ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Saturday, April 10, 2010

القدوس الذى لا يموت


القدوس الذى لا يموت

المبحث الأول
الميت الحى

يقول لوقا البشير أن يسوع على الصليب صرخ بصوت عظيم قائلا :
"يا أبتاه فى يديك أستودع روحى ولما قال هذا أسلم الروح" ( لوقا 23 : 46 ).
لقد صرخ يسوع بصوت عظيم معلنا أنه ابن الله الوحيد بقوله يا أبتاه الذى هو واحد معه فى جوهر اللاهوت. فى يديك أى فى صورة مجدك أستودع روحى أى الروح القدس المحيى الذى هو روح الآب أيضا, ولما قال هذا أستودع الروح أى أودعها فى يدى الآب أى فى صورة الآب الذى هو المسيح بهاء مجد الله ورسم جوهره.
والسـؤال المطروح هـو إذا كان الثالوث فعل واحد فلماذا صرخ الابن قائـلا : " يا أبتاه فى يديك أستودع روحى " ؟
الواقع أن هذه الصرخة كانت من أجل التدبير حتى لا يظهر المسيح قيامته فورا فيكون الإنقضاء ونهاية الدهر. لهذا ستر المسيح حياته كباكورة فى يدى الآب أى فى يدى نفسه إذ هو صورة الآب من رآه فقد رأى الآب.
وأيضا كانت الصرخة إعلانا للمختارين بأن أرواحهم منذ هذه اللحظة لن تستودع فى جسد الموت فى القبر كالسابق بل سوف تستودع فى يدى الآب ( أى فى يدى المسيح صورة الآب ) لتكون مع المسيح فى الفردوس حتى اليوم الأخير لأن حياتنا الآن مستترة مع المسيح حتى متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ نظهر معه فى المجـد ( كولوسى 3 : 3 - 4 ).
لأن المسيح وإن مات موتنا على الصليب بسفك دمه إلا أن جسده كان محييا أى مقاما من الموت بروحه المحيى أى بالروح القدس ( بطرس الأولى 3 : 19 ) إذ لم يكن ممكنا أن الذى هو الحياة والمحيى يمسك من جسد الموت مثلنا لأنه وحده الذى له عدم الموت. لهذا إذ إلتقى الذى هو الحياة والمحيى بالموت فى جسده الخاص على الصليب أباد الموت أى ابتلعه كما تبتلع الظلمة من النور.
وبهذا صار المسيح هو البداءة بكر من الأموات .. عاملا الصلح بدم صليبه .. ليحضرنا قديسين وبلا لوم أمامه ( كولوسى 1 : 18 - 22 ).
لهذا إذ أحنى الرب رأسه معلنا تمام الفداء إنشق فى الحال حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل ( كإعلان عن تمام المصالحة وزوال الحجاب الفاصل بين الله والناس بإبطال الخطية والموت وردنا إلى الفردوس ) والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته, ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين ( من الواضح وجود ربط بين حدثى الصلب والقيامة لأن المسيح وإن أبطل الموت على الصليب بروحه المحيى إلا أنه لم يظهر قيامته فورا إلا فى اليوم الثالث وعليه فأن قيامة أجساد القديسين الراقدين إنما كانت بعد قيامته ) ( متى 27 : 51 - 53 ).
فالمسيح وإن مات على الصليب من ضعف الجسد بسفك دمه الطاهر لكنه كان حيا بقوة روحه المحيى. لأن جسده تغير فى لحظة فى طرفة عين بأن ألبس الكلمة جسده المائت عدم موت بقوة روحه القدوس مبطلا موت الجسد حينئذ صارت الكلمة المكتوبة إبتلع الموت إلى غلبة ( كورنثوس الأولى 15 : 42 - 54 ).
هذا التحول من الجسد الحيوانى ( أى الجسد الحى بالدم المائت ) للجسد الروحانى ( أى الجسد المقام بالروح القدس ) هو ما حدث على الصليب فبمجرد موت المسيح بسفك دمه صار جسده مقاما بروحه المحيى الذى هو الروح القدس وبهذا صار المسيح باكورة بالقيامة بالجسد الروحانى الممجد.
وهكذا بإبطال الموت على الصليب إنشق فى الحال حجاب الهيكل إلى إثنين من فوق إلى أسفل كإعلان عن تمام المصالحة وزوال الحجاب الذى كان يفصل بين الله والناس وردنا إلى الفردوس الأمور التى ما كانت لتتم إلا بإبطال موت البشرية ممثلة فى آدم الأخير رأس الخليقة الجديدة الروحانية أى المقامة بالروح القدس. لهذا أيضا تزلزلت الأرض والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة أى أورشليم السمائية فردوس الله وظهروا لكثيرين.
والواقع أن فى الإشارة إلى دخول الذين أقيموا من الموت للمدينة المقدسة برهان على أنها الفردوس الذى فتح أبوابه لقبول أرواح المؤمنين كروح لص اليمين والذين أقيموا من العالم الأول باستحقاقات دم المسيح على الصليب. ذلك أن المحقق كتابيا أن الفردوس وأورشليم السمائية هما موضع واحد تقع فى وسطه شجرة الحياة ( رؤيا 2 : 7 ) ( رؤيا 22 : 1 , 2 , 14 ) وأن سماء الفردوس أى السماء الثالثة ( كورنثوس الثانية 12 : 2 ) تقع فى أقاصى الشمال الكونى ( إشعياء 14 : 12 - 15 ) ( حزقيال 28 : 13 - 17 ) ( رؤيا 21 : 10 ).
وقد أشار بطرس ملمحا إلى أن الرب بشر الذين من العالم الأول الذى فنى بالطوفان بما يقوم دليلا على أن الذين قاموا من الموت هم من أبرار هذا العالم الذى إنتهى بالطوفان ( بطرس الأولى 3 : 18 ).
كما أثبت بطرس الرسول أن المسيح وإن كان مماتا فى الجسد ( أى بحسب الدم باعتباره المكون الجسدى القابل الموت ) ولكن محيى ( أى مقام من الموت ) فى الروح ( بطرس الأولى 3 : 18 ).
وهذا برهان على أن المسيح بالموت على الصليب داس الموت وأبطله. بمعنى أن جسد المسيح وإن ذاق موتنا بموت الدم إلا أن جسده لم يخضع للموت ولا للحظة واحدة لأنه فى اللحظة التى لفظ فيها نسمته صار جسده محييا أى مقاما من الموت بالروح القدس المحيى.
وأما عن قيامة الأموات الراقدين من عصر ما قبل الطوفان فهناك إشارة فى الإنجيل بحسب متى تؤكد تحققها بعد قيامة المسيح وخروجه من القبر.
والواقع أن ما حدث على الصليب هو عين ما سيحدث للقديسين الأحياء فى اليوم الأخير فى لحظة الإختطاف لأنهم فى لحظة فى طرفة عين سيتغيرون مماتين فى الجسـد بموت الدم ولكن مقامين من الموت بالروح القدس المحيى على مثال ما حدث على الصليب مع الفارق أننا نأخذ الروح كنعمة أما هو فبروحه الذاتى.
من ذلك نرى أن قول نسطور بأن روح إنسانية هى التى أحيت جسد المسيح بعودتها إليه فى اليوم الثالث يضاد الحق الكتابى المعلن بأن قيامة المسيح وقيامتنا إنما هى بروحه المحيى الذى هو الروح القدس. فضلا عن أن قوله بأن روح إنسانية هى التى أحيت جسد المسيح المائت إنما يكشف عن ذهن عاطل عن إدراك أبسط المسلمات البديهية وهى أنه إن كانت أرواح البشر محيية كروح الرب المحيى لصرنا مثله غير مائتين وما كنا نمسك من جسد الموت أبدا.
الوحيد الذى له عدم الموت ( تيموثاوس الأولى 6 : 16 ) أى الذى لا يمكن أن يمسك من الموت مثلنا ( أعمال 2 : 24 ) ( كورنثوس الثانية 13 : 4 ) هو المسيح الذى بروح أزلى ( العبرانيين 9 : 14 ) أبطل موت جسده ليصير باكورة الراقدين مماتا فى الجسد ولكن محيى فى الروح الذى فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن إذ نزل من قبل الصليب إلى أقسام الأرض السفلى. الذى نزل هـو الذى صعد أيضا فوق جميع السماوات لكى يملأ الكل ( أفسس 4 : 9 - 10 ).
فالمسيح ليس إنسانا مثلنا يمكن أن يملك عليه الموت كسائر البشر بل إذ هو بالحقيقة روحا محييا ( كورنثوس الأولى 15 : 45 ) فقد أتى إلينا فى الجسـد من أجل أن يقيمنا من الموت بروحه المحيى فنحيا به لأنه فيه وحده كانت الحياة ( يوحنا 1 : 4 ) لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى كذلك الابن أيضا يحيى من يشاء ( يوحنا 5 : 21 ).
لأن ناموس الروح المحيى فى المسيح يسوع قد أعتقنا من ناموس الخطية والموت ( رومية 8 : 2 ).
لهذا قال لمرثا أخت لعازر :
أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد. أتؤمنين بهذا ؟ فقالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتى إلى العالم ( يوحنا 11 : 25 - 28 ).


Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

1 comments:

sandora said...

ربنا يبارك عمللك

Post a Comment

لا تقراء وترحل
اضف تعليقا