لأنقذك ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر. قد وكلتك اليوم علي الشعوب وعلي الممالك.. (إر1:7-10).
بل أكثر من هذا, رفع معنوياته جدا وقال له: هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة, وعمود حديد وأسوار نحاس علي الأرض كلها.. فيحاربونك ولا يقدرون عليك, لأني أنا معك -يقول الرب- لأنقذك (إر1:18, 19).
يشوع أيضا كان خائفا بعد الفراغ العظيم الذي تركه موسي النبي بوفاته.
ولكن الرب شجعه, وقال له: تشدد وتشجع لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسي أكون معك. لا أهملك ولا أتركك.. أما أمرتك؟ تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترتعب, لأن الرب إلهك معك حيثما  تذهب (يش1:5-9).
وهكذا شجع الرب يعقوب, وهو خائف من ملاقاة عيسو..
لذلك قواه. ومنحه المواعيد وظهر له, وأعطاه فرصة أن يجاهد معه ويغلب (تك 32:28). وكان في أول هرب قد ظهر له. أيضا رؤيا السلم والملائكة وقال له: ها أنا معك, وأحفظك حيثما تذهب, وأردك إلي هذه الأرض (تك28:15).
أسلوب التشجيع عند إلهنا. هو أسلوب ثابت.
إنه لم يشجع فقط الضعفاء والمأسورين, والخطاة والخائفين واليائسين, وإنما أيضا:
أصحاب القليل
كما نصلي في أوشية القرابين ونقول: أصحاب الكثير وأصحاب القليل. الخفيات والظاهرات . وقد تعلمنا هذ الدرس من الرب نفسه.
لقد طوب الأرملة التي دفعت الفلسين.
وقال عنها إنها: ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة, وإن الجميع من فضلتهم ألقوا, وأما هذه فمن أعوازها. ألقت كل ما عندها, كل معيشتها (مر12:43, 44).
وشجع اللص اليمين الذي جاءه في آخر ساعة من حياته.
لم يوبخ تأخيره في التوبة, ولا كل حياته القديمة الشريرة, وإنما قال له في محبة:
اليوم تكون معي في الفردوس (لو23:43).
وقال الآباء إن العنقود وإن كانت فيه حبة واحدة, ففيه البركة.
يكفي أن عصارة الكرمة (سلافها) لازالت تسري فيه. وعن هذه قال إشعياء النبي: كما أن السلاف يوجد في العنقود. فيقول قائل: لا تهلكه, لأن فيه بركة, هكذا أفعل لأجل عبيدي, حتي لا أهلك الكل (إش65:8).
كم من الصغار قبلهم الرب, وقبل عطاياهم.
قبل التسبيح من أطفال بيت لحم وقال: إن سكت هؤلاء فالحجارة تنطق (لو19:4).
وهكذا دافع عنهم. وقال: دعوا الأطفال يأتون إلي  ولا تمنعوهم, لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات (متي19:14). وتقبل من طفل خمس خبزات وسمكتين, وصنع بهذه العطية البسيطة معجزة عظيمة (يو6:9-14).
ومن تشجيع الرب إشفاقه علي أصحاب الأمور المستعصية:
الأمور المستعصية
مثل معجزات الشفاء للأمراض عديمة العلاج.
كمنحه البصر للمولود أعمي (يو9), وشفاء مريض بيت حسدا الذي قضي 38 سنة مطروحا إلي جوار البركة (يو5). وصاحب اليد اليابسة (مت12:10, 13). ونازفة الدم (مت9:20, 22), وكافة البرص والعميان والمفلوجين.
ويقول القديس متي الرسول عنه في ذلك: فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة, والمجانين, والمصروعين, والمفلوجين فشفاهم (مت4:24).. يضاف إلي كل هذا معجزات إقامة الموتي. وهكذا شجع المرضي إنه لا يأس ولا مستحيل.
وكذلك ما فعله الرب في حالات مستعصية مثل إلقاء دانيال في جب الأسود (دا6), وإلقاء الثلاثة فتية في أتون النار (دا3), وخلاصه العجيب في مناسبات عديدة.. ما يفتح باب الأمل والرجاء أمام كل أحد.
* * *
وفي الكلام عن التشجيع, نذكر أيضا الوعود الإلهية.
الوعود الإلهية
كلها رجاء وتشجيع, تقوي المعنويات وتبعث الأمل, كقوله: ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (متي28:20).
وكقوله أيضا: هوذا علي كفي نقشتك (إش49:16).
أما أنتم فحتي شعور رؤوسكم محصاة (مت10:30).
شعرج واحدة من رؤوسكم لا تسقط (لو21:18).
وقوله: لستم أنتم المتكلمين, بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم (مت10:20).
وما أجمل مواعيد الرب في سفر المزامير وهي كثيرة.
* * *
ليتنا من كل ما ذكرناه من أمثلة, نتعود كيف نشجع الكل, مهما كانت حالتهم. ونمنحهم رجاء يشتدون به, وتقوي عزائمهم وإرادتهم.
وبهذا ننقذ نفوسا من اليأس والضياع.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

لاحظ نفسك والتعليم بقلم قداسة البابا شنودة الثالث

بقلم  قداسة البابا شنودة الثالث  
لاحظ نفسك والتعليم اتي4:16
من قال هذه العبارة لاحظ نفسك والتعليم,وداوم علي ذلك.فإنك أن فعلت هذا,تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا1تي4:16
القديس بولس الكارز العظيم,الذي اختبر الخدمة في عمقها واختبر الحياة الروحية في عمقها..الذي في الخدمة تعب أكثر من جميع الرسل1كو15:10وفي الروحيات صعد إلي السماء الثالثة,إلي الفردوس2كو13:3, 4
بولس هذا يكتب إلي تلميذه تيموثاؤس أسقف أفسس الذي سكن فيه الإيمان العديم الرياء وفي أسرته أمه وجدته من قبل وهو منذ الطفولة يعرف الكتب المقدسة 3تي3:15.يكتب إليه فيقول لهلاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك لإنك أن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضااتي4:16
ومع أنه في الأسقفية محاط بأعباء ومسئوليات ضخمة وبخاصة في بلد كأفسس,ليست الخدمة فيها سهلة إذ قال القديس بولس نفسهحاربت وحوشا في أفسس1كو15:32ولكن علي الرغم من كل مسئوليات الخدمة الملحة يقول له معلمهلاحظ نفسك..
ويقول لاحظ نفسكأ ولا قبل التعليم ويري هذا لازما لخلاصه ولخلاص أنفس الناسلأنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا.
إنها قاعدة أساسية يقدمها الرسول للجميع سواء كانوا خداما أو أشخاصا عاديين ولكن الخدام يمسهم هذا الأمر بعمق أكثر.فلماذا؟
لاحظ نفسك.لماذا؟
لأن هناك خداما كثيرين وصلوا إلي مستوي كبير في شهرتهم وفي نشاطهم وفي سعيهم وراء الآخرين وصارت لهم أسماء رنانة ومع ذلك نسوا أنفسهم وضاعوا.
هم يخدمون من الخارج فقط.. ولكن داخلهم مفقود!!
بعض هؤلاء الخدام كانوا يهتمون بأنفسهم قبل أن يصيروا خداما فلما بدأوا الخدمة زحف الفتور إلي قلوبهم لأنهم ظنوا أن مهمتهم صارت الاهتمام بالآخرين وليس بأنفسهم هم والبعض منهم أصبحوا في مستوي أقل بكثير من مستوي أولادهم وتلاميذهم وهؤلاء يقول الرسول لكل منهم:لاحظ نفسك ..ولماذا؟
لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!متي16:.26
ماذا يستفيد هؤلاء الخدام الذين يميتون أنفسهم في الخدمة,وإذ يهملون أنفسهم يخسرون الملكوت؟ويظن الواحد منهم وهو في الخدمة أنه قد أخذ راحيل ثم ينظر فإذا هي ليئة..
خدام كثيرون وجدوا أنهم في الخدمة قد دخلت إلي حياتهم مشاكل وصراعات وإدانات ما كانوا يعانون منها من قبل..
حقا إن الخدمة ليست في جوهرها سببا لكل هذه المشاكل والصراعات ولكن الذي لايلاحظ نفسه قد يصل إلي هذا الوضع أو إلي مايشبهه ويجد أنه في الخدمة قد كثرت أخطاؤه ونبتت خطايا جديدة لم يكن يشكو منها أو كانت خافية ثم ظهرت,
وربما يبدو أن الخدمة قد أصعدته إلي فوق بينما هو في حقيقة الأمر قد هبط إلي أسفل سواء شعر بذلك أو لم يشعر!كلما يكبر في الخدمة تزيد مشغولياته وقد تزيد أيضا أخطاؤه وكلما تزداد مسئولياته تمتص وقته كله,وبالتالي يهمل نفسه ولايعطيها الغذاء الروحي اللازم لها.وهكذا ينزلق إلي تحت وإن نصحته بترك الخدمة لكيما يلتفت إلي نفسه يحزنه ذلك جدا لأن الخدمة صارت بالنسبة له كل شيء في حياته ولايمكنه أن يحيا في المجتمع بدونها وليت مثل هذا الخادم يدرك حقيقة هامة وهي:
الذي يوصل إلي الله,ليس الخدمة بل القلب النقي.. والخدمة الحقيقية ليست هي الخدمة التي تقل فيها روحيات الإنسان وتظل تقل حتي تنتهي لأن الإنسان عاش فيها بعيدا عن نفسه كل همه خارجها ينسي عبارة ملكوت الله داخلكملو17:21ويحسب أن الملكوت هو خارج نفسه,وسط الناس..!
في عمق أعماق الخدمة كان القديس بولس الرسول يلاحظ نفسه ويهتم بروحياتها ولذلك استطاع أن يقول في صراحة تامة:
أقمع جسدي وأستعبده حتي بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا1كو9:27
ما أخطر هذه العبارة وما أوجعها أن يصير إنسان مرفوضا من الله علي الرغم من كرازته للآخرين..يصير كالجسر الذي يوصل من شاطيء إلي شاطيء بينما هو قابع مكانه لايتحرك ولايصل إلي الشاطيء الآخر.. أو يصير كأجراس الكنائس التي تدعو الناس أن يدخلوا إلي الأقداس دون أن تدخل هي:
ليتك تخاف من عبارة لئلا أصير أنا نفسي مرفوضا!إذن لاحظ نفسك لأن هناك خداما حياتهم الروحية لها شكل هرمي يرتفع أولا حتي يصل إلي قمته ثم ينحدر إلي أسفل نازلا من ارتفاعه
يصبح وقتهم ليس لهم واهتمامهم أيضا ليس لهم وكذلك عاطفتهم كل الوقت والاهتمام والعاطفة يتحولان إلي مايسمونه الخدمة!أما روحياتهم الخاصة ,فلا يجدون لها وقتا علي الإطلاق ولاتوجد رغبة في قلوبهم للاهتمام بها.. وربما يظن بعضهم أن هذا لون من بذل الذات لأجل الآخرين.
بذل الذات فضيلة بلا شك ولكن بذل الروحيات خطيئة وضياع.. ويوحنا المعمدان:عندما قالينبغي أن ذاك يزيد واني أنا أنقصيو3:30لم يقصد مطلقا أنه ينقص في الروحيات أو في محبة الله!كلا بل ينقص من جهة الكرامة والخدمة والظهور.. أما روحياته فكانت تزيد باختفائه لكي يظهر المسيح مكانه ويتولي دفة الكنيسة بنفسه, يتسلم العروس وهكذا كان يوحنا يزيد فيما كان يبدو أنه ينقص!كان يزيد في اتضاعه وفي محبته لله وفي إيمانه بالمسيح وعمله.
لاحظ نفسك فإن وجدت روحياتك تقل في محيط الخدمة اتخذ موقعا لإنقاذ نفسك:
لاتقطع من روحياتك لكي تعطي للخدمة وأيضا لاتقطع الخدمة وتوقفها من أجل روحياتك إنما اقتطع من الوقت الضائع وقدمه لروحياتك واقتطع أيضا من مشغولياتك العالمية أو العلمانية لكي تهتم بروحياتك قم من غفلتك هذه وافهم الخدمة علي حقيقتها إنها ليست دوامة تدور فيها نفسك دون أن تعرف أين أنت!!
أمثلة للضياع في الخدمة.تحت هذا العنوان نقدم نوعين:نقدم أمثلة من أشخاص وأمثلة من أخطاء الابن الضال الكبير لو15كان مثلا واضحا حينما رفض أن يشترك من الفرح برجوع أخيه بل احتج علي ذلك وكلم أباه بروح الانتقاد والشكوي والتذمر قائلا لهها أنا أخدمك سنين هذا عددها وقط لم تعطني جديا لأفرح مع أصدقائي وابنك هذا؟وإذا به بعد سنين هذا عددها في الخدمة يصل إلي هذا المستوي الساقط!
فهو مركز حول ذاته وهو ساخط علي وضعه و,يقارن نفسه بأخيه ويغضب لأن أخاه في موضع الرضي وقد فرح به كل أهل البيت بينما هو ليس في شركة مع الآب
وما أكثر الخدام الذين يعيشون في نفس هذه المشاعر علي الرغم من طول خدمتهم لذلك يقول الرسول لكل منهم لاحظ نفسك..
في الخدمة أيضا سقط سليمان مع أنه كان من قبل ممتلئا حكمة.. وكان قد بدأ خدمته بروح عجيبة وقام بأعمال عظيمة وتراءي له الله مرتين.. في جبعون وفي أورشليم ولكنه إذ لم يلاحظ نفسه سقطامل.11وابوه داود أيضا الذي حل عليه روح الرب 1صم16وكان رجل صلاة ومزامير إذ لم يلاحظ نفسه لما كبر في الخدمة سقط أكثر من مرة وتاب.
ديماس كان خادما كبيرا من أعوان بولس الرسول وإذ لم يلاحظ نفسه سقط وانتهي 2تي4:10 ونيقولاوس كان أحد الشمامسة السبعة المملوئين من الروح القدس وسقط!
هناك أمور عديدة يسقط فيها الخادم الذي لايلاحظ نفسه وفي مقدمتها الكبرياء:
الخادم الروحي يحتفظ بتواضع قلبه ويحب كل حين أن يتعلم ويزداد معرفة ولكن يحدث أن البعض حينما يكبرون تكبر قلوبهم ويفقدون تلمذتهم ثم يعتزون برأيهم الخاص وبأفكارهم الخاصة.. ولايسترشدون بأحد وقد يسألون أحيانا أحد المرشدين لمجرد معرفة رأيه دون التقيد بالسير حسب هذا الرأي!ثم يتطورون من حب التعلم وإستلهام الطريق إلي المنافسة والمجادلة ثم إلي المعارضة والتشبث بالرأي ثم إلي الإدانة وتحطيم الغير.
وبعضهم قد ينتهي به الأمر إلي التآله فيقدم فكره وكأنه عقيدة ولا يقبل مناقشة فيه ولايحتمل معارضة ويثور علي كل من يخالفه في شئون الخدمة.. ويأتي وقت قد يفرض فيه رأيه فرضا ويصف كل من يخالف هذا الرأي بالعناد والعصيان..!!أليس من الأصلح لمثل هذا الخادم أن يلاحظ نفسه أولا ليري أين هو؟وإلي أين يسير؟
وكثير من الخدام كلما كبروا يلاحظ أن أعصابهم قد ضعفت وأصبحوا يثورون!
تكثر انتهاراتهم للغير,ويكثر توبيخهم ويكثر سخطهم وغضبهم ولا يعودون يحتملون أخطاء الغير وإن نبهوهم إ لي هذه الأخطاء يكون تنبيههم في عنف وربما بأسلوب جارح وفي غير احترام لشعورهم!وتكثر إدانتهم للآخرين.. وفي كل ذلك يفقدون وداعتهم ويفقدون اتضاعهم.
وتضيع صورتهم البشوشة ومعاملتهم الطيبة..
وبعض هؤلاء يكثر صياحه ويعلو صوته ويكثر أمره ونهيه ويملكه روح التسلط..
ومثل هذا يحتاج بلا شك إلي عبارة لاحظ نفسك
قوانين الكنيسة تشترط في الأسقف أنه لايكون غضوبا وهذا هو تعليم الكتاب أيضا1:7وهذا الوصف أيضا للقسوس والشمامسة وكل الخدام.
كيف تلاحظ نفسك:
1- أولا:ضع هذا في فكرك وقلبك باستمرار أنك تهتم بنفسك وأبديتك وأن النعيم الأبدي لايمكن أن تناله ألا بنقاوة القلب وعمق صلتك بالله. وإنك إن خسرت نفسك خسرت كل شيء وإن ربحتها ربحت كل شيء.
2- واعرف أنك إن لاحظت نفسك سوف تلاحظ التعليم أيضا بل إن نفسك ذاتها هي التعليم هي الدرس والقدوة والعظمة والنموذج الحي..الأم والأب هما أول درس يتلقاه الطفل في حياته الروحية والزوجة المتدينة هي درس عملي لزوجها تجذبه معها إلي الله والخادم أو المدرس هو الدرس والقدوة بالنسبة إلي أولاده وتلاميذه يتعلمون من حياته أكثر مما يتعلمون من عظاته..
3- لذلك إن أردت أن تهتم بتلاميذك وتهتم بالتعليم ضع أمامك قول الرب:
من أجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحقيو17وطبعا هذه العبارة تؤخذ علي الرب بمعني وعلي الخدام بمعني آخر.
المهم أن تتقدس حياتك للرب كلما تكون خدمتك ناجحة ومثمرة لأنك لايمكن أن تعطي غيرك من فراغ.. وإنما كن كما نقول دائما في مجاللايفيض إلا الذي امتلأفلكي تفيض علي غيرك ينبغي أن تمتليء أولا..
4- ولكن لايكن غرضك من الامتلاء هو أن تفيض علي غيرك إنما امتليء لأن هذا الامتلاء متعة روحية لك..
امتليء بالحب امتليء بالروح امتليء بالمعرفة لأن الحب هو حياتك ولأن الروح هو الذي يقدسك ولأن المعرفة هي التي تنير عينيك وقلبك وفكرك. ومعرفة الله هي أعمق معرفة تغذي الروح وتعطيها متعة روحية هنا وفي الأبدية يو17:3اقرأ من أجل روحياتك وليس لكي تحضر درسا أو لكي تنفع الآخرين بمعلوماتك!
5- وعندما تلاحظ نفسك لاحظ أفكارك ومركز الله فيها:استوقف عقلك بين الحين والحين لكي تعرف أين تجول أفكارك وإن سرحت اعرف في أي موضوع تسرح ولماذا؟وماذا تختبيء وراء ذلك من مشاعر وتذكر أن الأب الكاهن يسأل الشعب في القداس الإ لهي ويقول لهم أين هي عقولكمفيجيبونه قائلين هي عند الربليت هذه الإجابة تكون صادقة وسليمة في كل وقت ولتكن لك باستمرار يقظة العقل وإن سرحت بك أفكارك أجمعها بسرعة وقل لنفسك أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظتمز3وليتك تقول في ذلك أيضاأنا استيقظ مبكرامز56..
6- وكما تلاحظ أفكارك لاحظ حياتك كلها وتصرفاتك لاحظ تعاملاتك مثلا مع الناس ولاحظ مدي روحانية تصرفاتك وفي كل خطوة تخطوها اسأل نفسك أين أنا الآن؟حاسب نفسك جيدا بدون تبريرات وبدون أعذار ولا تجامل ذاتك في أمر من الأمور واذكر قول القديس مقاريوس الكبير احكم يا أخي علي نفسك قبل أن يحكموا عليك .
7- لاحظ أيضا أهدافك وكذلك وسائلك هل لك أهداف عالمية ؟هل ذاتك هي أهم أهدافك
أم لك هدف واحد هو الالتصاق بالله ومعه لاتريد شيئا علي الأرض؟وهل انحرفت بك الأهداف ؟هل أصبح من أهدافك المال أو الشهرة أو السلطة أو العظمة أو الترف أو مجرد العلم والمعرفة؟
وما هي الوسائل التي تحقق بها أهدافك ؟أهي وسائل روحية ؟أم دخل فيها التحايل والخطأ؟
8- لاحظ مستواك:أهو المستوي الجسداني؟أم المستوي الروحي أم الاجتماعي؟قد تكون فضائلك كلها اجتماعية لا دخل للروح أو لمحبة الله فيها وقد تكون مجرد فضائل جسدانية بلا روح وربما لاتكون قد وصلت إلي هذا المستوي أو ذاك فليتك تعرف أين أنت؟وتعرف مدي ممارستك لوسائط النعمة
9- لاحظ أيضا أخطاءك..لا تجعلها تمر عليك سهلة أو بدون علاج.. الإنسان الروحي قد يسقط ولكنه يدرك سقطته ويندم عليها وبسرعة يقوم كما أنه يحتاط للمستقبل حتي لا يتكرر سقوطه.. فهل أنت كذلك أم أنك تسقط وتستمر في سقوطك وقد تتحول إلي أسوأ أو قد تتأقلم مع الأخطاء وتصبح عادات لك أو تدخل في طباعك فتتطبع بها وتحاول أن تفلسفها وتبررها كسلوك سوي
10- لاحظ نفسك أيضا من جهة النمو الروحي
الحياة الروحية هي رحلة نحو الكمال يتقدم فيها الإنسان باستمرار حتي يصل إلي الصورة الإلهية التي خلق بهاتك1:27فهل أنت في كل يوم تمتد إلي قدام؟أم وصلت إلي مستوي معين في الروحيات وتجمدت عنده؟انظر إلي نفسك هل أنت سائر في الطريق الروحي؟أم أنت واقف؟أم أنت راجع إلي الخلف؟
وهل تنمو من جهة الكمية والنوعية؟أم هو نمو شكلي؟كمن يزيد عدد صلواته ولكن بغير عمق بغير روح بغير فهم ولا تأمل بغير حرارة ولا خشوع بغير إيمان بغير اتضاع!!لاحظ نفسك والتعليم.
والتعليم ليس مجرد رسميات والخدمة كذلك ليست هي وظيفة الدين هو حب ينتقل من قلب إلي قلب وإيمان يتسلمه جيل من جيل والدين هو قدوة تنتقل من حياة إلي حياة وهو ملكوت الله ينتشر وينمو وهو غيره مقدسة تشتعل في قلب فتشتعل بلهيبها قلوب أخري.. والخادم الروحي هو إنسان التصق بالله والله محبة فامتلأ بالحب نحو الله والناس.
هذه هي الخدمة التي ينبغي أن تلاحظها ومن جهة التعليم فينبغي أن يكون تعليما سليما كما قال القديس بولس لتلميذه تيطس تكلم بما يليق بالتعليم الصحيح تي2:1 فلا يكن تعليمك فكرا شخصيا ولا تعليما منحرفا ولا مجرد عقيدة ابتكرتها فتعدد مدارس التعليم أوجد البدع والهرطقات
وكما يكون تعليمك سليما ينبغي أن يكون أيضا تعليما دسما يشبع سامعيك كما يجب أن يكون مناسبا لهم متدرجا مع مستواهم ويكون تعليما نقيا من الشتائم ومن التوبيخ يشعر كل من يسمعه أن الروح هو الذي تكلم علي فمك وهو الذي أعطاك ما تتكلم به.لاحظ التعليم الذي تعلمه لغيرك بحيث يكون تعليما كتابيا يستند علي كلمة الله التي تحكمك للخلاص 2تي3:15وكما قال القديس الأنبا أنطونيوس كل ما تقوله ينبغي أن يكون لك عليه شاهد من الكتب وليكن تعليمه أيضا تعليما رسوليا حسب التقليد الذي تسلمناه من الأباء2تي2:2ليكن تعليما آبائنا حسبما تعلمنا من آبائنا القديسين لاتعتمد علي فكرك الخاص لئلا تضلل الأفكار وكما قال الكتاب وعلي فهمك لاتعتمد أم3:5وإنما أنظر ماذا قال أباؤنا الذين تكلموا بالروح
وليكن تعليمك أيضا كاملا فلا تذكر أنصاف الحقائق وإحذر من خطورة إستخدام الآية الواحدة فالكتاب كله تعليم متكامل وليكن تعليمك أيضا مؤثرا وجذابا ومشوقا لسامعيك يفرح به تلاميذك كمن وجد غنائم كثيرة مز 119 تمتصه الروح في بهجة وقلب تكون النتيجة؟تخلص نفسك لاتنس نفسك وسط اهتمامك بالآخرين وتعليمهم وينبغي أن تشعر إنك تحتاج إلي التعلم مثلهم وتسعي إلي الخلاص أيضا مثلهم وإن كانت القديسة العذراء قد قالتتبتهج روحي بالله مخلصهالو1:47فماذا تقول أنت عن نفسك؟أنت محتاج إليه القديس تيموثاوس الأسبق الذي كتبت له هذه العبارة ولاتظن أن عملك في الخلاص هو خاص بخلاص الآخرين وإنما بنفسك أيضا لذلك لاحظ نفسك لكي تتمم خلاصك بخوف ورعدة كما يقول الرسول في2:12وأنصت إلي القديس بطرس وهو يقول سيروا زمان غربتكم بخوف 1بط:17 إنك لاتستطيع أن تعمل علي خلاص غيرك طالما أنت نفسك لم تسر في طريق الخلاص بعد ولا يمكنك أن تعلم غيرك التدقيق في الحياة الروحية ألا أن كنت أنت نفسك مدققا أعني أن كنت تلاحظ نفسك وتلاحظ كيف تطبق التعليم في حياتك الخاصة وحينئذ كما تلاحظ نفسك وتعمل علي خلاصها فإ نك أيضا تخلص الذين يسمعونك أي تقودهم في طريق الخلاص بالتعليم السليم وبالقدرة الصالحة التي تقدمها لهم في ملاحظتك لنفسك واهتمامك بها فيقلدون حياتك وسيرتك كما كان يفعل القديس تيموثاوس بالنسبة إلي معلمه القديس بولس الرسول 2تي3:11,10 هذا هو السلوك السليم الذي ينبغي أن يسلكه كل خادم أما الذي لايهتم بنفسه ولا بالتعليم فإنه يضيع نفسه والذين يتتلمذون عليه أيضا فإن لاحظت نفسك والتعليم استمر هكذا وكما يقول الرسول داوم علي ذلك. لأن كثيرين بدأوا خدمتهم بإهتمام وحرص ثم فتروا في حياتهم وفترت خدمتهم أيضا,وفتر تأثيرهم علي غيرهم!!ما أنت يا رجل الله فلا تكن هكذا وإنما لاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك ولتكن روحك مشتعلة ويشبع به الفكر..
وإن لاحظت نفسك والتعليم ماذا تكون
وإن بالحب الإلهي وبنقل هذا الحب إلي الآخر
وإلي اللقاء في عدد مقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا..

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

Tuesday, April 6, 2010

أخرستوس آنستى . المســيح قام . ألـيـثـوس آنسـتى . بالحقيقة قام

أخرستوس آنستى . المســيح قام . ألـيـثـوس آنسـتى . بالحقيقة قام

يتقدم الأقباط الأحرار بأرق وأجمل التهانى القلبية للشعب القبطى فى كُل أرجاء المسكونة
بمُناسبة عيد القيامة المجيد، وأعياد شَم النسيم
kiamt_almasih_0983
ونتقدم بتهنئة خاصة من القلوب لأبينا المحبوب
قداسة البابا المُعظَم الأنبا شنودة الثالث
راجين له من الرب دوام الصحة والعافية، ولجميع الإكليروس وكل العاملين بكَرم الرب يسوع البهجة والسرور بقيامة الرب من بين الأموات

أخرستوس آنستى   المســيح قام
ألـيـثـوس آنسـتى    بالحقيقة قام
فيديو يُبين لحظات إنبثاق النور المقدس من القبر الفارغ للسيد المسيح

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

وعظة قداسة البابا شنودة فى عيد القيامة

قداسة البابا شنودة يتحدث عن الجسد النوراني فى القيامة -
أرواح الأبرار لن تعرف الشر أو مصطلحاته بعد القيامة -
سنكون كالملائكة في حرية حركتها وانتقالها دون عبء الجسد -
سيكون كل تفكيرنا روحاني كما قال السيد المسيح  -
ستختلف معارفنا فى القيامة الجديدة حيث لن نعرف الشر -
 ستتغذى الروح بمحبة الله وعشرة الله والملائكة والقديسين -

جارى تحميل م&#1612;شغل الفيديو&#1548; فى حالة عدم ظهور الفيديو تستطيع تحميله مباشرة بالنقر على زرار تحميل
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

فيديو النور المقدس الذى يخرج من قبر السيد المسيح


منذ قيامة السيد المسيح من قبره وحتى يومنا هذا يفج نور من قبر السيد المسيح وذلك فى يوم السبت ويطلق عليه أسم سبت النور تمييزاً له عن باقى أيام السبوت السنة  وهذا السبت هو الذى يسبق مباشرة عيد القيامة حيث يخرج نور عظيم من قبر الرب يسوع المسيح بكنيسة القيامة بأورشاليم، وهذا النور له مميزات خاصة حيث أنه فى ثوان يضئ شموع زوار الكنيسة كلها ، فتنير الكنيسة بنور السيد المسيح .. والأمر العجيب أن هذا النور لا يحرق من يلمسه فى الدقائق الأولى ولكنه يتحول بعدها إلى نار ..
ويخرج النور المقدس بعد صلوات يقوم بها صاحب الغبطة بطريرك الروم الأرثوذكس فى أورشليم المدينة المقدسة وتتم على مراحل :-

أولاً : التأكد أن القبر فارغ
يتم تحضير القبر والتأكد من أنه قبر فارغ فى صباح يوم سبت النور حيث يبدأ الفحص في 10:00 وينتهي في 11:00 صباحاً حيث يدخل البطريرك ومن معه ويتأكد من عدم وجود أى شئ فى القبر  وبعد التأكد من خلو القبر المقدس من أى مادة مسببة لهذه المعجزة، يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر كما حدث تماماً من الرومان وذكر فى الإنجيل الصورة المقابلة بطريرك الروم الأرثوذكس يختم الشمع
ثانياً  : النور يفج من القبر
و في الساعة 12:00 يدخل الكنيسة بطريرك أورشاليم (القدس) للروم الأرثوذكس ومعه رؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة وبطريرك الأرمن .
ثم تبدأ أجراس مدينة أورشليم بدق الأجراس بالنغمة الحزاينى حين يدخل البطريرك ويجلس على الكرسى البابوى، وتتجمع الطوائف المسيحية من أرمن و أقباط أرثوذكس ثم يدخل الجميع أمام القبر و يظل القبر مُقفل و مختوم، يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس من على كرسيه ويدخل للقبر ، ولكن قبل أن يدخل إلى القبر يتم تفتيشه للتأكد من عدم وجود أى مصدر للنار أو النور معه حتى أنه يخلع الملابس السوداء و يقف بالملابس البيضاء ، ويكون هذا التفتيش على يد كل من حاكم القدس ومدير شرطة القدس وهم بالطبع (غير مسيحيين) بجانب أخرين من الكهنة ، و يتم هذا التفتيش أمام الجميع . ثم يدخل البطريرك فى القبر المقدس، وهو يحمل شمعة مطفأة .
تحدث مراسم النور المقدّس وتتكون من ثلاث مراحل: .الصلاة و التمجيد ثم دخول الأسقف في القبر المقدس ، صلاوات البطريرك طالباً من الرب أن يخرج النور المقدس داخل القبر المقدس، يصلّي بطريرك الروم الأرثوذكس وهو راكعاً و يذكر الطلبات الخاصّة التي تطلب سيّدنا يسوع المسيح أن يرسل نوره المقدّس. وفى هذا الوقت يترقب الجميع خروج النور فى سكون و صمت شديد شاخصين إلى القبر الفارغ يحملون الشموع لينيروها من النور المقدس .. بعد صلاة البطريرك يسمع الحاضرين صوت صفيراً و يخرج برق أزرق وأبيض من الضوء المقدّس يخترق من كل المكان، كما لو أن ملايين الومضات الفوتوغرافية تعانق الحاضرين و تنعكس على الحيطان وتضئ كلّ الشموع من هذا النور. أما فى القبر المقدس يخرج النور و يضئ الشمعة التى يحملها البطريرك . ويبدأ الحاضرين في الهتافات و الصلاة بينما تنساب دموع البهجة والإيمان من عيون الناس .
وهذا النور شبيه بما ذكره الكتاب المقدس عن الروح القدس فى سفر الأعمال وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ (أع2: 2)
ثم تبدأ إحتفالات النور المقدس التى تقام فى سبت النور فيدورون حول القبر المقدس ثلاث دورات فيبدأ الروم الأرثوذكس دوراتهم الثلاثة ثم الأرمن ومن حقوق الأقباط أن يدورون بعدهم ثلاث دورات حيث ينشدون ألحانهم القبطية الشهيرة ويتكرر هذا الإحتفال مرة ثانية فى الساعة الرابعة من صباح (فجر) أحد الفصح .

الفيديو الاول
 

الجزء الثانى
 
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook