ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Tuesday, March 30, 2010

تأملات في الآم رب الـمجد

بقلم  أبونا مرقص عزيز 
حياة رب المجد هي سلسلة من الآلام والأوجاع والأحزان … لم يراه أحد ضاحكاً على الإطلاق . حقاً قال بفم داود النبي عن نفسه " حياتي فنيت بالحزن وسنيني بالتنهد "( مز 31 : 10) ولقد كان يسوع عالماً بكل ما يأتي عليه ( يو 18 : 4 ) … لذلك قال عنه النبي" وجعى مقابلي دائماً " ( مز 38 : 17) .. عجباً فالذي يشهد عنه الوحي الإلهي قائلاً " أنت أبرع جملاً من بني البشر " ( مز 45 : 2 ) نراه وقد تلطخ وجهه بالدماء فقد أنقص الجلادون على جسده الواهي بالعصي والمجالد بلا رحمه ولا هوادة فتزعزعت عظامه وجعاً وتمزق جسده جرحاً . وتطاير لحمه فلذاً . حقاً تنبأ داود النبي  قائلاً " اكتنفتني حبال الموت . أصابتني شدائد الهاوية كابدت ضيقاً وحزناً " .. الذي " حلقه الهاوية حلاوة وكله مشتهيات " ( نش 5 : 16 ) قيل عنه أنه مجنون ومجدف ومثير قلق ووقف بين أعداءه كحمل بين ذئاب وكحمامة بين الجوارح .

ربي لقد سببت لك أنا كل هذه الآلام الباهظة .. العار الذي وضع عليك هو عاري أنا . ولا أدري ماذا أفعل بك يا ربي بعدما أنقذتني من الهلاك ؟ هل يكفي أن أكرس لك ذاتي حتى يوم لقاك ؟ .. ربي دمك عني سفكته والمر لأجلي شربته والموت أيضاً قبلته حتى خوفي أبدلته .ما أعجبك رب فعذا باتنا قاسيت ونفوسنا الدنسة اشتريت وحتى الموت ارتضيت أنني أتساءل كيف ؟ .. كيف من اجل الخطاة يا ربنا القدوس تتحمل خطايانا ولعنة الناموس .كيف من أجلي سال قلبك الرقيق بالدمع وأحزنتك خطاياي وذبت كالشمع .. من أنا ؟ .. أنا الخاطئ الشقي فكيف من أجلي عانيت والمر عني سقيت .

بين بستان وبستان
تعال بنا إذاً لندخل البستان ونتأمل في ذلك المنظر فأننا لا نجده مفرحاً بل محزناً هناك تقع عيوننا على مشهد يجرح القلب ويذيب الفؤاد ، هناك نبصر السيد المسيح ( آدم الجديد ) في البستان يعمل لا لكي يتنعم ، كما كان ( آدم الأول ) في جنه عدن ، بل يجاهد ليقدم الخلاص للبشر . فما اعظم الفرق بين هذين البستانين ، فالأول توفرت فيه كل أسباب الراحة والسرور ، والثاني أفعم بعلامات الحزن والكآبة  بستان خصب وبستان مجدب ، بستان يستريح فيه المخلوق وبستان يتعب فيه الخالق ، بستان أبتدأ فيه شقاء الإنسانية وبستان خرجت منه ينابيع السعادة لبني آدم ، بستان فيه سقطنا وبستان فيه قمنا ، بستان فيه دين آدم ، وبستان فيه وفي يسوع عنه دينه .

قال القديس أوغسطينوس : يا لحكم الله غير المدرك : يخطئ الأثيم ويعاقب الكريم ، يجرم الطالح ويجلد الصالح ، وما يرتكبه المنافق يحتمله الصديق ، وما يستقرضه العبد يدفعه الرب ، وما يلقيه المخلوق يلقاه الخالق .
لماذا خنت سيدك ؟
انظروا هانحن نسمع وقع أقدام ، لقد ظهرت أنوار ومصابيح وبدت في الأفق شرذمة العصاه يتقدمهم يهوذا ، لقد أقتادهم إلى جثيماني ، كم ترجف الأوصال من هذه الخصال ، لقد أتخذ يهوذا من التقبيل علامة للغدر والتدليل حقاً تنبأ المرنم قائلاً " رجل سلامتي الذي وثقت به ، آكل خبزي . رفع على عقبه " ( مز 41 : 9 ) وهاهو يعبر عن خبثه ومكره وتسليمه فيقول " ألين من الزيت كلماته وهي سيوف مسلولة "
يهوذا لماذا خنت سيدك ؟.لقد دعاك وجعلك شيئاً بعد أن كنت مجهولاً .أعطاك نصيباً في عشرته وعلى يديه كنت محمولاً .من يديه أيها الشرير أخذت كل ما يطهرك ، ألم يكن ذلك كافياً حتى يردعك . لقد أعلن مراراً أن واحداً سيسلمه وكان يعرفه ، لم يطرحك خارجاً بل بيديه المباركة غسل إقدامك الملوثة . ماذا أنت؟ هل أنت حجر ؟ أم حبك للمال قد ظفر ؟ لماذا تقف أمام مخلصك وتوجه له هذه الضربة ، حقاً تنبأ المرنم قائلاً " أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي " ( مز 38 : 11 ) .
                       
ولماذا نحن نخونه ؟
لقد خنت سيدك وبعته بثلاثين من الفضة ، وأنت يا نفسي لماذا تخونين سيدك ألست تبيعينه بشهواتك ؟ بلذة عابرة ! ما قيمة هذه اللذة ؟ أليست هي الثلاثين من الفضة التي باع بها يهوذا سيدك . لقد قبلت ربك مرارا وأعلنت له الحب ، ولكنك لم تكادي تفارقيه حتى تستسلمي لا عداءه فتسلمينه لهم . أنك يا نفسي مثل يهوذا بالأمس تكونين معه واليوم تتجاذبك أشياء تجرحه وتفقدي نقاوة النعمة الثمينة . أنك مثل يهوذا اليوم من ربك تتناولين وفي الغد لأعداءه  تستسلمين .

آه يا يهوذا
لقد بعت سيدك كخروف للذبح ثم ذهبت علي وجهك هائما لا تستطيع أن تخنق صوت ضميرك وهو يؤنبك علي  جريمة ارتكبتها .. انظروا إلي الفادي وما يخالج نفسه من ناحية يهوذا . انظروا الحزن الشديد عليه عندما رآه منحدرا نحو الهلاك الأبدي بعدما قضي أياما طويلة في مدرسة الحب الإلهي .آه يا يهوذا ! لماذا لم تأتي وترتمي عند قدمي مخلصك حتى يغفر لك ؟ أن كنت لا تتجاسر أن تقترب منه خوفا ممن يحيطون به فالتفت علي الأقل تجاهه فكنت تري عينيه وهي محدقة فيك.

وأنت يا نفسي وأنتم يا غارقون في الشر . يا من عشتم تائهين هاربين بسبب ذنوبكم . إذا كانت خطاياكم قد قست قلوبكم أو أعمتها . ليتكم تقفوا علي حالتكم ولا تدعوا اليأس يستولي عليكم بل انظروا إلي رب الحياة و استغيثوا بالرحمة فتحصلوا علي الغفران . انظروا فبينما كان هلاك يهوذا يغرق قلب يسوع في لجة الحزن . كان الجلادون القساة يلقون علي كتفيه الداميتين بالصليب الغليظ الذي عليه تم الفداء . لقد ترك يهوذا مسيحه وجري . هاهو يحاول إرجاع ثمن جريمته إلي الكهنة ، ولكنهم يشيحون عنه بوجوههم باحتقار أنه ينطلق إلي الهيكل ومنه إلي وادي هنوم . ذلك المكان الموحش المقفر ثم يتجه إلي منحدر الجبل حيث الصخور العمودية وحيث توجد الشجرة الشائخة اليابسة التي توقفت عن النمو . لماذا هذا يا يهوذا ؟ هل بين تلك الشجرة وبينك تشابه ؟ ليتك تهرب من هنا وتعود لسيدك تسترحمه . ماذا تصنع بذاتك ؟ لماذا تصعد علي قمة الصخرة ؟ لماذا تلف ثيابك حول حقويك ، أنك تخنق نفسك بربط ملابسك في الغصن وحول عنقك . أنك تلقي بنفسك من فوق الشجرة ؟ انظروا هاهو يتأرجح . لقد فقد وعيه . أنه لا يزال حي لم يلفظ أنفاسه بعد . أن الغصن جاف . انه يتكسر وهاهو الغصن يهودي حاملا من خان سيده . لقد سقط علي الصخور المسننة في الوادي فأخترقت أحشاؤه و خرجت من بطنه.

تحدير لكل اليهوذات المعاصرين
هذه كانت نهايه الخائن ’ الا زلت تبيع سيدك ؟ و لماذا ؟ لأجل منصب ؟ لأجل مال ؟ الكل الي زوال , أم لأنك خائف و جبان , انظر سيدك في انتظار عودتك ’ فهل تتوب و تنقذ نفسك من لهيب جهنم

Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 comments:

Post a Comment

لا تقراء وترحل
اضف تعليقا