ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Saturday, April 10, 2010

الشهداء المعاصرون و السنكسار

حافظت كنيستنا على سيرة شهدائنا بوضع سيرتهم في السنكسار..لتكريمهم كتيجان مجد و قلائد بطولة لجهاد ُمظَفَّر,و كدَرْب مُوصِّل للمدينة التي لها الأساسات في الوطن السماوي الأفضل. و يُعتبر السنكسار دليلاً و كتالوجاً لمعالم رحلة تسير نحو الله و الملكوت السماوي.. و هو يحتوي على خريطة تحفظ جهادهم و انتصارهم حتى غلبتهم و عبورهم.
و إنْ كُنَّا بعد مذبحة عيد الميلاد في غاية الأسَى و الكَمَد بسبب القتل و الإبادة المتواصلة و ذلك الإستشهاد الجماعي, إلا أن الله يُنهضنا للتذكرة و يُنير أمامنا طريق الحياة و الخلود, و يجعل الرجاء يشرق فينا كمصباح منير في موضع مظلم,كي لا نقف عند البكاء و الحزن بل لنجتاز و نفهم, أن الآتي سيأتي و لن يبطئ,و هو وشيك أن يختم هذا الزمان و يُنهي مصارعة قوات الحجيم و الظلمة.
لقد عاصرنا في هذه السنين القليلة استشهاد شهداء كثيرين في التوفيقية و كفر دميان و القوصية و الكشح و الفكرية و العياط و سمالوط و ديروط والأسكندرية و الزيتون و نجع حمادي و سالت دماء غزيرة ة وعزيزة خَضَّبت كل أرجاء مصر لشهداء أبرار و بررة, لُكِموا و سُلِبوا و أُهْدِروا و نُهِبوا و قُتِلوا و عُذِّبوا, لا لسبب إلا لكونهم مسيحيين. تعمدوا بدمائهم و اصطبغوا بها لأجل الشهادة التي كانت عندهم, ثم ذهبوا إلى البيت الأبدي الغير مصنوع بيد.
و ورثوا ملكوتاً و عرشاً و قُدْساً و عُرْسًا لا يَفْنىَ و لا يضمحلُّ, فما أتْفَهُ الزمن عندما تقيس به أعمال الروح... وما أعظم أيقونات هؤلاء الشهداء اللابسين الثياب البيض اللامعة و في أيديهم الشبع و السرور و كل مشتهيات الأتقياء, بعد أن ذُبِحُوا بلا ذنب اقترفوه سِوىَ أنهم لا يدينون بما يدين به غيرهم.... See More
أليس من يُسْفَك دمُه من أجل الإعتراف العلني يستحق التقنين الكنسي كشهيد و كمعترف, فالتاريخ الكنسي يذكر أنه حتى الموعوظين قبل معموديتهم يُحْسَب لهم استشهادهم ما داموا قد نالوا (الصبغة) معمودية الدم....فكم بالحري هؤلاء الشهداء المؤمنون المعمدون المستنيرون.
إنني أذكر أن القمص غبريال عبد المتجلي تم تهشيم رأسه بالبلطة لرفضه النطق بالشهادتين, و عند استلام رفاته من المشرحة لم تكن له جمجة, و هناك شهداء آخرون قُطِعتْ ألسنتهم و طُعنوا في صدورهم لأنهم أصَرّوا على نفس الرفض.
لقد قال قداسة البابا شنودة الثالث عن شهداء نجع حمادي (أنهم شهداء بالحقيقة و أن دمهم يصرخ عند الله و أن الله اتخذ موقفاً لدمائهم البريئة) و ها عشرات الآلاف التي خرجت لتشهد لمذبحتهم و لأجل تكريمهم في كاليفورنيا و سياتل و نيويورك و ملبورن و سيدني و انجلترا و فرنسا و ألمانيا و اليونان و هولندا و قبرص و النمسا و في كل مدن العالم و كذلك وقفة الشموع المضيئة التي وقفتها الآلاف أمام المقر البابوي, إنما تساهم جميعها في الإجماع الشعبي بل و العالمي لتقنين هؤلاء الشهداء في سنكسار الكنيسة المقدسة خاصة بعد هذا الإجماع الموضِّح لليقين الخاص من قِبَل هذه الجموع حول استشهادهم.
فعلى المتخصصين في الأدب الإستشهادي و في أعمال التاريخ أن يحفظوا هذه السير في وديعة خزانة الكنيسة و ذاكرتها, لأن شهادة دمهم حفرت على جَبين الكنيسة المعاصرة لَحْناً حزيناً مجيداً صادقاً, و صار جزءاً حياً من تراث و واقع زماننا, و ستبقى سيرتهم مُخَلَّدة كما خُلِّدت أرواحهم, إذ بعد أن عاشوا الإستشهاد البطيء ( الطويل الأمد ) مع بني جنسهم بلغوا حتى سفك الدم بالرصاص و تمزقت أجسادهم.... فَمَوْهُوم كل من يظن أن أعمال النعمة في أزمنة الإستشهاد هي من أعمال الماضي فقط, لأن الله سيظل يتمم ما وعد به, و هو حي.... و وعده حق, وهو أمس و اليوم و إلى الابد.
وكما كتب الأولون من أمثال القديسين يوليوس الإقفهصي و يوحنا البرلسي و بطرس الجميل لسير الشهداء ينبغي أن تُدَوَّن سير هؤلاء المعاصرين ليستمر ذكرهم حتى تكتمل دورات التاريخ, فيُسَجَّل أنه في سنة 1727 ش و في عصر الخليفة محمد بن حسني والي مصر قد أطلَقَ يد الغوغاء و السفهاء و الرعاع لحرق و سلب و نهب و قتل الأقباط و تصفيتهم بالبطيء.... وقد سجل الأقباط و بطريركهم مَلْحَمَةً من الصمود و الثبات و التمسك بالوصايا الإلهية منقطع النظير.
إن الظهورات الروحية السابقة لهذه المذبحة كانت تعزية و ثباتاً و رسالة تقوية لما هو آتٍ, ولما هو عتيد أن يكون, حتى لا نرتاع إذ ليس المنتهى بعد, و حتى لا تُسرق أكاليلنا, بعد أن صار ذبحنا على الهوية أي بالأسماء التي نحملها, حقاً إننا نواجه قوات ظلامية, لكن ها هي غلبتنا و ذبيحة إيماننا.
القمص.أثناسيوس فهمي جورج.

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 comments:

Post a Comment

لا تقراء وترحل
اضف تعليقا