القيامة و التعييد معاً
فقد أعلن قيامته ببراهين لا تُقاوم و أظهر القيامة بقيامته. فلنُمسك بقدميه و نسجد له جميعاً كي يقيمنا و كي يوحدنا و ينزع كل ألم و كل شدة , هو رئيس الحياة و رئيس الإيمان و مكمله و هو باكورة البدء ثم نحن الذين له عند مجيئه, و هو لن يترك نفوسنا في الجحيم و لا يدع قديسيه يروا فساداً... يوم أمس صُلبنا معه و اليوم نتمجد بقيامته المجيدة..لأنه أنعم لنا بالحياة الأبدية و بالرجاء الحي, و هو يقيمنا فنحيا أمامه (هوشع 1:6) غير مصدقين من الفرح(لو 36:24) تلك الرحمة الجزيلة التي للميراث الذي لا يَفنى و لا يتدنس و لا يضمحل, المحفوظ في السموات لأجلنا, بالزرع الذي لا يفنى... مستترين مع المسيح حتى متى أظهر المسيح حياتنا, نظهر نحن أيضاً معه في المجد " في معيته ".
الآن قام المسيح و تمجد و ارتفع , فلنوجه حنوطنا و أطيابنا و كل ما لنا إلى هناك, إلى فوق, نهتم بما فوق و نطلب ما فوق, لأننا بجلدته شُفينا و بنزوله إلى جحيمنا نزل ليس إلى الأرض فقط إلى ما تحت الأرض ليرفعنا و يصنع بنا عجباً. إن ليلة قيامته أكثر ضياء من النور و أكثر لمعاناً من الشمس و أكثر بياضاً من السحاب و أكثر بهاء من المصابيح , تطرد كل ضعف و موت و نتن و ظلمة و مخاوف... مرعبة للشياطين و لأتباع الشياطين.
فلنعش قيامتنا و نشهد لها و نتحد معاً, مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا... ( لمجاوبة لا لمحاربة ) بوداعة و خوف و ضمير صالح, حتى يخزى الذين يفترون علينا شراً,لأن هذه هي الخميرة الإنجيلية التي تخمر عجين البشرية كلها, و تشفيها من العدم و اللامعنى و الإنفلات و الكراهية والإرهاب و المخدرات و الضلال. فالكنيسة لم توجد لذاتها بل لخلاص العالم,و الروحانية الخصبة ليست منطوية بل عاملة في شهادة و حوار بين إعلان القيامة من ناحية و بين عالم شديد التعقيد من ناحية أخرى.
ينبغي علينا أن لا نستحي بإنجيل المسيح.. و أن نشهد لمسيحنا الحي, إننا أبناء القيامة, إنها شجاعة الوجود من أجل بنيان ملكوت الله و من أجل معالجة الإنهيار العصبي و الإخلاقي الذي استشرى في عالمنا. و ما نزول المسيح الظافر إلى الجحيم ( جحيم الإنسانية و جحيم كل واحد منا ) إلا لخلاصنا و لحياتنا و لشفائنا و لقيامتنا كلنا, فالجحيم الحقيقي هو غياب الله. في المسيح القائم تنقشع كل الغيوم و تتشدد كل الأيادي و تتقوى كل الضعفات و تستتر كل العيوب و تضيء الوجوه بضياء الجلد و نمضي من بدايات إلى بدايات جديدة بلا نهاية, تلك هي آية الحضور الإلهي و القيامة وجدة الحياة.
0 comments:
Post a Comment
لا تقراء وترحل
اضف تعليقا