ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Saturday, March 20, 2010

التجارب الثلاثة

الرب يسوع والتجارب الثلاث للقديس أمبروسيوس
_______________________________________

+ «أما يسوع فرجع من الأُردن مُمتلئاً من الروح القدس، وكان يُقتاد بالروح في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من إبليس... ولما أكمل إبليس كل تجربةٍ فارقه إلى حين» (مت 4: 1-11؛ لو 4: 1-13).
المسيح صام وجُرِّب وانتصر من أجلنا:
____________________________________

حقّاً إن الرب يسوع بصومه ووحدته يعضدنا ضد مجاذبات الشهوات. فربنا كلنا قد احتمل أن يُجرَّب من الشيطان، لكيما نتعلَّم نحن جميعاً فيه (في الرب) كيف نظفر به...

لقد جاع الرب في البرية حتى ما يُكفِّر بصومه عن الطعام الذي ذاقه الإنسان الأول بعصيانه.

لقد كانت أفضل وسيلة لكسر فخاخ الشيطان، هي تقديم طُعْم مُناسب له. وهكذا، إذ يأتي لينقضَّ على الفريسة، يقع هو نفسه في شباكها، وبذا يمكن أن نقول مع النبي: «حفروا قدَّامي حفرة، فسقطوا في وسطها» (مز 56: 7).

وماذا عساه أن يكون هذا الطُّعْم سوى جسدٍ؟ لذا لَبِسَ الرب يسوع جسداً ضعيفاً وقابلاً للموت ليُصلَب به «عن ضعف» (2كو 13: 4)...

لنتبع، إذن، آثار خطوات الرب ونحن نَعبُر من البرية إلى الفردوس، ولننظر أية طُرق نسلكها: فالآن ها هو المسيح في البرية، يدفع الإنسان إليها، ليُعلِّمه ويُشكِّله ويُدرِّبه ويمسحه بالدهن المقدس...


+++

لقد صام الرب أربعين يوماً... وبهذا الرقم السرِّي يفتح لنا الرب طريق الدخول إلى الإنجيل.

فإن كان أحدٌ يريد أن يقتني مجد الإنجيل والقيامة، فعليه ألاَّ يستعفي من هذا الصوم السرِّي.

ولكن لماذا ذكر الإنجيلي أن المسيح جاع، الأمر الذي لا نجد أية إشارة إليه في صوم موسى وإيليا؟ إن الذي استطاع أن يبقى أربعين يوماً بدون أن يجوع، قد دلَّ بذلك على أنه جائع ليس إلى خبز الجسد، بل إلى خلاص (الناس)؛ وبنفس هذا الجوع كـان يستثير الشيطان الذي كان قـد تلقَّى ضربة أُولى بصوم الرب أربعين يوماً.

وهكذا كان جوع الرب حيلة فاضلة. فقد كان إبليس يهاب عظمته متحذِّراً منه؛ ولكن لما رآه قد جاع، انخدع لذلك وتقدَّم ليُجرِّبه كإنسان ظانّاً أنه لن يمنعه شيء من الظفر به.

فاعلموا، إذن، هذا السر: إنه من عمل الروح القدس، ومن تدبير الله؛ أن يتواجه المسيح مع الشيطان ليُجرَّب.

ونحن نعلم أن إبليس يستعمل ثلاثة سهام يُصوِّبها نحو النفس البشرية، تلك هي: الشراهة، والمجد الباطل، والطموح. إنه يبدأ (في تجربة المسيح) بما سبق أن غلب به (آدم)؛ وهكذا أنا أيضاً أبدأ أن أغلب في المسيح بما سبق أن غُلِبتُ به في آدم، إنني أغلب في المسيح بقدر ما يكون المسيح - وهو صورة الآب - مثالاً لي في الفضيلة.

شهوة الجسد (الشراهة):
______________________________________

فلنتحذَّر، إذن، من الشراهة والشهوات الحسية، فهي سهام العدو... كان إبليس يعلم أن ابن الله سيأتي، ولكنه لم يكن يظن أنه سيأتي في مثل هذا الجسد الضعيف، فقال له: «إن كنتَ أنت ابن الله»...

إنه يشهد بأنه يؤمن بالله، ولكنه يجتهد أيضاً أن يخدع (المسيح) كـإنسان. ولكن انظروا أسلحة المسيح التي ظفر بها لأجلنا، وليس من أجله هو.

إنه لا يستعمل قوته كإله - لأني ماذا كنتُ أستفيد من ذلك؟ - ولكنه كإنسان يلجأ إلى الوسيلة العادية، وهي أن ينشغل الإنسان بأن يغتذي بالمطالعة في الكتب الإلهية بالدرجة التي يهمل معها جوع الجسد، ويقتني طعام الكلام السمائي؛ هكذا كان موسى، فلم يَشتهِ الخبز، وإيليا فلم يحس بالجوع حتى بعد صوم طويل.

لأنه غير ممكن لمَن يتبع كلمة الله أن يشتهي الخبز الأرضي حينما يقبل جوهر خبز السماء، وما من شك أن الإلهي يفضل عن البشري، والروحي عن الجسدي.

وهكذا أيُّ مَن يشتهي الحياة الحقيقية، فليطلب هذا الخبز الذي بجوهره غير المنظور يُثبِّت قلب البشر (مز 103: 15). والرب قد أظهر في نفس الوقت بقوله: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، أنـه تجرَّب بالجسد الذي أخذه منَّا وليس بأُلوهيته.

شهوة العيون (المجد الباطل):
_________________________________

يأتي بعد ذلك سهم المجد الباطل. وما أسهل ما يُصطاد به الناس، لأنهم حينما يتمنون إظهار الفضيلة، يتركون عنهم المركز والموضع الجدير بأتعابهم.

لقد قيل: «ثم جاء به إلى أورشليم وأقامه على جناح الهيكل»... فإنَّ هذا هو المجد الباطل: حينما يظن الإنسان أنه يزداد علوّاً، تأتيه شهوة عمل الأعمال الخارقة لتُحدره إلى الهاوية.

فتعلَّموا، إذن، أنتم أيضاً كيف تغلبون إبليس.

إن الروح القدس يقودكم، فاتبعوا الروح القدس؛

لا تنقادوا بشهوة الجسد؛

تعلَّموا احتقار الملذَّات؛

صوموا إن كنتم تريدون أن تغلبوا...

إن إبليس لا يستطيع أن يؤذي إلاَّ ذاك الذي يُلقي بذاته إلى أسفل.

فمَن يترك عنه السماء ليختار الأرض، يَدَع حياته تسقط بإرادته في مثل تلك الهوَّة.

إن إبليس حينما يرى إنساناً متديِّناً، مشهوراً بالفضيلة، مقتدراً في الأعمال والمعجزات، فإنه ينصب له شبكة المجد الباطل كيما ينتفخ بالكبرياء، فلا يعتمد على التقوى بل على برِّه الباطل، ولا ينسب الخير لله بل يُمجِّد به نفسه.

ولذلك كان الرسل يأمرون الشياطين باسم المسيح وليس بأسمائهم الخاصة، كيلا يُظهِروا أنه في أنفسهم شيء. وهكذا قال بطرس (الرسول) للمقعد: «باسم يسوع الناصري قُمْ وامشِ» (أع 3: 6)، كما نتعلَّم من بولس (الرسول) الهرب من المجد الباطل، إذ قال:

+ «أعرف إنساناً... أفي الجسد؟ لستُ أعلم! أم خارج الجسد؟ لستُ أعلم! الله يعلم... ولكن من جهة نفسي لا أفتخر إلاَّ بضعفاتي» (2كو 12: 3-5).

وهنا أيضاً لم يفعل الرب ما يُرضي إبليس، بل أجابه: «لا تُجرِّب الرب إلهك».

تعظُّم المعيشة (الطموح):

+ «وأخذه إبليس إلى جبلٍ عالٍ، وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظةٍ من الزمان».

حقّاً تُرَى أمور الدهر الحاضر والأرضي في لحظةٍ من الزمان، وهذا لا يعني سرعة الرؤيا بقدر ما يعني هزالة قوتها البالية. في لحظةٍ من الزمان، يزول هذا كله، وكثيراً ما يمضي نعيم الدنيا قبل أن يأتي... هذا يدعونا لازدراء الطموح الباطل.

فلنعبد، إذن، إلهنا الواحد. ولا نخدمنَّ سواه حتى ما يُجازينا بثمار الحياة الأبدية الأفضل، ولنهرب من كل ما هو تحت سيادة إبليس لئلا نقع تحت عبوديته المُرَّة.

وغير خافٍ أنَّ من أكبر مساوئ الطموح، هو أنه يجعل الإنسان يتمسَّح من أجل استجداء الكرامة، الأمر الذي قد يؤدِّي به إلى الإجرام.

إن الطموح يستجلب الاحترام من خارج ويجرُّ الهلاك إلى الداخل. ومن أجل أن يسود على الآخرين يبدأ بأن يكون عبداً لهم. إنه يتزلَّف من أجل أن يقبل الكرامات، ويتسفَّل من أجل أن يرتفع...

+ «وبعد ما أكمل إبليس كل تجربة، فارقه إلى حين». +

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 comments:

Post a Comment

لا تقراء وترحل
اضف تعليقا