ابحث عن اى شى ترنيمة - فيلم - عظة - اخبار المسيحين - اضطهاد المسيحيين هنا

بحث مخصص

اشترك فى المدونة

ادخل ايميلك وتابع كل ما هو جديد

Delivered by FeedBurner

Sunday, March 7, 2010

كلمات مميتة

فى كل مرحلة من حياة أي إنسان، لها بهجتها والتزامتها، وطموحها، في البداية يبدأ الانسان صغيراً ويسعى أن يتقدم في حياته، واضعاً لنفسه أهداف ورؤى، ثم تتقدم به الأيام، وبعض هذه الأحلام تموت مع الوقت، وبعضها يتحول إلى حقيقة، وأصحاب الإنجازات العظيمة في العادة تكون لهم منذ البداية أحلام عظيمة.
ومع الوقت تتحول تلك الاحلام الى حقائق، عندها يلتف من حوله مجموعة من البشر الذين تعودوا الاستفادة من نجاحات الآخرين، يظهرون ويبدأون في إظهار اهتمام زائف. نحن نسمي هؤلاء (منافقون).
ولكن، كثيرون يعجبهم كلمات النفاق، وينساقوا اليه، بل وعلى الرغم من ثقتهم أنه نفاق هم يصدقونه. ويكافئون من يفعل هذا، بل وتتسبب هذه العبارات المخادعة في تغيير الكثير منسلوكياتهم وأفكارهم.
والبعض الآخر لا تنطلي عليه هذه العبارات المخادعة، فلا تغير من اتجاهاته ولا تفكيره، ويظل في طريقه رغم حلاوة العبارة.
وفي الكتاب المقدس هناك أكثر من نموذج لهؤلاء المنافقين. على سبيل المثال النبي العظيم يوحنا المعمدان واجه هؤلاء المنافقين.
اقرأ معي هذا النص "فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ َلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ". (يوحنا3: 26-31)
هل رأيت هؤلاء (الناصحين؟) ماذا ارادوا ان يقولوا؟ تأمل العبارات بدقة لنر الرسالة التي يريد هؤلاء الناصحون توصيلها الى يوحنا:-
- يا معلم: ونلاحظ أن التعبير المستخدم هو نفسه المستخدم للمسيح، ومن النادر أن تستخدم هذه الكلمة لنبي يهودي، فالنبي هو رجل الله، وناقل كلمات نبوة للشعب، بمعنى انه مجرد إناء لتوصيل عبارات الله للناس، ولكن استخدمت هذه الكلمة كما لو كانوا يريدون موازنة السيد المسيح –المعلم- وبين يوحنا.
- هوذا الذي كان معك: ونلاحظ هنا تقليل من شأن السيد المسيح ، ولسان حالهم يقول من هو هذا الرجل الذي لا نتذكر حتى أسمه، لكي يفعل ما فعل. إذا فالأمر لم يصبح موازنة بين شخصين، ولكنه رسالة أرادوا أن يوصلوها ليوحنا "انت الأعظم، من هذا الذي حتى لا نذكر اسمه لكي يوازي نفسه بك.
- الذي أنت قد شهدت له: هو بدونك لا شيء، هو لم يستمد شهرته أو عمله بدون شهادتك. تذكر هذا يا يوحنا. فمن هو الذي يقف قدامك؟!
- هو يعمد: يقلدك، ويقلد خدمتك، ويقلد تعليمك، حتى يحصل على ما حصلت عليه أنت من شهرة. هل هذا جدير بتشجعيك له؟
- الجميع يأتون اليه: لو لم تأخذ حذرك سينفض عنك الجميع، ها نحن قد نصحناك، نحن نحبك ونخاف على خدمتك، وهو سيسحب منك البساط، فاحترس.
إلى هنا تنتهي رسالة هؤلاء المحبين، فما رأيك بها. رسالة واضحة وتبدو جميلة، وبها الكثير والكثير من مشاعر الود والمحبة.
في الواقع علينا أن نحترس بشدة من هؤلاء المحبين، لأنهم في العادة لديهم خطة لحياتنا تختلف عن خطتنا نحن لحياتنا، وإذا لم نستوعب الفكرة، سوف ننجرف لتلك الأفكار ذات الشكل الجميل، والمضمون المسموم، التي ربما تغير من اتجاه أهدافنا بالكامل.
لنر رد فعل يوحنا
هو رجل يعرف هويته، وسبب إرساليته، والى أي شيء سوف يصل، وعلى أي نهاية سينتهي، لذلك هو رد مدافعاً عن المسيح، وأيضاً عن نفسه في هذا الموقف لئلا يكون هناك أي سوء فهم لرسالته. لذلك هو قال:
- المسيح لن يأخذ شيئا بدون أن يعطى له: وهو اعتراف وشهادة جديدة من يوحنا أن المسيح مرسل من الله، وأن ما يفعله هو بتوجيه من الله وليس تقليد له، ومحبة الناس ودعمهم له هو تدعيم سماوي، وليس ليوحنا أي فضل فيه – الجميل هو عدم انسياق يوحنا لأفكارهم، هو يفهم جيداً طبيعة المسيح
- لم أدعِ مطلقا انني المسيح: في بساطته لم يرى يوحنا أن هؤلاء الناس يريدون الإيقاع بينه وبين المسيح، ولم يفترض هذا حتى، ولكنه أوضح هويته هو لئلا يكون هناك لبس في التفكير، فقال أنا لست المسيح. من هو إذاً، هذا ينقلنا للفكرة الأخرى.
- انا مجرد صديق للعريس، لذلك ينبغي أن أفرح: على أي شيء تفرح؟، هل تفرح عندما ينفض الناس من حولك؟ أجل، أفرح، لأنهم ذهبوا للشخص الصح، من منا يمكن أن يفعل هذا!!
- ما قلتوه تسبب في فرحي: أنتم تريدون اغاظتي حتى أسلك سلوك من شأنه يدمر دعوتي ودعوته، فكم من المرات كان البحث فيها عن الذات مدمراً للكثير من الخدمات، والكثير من العلاقات، ولكني لن استجيب، بل أنا أرى أن هذه الأخبار يجب أن تجعلني أفرح، بل وأتهلل، لأني نجحت في الدور الذي أعطاني إياه الله، إذا قلتم أنني شهدت له، فشهادتي حق، وإذا تسببت شهادتي هذه النتيجة، فهذا يفرحني.

ألا ترى معي كم أن هذا الرجل عظيم وذلك بسبب أن :
 أذنه لا تستجيب لسلبيات الآخرين
 ما هو فيه ليس بفضل منه، بل من الله
 لا يدعي بغير ما فيه
 اعتراف بهوية المسيح أنه
o سماوي
o فوق الجميع
***

نأتي لنموذج آخر أستمع الى كلمات المنافقين، والنص موجود في سفر الأعمال لنقرأه سوياً "وَكَانَ هِيرُودُسُ سَاخِطًا عَلَى الصُّورِيِّينَ وَالصَّيْدَاوِيِّينَ، فَحَضَرُوا إِلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَاسْتَعْطَفُوا بَلاَسْتُسَ النَّاظِرَ عَلَى مَضْجَعِ الْمَلِكِ، ثُمَّ صَارُوا يَلْتَمِسُونَ الْمُصَالَحَةَ لأَنَّ كُورَتَهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ كُورَةِ الْمَلِك فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ لَبِسَ هِيرُودُسُ الْحُلَّةَ الْمُلُوكِيَّةَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ فَصَرَخَ الشَّعْبُ:«هذَا صَوْتُ إِلهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ فَفِي الْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الْمَجْدَ للهِ، فَصَارَ يَأْكُلُهُ الدُّودُ وَمَاتَ." (أعمال 12: 20-23)
في هذا النص نجد أن أهل صور وصيدا كانت لديهم مشكلة كبيرة مع هيرودس الملك، إذ أنه ساخط عليهم، وهو كان مصدر طعامهم الوحيد، فماذا يفعلون؟
يوسطون أحد رجال البلاط الملكي واسمه "بلاستس الناظر" لكي يصالحهم عليه، وعند اللقاء جاء هيرودس بلباسه الملكي، وعندما بدأ يتكلم، صرخ الشعب منافقاً "هذا صوت اله".
عبارات نفاق واضحة، هدفها واضح، ولكن الملك لم يرها، بل قل أنه لم يرد أن يراها، لقد أحب الفكرة، وأراد أن يمجد نفسه، فماذا كانت النتيجة؟! نهاية سيئة بل مميته، والغريب أن العقاب جاء للملك الذي قبل المجد لنفسه ولم يشمل العقاب الرعية المجاملة. لقد كان الأحرى بالملك أن يوقف الرعية مثلما فعل النبي يوحنا، ولكنه لم يفعل، بل استمتع بالفكرة، واستمتع بالكلمات، ولكنها كانت كلمات مسمومة فجائت النهاية المميته.
صديقي، هناك كلمات محيية، وكلمات مميتة، فلا تدع الكلمات تغرك، يكفي أن تعرف الهدف مما يقال لك، وماذا سينتج عن هذه الكلمات.
- هل ستوصف بما ليس فيك؟
- هل ستظلم أحداً بسببها؟
- هل ستتغاضى عن شر يمكن أن تمنعه؟
كل هذه الأشياء بمثابة سم في وسط كلمات من الممكن أن توجه لك، وجه المجد لله، ولا تدع الكلمات تؤثر على قرارتك.
Stumble
Delicious
Technorati
Twitter
Facebook

0 comments:

Post a Comment

لا تقراء وترحل
اضف تعليقا